صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







لقاء ملحق الرسالة بجريدة المدينة بالشيخ صالح بن عواد المغامسي

صالح بن عواد المغامسي

 
وصف فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عواد المغامسي المحاضر بكلية المعلمين بالمدينة المنورة خطيب مسجد قباء وعضو لجنة التحكيم بالهيئة العالمية للإعجاز في القرآن والسنة ما يقوم به ملحق ( الرسالة ) من دور إعلامي بـ(الجهاد الثقافي) الذي تحتاجه الأمة اليوم.

وقال في حوار خاص أجرته معه (
الرسالة):
إن الطرح الإعلامي للقرآن الكريم وقضاياه أمر لا بد منه باختلاف أنواع
الطرح المتاحة.بحضور الدكتور عبدالعزيز قاسم المشرف على ملحق (الرسالة) والأستاذين: عبدالرحمن سالم وأمين علي دمدم تم هذا اللقاء العطرُ بذكريات مشايخ فضلاء.

أزمة العقل المسلم
هل هناك فضيلة الشيخ أزمة للعقل المسلم
حيال فهمه للقرآن الكريم . وأين تكمن هذه الأزمة إذا سلمنا بوجودها ؟
معلوم أن الإسلام جاء بمخاطبة العقل واحترامه وقبل الخوض في هذا السؤال يجب أن نعلم أن العقل مكتشف للدليل وليس منشئاً له وهناك أزمة قديمة منذ أن بالغ المعتزلة في تمجيد العقل فنشأ عن تمجيد المعتزلة للعقل ردة فعل عند البعض وهي إهمال العقل فما بين تمجيده وإعطائه فوق حقه وجعل سلطان له على القرآن وما بين إهماله تماماً والنظر إلى القرآن دون استصحاب الكثير من الأمور العقلية المقررة التي لا يمكن أن يصادِمها الشرع نجم الخلل في فهم آيات القرآن، ويتحرر على هذا أن الإنسان إذا استصحب ألا يجعل للعقل سلطانا على القرآن، وأن يستصحب ما أفاءه الله عليه من فهم للقرآن وصل إلى الحقائق التي جعلها الله في كتابه.
والمعضلة التي تعيشها الأمة اليوم كامنة في أقوام لا يريدون أن يعملوا عقولهم في فهم القرآن أو في أقوام يريدون أن يجعلوا من العقل سلطاناً على القرآن وكلا الفريقين أخطأوا سواء السبيل.

اختفاء الفهم المستنير
بناء على ما سبق شيخ صالح.. من المسؤول عن اختفاء الفهم المستنير للقرآن الكريم في مجتمعاتنا؟!
المسؤول عن هذا الاختفاء لا يمكن أن تلقى مسؤوليته على فئة بعينها، فالنقص يمكن تقسيمه على الجميع لكن دعنا نفرُّ من الإجابة عند هذا السؤال إلى إبيان الحق، فبالذات في قضايا عصرنا هناك أمور دل عليها القرآن، وهناك مداهنة وهي قضية التنازل عن أمر عقدي لمصلحة دنيوية وهذه جاء القرآن بالنهي عنها تماما.
وهناك مصاحبة وهي حقٌ لكل شخص غير مسلم له حق من طريقة آخر كحق القرابة وحق المعايشة.
أما الحق الأرقى فهو المودة وهي حق لأهل الإيمان ومثل هذه المصطلحات الشرعية المثبوتة في القرآن والسنة تغييبها عن الناس أو عدم إدراكها من بعض العقلاء ممن ينتسب للعلم وأهله أو الفكر ومجاله.

الطرح الإعلامي للقرآن الكريم
الطرح الإعلامي للقرآن الكريم وقضاياها كيف يمكن ان نتعاطى معه وهل يمكن من خلال بلورة شرعية لهذا الطرح يكون هناك رسالة قرآنية إعلامية؟
هذا أمرٌ لا بد منه، لكن ينبغي أن نحدد أولاً من المخاطب، فإذا كنا نخاطب الناس للتعبد فقط فهناك طرحٌ إعلامي مثل إذاعة القرآن الكريم وبعض القنوات الأخرى التي تُعنى بالتلاوات وهذا أمرٌ محمود لكنه لا يكفي.
وهناك طرح إعلامي -وهذا مغفل عنه تماما أو شبه تام - هو طرح التفسير فالخوض في آيات القرآن وتفسيره قليل جدا ولو لاحظت بعين الواقع لوجدت الناس يعرفون كثيرا من الفقهاء بخلاف ما لو طرح التفسير فقلما يأتي أحد. ولذا ذاع صيت الشيخ الشعراوي رحمه الله لأنه كان الأوحد في هذا الباب مع وجود الكثيرين في عصره.
وهناك طرح رابع وهو الأهم والأجدر وهو طرح (ربط القرآن بالسنة) ولن يفهم القرآن إلا بالتطبيق العملي للسنة. وما ضل من ضل في هذا الجانب إلا بأخذ القرآن دون السنة أو أخذ السنة دوناً عن القرآن.

التتلمذ على المشائخ
تتلمذ على الشيخ عطية سالم رحمه الله ،
والشيخ أبو بكر الجزائري ، حبذا لو أعطيتنا نتفاً من ذكرياتك معهما، وكيف تلقيت العلم؟
الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله أدركته صبيا وأنا في الثانية عشر قبل أن يتوفى، لكنه كان جاراً لنا فلم آخذ عنه علماً يمكن أن نسميه بعلم اللهم إلا ما يسمى بحق الجيرة.
أما الشيخ عطية رحمه الله فهو التلميذ الأول والأبرز للشيخ الأمين الشنقيطي وقد رؤي الشيخ الأمين في رؤيا قبل وفاته يُخرج من وسطه حزاماً من ذهب وفي الرؤيا أقوام ورجال فبرز الشيخ عطية وأخذه ففسرت الرؤيا بأن الشيخ عطية رحمه الله حامل لواء العلم بعد وفاته، ولما توفي الشيخ الأمين وقد بقي جزء من القرآن لم يفسرها اقترح الشيخان الجليلان ابن باز رحمه الله والعباد على الشيخ عطية سالم أن يكمل تفسير القرآن فأكمله.
كانت له حلقة في الحرم النبوي، والذي كان يميز الشيخ عطية أنه جامعة في نفسه وبتعبير آخر (رجل موسوعي)، وهذا الذي دفعنا إلى أن نأخذ القرآن.
فقد قال الشيخ الأمين : (أن كل العلوم تفئ الى القرآن )، فأخذ الشيخ عطية إذا شرح الموطأ أو شرح آيات أو تكلم عن الهجرة لا يأخذها إلا بشرح موسوعي.
والذي حصل أنني استقيت منه هذه الطريقة فطبقتها على القرآن، وهنا أقول: لمن يتتلمذ لا تجلس أمام الشيخ لتقلده في مشيته أو في شاربه، وإنما حاول أن تأخذ المنهجية التي يتبعها الشيخ، ثم تضفي عليها شيئاً من شخصيتك فيكون هناك مساحة للإبداع حتى تبزّ أقرانك وتصل لمراحل أفضل.

مع الشيخ الجزائري
أما الشيخ أبو بكر الجزائري فيقول الشيخ صالح يغلب على تفسيره الطابع الوعظي، وإذا كان جملة من العامة يحضرون إليه فهذا لأنه يعنى بقضية القلوب وترقيقها، والإنسان إذا كان منصفاً ورأى وجه الشيخ – ولا نزكي على الله أحد – يقع في قلبه محبة ومودة للشيخ ويصل إلى أن الرجل يريد أن يعلم الناس القرآن بطريقة أسهل، وهنا تأخذ منه منهجية أخرى اضافة إلى الشيخ عطية: (قل لي من تخاطب؟ أقول لك: ماذا تقول؟).

فالشيخ أبو بكر
حفظه الله ليس جهله بالقرآن يدفعه إلى سهولة العرض وإنما يمليه عليه من يحضر، وهذا أمر يجب أن يتنبه له من يعلم ويطلب العلم. وأهم ما أخذناه عن هذين الشيخين الجليلين  المنهجية في العلم والتعليم.

الحركة العلمية في المدينة
نلاحظ يا شيخ أن الحركة العلمية في المدينة خفّت وتراجعت بشكل كبير، وربما بلغت الذروة بداية الثمانينيات من القرن المنصرم أيام الشيخ ابن باز والألباني رحمهما الله ، والآن نفتش في علماء المدينة ولا نكاد نجد إلا من يعدون على أصابع اليد . هل توافق على هذا؟ وإلى ما تعزو الأسباب إن وافقت؟
تعرف إن البصرة والكوفة كانت تسمى في السابق ديار(علم) وبغداد كانت تسمى ديار (ملك)، والناس على دين ملوكهم فترك الناس البصرة والكوفة إلى ديار الملك. هذا ما يمكن تطبيقه على الحرمين الآن.

(القوة الإعلامية) لهذه الدولة في الرياض تبعاً لوجود ولي الأمر فيها فبدهي أن يخرج العلماء من أرض الحرمين الشريفين تلك المؤسسات، فيصبح هناك هجران.

وقد أدركنا الشيخ ابن باز في المدينة عندما جاء لحضور أحد الافراح
وألقى كلمة في المسجد القريب في حيّنا وكنت حينها في الصف السادس الابتدائي في عام 1394هـ، جاء الأمر الملكي بعدها في 1395هـ بتعيينه رئيساً عاماً لهيئة البحوث العلمية والإفتاء في عهد الملك خالد انتقل الشيخ .

كذلك الأقطاب إذا ظهروا عادوا
إلى الرياض، والشيخ الأمين نفسه كان عالماً في حرم المدينة، ثم انتقل إلى الرياض فترة فأسعفنا الله بالجامعة الإسلامية ليعود الشيخ إليها.
إذن : هناك منظار بسيط يخفف الجرح قليلاً، لكن يجب أن نعترف أن الحركة العلمية في المدينة ليست في ذروتها في عهد الألباني وابن باز، لكن مازال في البقية خير، والضوء الاعلامي في المدينة خافتٌ وهذه اشكالية.

 


المصدر /
ملحق الرسالة بجريدة المدينة

العدد / 16 -3 -2007


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
 صالح المغامسي
  • تأملات قرآنية
  • السيرة النبوية
  • مجمع البحرين
  • آيات وعظات
  • مشاركات إعلامية
  • خطب
  • رمضانيات
  • فوائد ودرر
  • صوتيات
  • الصفحة الرئيسية