صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







إيضاح مسائل العربية على متن الأجرومية 32

اضغط هنا لتحميل الكتاب على ملف وورد

خالد بن سعود البليهد

 
بسم الله الرحمن الرحيم
بَابُ لا التي تعمل عمل إنَّ


(بَابُ لَا، اِعْلَمْ أَنَّ "لَا" تَنْصِبُ اَلنَّكِرَاتِ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ إِذَا بَاشَرَتْ اَلنَّكِرَةَ وَلَمْ تَتَكَرَّرْ "لَا" نَحْوُ "لَا رَجُلَ فِي اَلدَّارِ) فَإِنْ لَمْ تُبَاشِرْهَا وَجَبَ اَلرَّفْعُ وَوَجَبَ تَكْرَارُ "لَا" نَحْوُ لَا فِي اَلدَّارِ رَجُلٌ وَلَا اِمْرَأَةٌ"، فَإِنْ تَكَرَّرَتْ "لَا" جَازَ إِعْمَالُهَا وَإِلْغَاؤُهَا, فَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ "لَا رَجُلَ فِي اَلدَّارِ وَلَا اِمْرَأَةً".  وإِنْ شِئْتَ قُلْتَ "لَا رَجُلُ فِي اَلدَّارِ وَلَا اِمْرَأَةٌ").

هذا هو الباب السابع من المنصوبات وقد بين المؤلف رحمه الله عمل لا النافية للجنس إذا دخلت على النكرات وبين شرط ذلك فإن اختل الشرط وجب الرفع وبيَّن حالة أخرى للا النافية يجوز فيها الإعمال والإلغاء.


تعريف لا النافية للجنس:

هي التي تنفى جميع الجنس على سبيل التنصيصِ بحيث لا يبقَ فردٌ من أفراده فإذا قال المتكلم:
(لَا رَجُلَ فِي اَلدَّارِ). أفاد أنه لا يوجد أي ذكر بالغ فى الدار وكذلك إذا قال: (لا امرأةَ فى البُستانِ). أفاد أنه لا يوجد أمرأة قط في البستان فيكون المنفي بها جميع أفراد الجنس وهو ما كان شائعاً غير معين في جنسه كرجل ونحوه من النكرات فلا تقول لا زيد أو لا هند فهنا نافية للواحد لا للجنس.

ولا النافية ستة أقسام:

الأول:
لا النافية للجنس: وهى المذكورة هنا في هذا الباب.
الثانى:
لا النافية الحجازية: وهى التى تُشبه عمل ليس.
الثالث:
لا العاطفة: نحوُ: (أعطِ فاطمةَ لا أُختَها).
الرابع:
لا المعترضة بين الجار والمجرور: وتُسمى زائدة نحو: (جئتُ بلا راحلةٍ).
الخامس:
لا الواقعة حرف جوابٍ المناقضة لـ نعم.
السادس:
لا الواقعة فى غير ذلك.

و تعمل لا عمل إن فتنصب الإسم وترفع الخبر بشروط أربعة:

الشرط الأول:
أن يكون إسمها وخبرها المفرد نكرتيْنِ فإن كانا معرفتين لم تنصبه ووجب تكرارها نحو: (لا الغني مرتاح ولا الفقير مرتاح). فهنا لا لم تعمل لأنها دخلت على معرفتين.
الشرط الثاني:
أن يكون إسمها متصلا بها فإن فصل بينها وبين اسمها فاصلٌ لم تنصبه وألغي عملها ووجب تكرارها نحو: (لا في البيت ماءٌ ولا تمرٌ).
الشرط الثالث:
أن يكون إسمها مقدمًا على خبرها فإذا تأخر اسمها على خبرها لم تعمل نحو قوله تعالى: (لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ). وإعراب الآية الكريمة: لا نافية لا عمل لها. وفيها جار ومجرور متعقان بخبر مقدم محذوف تقديره كائن. وغول مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة في آخره. والواو عاطفة. ولا نافية لا عمل لها. وهم ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. وعنها جار ومجرور متعلقان بالفعل ينزفون. وينزفون فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل. ودلت الآية على وصف خمر الجنة بوصفين منتفيين في خمر الدنيا الأول ليس فيها أذى والثاني لا تذهب بالعقل وهذا يدل على كمال نعيمها ومن شربها في الدنيا ولم يتب منها لم يشربها في الآخرة.
الشرط الرابع:
ألا تُسبق بحرف جر فلو دخل عليها حرف جر لتسلط على اسمها أي على ما بعد لا فجره ولم يعد لها عمل فتقول: (جئتُ بلا زادٍ).

اسم لا النافية للجنس على ثلاثة أنواع:

1-المفرد:
وهو غير المضاف ويبنى على ما ينصب به نحو: (لا رجلَ حاضرٌ). وإعرابه: لا النافية للجنس. ورجلَ اسم لا مبني على الفتح فى محل نصب. وحاضرٌ خبر لا مرفوعٌ بها وعلامة رفعه ضم آخره. ونحو: (لا رجلين في الدار). وتعرب رجلين اسم لا النافية للجنس مبني على الياء. ونحو: (لا رجالَ في الدار). وتعرب رجال اسم لا النافية للجنس مبني على الفتح.

2- المضاف:
نحو: (لا صاحبَ علمٍ ممقوتٌ). وإعرابه: لانافية للجنس تعمل عمل إن. وصاحبَ إسمها منصوبٌ بها و علامة نصبه الفتحة على آخره وهو مضافٌ وعلمٍ مضافٌ إليه مجرور بالكسرة. وممقوتٌ خبرها وعلامة رفعه ضم آخره.

3- الشبيه بالمضاف:
وهو ما اتصل به شيءٌ يُتمم معناه نحو: (لا طالعًا جبلاً حاضرٌ). وإعرابه: لا نافية للجنس تعمل عمل إن. طالعا إسم لا منصوبٌ بها و علامة نصبه الفتحة على آخره وطالعا إسم فاعل يعمل عمل الفعل فيرفع الفاعل وينصب المفعول وفاعله مستترٌ فيه جوازًا تقديره هو. وجبلا مفعول به منصوب و علامة نصبه الفتحة على آخره. وحاضرٌ خبر لا مرفوعٌ بها وعلامة رفعه ضم آخره.

إذا تكررت لا النافية للجنس مع المفرد نحو: (
لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله). فلك في إعراب الجملة وجهان:
الوجه الأول:
أن تفتح النكرة الأولى (حولَ). على أنَّها اسم للا التي تعمل عمل إن  تنصب الإسم و ترفع الخبر.
و يجوز لك حينئذ فى النكرة الثانية (قوةَ) ثلاثة أوجه:

الفتح:
على أنها إسم للا الثانية النافية للجنس يعنى على إعمال لا. فتقول: (لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله).
النصب:
على اعتبار أن لا الثانية زائدة فتكون النكرة الثانية معطوفة على محل إسم لا الأولى. فتقول: (لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله).
الرفع:
على اعتبار أن لا الثانية زائدة فتكون لا واسمها معطوفة على محل لا الأولى مع إسمها وهو محل رفع بالإبتداء. قتقول: (لا حولَ ولا قوةُ إلا بالله).

الوجه الثاني
: أن ترفع النكرة الأولى (حول). بناء على أن لا ملغاة لا عمل لها لأنها تكررت فيكون حول مبتدأ مرفوع بالإبتداء والخبر محذوف تقديره لنا والذي سوغ الإبتداء بالنكرة هو سبقها بالنفي.
و يجوز لك حينئذ فى النكرة الثانية وجهان:

الرفع:
على أن لا ملغاة لا عمل لها وما بعدها مبتدأ. فتقول: (لا حولُ ولا قوةُ إلا بالله).
الفتح:
على أنَّ لا نافية للجنس تعمل عمل إنَّ فتنصب الإسم فتقول: (لا حولُ ولا قوةَ إلا بالله).
و
الخلاصة: لك في إعراب النكرة الأولى وجهان:
إما أن تفتح و إما أن ترفع فإن فتحت الأولى جاز لك في النكرة الثانية ثلاثة أوجه: الفتح و النصب و الرفع. وإن رفعت النكرة الأولى جاز لك في النكرة الثانية وجهان الرفع و الفتح.


لو عَطَفْتَ إسمًا على إسم لا  ولم تتكرر لا:

وجب فتح النكرة الأولى و جاز في النكرة الثانية النصب
والرفع يعني إذا قلتَ: (لا رجل و امرأة). ما كررت لا مرة أخرى و إنما عطفتَ إسمًا آخر على إسم لا فلك وجهان في الإسم الثاني النصب والرفع نحو: (لا رجلَ و امرأةً). أو (لا رجلَ و امرأةٌ).

إذا نَعَتَّ إسم لا بنعتٍ مفردٍ و لم يفصل بين النعت و المنعوت فاصلٌ جاز لك في إعراب النعت ثلاثة أوجه:

الوجه الأول الفتح:
نحو: (لا شيخَ فقيهَ حاضرٌ). فتبني على الفتح باعتبار أنه مركب مع اسم لا تركيبًا بحيث يصير النعت و المنعوت إسم واحد كما تقول خمسة عشر فيعرب على أنه مبني على فتح الجزئين فيكون الإعراب: لا نافية للجنس تعمل عمل إن. وشيخ فقيه مبنيان معا على الفتح في محل نصب إسمها. وحاضرٌ خبرها مرفوع بالضمة على آخره.

الوجه الثاني النصب: 
نحو: (لا شيخَ فقيهًا حاضرٌ). فننصب (فقيهًا) باعتبار أنه صفةٌ لمحل إسم لا لأن إسم لا مبني لكنه في محل نصب فيكون النعت و هو فقيه معطوفا على محل اسم لا فيكون منصوبًا مثله. وإعرابه: لا نافية للجنس. وشيخ إسم لا مبني على الفتح في محل نصب. وفقيهاً نعتٌ لمحل اسم لا منصوبٌ بالفتحة على آخره. وحاضرٌ: خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.

الوجه الثالث الرفع:
نحو: (لا شيخَ فقيهٌ حاضرٌ). ورفعنا فقيه لأنه صفة لمحل لا مع اسمها و محل لا مع اسمها عند جماعة من النحاة رفع ابتداء. وإعرابه: (لا شيخَ فقيهٌ حاضرٌ). لا نافية للجنس. وشيخَ إسم لا مبني على الفتح في محل نصب. وفقيهٌ نعت لمحل لا مع اسمها مرفوع بالضمة لأن محلهما الرفع، وحاضرٌ: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.

وهذا الوجه ضعيف في الاستعمال والمشهور هما الوجهان الأولان والأقرب أن تقول: (لا شيخَ فقيهاً حاضرٌ). فتختار وجه النصب على العطف على محل اسم لا.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية