صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







(النبي صلى الله عليه وسلم قدوة في أهله)
(joma733) 8 / 4/ 1438هـ)

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، أحمده جل شأنه وأشكره على نعم لا تحصى ولا تعد ، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له ولاند ، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه وسلم تسلمياً كثيرا ً.أما بعد:فتعالوا أحبتي واسمعوا معي لوصية ربكم إذ يقول : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }(النساء:1).الرجل والمرأة لبنة الأساس للمجتمع و الأمة وكل ما كانت العلاقة بينهما قوية كانت الأمة أقوى ونشأت الأجيال قوية مستقيمة ، وكلما اضطرب البيت ضعفت العلاقة واضطرب الأبناء نفسياً وعاطفياً واجتماعياً،أحبتي وإن أفضل بيت يقتدى به في هذا الحياة الدنيا هو بيت قدوتنا وحبيبن صلى الله عليه وسلم فكيف كانت علاقته صلى الله عليه وسلم بأهله؟.المرأة تحتاج الرجل الذي تأمن معه،الرجل الذي يحبها ويحميها ويغار عليها،تعالوا واسمعوا معي كيف كان يغار صلى الله عليه وسلم على نسائه:في الصحيح عَنِ المُغِيرَةِ رضي الله عنه ،قَالَ:قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ رضي الله عنه :لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ،فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ((أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ،لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ،وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي))(البخاري،الغيرة،ح(6846)).فأين رجال اليوم ضعفت غيرتهم على نسائهم حتى قاربت الموت،فتراه وزوجته إلى جواره كاشفة وجهها وبكامل زينتها والرجال ينظرون إليها وهو لايحرك ساكناً،أين من دفعوا بزوجاتهم وبناتهم إلى أعمال يختلط فيها الرجال بالنساء من غيرة النبي صلى الله عليه وسلم .نعم الغيرة لا تقتضي أن يضع الرجل زوجته في خزانة حديدية ويغلق عليها بالمفتاح ولا تعني الشك والوسواس في الأهل بل هي الغيرة المتوازنة،فهذا خير البشر صلى الله عليه وسلم يفسح المجال لزوجه الحبيبة لتنظر للحبشة يلعبون في المسجد،وهو يسابق زوجته في الفلاة ولكن ليس أمام الناس بل يأمر الجيش ليتقدموا ثم يقول لها تعالي أسابقك هذا هو قمة التوازن فلا الكبت الذي يؤدي للانفجار،ولا التساهل الذي يؤدي للانحراف والانحدار، كان صلى الله عليه وسلم يظهر الحب لزوجته ويعلنه؛عَنْ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رضي الله عنه أَنَّهُ، قَالَ:يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ؟ قَالَ:((عَائِشَةُ))(الترمذي،من فضل عائشة،ح(3886)).ولم يكن الأمر مجرد كلام بكل كانت هناك أفعال تظهر ذلك الحب فكانت إذا شربت من إناء أخذه وشرب من نفس المكان الذي شربت منه وإذا أكلت اللحم من العظم أخذه وأكل من نفس المكان،وكان يضع رأسه في حجرها،وكان يساعدها في عمل البيت؛عَنِ الأَسْوَدِ، قَالَ:سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنه مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ:"كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ-تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ-فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ"(البخاري،من كان في حاجة أهله،ح(676))،لنقف هنا ونسأل كيف حالنا مع نسائنا؟.هل أظهرنا لهن الحب وترجمناه بالقول والعمل؟.هل نساعد زوجاتنا في أعمال المنزل أم أننا نرى أن مثل هذه الأعمال قد تنقص من هيبة الرجل؟.هذا ما يفعله حبيبنا ورسولنا صلى الله عليه وسلم وهو أكثر رجولة وشهامة وتديناً منا فهل نقتدي به والله يقول سبحانه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرً} (الأحزاب:21).
الخطبة الثانية :إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلاالله وحده لاشريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً . أمابعد:فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن خير من أحسنتم إليه وأحق الناس بحسن خلقكم هم نساؤكم وأهليكم تعالوا واسمعوا معي لقدوتن صلى الله عليه وسلم وهو يقول:((أَكْمَلُ المُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِنِسَائِهِمْ))(الترمذي،ماجاء في حق المرأة..،ح(1162))،ولم يكن مجرد كلام فتعالوا وانظروا إلى تطبيقه في العمل؛عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ،عَنْ أَبِيهِ،قَالَ:سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنه قُلْتُ:بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَبْدَأُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ؟ قَالَتْ: "بِالسِّوَاكِ"(مسلم،السواك،ح(43)) وذلك مراعاة لزوجته حتى لاتشتم من فمه رائحة كريهة،فأين من يقبلون على زوجاتهم ورائحة الدخان النتنة تفوح من ملابسهم وافواههم من هذا الهدي العظيم، كان صلى الله عليه وسلم يصبر على أخلاق النساء فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدخل على ابنته أم المؤمنين حفصة رضي الله عنه فيسألها:يَا بُنَيَّةُ إِنَّكِ لَتُرَاجِعِينَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَظَلَّ يَوْمَهُ غَضْبَانَ،فَقَالَتْ حَفْصَةُ:وَاللَّهِ إِنَّا لَنُرَاجِعُهُ،فأين من لا يصبرون على كلمة من نسائهم من هذا الخلق العظيم،ولم يضرب صلى الله عليه وسلم يوما امرأة طيلة حياته عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنه ،قَالَتْ:"مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ،وَلَا امْرَأَةً،وَلَا خَادِمًا،إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ، فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ، إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»(مسلم،مباعدته صلى الله عليه وسلم للاثام..،ح(2328)).أيها السادة الكرام الله الله في نسائكم وأهل بيتكم وليجدوا منك حسن الخلق تأسياً بنبيكم وحبيبكم صلى الله عليه وسلم .

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية