صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







أطفالنا كيف يمرحون ؟

الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد
أستاذ التربية الإسلامية بكلية المعلمين في أبها
ومدير مركز البحوث التربوية بالكلية

 
الحمد لله الذي خلقنا فأحسن خلقنا ، وفضّلنا على كثيرٍ من خلقه ، والصلاة والسلام على من أرسله الله معلماً وهادياً وبشيراً ونذيرا ، وعلى آله وصحبه الأخيار ، وبعد ؛

فلا يخفى علينا جميعاً آباءً وأُمهات ، ومعلمين ومعلمات ، أهمية اللعب وضرورته للأطفال ؛ حيث يُعد وسيلةً لصرف طاقتهم ، والترفيه عن أنفسهم ، إضافةً إلى كونه نشاطاً فطرياً لازماً لتجديد حيويتهم بين حينٍ وآخر .

وليس هذا فحسب فاللعب - كما تُشير إلى ذلك بعض الدراسات التربوية النفسية - مجالٌ واسعٌ ورحبٌ لتنمية الفكر والخيال عند الأطفال ، كما أنه مرآةٌ تعكس شيئاً من نفسية الطفل وانفعالاته ومُشكلاته ، وتُعبّر عن آماله ورغباته .

وهنا أُشير إلى أننا في واقعنا كثيراً ما نرى مجاميع الأطفال وهم يلعبون ويُمارسون بعض الألعاب التي لم تكن معروفةً في مجتمعنا من قبل ، وقد نسمعهم يُرددون بعض الأهازيج والأناشيد التي لم يتعلموها من مُعلمٍ في المدرسة ، أو الوالدين والإخوان في المنزل وإنما اكتسبوها من لعبهم واحتكاكهم مع غيرهم من الأطفال الذين يجتمعون معهم في المنزل ، أو عند الجيران ، أو الأقارب ، أو عن طريق اللعب في الشارع إذا كان ذلك موجوداً . ولذلك فليس مستغرباً أن يأتي طفلٌ إلى والده فيُنشده أُنشودةً غريبةً يُلاحظ عليها أنها ركيكة المعنى ، عشوائية الصياغة ، إضافةً إلى أنها ذات عباراتٍ غير مُتناسقة ، وربما كانت بلهجةٍ غير لهجة الطفل الرئيسة ، بل إنها قد تشتمل على ألفاظٍ غريبةٍ وغير مستعملة في البيئة التي يعيش فيها الطفل .

وليس هذا فحسب ؛ فقد تشتمل بعض الألعاب التي يُمارسها الصغار في مجتمعنا بعض الحركات الغريبة ، والعبارات غير المعروفة ، وربما كانت تحمل أسماء أكثر غرابة ، لأنها في الأصل غير نابعة من بيئتنا ومجتمعنا ، ولا تتواءم أبداً مع عاداتنا وتقاليدنا .

وهنا أقول : إن الحاجة مُلحةٌ وضرورية لأن يهتم الآباء والأمهات ، والمربين والمربيات ، والمعلمين والمعلمات ، وغيرهم ممن يحمل ويُعنى بمسؤولية تربية وتعليم الصغار بهذا الأمر الذي لاشك أنه على قدرٍ كبيرٍ من الأهمية لما له من أثرٍ فاعلٍ في بناء وتشكيل شخصية الفرد المُستقبلية .

كما إن على الجهات والمؤسسات التربوية ذات العلاقة أن تُعنى بدراسة هذه الظواهر التي لا شك في أن أهميتها تنطلق من كونها تمس فلذات الأكباد الذين هم أمانةٌ في أعناقنا مصداقاً لقوله  صلى الله عليه وسلم  : " كلكم راعٍ و مسؤولٌ عن رعيته " ( رواه البخاري ، الحديث رقم 2554 ، ص 412 ) .

فيا من يعنيهم الأمر ، الله الله فيما استرعاكم الله عليه من بنين وبنات ، والحذر الحذر من الغفلة عن الاهتمام بهم والعناية برعايتهم الرعاية الصحيحة في كل شأنٍ من شؤون الحياة ، وإياكم والإهمال في مراقبة أقوالهم وأفعالهم سواءً كانت مقصودةً أو غير مقصودة .

نسأل أن يلهمنا وإياكم الصواب ، وأن يجنبنا ما لا يُرضيه من القول و العمل ، والحمد لله رب العالمين .

  

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
صالح أبوعرَّاد
  • كتب وبحوث
  • رسائل دعوية
  • مقالات تربوية
  • الخطب المنبرية
  • الصفحة الرئيسية