صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







قصة هديل

عبدالله بن محمد بادابود

 
-- المشهد الأول


- وقفة قبل أن ننطلق :

- إلى أصحاب القلوب الضعيفة .

- إلى أصحاب الأحاسيس المرهفة .

- إلى ذوي المشاعر الجياشة .

- رفقاً بأنفسكم فهذه القصة بها الكثير من مشاهد الحزن والألم .

مدخل :

- من الواقع ومن الحياة .

- أليس الواقع صورة لحياة نعيشها نحن أو يعيشها غيرنا .

- نرسم صور تعبر عن الكثير من الألم والحزن .

- ولازلت أقول ليست من الخيال .

- وبدأنا في إزاحة الستار لتبدأ فصول هذه القصة .

البـــدايـــة :

- طرقت باب الدار .

- جاءني صوت من بعيد (( ادخل يا عم عبد الله ))

- نعم إنها ابنة أخي حامد - هديل - ما أروع هذا الاسم وما أجمل هذه الفتاة.

- هديل جميلة في كل شيء أخلاقها وخلقها وتعاملها .

- كانت شعلة المنزلة وفراشة الأسرة .

- شعلة أو فراشة فالأولى تمدنا بالنور والثانية تمدنا بصور الجمال المتعددة.

- طالبة متفوقة دراسياً، ناضجة فكرياً قد تصل لحد العبقرية.

- لديها من الإخوة محمد ( يكبرها بعام من الناحية العمرية ) .

- عمر (أصغر منها ببضعة أشهر ) وعبد الله وحسام وليلى .

- فكانت الأم الحنون عليهم إذا غابت الأم .

-..أوه ! يا هديل .. كيف حالك ؟

- هديل بعد أن كفكفت دموعها ، بطرف قميصها ، أنا بخير يا عم عبد الله .

- كيف حالك يا عم وكيف حال العمة والأبناء ..؟

- العم يقول في نفسه (( ما شاء الله ، إنها ابنة أخ تدعو للفخر ، مازالت متماسكة رغم العواصف التي اقتلعت جذور غالية عليها ..


- فما هي هذه العواصف وما هي تلك الجذور ؟

- ليسرح كل منا في عالمه الخاص ولا أقول عالم الخيال


- لأنها قصة سطرت من الواقع .

ومازل للقصة بقية !


وقفة :

كم من العواصف التي تجتاح حياتنا ولكن العلاج الوحيد هو الصبر و الالتجاء بالله .
 

بقلم : عبدالله بن محمد بادابود
A.Badabood@gmail.com

 



*-- المشهد الثاني -- *


- هديل : تفضل يا عم سأذهب لأحضر الشاي .

- العم : بارك الله فيك بنيتي .

ذهبت هديل إلى المطبخ .

واستدار العم ، فكأنه يتحدث أمام مصور تلفزيوني وبدأ يتمتم بهذه الكلمات:

حامد أخي الأكبر من الناحية الأخلاقية سيئ الخلق ، لا يحافظ على الصلوات

وأما مجال عمله : فهو موظف في شركة خاصة ومنصبه كفيل بأن يعيش في

حياة البذخ والإسراف .

سعاد , زوجة حامد وأم هديل ،امرأة طيبة ومحافظة على الصلوات

وعيبها الوحيد زياراتها الكثيرة لأقاربها وصديقاتها وإن كانت تحمل

الشيء الكثير من الحنان لأبنائها .

تزوج حامد من سعاد بعد رفض وعدم رضا من والدتنا الكريمة أسال الله لها الهداية , والسبب أن الوالدة العزيزة أرادت من حامد أن يتزوج ابنة عمي ولكنه رفض

وتزوج سعاد الغريبة كما تسميها الوالدة ..

كانت حياة حامد وسعاد هادئة جداً وإن كان بها بعض المنغصات بسبب سوء

سلوك أخي الأكبر حامد . ولكن استمرت الحياة بكل ما فيها .

كان المولود الأول لهما هو : محمد .

محمد يبلغ من العمر (19 سنه) نستطيع أن نقول هو نسخة لوالده من حيث

السلوك والأخلاق وحب النفس ولكن الفرق الواضح بينهما هو تفوق والده الدراسي

أما محمد فكان فاشل بما تعنيه هذه الكلمة .

هديل : محور قصتنا ، فتاة رائعة، جمعت جمال المظهر وجمال الروح .

خفيفة ظل ، مجدة في دراستها، رائعة في تعاملها لا يكاد يخلو مجلس

من مجالس عائلتنا الموقرة دون التحدث عن هذه الفتاة أو كما أحب أن أسميها عصفورتي الصغيرة .

نعم فلم يرزقني الله عز وجل بالبنات فكنت أعتبرها مثل بنتي تمام .

هديل تبلغ من العمر ( 18 عاما) وهديل بين الأمس واليوم تحمل في قلبها الكثير من الألم والحزن .

بدأت معاناتها مع إحساسها بالمسؤولية خاصة مع المشاكل وخروج الوالدة

لمناسبات الصديقات فضلاً عن مشاهدتها لسوء خلق والدها .

و زادت الأمور تعقيداً بعد إصابتها بمرض ألزمها الفراش لبعض الوقت .

فكانت هذه الفراشة لا تستطيع أن تحرك أطرافها .

وبمراجعة الأطباء، كان التقرير الطبي كالتالي :

ليس لديها أي مشاكل صحية وتتمتع بقدر عالي من الصحة الجسمية ولكن قد

تكون هذه الحالة اضطراب نفسي .

لتبدأ رحلة العناء مع ...

تعثر القلم فلم أستطع أن أكتب هذه الكلمة كلما أستشعر مرارتها وكلما

أحس بقسوتها على أرض الواقع ..

وللقصة بقية ..

همسة :

حياتنا ما هي إلا قصة ، تنتهي بوفاتنا ، تُحكى لمن بعدنا، ترسم بدمع أحبتنا ، فيها الكثير من الألم والحزن .
 

بقلم : عبدالله بن محمد بادابود
A.Badabood@gmail.com
 



-- المشهد الثالث -- *


وزادت حيرة الأطباء وزادت الآلام وآهات هديل .

لكن لا فائدة، عليكم بالدعاء لها بالشفاء وليس هناك علاج لأنه لم يتضح لنا مرض أصلاً.

هذا كلام الأطباء .

وهل لناء غير الله ندعوه في سرائنا وضرائنا ، فكان التحسن أحياناً والانتكاس أحياناً وهي صابرة محتسبة

وزادت المشاكل العائلية .

وبدأت الجدة ( والدتي ) في شن هجوم كامل على سعاد والدة

هديل و اتهمتها بأنها السبب في مرض هديل وأنها سبب تعاسة العائلة بأكملها .

-حتى جاء ذلك اليوم .

كان الجو رائع في الخارج ؛ السماء ملبدة بالغيوم و زخات من المطر المنعشة

وجو أكثر من جميل .

ولكن في هذا البيت نزلت صاعقة ، أذنت بانهيار أسرة.


وبكت هديل وكم هي المرات التي ضحكت فيها بعد المرض؟!

أصبحت حياتها بكاء في بكاء .

وغادرت الأم هذا البيت ومعها أبنائها باستثناء ..(محمد . هديل . عمر)

محمد الغائب الحاضر الذي لا يُرى في المنزل إلا حين يحتاج للمال ليأخذه

من والده ويغادر .

عمر الأخ الحنون والعطوف على أخته .

كانت هديل قد استعادت بعض من صحتها بمراجعة أحد المشايخ الذي كان يعالج

بالرقية الشرعية .

ولكنها ليست هديل الفراشة أو الشمعة !

أصبحت كشمعة خافتة النور .

أو فراشه متهالكة القوى .

أو وردة ذابلة .

أو قمر منكسف .

كلما أدخل بيت أخي ، أجدها تصلي أو تُسبح أو تقرأ القرآن .

ماذا كانت هديل تعمل حينما دخلت عليها في بداية روايتي لقصتها ؟

ألم تكن تمسح دموعها .. نعم تبحر في بحور العبادات والطاعات أو تبكي لتغسل همومها وأحزانها ..

في أحد الأيام . سمعتها وهي تبكي تقول :

يا رب خذني أريد أن أموت لا أريد أن أبقى في هذه الحياة مع أب ظالم لا أسمع

منه سوى التجريح بالعبارات أو الضرب وسوء الأخلاق .

فقلت في نفسي قم يا عبد الله وحدثها خوفاً من أن تقوم بعمل تؤذي نفسها

قد تنتحر لا قدر الله .

ولكن تذكرت صلواتها وخلواتها فقلت في نفسي ، من يفعل ذلك يعلم أن قتل

النفس حرام عظيم , ويرضى بقضاء الله وقدره .

تفضل يا عم الشاي .

شكراً يا عصفورتي هديل .

رن جرس الهاتف ....!

هديل : ألو ... أمي كيف حالك .

واختلطت دموع الفرح والحزن , فرح لسماع صوت الأم وحزن لبعدها عنها .

وخرجت من المنزل بخطى ثقيلة وأغلقت الباب بهدوء وقلت :

اتق الله يا أخي في أولادك .

أتعلمون أين حامد الآن ...؟

يقضي شهر العسل في الخارج ليكون أسرة جديدة .

وستكون هناك الكثير من هديل ، في صور تتكرر لضحايا جدد .

وتتكرر مأساة هديل ، كلما تزوج رجل لا يتحمل المسؤولية ولا يخاف الله في رعيته .


- وتسطر كلمات النهاية ، بحزن وآلم..

- وليس لنا إلا الدعاء .

- ومازالت القصة تسطر فصولها في الواقع وعلى أرضه.

همسة :


هديل صورة تتكرر في المجتمع من الواجب علينا أن نقف لنصحح المسار حتى لا تتكرر المأساة .


وقفة :


حاولت ان أكتب قصة . لست أجيد فن القصة ولكن كنت أريد أن يصل للجميع صوت هديل
فهل وصلت الرسالة ؟!
 

بقلم : عبدالله بن محمد بادابود
A.Badabood@gmail.com
 

هـــدى :~

قال تعالى {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَاب}

نور من السنـــة :~


قال صلى الله عليه وسلم (ما جرع عبد جرعةً أعظم أجراً من جرعة غيظ كظمها ابتغاء وجه الله) رواه الترمذي .

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عبدالله بادابود
  • مقالات
  • كتب
  • دورات
  • الصفحة الرئيسية