صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







كيف تكون (فاشلاً).. ؟؟

عبدالله بن أحمد الحويل
@alhaweel

 
كيف تكون (فاشلاً).. ؟؟
عنوانٌ (مثير)!!
وإجاباتٌ ستكون (أكثرَ إثارة)
* الفشل/ هو الاسمُ الذي نطلقه على إخفاقاتنا المزرية وتعثراتنا المخزية
إنه الحالة (الأكثر شيوعاً) في المجتمعات الإنسانية
* ولا غرو فالناجحون (كانوا) ومازالوا (أقليةً) في العالم
فالناس كما قال إمام الناجحين صلى الله عليه وسلم (كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة)
* والفاشلون لهم قواعد يتبعونها ومناهج يسلكونها وقانونا يمتثلونه فمن رام أن يكون (فاشلا) وطمع أن يصير (خائباً) فلينحو نحوهم وليحذو حذوهم وليطأ مواقع أقدامهم

قاعدة الفشل الأولى /
عليك أن تصدق (كلام الناس) عنك وتؤمن (برأي المثبطين) فيك
فالناس أخبر بنفسك من نفسك والمثبطون أبصر بمصلحتك منك
لكن أهل (النجاح) لهم شأن آخر مع (كلام المثبطين) و(شتائم الموتورين)
* كان خالد الأزهري رجلاً عادياً يعمل (وقّاداً) للمصابيح في الجامع الأزهر
ذات ليلة ذهب إلى عمله كالمعتاد وبدأ يوقد المصابيح ومر علي زاوية اجتمع بها ثلة من طلاب العلم يتذاكرون مسألةً من النحو أشكلت عليهم
فمرّ بهم خالد ليوقد المصباح فتعثر وانسكب الزيتُ على أحد الطلاب فقام في غضب وقال لخالد: ماهذا أيها (الجاهل) ألا تنتبه؟؟
فأسرّها خالدٌ في نفسه ولم يبدها لهم، ورجع إلى بيته مهموما من كلمات (الشتيمة) التي تلقاها ولم ينم إلا وقد اتخذ قراره المصيري : سأطلب العلم حتى لا يقال عني (جاهل)!!
لم تمضِ إلا سنوات قلائل وأصبح خالد الأزهري من (كبار العلماء) في الأزهر وأصبح الذين يعيرونه بالأمس يقولون : ويكأن الله يبسط العلم لمن يشاء من عباده ويقدر.
إن الناجحَ ياسادة =رأيه في نفسه أهم من رأي الناس فيه ومن طلب قيمته في كلام الناس فسيطول فشله ولن يدرك (قيمته)
* أديسون طرد من المدرسة لأن المعلمين حكموا عليه بالبلادة لكنه لم يهتم برأيهم فأخرج للناس آلاف المخترعات من أهمها (المصابيح الكهربائية)
وأنيشتاين عده المعلمون في مدرسته من المتخلفين غير الموهوبين ومن بطييء التعلم فلم يتلفت لحكمهم فأصبح من أهم 100 رجل في تاريخ القرن العشرين وحاز على جائزة نوبل في الفيزياء
* وعندما كان (فيكتور سيربرياكوف) في الخامسة عشر من عمره أخبره معلمه أن من الأفضل له أن يترك المدرسة ويتعلم حرفةً يعيش منها لأنه بليد لا يصلح للدراسة!!
وعمل فيكتور بنصيحة معلمه فترك المدرسة وعمل بائعاً متجولا (بائع بسطة) حتى بلغ الثانية والثلاثين وذات مرة دخل في اختبار لتقييم الذكاء فأحرز نتيجة مذهلة بلغت (161) وهذه النتيجة لا يحرزها عادةً إلا العباقرة.
حينها بدأ بنسيان كلام معلمه، وتجاهل رأيه المثبط في قدراته فنبغ وألف العديد من الكتب وسجّل الكثير من براءات الاختراع
فإن رمتَ أن تكون( فاشلاً) فاحتفل بكلام الناس فيك واهتم لرأيهم عنك
أما إذا أردت أن تكون (ناجحا) فالخطوة الأولى لك= أن تلقي كلام الناس خلف ظهرك

القاعدة الثانية للفاشلين:

إذا لم تستطع شيئاً فدعه**وجاوزه إلى ماتستطيع

فما الفائدة من إضاعة جهدك وتبديد وقتك في أمرٍ جربته وفشلت فيه!!
لكنّ الناجحين يسخرون من هذا (المبدأ) ولايرفعون رأساً بهذه (القوانين) الخانعة

@ فهم يدركون أن النجاح =حصيلة تجارب كثيرة من الفشل
ويؤمنون أن : الفشل ليس السقوط لـ(أسفل).. بل الفشل هو أن تبقى في (الأسفل)
ويرددون دائما : أن الفشل الحقيقي هو أن تنقطع عن (المحاولة)

* هاهو (أديسون) المخترع العبقري.. لم يكن النجاح حليفه دائماً وما كان الفشل ليوهن عزيمته.
فعندما فشلت 10,000 تجربة قام بها على اختراع (المصباح الكهربائي) ،
حاول أحد أصدقائه أن يواسيه.
فقال له أديسون "لماذا، أنا لم أفشل.
لقد اكتشفت 10,000 طريقة لا تؤدي إلى الهدف المطلوب!!
واستمر يحاول حتى اكتشف (اختراعه العظيم) الذي خلده في سجل الناجحين وديوان العظماء

@ الناجحون ياسادة لا يتراجعون
والمتراجعون لا ينجحون

* لما كان (محمود شاكر) طالباً يافعاً رسب في امتحان (اللغة العربية).. فلم ينسحب ولم يتراجع وواصل تعلم (العربية) وأخلص الاهتمام بها حتى كان بعد سنوات قلائل يلقب بـ(شيخ العربية) و (علّامة الأدب) وحاز على جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب

@ إن الفشلَ الذريع هو أول خطوة في طريق النجاح إذا لم يتسلل اليأس إلى قلبك أو يغشاك الوهن في عزمك

* كان (علي المزروعي) عنده عقدةٌ مزمنة من (اللغة الإنجليزية) ورسب فيها كثيراً، لكنه آلى على نفسه أن يواصل تعلمها مهما كانت العقبات واستمر يحاول دون انقطاعٍ حتى صار بعد ذلك من أفضل من يتكلم (الانجليزية) بطلاقةٍ تضارعُ طلاقةَ أهلها وألــّف بالإنجليزية كتباً كثيرة في الفكر والسياسة حازت على شهرة واسعة في أوساط المثقفين الناطقين بالإنجليزية

@ وراء كل رجل عظيم سجلٌ طويل من التجارب الفاشلة لكنه لم يستلم لها ولم يكف عن المحاولة حتى (نجح)

@ فإذا كنتَ تأمل ألا تتجاوز دركاتِ الفشل فـ(كف) عن المحاولات، واستسلم لضعفك وعجزك، وارضَ بـ(الدون)!!
أما أهلُ النجاح ياصديقي فلن تلحق بركبهم إلا اذا قلبتَ هاء (الهزيمة) إلى عين
عندها فقط ستكونُ في الطريقِ الصحيح نحو (النجاح)

القاعدة الثالثة للفشل:

استسلمْ للعوائق، ولا تقاوم (الظروف)

فكيف لك أن تنجح وأنت محاصرٌ بعقبات كؤود، ومثقل بقيود محكمة
أما الناجحون فلهم مع (الظروف القاهرة) قصةٌ عنوانها (التحدي) وفحواها (الإصرار) وشعارها (العزيمة)

* ‏أصيب عبدالعزيز بالعمى وهو صغير وكان لديه إخوة من أمه يرمونه بالحجر على قدميه وأمه ترى ابنها فيتقطع قلبها وكانت تقول:
كيف سيكسب رزقه وهو أعمى؟؟؟
ثم دعت الله بتضرع :
أن يجعل الله ابنها إماماً للمسلمين
ذلك الفتى الأعمى هو سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله

@ إن الناجحَ يدركُ أن : الضربة التي لم تقصم ظهره=تقويه.
لذا فهو لا يستسلم لظروف بيئته أو ظروف إعاقته بل يصنع من (الليمون) شراباً حلواً

* بعد وفاة زوجته أصيب(ابراهام لنكولن) بصدمة عصبية تطورت إلى انهيار عصبي كامل
وفي عام 1831 فشل في عمله
وفي عام 1834 فشل في عمله الثاني
وفي عام 1836 فشل في الانتخابات
وفي عام 1846 فشل مرةً أخرى في الانتخابات
وفي عام 1847 فشل مرةً ثالثة
وفي عام 1855 دخل انتخابات مجلس النواب وفشل فيها
وفشل في عام 1856 أن يصبح نائب رئيس
وفي عام 1858 فشل مرةً أخرى في انتخابات مجلس النواب
وبعد هذا السجل المشرف العامر بالفشل نسي (ابراهام) آثارَ صدمته النفسية جراء وفاة زوجته ونجح أخيراً في أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية
الناجحون كسائر البشر تجتاحهم النكبات، وتحل بناحيتهم الأزمات.
لكنّ الفرقَ بينهم وبين سواهم من الفاشلين أنهم لا يرضخون لأسر الظروف ولا يرضون بسجن العقبات بل يواصلون (المحاولات) تلو(المحاولات) حتى يصلوا لقمةِ (النجاح)

