صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الحكمة في استخدام الأسماء والعناوين
2/2/1432

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الملك العلام،نَصًّبَ للتقى والهدى والصلاح أئمة أعلام ، أحمده جل شأنه وأشكره على نعمه المتتالية على الدوام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ؛ رحيم ودود شديد الانتقام ، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صفوة الأنام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه تسليماً كثيراً .أما بعد: فاتقوا الله عباد الله يصلح العظيم لكم أعمالكم ويغفر الرحيم بكم ذنوبكم يقول ربنا جل في علاه :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا()يُصْلِحْ لَكُمْ .أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }(الأحزاب:70-71).
مؤسسة أدسون لأعمال الهدم ونقل الدمار،مقهى الإمام محمد بن عبد الوهاب للشيش والمعسل،أكاديمية الإمام أحمد بن حنبل لكرة القدم،مركز عمر بن الخطاب للألعاب الإلكترونية ،مركز عائشة بنت أبي بكر لتعليم النساء قيادة السيارات ...معذرة مالي أراكم قد أصابكم الغثيان..؟.مالي أرى التحفز قد بدا على وجوهكم لتقفوا وقفة رجل واحد وتقولوا كف عن هذا..؟. أقسم لكم أحبتي أني قد أصابني ما أصابكم من سماع تلك التسميات ، بيد أنه لابد لنا أن نعيش واقعنا،فمثل تلك المنهجية في التسميات بدأت تتسلل إلى مجتمعنا،ومن يقومون بذلك أحد فريقين أما جاهل بالعَلَمِ الذي سما به نشاطه ، وإما أنه يفترض في مجتمعنا درجة كبيرة من التخلف والغباء فيسعى لترويج سلعته أو فكرته من خلال اختيار أسماء أعلام الهدى في الأمة.إن في اختيار أسماء أعلام الهدى في هذه الأمة لأماكن لهو ولعب أو مراكز تدعو للسفور وإفساد المرأة إساءة لهم وتنقيصاً من قدرهم ؛ فإذا كان الحال كذلك مع علماء الأمة فكيف بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه وأهل بيته الطاهرين ؛ لاشك إن الإساءة أعظم ولا يرضاها شعب وحكومة هذه البلاد ؛ فبالإضافة لما فيها من جرأة على أعلام الأمة وعلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فإن فيها إساءة عظيمة أن يكون ذلك في بلاد مهبط الوحي في بلاد الحرمين الشريفين، عباد الله إن وضع أسماء أعلام الأمة في غير المواضع التي تليق بها هو تحريف للمجال الذي كانت قدوة فيه وتلبيس على الناس في دينهم ؛ وذلك منهج سنه اليهود عليهم من الله ما يستحقون أخبرنا الله عن ذلك بقوله:{ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلً }(النساء:46).ولم يظهر فيهم ذلك البلاء إلا لما أعرضوا عن منهج الله، فاستحقوا اللعنة –عياذاً بالله- واسمعوا معي أحبتي لربنا يذكر لنا ذلك لنتعظ وحتى لايصيبنا ما أصابهم بقوله جل في علاه:{ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }(المائدة:13).تجرءوا على ربهم ونقضوا ميثاقه فقست قلوبهم وعميت فسلكوا هذا السلوك: المشين تحريف الكلم عن مواضعه ، ولكم أحبتي أن تتأملوا في كل من يحاول أن يحرف الناس عن دين الله ويلبس عليهم دينهم ، هل تبدوا عليه أمارات الصلاح أم أن علامات قسوة القلب والفسق والفجور بادية عليه .فيا أمة الإسلام لا تحزنوا لما تسمعوا وتروا فهذا ربكم يوصي نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله:{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }(المائدة:41).وتحريف الكلم عن مواضعه، أي:جلب معان للألفاظ ما أرادها الله ولا قصدها، لإضلال الخلق ولدفع الحق، فهؤلاء المنقادون للدعاة إلى الضلال، المتبعين للمحال، الذين يأتون بكل كذب، لا عقول لهم ولا همم.(ابن كثير:ص 232).وقد وجد في الأمة منذ زمن من يحاول إثارة الشبهات حول الأحكام الشرعية ؛ ذُكِر أن أبا العلاء المَعرِّي، لما قدم بغداد، اشتهر عنه أنه أورد إشكالا على الفقهاء في جعلهم نصاب السرقة ربع دينار، ونظم في ذلك شعرًا دل على جهله، وقلة عقله فقال:يَدٌ بخمسٍ مئين عسجدٍ وديَتُ...ما بالُها قُطعَتْ في رُبْعِ دينارِ...تَناقضٌ ما لنا إلا السكوت له...وأن نَعُوذ بمَوْلانا من النارِ(ابن كثير،تفسير السارق والسارقة).أحبتي في الله إن طريق الهدى واضحة، وكل الخير هو فيما شرعه الله لنا فلنتمسك به فهذا ربنا يحذرنا بقوله :{ يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ () وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا()يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفً }(النساء:26-28).

الخطبة الثانية:
الحمد لله ولي الصالحين ومجيب دعوة المضطرين ، أحمده جل شأنه تكفل بحفظ ونصر هذا الدين ، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صادق الوعد الأمين ، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين.أما بعد:فاتقوا الله عباد الله ، واعلموا رحمني الله وإياكم أن دينكم وأخلاقكم وعفة نسائكم مستهدفة فتيقظوا لتيار الفتن ونبهوا زوجاتكم وبناتكم له،وعلموهم ألا ينخدعوا برفع شعارات وأسماء الهدف منها خداع العامة والبسطاء، علموهم سيرة أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعظماء نساء الإسلام حتى ينفروا من كل محاولة لتحريف المواقف والكلم، اعملوا على تحبيب الطاعة لهم و تحذيرهم من معصية الجبار حتى لا تتراكم الذنوب على قلوبهم فتقسوا فيتجرءوا على معصية الله فنبينا صلى الله عليه وسلم يحذرنا من تراكم الران بقوله : ((تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ))(مسلم،الإسلام بدأ غريباً،ح(207)).أحبتي في الله تأملوا فيما حولكم وفيما يثار حول ثوابت الإسلام وبخاصة فيما يتعلق بالمرأة وحجابها وعفتها هل هو مما يسنده الدليل أم مما يمليه الهوى ؟. هل تحدث بذلك الراسخون في العلم والعمل أم ممن كانوا بعيدين عنه..؟.


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية