بسم الله الرحمن الرحيم

رفيق فرعون .. أفِـق !
أرسل الموضوع إلى صديق


 أفِـق يا صـاح !

هتف الداعي بك وصـاح

أيسرّك أن تكون في القيامة رفيق فرعون ؟
وصاحب هامان ؟
وقرين أُبيّ بن خلف ؟

إن كنت لا تعلم فسوف تعلم
أما سمعت قول النبي المعلِّم ؟
أما سمعت قوله عن الصلاة " من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة ، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف "

بل أما علِمت أنك بتركك الصلاة أصبحت حلال الدم ؟!
أما شعرت أنك تركت دينك فارقت الجماعة يوم تركت شعار الإسلام ؟

هذا قول من لا ينطق عن الهوى " لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة " رواه مسلم .

فأي دين بقي لمن ترك الصلاة ؟؟؟

أُخـيّ .. لكل شيء عوض وخلف
وليس للدين عوض ولا خلف

تخيّل نفسك في ذلك الموقف
تخيل أنك قرين أُبيّ بن خلف

أو أنك تُساق سوقا عنيفا إلى النار فتلتفت يمينا فترى فرعون ، ثم تلتفت يساراً فترى هامان
وأمامك إمامك ( إبليس )
وخلفك ابن خلف
تخيّل هذا الموقف
كم تتمنى عندها أن تدفع وتخلُص من هذا الموقف ؟
تتمنّى أنْ لو كان لك مثل الدنيا وأمثالها لتقي نفسك من عذاب الله

أما علِمت أنك ما قُرنت بهؤلاء إلا لأنك بالغت في الإجرام ؟!
هؤلاء هم طُغاة البشرية ، وعُتاة الجاهلية على درجاتها

إن فعلك هذا – ترك الصلاة – أقبح من الزنا ، وأعظم من الربا ، وأشد من نكاح الأمهات
فهو ليس بالأمر اليسير
بل هو والله أمر جلل خطير

تخيّل أن رب العزة جل جلاله أمر عباده بالسجود فسجد من كان يُصلي ويسجد في الدنيا ، وحاولت أنت وكررت المحاولة لتسجد مع المؤمنين لتكون من الناجين ، فسجد المؤمنون ، وأما المنافقون فحيل بينهم وبين ما يشتهون ؛ لأنهم ما كانوا لرب العـزّة يسجدون

قال رسول رب العالمين : "يكشف ربنا عن ساقـه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ، ويبقى كل من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا " رواه البخاري .

إذا تخيّلت هذا الموقف فتخيّل أهل النار في عويل وصراخ

ثم تخيل أهل الجنة في فسحة وانشراح

أما أهل الجنة :
ذهب تعب العبادة ، وذهب نصب الطاعة ، وبقي لهم الأجر أوفر ما كان

وأما أهل النار
فذهبت اللذّات ، وبقيت الحسرات
من أغلى أمانيهم أن يعودوا إلى الدنيا ليعملوا صالحا

أيها التارك لدِينه بتركه لصلاته

لقد كُنت تؤمّل جنات النّعيم
وكنت تطمع في النعيم المقيم
وأنت على ترك الفرائض مُقيم

( أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ ) ؟

تالله لو شاقتك جنات النّـعيـ = ـم طلبتها بنفائس الأثمان

تريد الجنات ، وأنت مُصرّ على ترك الصلوات ؟
أم تتمنى الفردوس وأنت عابد لهوى النفوس ؟

فإياك ونفسك !
قال ابن القيم : فالنفس داعية إلى المهالك معينة للأعداء طامحة إلى كل قبيح مُتّبِعـةٌ لكل سوء ؛ فهي تجري بطبعها في ميدان المخالفة . اهـ .

يا صاح :
مولاك يدعوك إلى الصلاة
ونبيّك صلى الله عليه وسلم يوصيك بها ، وهو في السّكرات
كان آخر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم :
الصلاة الصلاة . رواه الإمام أحمد وأبو داود .

بالله ما عذر أمريء هو مؤمن = حقـا بهذا ليس باليقظان ؟

قل لي أي عُذر تعتذر به عند مولاك وقد تركت أمره ، وارتكبت نهيه ، وعصيت رسوله ؟

فيا تارك الصلاة أقبل على مولاك
واستعتبته على خطاياك
واسأله العفو عن جرائمك السابقة من ترك الصلوات

إن الصلاة نور في الدنيا والآخرة
قال عليه الصلاة والسلام : الصلاة نور . رواه مسلم .

لما مشوا إلى الصلاة في الظّلُمات أُعطوا النور التام يوم القيامة
" بشِّـر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة " رواه أبو داود والترمذي .

والصلاة برهان على صدق الإيمان ، وبرهان على عبودية الواحد الدّيّـان

" من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة "

وفيها النجاة في الدنيا والآخرة
ينجو العبد في دنياه من همّـه وغمِّـه
ويسلم بها من السُّخط والتّسخّط
( إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلاَّ الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ )

وهي نجاة من الشدائد ، وهي ثبات أمام الفتن والمصائب
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )

قال ابن كثير رحمه الله : الصلاة من أكبر العون على الثبات في الأمر . اهـ .

وفوائد الصلاة أكثر من أن تُحصر ..

فأقِـم صلاتك قبل أن تبكي عليك نُعاتُك

كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

الصفحة الرئيسة   |    صفحة الشيخ