صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







وصية محب قبل الرحيل

أحمد خالد العتيبي
@Ahmadarts9

 
بسم الله الرحمن الرحيم


الدقائقُ والساعات التي تمرُ بنا هي من عُمر الإنسان، والفائزُ فينا من يعمرُ وقتهُ في طاعة الله عز وجل، والاستفادةُ من وقته الذي هو من عُمره، تأملتُ في حال أهل القبور ماذا يتمنون لو رجعوا إلى الدنيا وكان الجواب هو : العملُ الصالح.

ـ فما زلنا الآن فوق الأرض وغداً نكون أنا وأنت تحت الأرض، وكلنا سوف يرحل من هذه الدنيا.
ـ وسوف يأتي اليوم الذي يقولون فيه (فلان انتقل إلى رحمة الله أو فلان فارق الحياة).
ـ فأوصيك أخي الغالي لا تنتظر بعد رحيلك أن احداً من الناس سوف يفعل الخير لك ويتصدق عنك ويقوم ببناء المساجد.
ـ وحفر الآبار، ويوزع المصاحف، ويشتري كراتين الماء ويضعها في المساجد، كل هذه الأعمال وأنت في قبرك.
ـ من يفعها لك والله انه نادر في هذا الزمان من يتذكرك ويدعو لك ويفعل الخير لك وأنت مرهون في قبرك.


ولكن السؤال : أين أقرب الناس منك ؟!

ـ أبناءك قد ينشغلون عنك في الورث الذي تركته لهم بعد رحيلك إلا من رحم الله.
ـ واصاحبك واقاربك قد يدعون لك ويذكرونك بالخير أيام ثم بعد ذلك تكون في صفحة النسيان.
ـ نعم والله كلاً عذره أنه مشغول في تجارته أو في وظيفته أو بأسرته.
ـ وتبقى أنت في قبرك وحيداً لا ينفعك في هذا المكان إلا عملك الصالح فقط.


ـ والتاريخ يشهد لبعض هذه النماذج المشرقة، التي لايزال ذكرهم خالداً
في صفحة التاريخ بعد رحيلهم.

ـ فالآن الفرصة بيدك والقرار قرارك، وأنت من يتخذه فما زال هناك فرصة لك، افعل كل معروف تستطيعه.
ـ شارك بمالك في بناء المساجد، اكفل يتيماً، تصدق على فقيراً، اجعل لك وقف مشروع خيري عنك وعن والديك.
ـ اشتري مصاحف وقم بتوزيعها في المساجد المحتاجة أو البلدان التي قليل توفر المصاحف فيها.
ـ اعتني بتربية الأبناء على الصلاح، وحب نشر الخير للناس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونشر العلم النافع.
ـ قم بتعليم الناس ما ينفعهم في أمور دينهم ودنياهم، واحرص المحافظة على الصلاة في المسجد، وكن مميزاً بالبر بالوالدين والإحسان لهم، وغيرها من الأعمال الصالحة.


ـ أخي الحبيب الغالي: والله سوف تكتب الملائكة جميع أعمالك التي فعلتها في هذه الدنيا.
ـ فأجتهد بما تحب أن تراه في صحيفتك يوم القيامة وأملاء وقتك بما يرضي الله عز وجل.
ـ وأجعل أعمالك الصالحة تسعدك عند لقاء ربك فهي سبباً بعد رحمة الله في دخولك الجنة.


واسمع بارك الله فيك إلى هذه الأدلة من الكتاب والسنة:

قال الله تعالى : ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيه * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيه * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيه * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيه * يَالَيْتَهَا كَانَتْ الْقَاضِيَةَ). (سورة الحاقة/19-33) .

2ـ عن أَنَس بْن مَالِكٍ ، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( يَتْبَعُ المَيِّتَ ثَلاَثَةٌ ، فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى مَعَهُ وَاحِدٌ : يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ ، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُهُ )
. رواه البخاري (6514) ، ومسلم (2960)

عن ابْن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: (أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ وَهُوَ غَائِبٌ عَنْهَا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا، أَيَنْفَعُهَا شَيْءٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا؟ قَالَ نعم). رواه البخاري (2756). وفي هذا الحديث أن الصدقة عن الميت تنفع الميت ويصله ثوابها.

4ـ واستغفار الذكر والأنثى من أولاد الميت للميت - وهو الدعاء له بالمغفرة - فيه ميزة عظيمة كما قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْه ِ وَسَلَّمَ :
إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ أَنَّى هَذَا فَيُقَالُ بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ . رواه ابن ماجة رقم 3660 وهو في صحيح الجامع 1617

5ـ قال النبي صلى الله عليه وسلّم :
(إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنه عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثةٍ إلا من صَدَقَة جَارِيَة أوَعِلْم يُنْتَفَعُ بِهِ أوَوَلَد صَالِح يَدْعُو لَهُ) . رواه مسلم/1631
.

ـ أسأل الله عز وجل أن يجعلنا ممن طال عمره وحسن عمله، وبارك له في وقته وماله وولده.
ـ وكتبه الله من السعداء في الدنيا والآخرة، ووالله أن الموفق من وفقه الله على فعل الخير.
 ـ اللهم اجعلنا من الموفقين إلى عمل الخير يا رب العالمين.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أحمد خالد العتيبي
  • قصص دعوية
  • مقالات
  • الصفحة الرئيسية