صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







ابنتي لا تصلي

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

يا شيخ بنتي بلغت ولكنها لا تصلي غالبا وهي مشاغبة كثير فكيف أقنعها وأجعلها تواظب على الصلاة وهل الضرب وسيلة ناجحة معها.

الجواب :
الحمد لله. لا شك أن الصلاة من أهم الأعمال التي يجب على الفتاة المواظبة عليه في أوقاتها والصلاة تعتبر الهوية الرئيسة لها كمسلمة وهي الصلة بينها وبين خالقها وهي النور العظيم الذي ينير حياتها ويبارك فيها وهي السعادة والطمأنينة حين تظلم عليها الهموم في الدنيا وهي الفلاح في الآخرة فإذا فقدت الصلاة فقدت جميع هذه المعاني وصارت كالبهيمة التي لا تعرف مصلحتها وليس لها هدف عظيم في الحياة.

وتعويد الفتاة على الصلاة منذ الصغر وحين البلوغ يجعلها سلوكا لها وعملا ملازما لها في كل حياتها لا تتركها مهما مرت في غفلة أو معصية لأنها ستشعر بالضيق والحرج إذا تركتها ولو لبعض الصلوات لأن قلبها وجوارحها تعودت على فعل الصلاة وذاقت حلاوة الإيمان.

ويتأكد على الأب والأم تعويد الفتاة على الصلاة في الصغر بالقول والنصيحة قبل بلوغ العشر فإذا بلغت العشر وامتنعت عن الصلاة شرع لهم من باب التأديب والتربية على المحاسن استعمال الضرب والتشديد عليها في فعل الصلاة ولكن ليكن ضربا غير مؤذي لا يكسر عظما ولا يجرح ولا يفقأ وإنما يكون في ملاين الجسم والمقصود منه التوبيخ والزجر لإرشاد النبي صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع). رواه أحمد. أما إذا بلغت الفتاة فيجب عليهما أمرها بالصلاة ولا يحل لهما ترك ذلك فإن قصرا مع قدرتهما كانا آثمين وعاصيين لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

ومن المؤسف أنك تجد كثيرا من الأمهات اليوم يتساهلن في تربية البنات على الصلاة مع تشديدهن عليهن في أمور الدنيا فلا يأمرنهن بها قبل البلوغ ولا يشددن عليهن بعد البلوغ ويتذرعن بشبهات فاسدة وأعذار واهية وكلها من الشيطان وإذا تركت الفتاة بلا صلاة في الصغر شق ذلك عليها في الكبر ونشأت على الغفلة عن العبادة والتساهل في شأن الصلاة كما هو مشاهد عند كثير ممن لم ينشئوا على إقامة الصلاة وتعظيم الشعائر.

والأمهات في السابق مع قلة تعليمهن وثقافتهن إلا أنهن حريصات على تربية البنات على الصلاة والستر والحياء وهن أحسن حالا في هذا الباب من كثير من الأمهات المتعلمات اليوم اللاتي لا يكترثن بتربية البنت على العناية الشديدة بأمر الصلاة والحجاب الساتر وهذا سببه الترف والانفتاح على ثقافة الكفار.

أما بالنسبة لابنتك فأرى أن يتولى الوالد نصحها ويتدرج معها فإن أبت فليضربها ضربا لا يؤذيها مع نصيحتك لها في نفس الوقت واستعمال كل الوسائل الحسية والمعنوية التي تؤثر عليها وتجعلها تعيد النظر من هجرها بالكلام أو منعها من الأشياء التي تحبها أو حرمانها من الخروج معكم أو غير ذلك وأنت أعرف بطبيعة شخصيتها لأن كل بنت قد تتأثر بجانب معين ولا يؤثر فيها جانب آخر ومع الضغوط ستصلي بإذن الله وسيصلح حالها وستعود إلى رشدها.

ومن أعظم الأسباب التي تصلح البنات وتغير واقعهم للأفضل الإلحاح على الله بالدعاء في صلاحهم واستقامتهم وهذا منهج الأنبياء وبعض الأمهات تغفل عن هذا الجانب ومع الوقت سيصلحن وترزق الأم برهن بجود الله وكرمه.

ومن أعظم الوسائل التي تستصلح بها البنت سد طرق الشر من صحبة بنات السوء المتفلتات من قيود الشرع وإغلاق قنوات الشيطان ومتابعة وسائل التواصل لأن منع هذه الأمور يبعد البنت من خصال الشر ويقربها للخير وحب أهل الخير ويغلق عليها وساوس الشيطان وشبهاته.

ومن أعظم ما يؤثر على صلاح البنت أن تكوني قدوة صالحة في المداومة على الصلوات الخمس عند دخول الوقت وعدم التأخير والتسويف. وكذلك بذل الجوائز والحوافز مكافئة على المحافظة على الصلاة وأفعال البر فالنفس تفرح وتقبل على الخير العاجل ومع الوقت ستغرس الصلاة في قلب الفتاة وتصير ديدنا لها في سائر الأحوال.

المهم لا تتساهلي أبدا معها في هذا الموضوع وابذلي قصارى جهدك ولا تيأسي وصاحبيها والهادي حقا هو الله وليس جهدك وذكاؤك وحرصك وأن كان مطلوب منك فعل هذه الأسباب فأسلمي أمرك لله واستعيني به واستهديه.

خالد بن سعود البليهد
19/8/1434

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية