صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







أدب الاستئذان

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


الحمدلله الذي نظم حياتنا بأحسن نظام،فكان نظاماً كاملاً على التمام،أحمده سبحانه حفظنا بفضله في اليقظة والمنام وأشكره على نعمه العظام وألاءه الجسام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له يرام وأنه وحده جلت قدرته القادر على البعث بعد أن تبلى العظام،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خير الأنام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما تجلى في السماء غمام وما طار في الفضاء حمام . أما بعد:فاتقوا الله عباد الله نداء خالداً ناداكم به ربكم في كتابه الذي لايأيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حميد مجيد إذ يقول :{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(102}.أمة الأسلام إن شريعة ربكم خير شريعة بين شرائع الناس أجمعين،ودينكم أحكم دين،ألا يكفي أن الذي شرعها ونظمها وتعبدنا بها هو اللطيف الخبير؟وهو الذي يعلم ما يصلحنا وما يسعدنا،فما بال أقوام بهروا بحضارة مادية أو تقاليد اجتماعية فتناسوا عظم هذه الشريعة ونسوا أن يطبقوها في كل شئون حياتهم.بل مع الأسف هناك من أعرض عنها وأخذ يرقع حياته بنظم حيوانية مادية أرضية،وإني أدعوا كل عاقل أن ينظر في حياة هؤلاء فسيجد أنه قد أصابهم من الشقاء بقدر ما تركوا من دينهم . أيها الأحبة في الله موعدنا اليوم مع أدب واحد من أداب الإسلام يتناسب ذكره مع موسم يتوقع أن تكثر الزيارة فيه ، هذا الأدب هو أدب الاستئذان،وفي تشريع هذا الأدب ودقة تنظيمه ما يدل على عظمة هذا الدين الذي اعتنى أشد العناية بخصوصية الفرد المسلم،ولنا أن نتخيل مجتمع خلا من هذا الأدب كيف تنتهك فيه الخصوصية الفردية ويُتكشف فيه على الأعراض،وأدب الاستئذان أيها الأحبة في الله ليس مجرد أدب يلتزم به الفرد إن شاء بل هو دين يتعبد الله به العبد المؤمن ويعلم أنه إن لم يتقيد به فإن عليه إثم ترك هذا الأدب،بل أن الإسلام يهدر عين من تلصص بالنظر إلى عورات أهل بيت وهم لا يعلمون أخرج البخاري في صحيحه عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ اطَّلَعَ رَجُلٌ مِنْ جُحْرٍ فِي حُجَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرًى يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ فَقَالَ لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُ لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ إِنَّمَا جُعِلَ الِاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ،وعند مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنِ اطَّلَعَ فِي بَيْتِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ فَقَدْ حَلَّ لَهُمْ أَنْ يَفْقَئُوا عَيْنَهُ،بل وورد ماهو أصرح من ذلك عند الإمام أحمد وابن أبي عاصم والنسائي وصححه ابن حبان والبيهقي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنِ اطَّلَعَ فِي بَيْتِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ فَفَقَئُوا عَيْنَهُ فَلَا دِيَةَ لَهُ وَلَا قِصَاصَ،ويبدأ الاستئذان وتعلمه والتعود عليه من البيت يقول الله جل جلاله:{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(58)وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمْ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(59}، فهذه الأية تنظم الحركة داخل البيت فقبل صلاة الفجر ووقت الراحة في الظهيرة وبعد صلاة العشاء لاينبغي للولد ذكراً كان أو أنثى أن يدخل على والديه بغير استئذان،وكم نرى ونسمع أن الأولاد في هذه الأيام بعيدون عن هذا الأدب فتجد الولد يأتي ويدفع الباب على والديه في أي وقت من الأوقات وكم تحدث من الإحراجات والمضايقات بسبب عدم تربية الأولاد على هذا الأدب ، وإذا وجد الولد أن الباب مغلق أخذ يضرب عليه مصراً أن يُفتح الباب لأنه ما تعلم أن يستئذن وقد يؤذن له وقد لايؤذن ، ولذلك ينبغي على الأباء أن يعودوا أولادهم على الاستئذان في هذه الأوقات فإذا دخل عليهم الولد ولو كان الباب مفتوحاً فإنه يؤمر بالرجوع والاستئذان ومع تكرار هذ الأسلوب يتعود الولد على الاستئذان ثم يؤذن له كثيراً ولكن لابد من عدم الإذن له في بعض الأحيان وإفهامه إن يعود بنفس طيبة على أن يؤخر مالديه من موضوع لوقت آخر،ويُلحظ هنا أن الاستئذان في الأية في الأوقات الثلاث للأطفال الذين لم يبلغوا الحلم وملك اليمين وهم العبيد والجواري وفي زماننا لايوجد ملك اليمين لكن هناك الخادمات والخدم والسائقين ونحوهم وأود أن أنبه أن البعض يعامل إخواننا من هذه الفئة كملك اليمين من حيث أحكام الكشف والغطاء والتساهل في الحديث وأقول بأن هذا لاينبغي فالخادمة هي امرأة أجنبية على الرجل يجوز له أن يتزوج بها وبالتالي فإنه يحرم منها مايحرم عليه من أي امرأة أجنبية من النظر إليها أو مخالطتها والتباسط معها،وكذا الأمر بالنسبة للسائق مع النساء فهو رجل أجنبي ليس بمحرم يعامل كما يعامل أي رجل أجنبي في الشارع فلايتباسط معه النساء في الكلام وكثرة التعامل المباشر معه،وهؤلاء شأنهم شأن الأجانب يستأذنوا في جميع الأوقات ، أما الخادمة مع النساء فإنها تستأذن في هذه الأوقات الثلاث،وكذا الرجل من سائق أو خادم مع الرجال،أما بعد أن يبلغ الأطفال الحلم فإنهم يستئذنوا في سائر الأوقات وقد أخرج البخاري في الأدب المفرد عن نافع:(كان ابن عمر إذا بلغ بعض ولده الحلم لم يدخل عليه إلا بإذن)،فالإستئذان ليس قصراً على الأجانب بل هو حتى على المحارم لئلا تكون هناك عورة منكشفة فيراها،أخرج الإمام مالك في موطأه عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْتَأْذِنُ عَلَى أُمِّي فَقَالَ نَعَمْ قَالَ الرَّجُلُ إِنِّي مَعَهَا فِي الْبَيْتِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَأْذِنْ عَلَيْهَا فَقَالَ الرَّجُلُ إِنِّي خَادِمُهَا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَأْذِنْ عَلَيْهَا أَتُحِبُّ أَنْ تَرَاهَا عُرْيَانَةً قَالَ لَا قَالَ فَاسْتَأْذِنْ عَلَيْهَا،هذا فيما يتعلق بتنظيم الاستئذان داخل البيت وقد نظمه الإسلام في خارجه ، ومن آداب الإسلام للزائر أن لايقف قبل الباب حال الاسئذان بل يقف عن يمينه أو شماله أخرج أبوداود في سننه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَى بَابَ قَوْمٍ لَمْ يَسْتَقْبِلِ الْبَابَ مِنْ تِلْقَاءِ وَجْهِهِ وَلَكِنْ مِنْ رُكْنِهِ الْأَيْمَنِ أَوِ الْأَيْسَرِ وَيَقُولُ السَّلَامُ عَلَيْكُمُ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَذَلِكَ أَنَّ الدُّورَ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا يَوْمَئِذٍ سُتُورٌ،وليس معنى هذا أنه مع وجود الستر أو الباب يحل للمرء الوقوف أمام الباب لأنه قد يفتح الباب فتكون أمامه مالا يحب صاحب البيت أن يراه الزائر،ثم يستأذن ثلاث مرات فإن أُذن له وإلا رجع لما أخرج البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ كُنْتُ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الْأَنْصَارِ إِذْ جَاءَ أَبُو مُوسَى كَأَنَّهُ مَذْعُورٌ فَقَالَ اسْتَأْذَنْتُ عَلَى عُمَرَ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي فَرَجَعْتُ فَقَالَ مَا مَنَعَكَ قُلْتُ اسْتَأْذَنْتُ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي فَرَجَعْتُ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلْيَرْجِعْ فَقَالَ وَاللَّهِ لَتُقِيمَنَّ عَلَيْهِ بِبَيِّنَةٍ أَمِنْكُمْ أَحَدٌ سَمِعَهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَاللَّهِ لَا يَقُومُ مَعَكَ إِلَّا أَصْغَرُ الْقَوْمِ فَكُنْتُ أَصْغَرَ الْقَوْمِ فَقُمْتُ مَعَهُ فَأَخْبَرْتُ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَلِكَ وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنِي ابْنُ عُيَيْنَةَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ عَنْ بُسْرِ ابْنِ سَعِيدٍ سَمِعْتُا أَبَا سَعِيدٍ بِهَذَا ، وصيغة الاستئذان أن يقول السلام عليكم أأدخل،وينبغي له أن يعرف بنفسه ولايقول أنا لما أخرجه البخاري عن مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِاللَّهِ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَيْنٍ كَانَ عَلَى أَبِي فَدَقَقْتُ الْبَابَ فَقَالَ مَنْ ذَا فَقُلْتُ أَنَا فَقَالَ أَنَا أَنَا كَأَنَّهُ كَرِهَهَا ، وقد يكون الإذن بغير كلام على وفق ما تعارف الناس عليه أو اتفاق الطرفين المُستأذن والمستأذن عليه وفي هذا يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه:(كَانَ لِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةٌ آتِيهِ فِيهَا فَإِذَا أَتَيْتُهُ اسْتَأْذَنْتُ إِنْ وَجَدْتُهُ يُصَلِّي فَتَنَحْنَحَ دَخَلْتُ وَإِنْ وَجَدْتُهُ فَارِغًا أَذِنَ لِي)النسائي،أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ(27)فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمْ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ(28)}النور

الخطبة الثانية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:فاتقوا الله عباد الله وتقيدوا بأدآب دينكم تسعدوا ، ألا وإن مما يقع فيه بعض الناس من مخالفات أدب الاستئذان أن بمجرد أن يرى سيارة الرجل أمام منزله ضن أن هذا إذن له يوجب أن يستقبله رب الدار فيطرق باب العمارة الخارجي فإن لم يجب صعد وطرق باب شقته فإن لم يجب تمنى لو كان معه من يعينه على خلع الباب،بل وقد يحمل في نفسه بغضاء على الرجل لماذا لم يأذن له،وبعضهم إذا خرج صاحب الدار واعتذر له وطلب منه الرجوع اعتبرها كبيرة من الكبائر وشنع على الرجل مع أن الله يقول:{ وَإِنْ قِيلَ لَكُمْ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} إلا يريد المستأذن هو أزكى لكم، وقد يكون المرء في حال لايستطيع معها فتح الباب فضلاً عن أن يستقبل ضيوف،فينبغي أيها الأحبة في الله للمرء المسلم أن يستأذن ثلاثاً فإن لم يؤذن له سواء بعدم الإجابة أو بالاعتذار عن استقباله فليرجع بنفس طيبة وليستحضر هو أزكى لكم،ولايفهم أيها الأحبة في الله أن الاستئذان هو أدب خاص شرعه الإسلام في الدخول على الناس فقط بل هو أدب عام في حال استخدام أي حق للأخرين وأعرض لذلك بعض النماذج لضيق الوقت فمنها ما أخرجه البخاري عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحٍ فَشَرِبَ مِنْهُ وَعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ أَصْغَرُ الْقَوْمِ وَالْأَشْيَاخُ عَنْ يَسَارِهِ فَقَالَ يَا غُلَامُ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ الْأَشْيَاخَ قَالَ مَا كُنْتُ لِأُوثِرَ بِفَضْلِي مِنْكَ أَحَدًا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ،فتأمل أخي كيف يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم غلاماً صغيراً في حقه في الشرب لأنه في يمينه والأدب أن يعطي الرجل بعده من في يمينه ، ثم تأمل كيف يقبل صلى الله عليه وسلم بأبي وأمي هو وبالناس أجمعين إصرار الفتى على أخذ حقه دون أن يغضب منه أو أن يؤنبه،ومن تلك النماذج أيضاً ما أخرجه أبوداود عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :((لايحل لرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما))،ومن تلك النماذج أيضاً ما ذكره سعيد المقبُري حيث قال:مررت على إبن عمر ومعه رجل يتحدث فقمت فلطم صدري وقال:إذا وجدت اثنين يتحدثان فلاتقم معهما حتى تستأذنهما))وهو عند الإمام أحمد مرفوع .فاحرصوا أمة الإسلام على أداب دينكم وطبقوها في حياتكم وربوا عليها أولادكم تسعدوا في الدنيا والآخرة .
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية