صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







دايخ في زمن بايخ

عبدالله بن محمد بادابود

 
مدخل ..

جلست في مناسبة ما بجانب مجموعة من الشباب وأستمعت لحديثهم لأحاديثهم ، فكانت فكرة هذه المقالة .

بداية :

الشباب هم عماد المجتمع فكل مجتمع بشبابه يرتقي في سلم الحضارة .

الشباب هم الثمرة اليانعة الخضرة التي ننظر إليها بتفاؤل .

الشباب هم المستقبل لكل مجتمع .

إذا أردت أن تقيس المجتمع من جميع النواحي ثقافية علمية دينية اجتماعية فابحث عن الشباب .

إذا أردت أن تقيس الشباب أنفسهم فابحث عن اهتماماتهم وميولهم وآمالهم وطموحهم .

الشباب الذين أعنيهم هم من يحمل هم الأمة والرقي بالمجتمع .

الشباب الذين أقصد هم الشباب الواعين ، المنطلقين للحياة بكل نشاط و حيوية .

الشباب الذين أعنيهم هم المتمسكين بدينهم و أخلاقهم وعاداتهم وتقاليدهم .

الشباب الذين أعنيهم هم المبتعدين عن كل رذيلة والمتمسكين بكل فضيلة .

الشباب هم صورة مشرقه لنا وصورة رائعة لحاضرنا وصورة مفرحة لمستقبلنا .

لا أعني الشباب اللاهين العابثين .

لا أعني الشباب المتمردين على مجتمعهم .

لا أعني الشباب الباحثين عن السراب والغارقين في الوحل والخراب.

هم موجودون ، بيننا وفي مجتمعنا .

نحن مسؤولون عنهم ، محاسبون إن تركناهم .

أعود للشباب لحديث الشباب وماسمعته منهم !

سمعت عبارة " دايخ في زمن بايخ " فتعجبت ، كيف بنا نسب الدهر أليس الزمن هو الدهر .

سمعت عبارة أخرى وعبارة تليها .

عبارات تنوعت في تصوير حالة من الضياع الفكري واللغوي .

عبارات اتسمت بالبحث عن كل غريب وعجيب .

عبارات يقولها أحدهم وكأنه قام بشطر النواة وفي الواقع أنه في اللهو هوى .

عبارات لم تشطر النواة بل شطرت العقول في الخوض في كل مكروه وممنوع .

نظرت إليهم قلبتهم ، هم قريبين منا ولكن نحن بعيدون عنهم .

هم شبابنا ، إخواننا ، أحبابنا ولكنا انشغلنا عن نصحهم و إرشادهم .

عبارات كثيرة ، صالت في ذلك المكان وجالت .

بين مسموح بلا معني وبين مرفوض له مغزى .

مغزى فاضح وواضح .

أنا لا ارفض المزاح بحدود .

أنا لست أتتبع الأخطاء .

أنا أخطئ وكلنا يخطئ .

لكن هل نظل نتحدث لمدة أكثر من ساعة في كلام ليس له معنى .

سألتهم دايخ في زمن بايخ من هو ؟

قالوا : هذه عبارات جذابة ؛ لجذب البلوتوث .

قلت : نعم وصدق فقد أداخ نفسه و أداخ غيره .

سألني احدهم : أنت يا عبد الله وش حاط في جوالك ؟

قلت : لست دايخ والزمن خير ولكن نحن من نعمل كل سوء ونلوم الزمن .

ظللت أفكر .

كيف نريد التطور ونحن أقحمنا تلك العقول الصغيرة والشابة في كل ما هو تافه أحياناً ومحرم أحياناً .

سألت نفسي :
من المسؤول عن ذلك .. ؟

من يتحمل تبعات ما هم فيه ؟

فجاءني الرد ، من النفس الأمارة بالسوء .

أفضل من غيرهم ، صلاة يصلون وصوم يصومون ، حتى الدخان لا يدخنون !

قلت : نعم الشباب الذي يصلي ويصوم جميل ولكن لا يضره إن يزيد جماله ويزيد بهاءه بتنمية مهارات عقله وتفكيره .

وعادت نفسي لتقول : لا تتدخل فيما لا يعنيك فتلقى ما لا يرضيك .

رددت العبارة كثيراً وقلت هي أحسن من دايخ في زمن بايخ .

أحبابي :

عندما نبتعد عن نصح كل من اخطأ بالحسنى
ونتبع المقولة ، لا تتدخل فيما لا يعنيك .

عندها سوف يدوخ بعض الشباب في فكرهم البايخ .

اسأل الله أن يهدي الجميع لما يحب ويرضى .
ولازال هناك شباب فكرهم راقي يتعاملون بأدب عالي ويناقشون بحوار هادئ نسأل الله أن يوفقهم ويحفظهم .

هـــدى :~

قال تعالى : { وقفوهم إنهم مسؤولــــون }

نور من السنة :~

قال صلى الله عليه وسلم : [ كلكم راعِ وكلكم مسؤول عن رعيته ] حديث صحيح .

همسة :~
إن الشباب و الفراغ والجدة *** مفسدة للـمرء أي مفسـدة !


بقلم : عبدالله بن محمد بادابود
A.Badabood@gmail.com
السبت : 12/11/1427 هـ


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عبدالله بادابود
  • مقالات
  • كتب
  • دورات
  • الصفحة الرئيسية