صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الثمرة قد نضجت وقرب قطافها
(joma644) 28/9/1435هـ)

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله خالق الأكوان ومقلب الأزمان قديم الإحسان ، أحمده جل شأنه وأشكره على ما من به علينا من النعم في رمضان ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الديان ، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله المبعوث بالرحمة للثقلين الإنس والجان صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا ً أما بعد : فاتقوا الله عباد الله تفوزوا بجنة عرضها السموات والأرض فيها ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وعدكم بذلك ربكم بقوله : { تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا } (مريم:63).

أمة التقوى هل صمتم فجعتم وعطشتم ؟. هل قمتم فسهرتم وتعبتم؟.هل دعوتم ربكم فرق قلبكم وبكيتم؟. أبشروا معاشر الصائمين فها هي الثمرة التي تعبتم من أجلها تتدلى يوشك أن تقطفوها وقد وعد ربكم وعداً وربكم لا يخلف الميعاد بقوله :{ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا } (الكهف:30).أتدري أخي ماذا أعد الله لك ؟. أعد لك أجراً عظيماً يفوق الخيال والعد وأخبرك به نبيك وحبيبك صلى الله عليه وسلم يوم أن قال: ((كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ))(مسلم،فضل الصيام،ح(1945))، أعد الله لك مغفرة لما مضى من ذنوب في عمرك أخبرك صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله : ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))(البخاري،فضل ليلة القدر،ح(1875)).(( مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))(البخاري،فضل من قام رمضان،ح(1870)).أعد لك عملاً صالحاً نقياً أفضل من عملك لما يزيد عن ثلاث وثمانين عاماً { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ } (القدر:3).بالإضافة لكل ما سبق أعد لك جائزة قيمة لا تقدر بثمن بها السعادة الأبدية ألا وهي العتق من النار فلله في هذا الشهر الفضيل في كل ليلة عتقاء ثم يعتق سبحانه بكرمة وجوده في آخر ليلة من رمضان بقدر ما أعتق طوال الشهر ، فالله أكبر ما أعظمها من جائزة كيف لا وربنا يقول : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } (آل عمران:185).

الخطبة الثانية :
إن الحمد لله نحمده ونستعين ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد : فاعلموا رحمني الله وإياكم أن الله سبحانه من كمال كرمه وجوده وبعد تلك النعم العظيمة التي عددنا بعضها لمن فاز في العمل في رمضان ، أكرما سبحانه وتعالى بأن أذن لنا أن نفرح في يوم عيد وفق ما قال سبحانه :{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } (يونس:58)..أذن لنا أن نفرح ليس بالطبل والمزمار والمنكرات بل بذكر الله فشرع لكم في ختام شهركم أن تكبروه سبحانه فقال :{ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } (البقرة:185).والتكبير يبدأ من غروب شمس أخر يوم من رمضان وحتى صلاة العيد وصيغته أن يقول الله أكبر ..الله أكبر ..لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ، ومن كمال رحمته جل في علاه أن اهتم بأن تشمل الفرحة الجميع الغني والفقير فأوجب على كل مسلم قادر أن يخرج عن نفسه وعمن يعول صاعاً من طعام تخرج ليلة العيد وقبل صلاة العيد . ياعباد الله بعد كل هذا الكرم والعطاء الرباني العظيم أيتصور عاقل أن يقابل ذلك الكرم بالعقوق وارتكاب المعاصي وهجران المساجد وبالذات في صلاة الفجر ، وهجر تلاوة القرآن وغيرها .أيليق مواجهة الكرم بمثل ذلك الجحود والعظيم جل في علاه الغني عنا وعن عبادتنا يضع قاعدة خالدة بقوله : { هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } (الرحمن:61).فالله ألله عباد الله أحسنوا ختام شهركم فإن الأعمال بالخواتيم واستقيموا ما استطعتم على طاعة ربك ولا تنسوا في غمرة فرحة العيد ذكر الله والإقبال عليه إن انقضى رمضان فإن الله رب رمضان حي قيوم دائم سبحانه ، ونحن بحاجة مستمرة لكرمه وحفظه وجوده

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية