صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







وقت وجوب الحجاب على الفتاة

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

انني بنت متحجبة لكن ليس بإرادتي امي اغرتي بالمال و السفر كي اتحجب... ولم اتحجب لله ( استغفر لله ) وانني اقلع الحجاب عندما لا تكون امي بجانبي ولا اعتبر نفسي متحجبة.
سؤالي هو ،هل تؤثم امي لفعلها؟
و الان اريد ان اقلع الحجاب نهائيا لأنني صغيرة في العمر (١٥ سنه) و اتحجب بالمستقبل.

الجواب :

الحمد لله. يستحب للأسرة أن تحجب الفتاة الصغيرة في سن العاشرة فما بعدها لتنشأ على الستر والعفاف ومحبة الخير وتكون من أهل الحياء والصيانة إذا كبرت كما أن الصغير يؤمر بالصلاة والصوم كما جاء في الحديث: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع). رواه أبو داود. ويتأكد ذلك إذا كان جسم الفتاة كبيرا ملفتا للنظر أو كانت جميلة تفتن الرجال فإن خشي الفتنة وجب سترها درئا للمفسدة.

وينبغي أن تعود الفتاة على الحجاب بالتدرج واستعمال الترغيب من الجوائز والقصص المؤثرة والحوار المفيد والصبر والتغافل وعدم الاستعجال مع الفتاة العنيدة وتؤخذ إلى الحجاب شيئا فشيئا ولا يستعمل معها العنف مطلقا لأن ذلك ينفرها عن قبول الخير ويكرها لها الحجاب وقد يسبب لها موقف عكسي تجاه الالتزام بالشرع.

ويجب على الوالدين إلزام الفتاة بالحجاب إذا بلغت ويتحقق بلوغ الفتاة بإحدى أمارات أربع: الأولى: نزول دم الحيض. الثانية: بلوغ سن الخامسة عشرة. الثالثة: ظهور الشعر الخشن حول الفرج. الرابعة: نزول المني في الاحتلام. فإذا حصل لها إحدى هذه العلامات بلغت ولو كانت دون الخامسة العشرة وكلفت بجميع الأعمال وتؤجر بفعل الطاعات وتأثم بفعل المعاصي ووجب عليها شرعا لبس الحجاب قال تعالى: (‏وَقُل لِّلْمُؤْمِنَـاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَـارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ). وينبغي على الأسرة التشديد على الفتاة بالحجاب حين بلوغها وعدم التساهل لئلا يخالفوا الشرع ويعرضوا الفتاة للفساد والفتن ومن تساهل في ذلك فهو آثم وخائن للأمانة التي استرعاه الله إياها.

ومن المؤسف أنك ترى اليوم كثيرا من الأمهات متساهلات جدا في حجاب بناتهم البالغات فترى الفتاة تخرج باللباس الضيق الفاتن مرسلة شعرها متزينة من غير حجاب يسترها عن الرجال وإذا نوصحت الأم احتجت بمعاذير واهية وشبه ساقطة كقولها أن ابنتها ما زالت صغيرة أو الحكمة أن ندعها تعيش حياتها ومراهقتها قبل إلزامها بالقيود ونحو ذلك من تقديم الهوى والرأي المذموم على الشرع.

فعلى هذا أمك محسنة في تصرفها لترغيبك بالحجاب الشرعي ببذل الأشياء المحبوبة لك وفعلها كان عين الحكمة وهي مأجورة على ذلك وليس في عملها مخالفة للشرع وإنما الخلل في تفكيرك وسلوكك وكونك كنت تجارين أمك في الحجاب عند حضورها وتركك له عند غيابها فتصرف خاطئ منك وكان الأجدر بك موافقتها في لبس الحجاب في جميع الأحوال والآن ما دمت قد بلغت سن الخامسة عشرة فيجب عليك المداومة على الحجاب وتأثمي بتركه فأنصحك بالتزام الحجاب وطاعة أمك فإن الخير كل الخير في طاعة أمك الصالحة والشر كل الشر في عصيانها وحجاب الفتاة فيه السعادة والستر والعفاف والبركة والاحترام والتقدير والتوفيق ولا يصلح للفتاة إلا الحجاب ولا حياة كريمة لها إلا به فلا تغتري بكلام المسلسلات وصاحبات السوء وما ينتشر في وسائل الاتصال بين البنات فكلامهم فارغ وباطل ومخالف لهدي ازواج النبي صلى الله عليه وسلم والصحابيات فاقتدي بهن ولا تجعلي الساقطات قدوة لك في حياتك والحجاب الواجب لا خيار فيه لأحد ولا مجال لرفضه أو تأجيله سنوات لأنه أمر من عند الله كالصلاة وبر الوالدين والفتاة لا تضمن بقاءها على الحياة حتى وقت لبس الحجاب فقد تخترمها المنية وهي عاصية.

واسأل الله أن يوفقك وسائر بنات المسلمين للالتزام بالحجاب الشرعي الذي يرضي ربنا والهداية لكن ويملأ حياتكن نورا وسعادة ويحميكن من الفتن ما ظهر منها وما بطن ويجعلكن صالحات مصلحات للمجتمع.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
23/9/1433

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية