بسم الله الرحمن الرحيم

إحراقهم تجربة لإحراقنا!


مناطق أهل السنة في العراق تحرقها القوات الصليبية اليهودية، والجيش المسمى بـ(الجيش العراقي) الذي تدرب خارج حدود العراق، ودخل العراق بأسلحته ومعداته تحت حماية المحتلين الذين يبدو أنهم قد عقدوا مع زعماء هذا الجيش صفقة لتدمير أهل السنة في العراق أولا، ثم تمكينهم في المنطقة ثانيا، ليطوقوا بهم بعض الدول العربية في الخليج، وفي غيره.
وإن ما جرى ويجري من عدوان القوات الأمريكية وفيلق بدر وأتباعه من الجيش الذي تولى تدريبه هذا الفيلق بالتعاون مع هذه القوات إن ما جرى ويجري من الجانبين على مناطق أهل السنة منذ ثلاث سنوات لدليل واضح على أن الفريقين قد قررا حرق المحافظات والمدن السنية والقضاء على الأخضر واليابس فيها وإرغام من بقي فيها على قيد الحياة، للخضوع والسيطرة الكاملة للطائفة التي نصبها المحتل وسلمها مقاليد الأمور تمهيدا لضم العراق إلى الدولة التي انطلقت منها تلك الطائفة مؤتمرة بأوامرها، منفذة أوامر مراجعها الصادرة من خارج العراق وداخله.
وما الفدرالية التي يطالبون بإدراجها في مسودة الدستور إلا دليل آخر على تحقيق أهداف خطيرة في المنطقة.
إن دول الخليج العربي تعلم بما يحاك ضدها وضد شعوبها، ولكنها لا زالت تلتزم الأساليب الدبلوماسية كما جرت العادة ولم تقف إلى الآن الموقف الذي يقيها ويقي شعوبها من التخطيط الطائفي الذي يستهدف فصل المنطقة الجنوبية من العراق لضمها إلى الدولة التي يدين لها، ولتضم إليها بعد التمكن من ذلك مناطق أخرى، قد تكون دولا مجاورة بأكملها.
فعلى أهل السنة من الحكام والشعوب جميعا أن ينتبهوا لذلك ويتركوا المجاملات مع من قد يبادلونهم إياها بألسنتهم ويحفرون لهم بأيديهم.
وإن على العلماء والمفكرين ورجال السياسة والإعلام أن يبرزوا للناس الحقيقة المرة التي تحيكها الطائفة المتواطئة مع المحتلين ولم تعد خافية على أحد، فقد ظهرت نذرها واضحة في اليمن، وظهر ارتباطها بمثيلاتها في دول أخرى في أكثر من بلد من دول الخليج وغيرها، وكلها مرتبطة بمركزها المعروف.
وإن السكوت على ما جرى ويجري من إحراق أهل السنة في العراق ستترتب عليه مخاطر عظيمة، على أهل السنة في غير العراق، لأن إحراق أهل السنة في العراق ما هو إلا تجربة لتطبيق إحراق بقية دول أهل السنة المجاورة.
وإن قادة أمريكا الذين تورطوا في احتلال العراق، سوف لا يخرجون منه إلا بعد أن يحققوا أهدافهم التي من أهمها القضاء على أية قوة لا تستسلم لها استسلاما كاملا، وإذا لم يتحقق لها ذلك فستتخذ كل وسيلة لإشعال الحروب في المنطقة، أو تسليمها لمن تثق في تحالفه معها تحالفا يضمن لها ما تريد، ولا ينبغي أن تخدعنا تصريحات الجانبين المتحالفين التي يدل ظاهرها على خلاف حاد بينهما فمكرهما غير مأمون، والقرائن شاهدة.
وهاهي الأصوات العراقية من غالب الطوائف الخبيرة بما يجري، تحذر من تدخل سياسي وعسكري من دولة مجاورة تدخلا سافرا.
فالسكوت على إحراق المحتلين وعملائهم المتواطئين معهم لمناطق أهل السنة، سيعقبه ما لا تحمد عقباه على الساكتين، فهل ننتظر مصير المظلومين من إخواننا السنة في العراق؟!
((واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة))
 

كتبه
د . عبد الله قادري الأهدل

الصفحة الرئيسة    |    صفحة الشيخ