صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







كيف تتعامل مع من عاداك؟.
(joma666) 29/5/1436هـ)

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الملك الديان الرحيم الرحمان خالق الإنس والجان،أحمده جل شأنه على عظيم كرمه والإحسان وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه ومن سار على النهج بإحسان.أما بعد:فأوصيكم أحبتي بوصية الله للأولين والآخرين تقوى الله،يقول ربنا في كتابه {... وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا }(النساء:131)أحبتي في الله أبدأ حديثي اليوم إليكم بسؤال : من منكم يعرف الرجل الذي حضر احتضاره النبي صلى الله عليه وسلم وكفنه في قميصه وهو مبتل بعرقه المبارك وصلى عليه؟.من تظنون؟.إنه أكثر من ناصب النبي صلى الله عليه وسلم عداوة وكاد له في السر والعلن.إنه عبد الله بن أبي ابن سلول رأس النفاق في المدينة، كان يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : إليك عنا فقد آذانا نتن حمارك !. وهو الذي قال لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل،وهو صاحب المكائد الكبرى للنبي صلى الله عليه وسلم ولدين الله فلا إله إلا الله أي أخلاق هذه؟.وأي نفس عالية شامخة هذه؟.يكرم عدوه حتى بعد موته يكفيه أن وصفه ربه بقوله:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.(القلم:4). أحبتي في الله هذه أخلاق نبينا هذه أخلاق حبيبنا هذه أخلاق قدوتنا فأين نحن من الاقتداء به؟.ألم يأمرنا ربنا بالاقتداء به في قوله سبحانه {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }(الأحزاب:21).، نعم أحبتي ديننا دين الألفة دين المحبة دين الوحدة وليس دين الحقد والبغضاء والانتقام تعالوا أحبتي واسمعوا معي لحبيبنا صلى الله عليه وسلم وهو يعلنها لنا بقوله ((لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا...))(مسلم،أنه لايدخل الجنة اإلا المؤمنون..،ح(81)).ياخير أمة أخرجت للناس أنتم أمة الرحمة أنتم أمة العدل أنتم أمة السلام والوئام واسمعوا لربكم وخالقكم يصفكم بهذه الصفة خاصة وتميزكم بها. من قبل أن توجد هذه الأمة في التوراة والإنجيل ويخبركم بها في في آيات تتلى إلى يوم القيامة اقتداء بالرعيل الأول بقوله سبحانه: { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمً}(محمد:29).

الخطبة الثانية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد : فاتقوا الله عباد الله واعلموا رحمني الله وأياكم أنه متى ما سادت المحبة والألفة والتسامح في المجتمع عشنا في سعادة وأمن ورخاء،ومتى ماساد الحسد والغضب والبغضاء عياذاً بالله حلت المشكلات والتعاسة وضنك العيش فلكم أن تتصوروا مدى الضنك الذي يصيب الناس متى ما فقدوا الألفة والتحاب بينهم، فكيف بالله يجد الراحة والطمأنينة جار يحقد عليه جاره ويتربص به الدوائر؟. وكيف يعيش أخ مع أخٍ أو أختٍ له تحقد عليه وتتربص به الدوائر؟.وكيف يعيش زوج مع زوجته أو زوجة مع زوجها وكل منهما يحقد على الآخر ويتربص به الدوائر ؟.فهلموا هلموا عباد الله إلى مظلة الإسلام الوارفة مظلة الحب والوئام فهذا نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم ينشر أشرعتها بقوله:((لَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ))(البخاري،ماينهى عن التحاسد والتدابر،ح(5605)).أسمعتم ياعباد الله لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام .فلا إله إلا الله أين من يتقاطعون بالأسابيع بل بالأشهر وربما بالسنوات وربما يكونون إخوة جمعتهم بطن واحدة ورضعوا من ثدي واحد وتربوا في بيت واحد.أين هم من توجيهات سيدي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ياعباد الله اقسم غير حانث أن الحاقد لا يجد الراحة أبداً فقلبه يتغيظ بالحقد كلما رأى أو سمع سيرة من يحقد عليه،وعقله دائم التفكير في كيفية الانتقام منه وأفضل من هذا وأكرم أن يعفوا ويصفح ويغفر فهو باب مغفرة الرب الكريم سبحانه ، وقد أوذي الصديق رضي الله عنه في عرض ابنته الصديقة الطاهرة المبرأة من فوق سبع سموات أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه فغضب وقرر أن يعاقب من أساء إليه فأنزل الله {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}(النور:22).أرأيتم ياعباد الله كيف أن طريق العفو والصفح نهايته جميلة عفو وصفح من الله،وتأملوا معي طريق الحقد كيف أن الحاقد يمكن أن يقتل من يحقد عليه فينزل لساحة القصاص وتدك عنقه بالسيف، أو أن يصيبه بكسر أو نحوه فيكون مصيره السجن وتشرد الأولاد وضياع الأسرة ونحو ذلك من المآسي ، وكل ذلك مما يفرح عدوكم الشيطان ولا يرضي ربكم الرحمان

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية