بسم الله الرحمن الرحيم

من مدريد إلى العقبة – هل سيتحقق هدف العدو؟


بدأ المكر الخبيث لإيجاد صراع بين الفلسطينيين، هدفه القضاء على الحركة الجهادية التي يسمونها هربا من المصطلح الشرعي "الجهاد في سبيل الله" بـ(الانتفاضة) التي زلزل الأطفال الفلسطينيون بها أقدام الجيش اليهودي بما يملك من قوة معروفة.
وكانت نتيجة ذلك اتفاق "أوسلو" الذي أزكم قيحُه أنوفَ الأحرار من الفلسطينيين وغيرهم، وكانت خاتمة ذلك قمة العقبة التي هدد فيها أبو مازن الحركة الجهادية، تهديدا أرضى به بوش وشارون، لأنه إذا نفذ ذلك التهديد، حقق به هدف الصليبية الأمريكية والصهيونية اليهودية، وهو أن يقتل الفلسطينيون بعضهم بعضا... لما في ذلك من إنقاذ لليهود من الخسائر الفادحة في الأرواح والأموال والسلاح والاقتصاد....

http://www.palestine-info.info/arabic/analysis/2003/25_6_03.htm

وكان زعماء الحركة الجهادية، يحاولون بشتى الوسائل تجنب الصدام مع السلطة الفلسطينية دخولها فلسطين إلى اليوم، برغم ما قامت به تلك السلطة من اعتقالات وسجون، بل وحصار لبعضهم في منازلهم، كما فعلت مع الأستاذ احمد ياسين...
ولهذا وافقوا على الهدنة التي حددت بثلاثة أشهر، تجنبا للصدام مع السلطة التي التزمت بالقضاء عليهم... والتزم زعماء الحركة بالهدنة، برغم عدم وفاء اليهود بأي وعد من مواعيدهم....

ومع ذلك فقد تعمد اليهود الاستمرار في اغتيالات المجاهدين وأسرهم وتهديم مساكنهم ومساكن غيرهم، وعرف زعماء الحركة أن هدف اليهود من الهدنة هو قتل أعضائهم ....
فأعلنوا أنهم مستمرون في الالتزام بالهدنة، ولكنهم سيردون على العدوان اليهودي بمثله، فنتج عن ذلك تفجير القدس الغربية أمس....
http://www.palestine-info.info/arabic/hamas/statements/2003/19_8_03.htm

والذي يظهر من تصريحات الرجلين المرضي عنهما من قبل اليهود والأمريكان
http://www.palestine-info.info/arabic/analysis/2003/20_2_03.htm

أن الوزارة عازمة على تحقيق وعد قمة العقبة... وهو اعتقال بعض أعضاء حماس والجهاد الإسلامي، ومصادرة أسلحتهم وإغلاق مقراتهم الثقافية والاجتماعية والعسكرية، ومصادرة أموالهم والحول بينهم وبين أي نشاط من نشاطاتهم.... ليجعلوهم عُزلا لا يجدون ما يدفعون به عن أنفسهم عدوان العدو اليهودي.
فهل سيستسلم زعماء الحركة الجهادية للاعتقالات ونزع سلاحهم وغيره مما يسميه اليهود "البنية التحتية"، أو سيمتنعون ويدفعون عن أنفسهم؟
وهل سيتحقق هدف اليهود والأمريكان من توجيه الفلسطينيين رصاص بعضهم إلى صدور بعض، بدلا من توجيهه إلى صدور عدوهم؟
لقد ولدت هذه الوزارة الفلسطينية من رحم الضغط الأمريكي اليهودي، وكال اليهود والأمريكان معا المديح لرئيس الوزراء وضابط أمنه ونشرت ذلك جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية... وامتلأت بها صفحات الشبكة العالمية "الإنترنت"
والذي يظهر أن اليهود والأمريكان يعدون ضابط الأمن هذا ليكون هو الذي يتولى شئون الدولة الفلسطينية "بلدية فلسطين من وجهة النظر اليهودية" وأن رئيس الوزراء ما هو إلا سلم يتجاوزون به عرفات ثم ....

http://www.alwatan.com.sa/daily/2002-07-02/politics/politics01.htm

ونريد أن نقول لإخواننا المجاهدين في فلسطين: "لا حل لقضية فلسطين إلا الجهاد في سبيل الله" وأن اليهود لا يجوز لمسلم أن يثق في عهودهم ومواثيقهم...

http://www.saaid.net/Doat/ahdal/82.htm

ولكنا في نفس الوقت نقول لإخواننا المجاهدين في فلسطين: لقد اجتمع على القضاء على جهادكم اليهود والصليبيون، وبعض الاستخبارات التابعة لهم في بعض البلدان الإسلامية... ولم تقف طائفة موقفكم في الدفاع عن ضرورات الحياة: "الدين والنفس والنسل والعقل والمال" إلا ابتلاهم الله ليمحصهم وليتخذ منهم شهداء:
ولكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، قدوة حسنة:
((ياأيها الذين ءامنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا (9) إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا(10) هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا)) (11) ... ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما (22) من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا (23) ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما)) (24) [الأحزاب]

ولسنا نريد أن نصدر لكم فتاوى من خارج ميدانكم، فأنتم أعلم بأنفسكم وقدرتكم، فعليكم أن تدرسوا أمركم وتوازنوا بين المصالح والمفاسد الراجحة عندكم في الإقدام على شيء أو الإحجام عنه...فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها...

ولكنا على يقين أن الذين يحاربونكم اليوم سيندمون غدا ولات ساعة مندم، وسيقول لهم لسان حالكم عندئذ:

مَحَضْتُهُمُ نصحي بمنعرج اللوى،،،،،، فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد

وسيقولون هم: "أكلت يوم أكل الثور البيض"
ونحن لا نملك لكم إلا دعاء الله تعالى أن يثبت أقدامكم ويجمع كلمتكم أنتم وإخوانكم من أبناء الشعب الفلسطيني، وأن يرد كيد عدوكم في نحره، إنه على كل شيء قدير.

كتبه
د . عبد الله قادري الأهدل

الصفحة الرئيسة    |    صفحة الشيخ