* غضبَ السلطان على الإمام السرخسي فأمر بحبسه في (بئر معطلة) ومنع عنه كتبه، لكنه بعزيمته التي لا تلين وهمته التي لا تستكين عزم على تأليف كتابٍ وهو على هذا الحال فاجتمع طلابه عند البئر يملي عليهم كلَّ ليلةٍ من حفظه مسائلَ وفصول حتى اكتملتْ في مصنفٍ سماه (المبسوط) يـُعد من أهم كتب الفقه الحنفي وأكثرها شهرةً وتداولاً إلى يومنا هذا

@
الناجحون يعرفون أنهم اذا استسلموا لظروفهم القاهرة، أو تراجعوا بسبب العقبات المانعة، فقد حكموا على أنفسهم ب(الموت)!!
فماقيمةُ الحياة بلا نجاحٍ يـُصنع، أو أحلام تـــُحقق

@ فإذا كنت سترضى بإعاقتك أو تستسلم لظروفك فأبشرك أنك على درب الفشل سائر وفي بحاره غارق
أما إذا كنتَ نبيهاً تأنف من أن توصم بالخيبة أو أن تنسب للهزيمة فتغلب على ظروفك قبل أن (تغلبك)

القاعدةُ الرابعة للفشل

ردد دائماً :(لستُ ذكياً) و(لستُ موهوباً)

وارضَ بما أنت عليه من بلادةٍ، واقنع بما اتصفتَ به من غباء
أما الناجحون فلهم في هذا الشأنِ (عقيدةٌ) أخرى
فهم يؤمنون : أنه لا أحد يولد (عبقرياً) وأننا متساوون في القدرات.
لكن الفرق بين الناجح والفاشل أن الناجح يستغل قدراته وينمي مواهبه ويمرن عقله بينما يكتفي الفاشل بترديد عبارات الإحباط والهزيمة

* كان (أبو يوسف) يجد صعوبةً في الفهم وعسراً في الاستيعاب لكنه مازال يواصل في طلب العلم وتعلم الفقه حتى أصبح بعد زمنٍ يسير بمقياس النجاح (الإمام الفقيه المجتهد) و(قاضي القضاة) في عصره
يقول له شيخه الإمام أبو حنيفة النعمان : كنتَ بليداً أخرجتك( المواظبة)!!

@
إنّ الدراساتِ الحديثة في علم النفس والتنمية البشرية توصلت إلى نتيجة قاطعة مفادها:
أن العباقرة والناجحين ليسوا( فلتات) أو (خوارق فوق العادة) كما يتصورهم البعض!!
بل هم بشرٌ عاديون أنبغتهم المواظبة وأنجحتهم العزيمة وميـّزهم التحدي

* كان (عمر بن أبي ربيعة) يحلم أن يكون شاعراً يشار له بالبنان فما فتىء ينشيء النظم ويحاول الشعر حتى نبغ ووصل إلى مبتغاه
قال عنه الشاعر الفحل (جرير) : مازال هذا الفتى القرشي(يهذي) حتى قال الشعر

@ إن النجاحَ ليس له علاقةٌ بالتفوق الدراسي فإذا كنتَ متعثراً في دراستك فلا يعني هذا أنك لا تصلح للنجاح

* يقول( بيل جيتس) مؤسس عملاق البرمجيات العالمي (مايكروسوفت) :
لقد فشلتُ في اجتياز بعض المواد الدراسية في الاختبارات الجامعية... في حين أنّ صديقي استطاع اجتيازها جميعاً بنجاح!!
والآن صديقي يعمل (موظفاً) في شركة (مايكروسوفت) ..
وأنا الآن (مالك) شركة (مايكروسوفت) وأغنى رجل في العالم!!

@ إن (التفوق) في الدراسة يمنحك (النجاح في المدرسة).
أما (التفوق) في الطموح والعزيمة والهمة فهو الذي يمنحك (النجاح في الحياة)
فإذا عزمتَ أن تبقى غبياً بليداً فاشلاً منهزماً فانظر لنفسك نظرةً دونيةً وردد: أنك محدود القدرات ولا يمكنك النجاح
أما إذا كنتَ لبيباً ألمعياً فاذبح اليأس بسكين الطموح وانحر الخوف بسيف العزيمة ولا تخشَ الفشل فإن أول خطوات الفشل=أن تخاف من الفشل

عبدالله بن أحمد الحويل
1436/3/17

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عبدالله الحويل
  • مقالات
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية