صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







إيضاح مسائل العربية على متن الأجرومية 31

اضغط هنا لتحميل الكتاب على ملف وورد

خالد بن سعود البليهد

 
بسم الله الرحمن الرحيم
باب اَلِاسْتِثْنَاء
 

(وَحُرُوفُ اَلِاسْتِثْنَاءِ ثَمَانِيَةٌ: وَهِيَ إِلَّا، وَغَيْرُ، وَسِوَى، وَسُوَى، وَسَوَاءٌ، وَخَلَا، وَعَدَا، وَحَاشَا. فَالْمُسْتَثْنَى بِإِلَّا: يُنْصَبُ إِذَا كَانَ اَلْكَلَامُ تَامًّا مُوجَبًا، نَحْوَ "قَامَ اَلْقَوْمُ إِلَّا زَيْدًا" وَ"خَرَجَ اَلنَّاسُ إِلَّا عَمْرًا" وَإِنْ كَانَ اَلْكَلَامُ مَنْفِيًّا تَامًّا جَازَ فِيهِ اَلْبَدَلُ وَالنَّصْبُ عَلَى اَلِاسْتِثْنَاءِ، نَحْوَ "مَا قَامَ اَلْقَوْمُ إِلَّا زَيْدٌ" وَ"إِلَّا زَيْدًا" وَإِنْ كَانَ اَلْكَلَامُ نَاقِصًا كَانَ عَلَى حَسَبِ اَلْعَوَامِلِ، نَحْوَ "مَا قَامَ إِلَّا زَيْدٌ" وَ"مَا ضَرَبْتُ إِلَّا زَيْدًا" وَ"مَا مَرَرْتُ إِلَّا بِزَيْدٍ" وَالْمُسْتَثْنَى بِغَيْرٍ، وَسِوَى، وَسُوَى، وَسَوَاءٍ، مَجْرُورٌ لَا غَيْرُ. وَالْمُسْتَثْنَى بِخَلَا، وَعَدَا، وَحَاشَا، يَجُوزُ نَصْبُهُ وَجَرُّهُ، نَحْوَ "قَامَ اَلْقَوْمُ خَلَا زَيْدًا، وَزَيْدٍ" وَ"عَدَا عَمْرًا وَعَمْرٍو" وَ"حَاشَا بَكْرًا وَبَكْرٍ).

هذا هو الباب السادس من المنصوبات وقد ذكر المصنف هنا حروف الاستثناء ثم عدها و بين أيضا  أن الاستثناء على ثلاثة أنواع إما أن يكون كلاما تاما موجبا أو يكون تاما منفيا أو يكون الكلام ناقصا وذكر لكل نوع حكما خاصا به ثم بين أحوال المستثنيات باعتبار أنواع أدوات الاستثناء.


تعريف الاستثناء:

الاستثناء لغة: مأخوذ من الثني و هو الرجوع إلى الشيء بعد الانصراف عنه و اصطلاحا: هو المذكور بعد إلا أو إحدى أخواتها مخالفا لما قبلها في الحكم نفيا  و إثباتا كما تقول: (قام القوم إلا زيداً). فأنت هنا أثبت القيام للقوم ثم استثنيت بإلا ثم قلت (زيداً). فزيد هو المستثنى بمعنى أنه يخالف حكمه حكم ما كان قبل
حرف الاستثناء سواء كان  إثباتا أو نفيا وأنت نفيت القيام عن زيد وأثبته للقوم فهذا هو معنى الاستثناء من حيث الاصطلاح. والمستثنى منصوب  كأن المتكلم قال: (أستثني زيداً). لأن حرف الاستثناء معناه أستثني فيكون معنى الجملة: (قام القوم استثني زيداً). يعني أستثني زيدا عن إثبات القيام له.

أدوات الاستثناء ثمانية الفاظ وهي على ثلاثة أقسام:

النوع الأول:
ما كان حرفا وهو إلا و هذا باتفاق النحاة. وخلا وعدا وحاشا على الصحيح ومنهم من يجعلها أفعالا والأول أقرب للصواب.
النوع الثاني:
ما كان اسما بالاتفاق وهما اثنان غير وسوى.
النوع الثالث:
ما كان فعلا عند أكثر النحاة وهما اثنان ليس ولا يكون.

الاستثناء ثلاثة أنواع باعتبار وصف الكلام المذكور فيه:

النوع الأول:
أن يكون الكلام تاما موجبا و معنى التام ما يذكر فيه المستثنى والمستثنى منه و أن يكون موجبا يعني لم يتقدمه نفي و مثال ذلك : (قام القوم إلا زيداً). فهنا الكلام تام قد ذكر المستثنى زيدا والمستثنى منه القوم و كذلك موجب  لأن الكلام موجب لم  يسبق بنفي. وإعرابه : قام فعل ماض مبني على الفتح. والقوم فاعل مرفوع. وإلا حرف استثناء. وزيد مستثنى منصوب و علامة نصبه فتح آخره.

النوع الثاني: 
أن يكون الكلام تاما غير موجب وغير الموجب هو ما كان في أوله نفي أو شبهه يعني مثل النهي ...الخ. ومثال ذلك قوله تعالى: (وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ). فهنا الكلام تام لأنه قد  ذكر المستثنى منه مِنْكُمْ  وذكر المستثنى  امْرَأَتَكَ و لكن الكلام هنا غير موجب لأنه منفي بلاء الناهية. وإعراب الآية الكريمة:
الواو حرف عطف
. و لا ناهية. ويلتفت فعل مضارع مجزوم بلاء الناهية وعلامة جزمه السكون. ومنكم جار و مجرور متعلقان بيلتفت. وأحد فاعل مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وإلا حرف استثناء. وامرأتك مستثنى منصوب و علامة نصبه الفتحة في آخره وهو مضاف والكاف مضاف إليه.

النوع الثالث:
أن يكون الكلام غير تام وغير موجب أيضا فغير تام يعني أنه لم يذكر فيه المستثنى منه و غير موجب يعني أنه كذلك قد سبق بنفي و يسمى هذا الاستثناء المفرغ لأنه فرغ من المستثنى منه وهو أسلوب يفيد الحصر ومثاله: (ما قام إلا زيد). فالكلام هنا غير تام لم يذكر فيه المستثنى منه كالقوم أو الناس وإنما ذكر المستثنى زيد وكذلك الكلام غير موجب لأنه قد سبق بنفي و إعراب الجملة: ما نافية. وقام فعل ماض مبني على الفتح.  وإلا حرف استثناء. وزيد فاعل مرفوع علامة رفعه ضم آخره. ومثاله أيضا في القرآن قوله تعالى:  (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).

حكم المستثنى من حيث إعرابه له خمسة أحوال:


الحالة الأولى
: وجوب النصب و ذلك في أربعة مواضع:

الموضع الأول:
إذا كان المستثنى بعد إلا و كان الكلام تاما موجبا مثاله قوله تعالى: (فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ). وإعراب الآية الكريمة: فشربوا الفاء استئنافية وشربوا فعل ماض مبني على الضم والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل .ومنه جار و مجرور متعلقان بشربوا. وإلا أداة استثناء. وقليلا مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره. ومنهم جار ومجرور متعلقان بنعت محذوف لقليلا. وهذا الحكم ثابت سواء كان هذا الاستثناء متصلا أو منقطعا والاستثناء المتصل أن يكون  المستثنى من جنس المستثنى منه كقولك: (قام القوم إلا خالدا). فخالد آدمي من جنس الناس والمستثنى المنقطع أن يكون المستثنى من غير جنس المستثنى منه كما تقول: (قام القوم إلا حمارا). فالحمار ليس من جنس الناس. وقد ورد في القرآن كما في قوله تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ). وإبليس ليس من جنس الملائكة كما هو مشهور عند المحققين من أهل التفسير قال الحسن البصري: (ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط وإنه لأصل الجن كما أن آدم أصل الإنس).

الموضع الثاني:
إذا كان المستثنى بعد
ليس و لا يكون نحو: (قام القوم ليس نايفا). و (قام القوم لا يكون شيخاً). وإعرابه: قام فعل ماض مبني على الفتح. والقوم فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره. وليس أدة استثناء وهي فعل واسمها مستتر فيها وجوبا تقديره هو ويعود على بعض المستثنى من القوم. ونايفا مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره لأنه خبر ليس. وإعراب الجملة الثانية: قام القوم فعل وفاعل كما سبق. ولا نافية. ويكون أداة استثناء وهي فعل مضارع واسمها مستتر فيها وجوبا تقديره هو. وشيخا مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة لأنه خبر يكون.

الموضع الثالث : إذا كان المستثنى بعد
خلا وعدا بشرط اتصالهما بما المصدرية مثال ذلك: (قام القوم ماخلا زيدا). و (قام القوم ماعدا زيدا). وإعرابه: قام فعل ماض مبني على الفتح . والقوم فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره. وما مصدرية ظرفية. وخلا فعل ماض مبني على الفتح يفيد الاستثناء وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره هو. وزيدا مستثنى منصوب وعلامة نصبه الفتحة على آخره. ومثاله أيضا قول لبيد بن ربيعة العامري رضي الله عنه:

ألا كل شي ماخلا الله باطل --- و كل نعيم لا محالة زائل

وقد ورد في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد ألا كل شيء ما خلال الله باطل وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم).

الموضع الرابع : إذا كان المستثنى مقدما  على المستثنى منه سواء كان متصلا  أو منقطعا موجبا أو غير موجب مثل كما قال الشاعر:

ومالي إلا آل أحمد شيعة ---  ومالي إلا مذهب الحق  مذهب

فآل احمد مستثنى منصوب و جب نصبه لأنه تقدم على المستثنى منه وهو شيعة ومذهب الحق أيضا مستثنى وجب نصبه لأنه تقدم على المستثنى منه مذهب.

الحالة الثانية
: يجوز في المستثنى بـإلا الرفع على البدلية  والنصب على الاستثناء إذا كان الكلام تاما  غير موجب فإن كان متصلا فالرفع أرجح  كما في قوله تعالى : (ما فعلوه إلا قليل منهم). فيجوز أن تعرب قليلا على أن يكون بدل من واو الجماعة بدل بعض من كل و يجوز أن تنصبه على الاستثناء و أن تقول في غير القرآن  (ما فعلوه إلا قليلا منهم). وإعراب الآية الكريمة: ما نافية. وفعلوا فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بضمير رفع والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وإلا أداة استثناء.  وقليل بدل من واو الجماعة  بعض من كل مرفوع و يجوز  كذلك إعرابه  على أنه مستثنى. ومنهم جار ومجرور متعلقان بنعت محذوف. ومثاله أيضا قوله تعالى: (ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون). فيجوز في الضالون وجهان الرفع على البدلية والنصب على الاسثناء في غير القرآن.

أما إذا كان الاستثناء منقطعا فالنصب أرجح كما في قوله تعالى: (مالهم به من علم  إلا إتباع الظن). فهنا الظن استثناء منقطع لأنه ليس من جنس العلم فيجوز أن تقول مالهم به من علم إلا اتباعُ الظن على سبيل البدل وهذا في غير القرآن أو إلا اتباعَ الظن على سبيل الاستثناء. و إعراب الآية الكريمة: ما نافية. ولهم اللام حرف جر و هم ضمير متصل في محل جر باللام. و به جار ومجرور من صلة  أو حرف جر زائد. وعلم مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الجر. وإلا أداة استثناء. واتباع منصوب على الاستثناء بالفتحة الظاهرة في آخره وهو مضاف والظن مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة في آخره.


الحالة الثالثة:
جواز النصب و الجر إذا كان المستثنى بعد خلا و عدا و حاشا فإذا استثنيت في الكلام مستعملا خلا و عدا و حاشا جاز لك في المستثنى وجهان النصب و الجر فتقول : (قام القوم خلا حسانا ، خلا حسان). (قام القوم عدا حسانا ، عدا حسان). و (قام القوم حاشا حسانا ،  حاشا حسان).

وتوجيه الإعراب
في النصب: (قام القوم خلا حسانا). قام القوم فعل و فاعل. وخلا فعل ماض معناه الاستثناء وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره هو. وحسانا مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره.

وتوجيه الإعراب
في الجر: (قام القوم خلا حسان). قام القوم فعل وفاعل. وخلا حرف جر وحسان اسم مجرور بخلا وعلامة جره الكسرة في آخره.

الحالة الرابعة:
يعرب المستثنى على حسب موقعه في الجملة يعني على حسب العوامل وذلك إذا كان الاستثناء غير تام وغير موجب الذي سميناه الإستثناء المفرغ كما تقول : (ما قام إلا أنس). و (ما رأيت إلا أنسا). و (ما مررت إلا بأنس). فهنا المستثنى أنس اختلف إعرابه في الجملة على حسب موقعه ففي الجملة الأولى كان فاعلا فوجب رفعه وفي الجملة الثانية كان مفعولا به  فوجب نصبه و في الجملة الثالثة كان مجرورا. وكما في قوله تعالى: (وما محمد إلا رسول). فهنا رسول خبر مرفوع بالضمة في آخره. وكذلك قوله تعالى: (ولا تقولوا على الله إلا الحق). فهنا الحق منصوب بالفتحة لأنه مفعول به.

الحالة الخامسة
: جر المستثنى بالإضافة إذا كانت أداة الاستثناء غير و سوى فإذا استعملت في الكلام غير أو سوى في الاستثناء التام الموجب وجب عليك أن تجر ما بعد هاتين الأداتين، فتقول: (قام القوم غيرَ عامر). و (قام القوم سوَى عامر). فهنا عامر مجرور في الجملتين لأنه مضاف إلى غير وسوى وهما مستثنيان منصوبان بمعنى إلا ويأخذان حكم الإسم بعد إلا و إعراب ذلك:  قام فعل ماض مبني على الفتح. والقوم فاعل مرفوع بالضمة في آخره. وغير مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره وهو مضاف وعامر مضاف إليه مجرور بالكسرة في آخره. وكذلك تعرب في الجملة الثانية: قام فعل ماض مبني على الفتح. والقوم فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره. وسوى مستثنى منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها التعذر وهو مضاف وعامر مضاف إليه مجرور بالكسرة في آخره.

أما في الاسثناء التام المنفي فلك في غير وسوى وجهان النصب على الاستثناء والبدل فتقول: (ما طاف بالبيت أحد غيرَ محمد ، غيرُ محمد). فتعرب غيرَ الأولى مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة وتعرب غيرُ الثانية بدل من أحد مرفوع مثله بالضمة الظاهرة. وتقول أيضا: (ما وثقت بتاجر سوى صالح ، سوى صالح). فتعرب سوى الأولى مستثنى منصوب بالفتحة المقدرة وتعرب سوى الثانية بدل من تاجر مجرور مثله بالكسرة المقدرة.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية