صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







حقوق الكبار !!

عبد الله بن راضي المعيدي الشمري

 
إنّه لم تأتِ شريعة أو نظام في قديم أو حديثٍ أشمل وأكمل من شريعة الإسلام .. والتي عالجَت قضايا المادّة والروح وأتَت بصلاح الدّين والدّنيا .. في توازن عميق وشمولٍ دقيق ..
وعندما يتأمَّل المسلم هذه الشريعةَ حقَّ التأمّل ليرى كمال هذه الشريعة وتميزها حق التميز .. كيف وهي شريعة الله .. وحكمه سبحانه ..
وإن من مظاهر جمال هذه الشريعة .. وتميزها ..
احترام الكبار !!
الكبار الذي رقت عظامهم وكبرت اسنانهم .. وخارت قواهم وشابت رؤسهم .. إنه الكبير الذي نظر الله إلى ضعفه وقلة حيلته فرحمه وعفا عنه ..
نتحدث عن الأباء .. عن الأجداد .. عن حقوق الكبار ..
نتحدث عن حقوق الكبير التي طالما ضُيَّعت .. ومشاعره وأحاسيسه التي طالما جرحت .. ومع آلامه وهمومه وغمومه وأحزانه التي كثرت وعظمت ..
لقد أصبح الكبير اليوم غريبًا حتى بين أهلِه وأولاده .. ثقيلاً حتى على أقربائه وأحفاده .. من هذا الذي يجالسه؟ من هذا الذي يؤانسه؟ من هذا الذي يباسطه ويدخل السرور عليه؟.
إذا تكلم الكبير قاطعه الصبيان .. وإذا أبدى رأيه ومشورته سفهه الصغار والصبيان .. فأصبحت حكمته وحنكته إلى ضيعة وخسران ..
كان يخرج بالأمس القريب إلى الأصحاب والأحباب .. وإلى الإخوان والخلان .. وأما اليوم فإذا خرج فإنه يخرج بالأشجان والأحزان .. يخرج إلى الأحباب والأصحاب يُشيع موتاهم, ويعود مرضاهم, فالله أعلم كيف يعود إلى بيته, يعود بالقلب المجروح المنكسر .. وبالعين الدامعة ..
وبالدمع الغزير المنهمر !!
يا معاشر الكبار .. الله يرحم ضعفكم .. الله يجبر كسركم.. في الله عوض عن الفائتين.. في الله أنس للمستوحشين ..
يا معاشر الكبار .. أنتم كبار في قلوبنا.. وكبار في نفوسنا.. وكبار في عيوننا..كبار بعظيم حسناتكم وفضلكم بعد الله علينا.. أنتم الذين علمتم وربيتم ..وبنيتم وقدمتم وضحيتم.. لئن نسي الكثير فضلكم فإن الله لا ينسى.. ولئن جحد الكثير معروفكم فإن المعروف لا يَبْلى.. ولئن طال العهد على ما قدمتموه من خيرات وتضحيات.. فإن الخير يدوم ويبقى ثم إلى ربك المنتهى.. وعنده الجزاء الأوفى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً ..
يا معاشر الكبار .. أمّا الآلام والأسقام التي تجدونها فالملائكة كتبت حسناتها .. والله عظم أجورها .. وستجدونها بين يدي الله .. فاصبروا على البلاء .. واحتسبوا عند الله جزيل الأجر والثناء .. فإن الله لا يمنع عبده المؤمن حسن العطاء قال : ((عجبت لأمر المؤمن إن أمره كله خيرٌ، إن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له, وإن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له)) ..
يا معاشر الشباب .. توقير الكبير وتقديره أدب من آداب الإسلام .. وسنة من سنن سيد الأنام عليه من الله أفضل الصلاة وأزكى السلام ..
يا معاشر الشباب .. إجلال الكبير وتوقيره وقضاء حوائجه سنة من سنن الأنبياء .. وشيمة من شيم الصالحين الأوفياء ..
يا معاشر الشباب .. ارحموا الكبار وقدروهم ..ووقروهم وأجلُّوهم .. فإن الله يحب ذلك ويثني عليه خيرًا كثيرًا .. قال : ((إن من إجلال الله إجلال ذي الشيبة المسلم)) .. إذا رأيت الكبير فارحم ضعفه.. وأكبر شيبَهُ.. وقدِّر منزلته.. وارفع درجته.. وفرج بإذن الله كربته يعظم الله لك الثواب .. ويجزل الله لك به الحسنى في المرجع والمآب ..
يا معاشر الشباب.. أحسنوا لكبار السن لاسيما من الوالدين من الآباء والأمهات إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ..
كذلك إن كان الكبار من الأعمام والعمات .. والأخوال والخالات .. كم يجلس الشاب اليوم مع الأصحاب والأحباب من ساعات وساعات .. واذا جلس مع والده أو والدته مل وضاق ! فالله الله في ضعفهم... الله الله في ما هم فيه من ضيق نفوسهم. ..
يا معاشر الشباب.. ما كان للكبار من الحسنات فانشروها واقبلوها واذكروها .. وما كان من السيئات والهنات فاغفروها واستروها فإن الله يُعظم لكم الأجر والثواب ..
وفق الله الجميع ..


وكتبه / عبد الله بن راضي المعيدي
المشرف العام على شبكة همة المسلم
والمستشار في موقع المستشار

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عبد الله المعيدي
  • مقالات ورسائل
  • بحوث ودراسات
  • الصائم العابد
  • الصفحة الرئيسية