صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







أَلَمْ تَسْمَعْ بِمَا فِي مِصْـرَ

شعر : د. عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل


ذَهَبْتُ أَزُورُ زَيْدًا فِي الْعَوَالِي ** أَخَا كَرَمٍ وَصِـدْقٍ فِي الْمَقَالِ
لَـهُ عِلْمٌ وَمَعْـرِفَـةٌ بِفِقْـهٍ ** ذّكِيٌّ فِي الْجَوَابِ عَلَى السُّؤَالِ
ثَقَافَتُهُ حَـوَتْ مِنْ كُلِّ فَـنٍّ ** آحَـاسِنَـهُ فَفَاقَ أُولِي الْكَمَالِ
فَقَابَلَـنِي بَأَحْـزَانٍ وَهَـمٍّ ** وَحَـالٍ لاَ يُقَـاسُ بَأَيِّ حَـالِ

فَقُلْتُ أَرَاكَ فِي جَزَعٍ وَخَوْفٍ ** وَجِسْمُكَ فِي نُحُـولٍ وَاعْتِلاَلِ
كَأَنَّكَ قَـدْ بُلِيتَ بِمَوْتِ أُمٍّ ** وَهَلْ يَا شَيْخُ بَعْـدَ الأُمِّ غَـالِي
وَإِلاَّ قَدْ أُصِبْتَ بِفَقْـدِ خِـلٍّ ** عَزِيْزٍ مِنْ بَنِـي عَـمٍّ وَخَـالِ
فَصَبْرًا يَا أَخَـا الْعَلْيَاءِ صَبْرًا ** فَـكُـلُّ بُنَـيَّ آدَمَ لِلـزَّوَالِ

فَقَـالَ أَرَاكَ تَلْتَمِسُ اعْتِذَارًا ** لأَحْـزَانِي وَمَا أُخْـفِيْ بِبَالِـي
فَإِنِّـي مَا أُصِبْتُ بِمَـوْتِ أُمٍّ ** وَلاَ خِـلٍّ وَلاَ دَاءٍ عُـضَـالِ
فَأَحْـزَانِي وَآلاَمِـي تَوَالَتْ ** وَمَازَالَتْ تَثُـورُ مَـعَ اللَّيَـالِ

أَلَمْ تَسْمَـعْ بِمَا فَعَلَتْ يَهُودٌ ** مِنَ التَّدْمِيرِ فِي صَـفِّ الأَهَالِي
فَفِي اللَّيْلِ الْبَهِيْمِ تَدُكُّ شَعْـبًا ** بِمِدْفَعِهَـا الْمُهَيَّإِ كالْجِبَـالِ
فَتَحْـرِقُ مَا تَشَاءُ بِلاَ تَـوَانٍ ** تُـدَمِّـرُ مَا تَرَاهُ وَلَمْ تُبَـالِ
وَتَنْسِفُ إِخْوَتِي نَسْفًا وَتَرْمِي ** شَبَابَ الْقُدْسِ سِجْنَ الإِعْتِقَالِ
وَطَائِرَةُ الْفَضَاءِ تَشُنُّ حَـرْبًا ** كَأَنَّ أَمَامَهَـا وَحْشَ التِّـلاَلِ
فَتَقْذِفُ نَارَهَـا فِي كُلِّ بَيْتٍ ** عَلَى طِفْـلٍ عَلَى لُعَبِ التَّسَالِي
وَتَنْسِفُ كُـلَّ أَشْجَـارٍ وَنَبْتٍ ** وَتَقْصِفُ فِي الْجَنُوبِ وَفِي الشَّمَالِ
وَمَا ذَنْبُ الصَّغِيرِ يَمُوتُ قَهْرًا ** كَـذَا مَا ذَنْبُ رَبَّاتِ الْحِـجَالِ
وَهَذَا الْقُدْسُ يَحْتَرِقُ احْتِرَاقًا ** يُدَنِّسُهُ الْيَهُـودُ عَلَى التَّوَالِـي
وَأُمَّتُنَـا تُفَـرِّقُهُـا سُمُـومٌ ** تُدَسُّ مَتَى سَعَتْ نَحْوَ الْوِصَالِ

أَلَمْ تَسْمَعْ بِمَا فِي مِصْـرَ يَوْمًا ** أَلَـمْ تَعْلَـمْ بِدَاهِيَـةِ الْوَبَالِ
أَلَمْ تَرَ كَمْ بَرِيْءٍ مَاتَ ظُلْمًا ** فَأَيْنَ الأَتْقِيَـاءُ مِنَ الرِّجَـالِ
وَفِي يَمَنٍ أَرَى الْبُرْكَانَ يَسْعَى ** لِيَحْرِقَ خُضْرَةَ الشَّعْبِ الْمِثَالِي
وَأَمَّا الشَّامُ كَمْ سَقَطَتْ نُفُوسٌ ** بَأَيْدٍ شَرُّهَا فِي الْكَـوْنِ عَالِي
رَوَافِضُ لَيْسَ فِيهِمْ أَيُّ عِرْقٍ ** سَلِيمٍ مِنْ سُمُـومِ الإِنْحِـلاَلِ
وَفِي الأَفْغَـانِ تَدْمِيْرٌ وَقَتْـلٌ ** وَكُسِّرَتِ النِّبَالُ عَلَى النِّصَـالِ
فَكَمْ شَيْخٍ وَكَمْ طِفْلٍ رَضِيْعٍ ** تَغَطَّـى بِالصُّخُـْوِر أَوِ الرِّمَالِ

فَهَـذَا سِرُّ أَحْـزَانِي وَهَمِّي ** عَلَى الأَقْصَى وَطُـولِ الإِحْتِلاَلِ
وَحَـرْبٍ لَمْ تَزَلْ فِي كُلِّ يَوْمٍ ** تَدُورُ وَتَـنْتَقِي قُبْـحَ الْفِعَـالِ
أَيَا أُسْدَ الْوَغَى فِي كُلِّ قُطْـرٍ ** فَصَهْيُـونٌ تَرَدَّى فِي الضَّـلاَلِ
فَهُبُّـوا لِلْجِهَـادِ بِكُلِّ عَزْمٍ ** وَإِصْـرَارٍ وَشَـوْقٍ لِلنِّـزَالِ
دَعُونَا مِنْ شِقَاقٍ لَيْسَ يُجْدِي ** دَعُـوا مَا شَبَّ مِنْ قِيلٍ وَقَـالِ
فَإِنَّ النَّصْـرَ آتٍ فَاسْتَعِدـُّوا ** وَأَنْتُمْ مُخْلِصِينَ لِذِي الْجَـلاَلِ

*************

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عبدالرحمن الأهدل
  • مقالات
  • كتب
  • قصائد
  • الصفحة الرئيسية