بسم الله الرحمن الرحيم

ولادة البقرة الحمراء.. وما تخفيه الأيام القادمة...


الأمة في خطــــــر.. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!......................
فاليهود يتهدد بالأحلام التوسعية..
والنصارى يمدونهم بالقوة والمال والتخطيط والتأييد..
فقد اجتمع الشر كله وتمثل فيهم..
وهم يتقدمون بخطى الشيطان لتحقيق الأهداف التوراتية..
وقد بشروا بولادة البقرة الحمراء، ( هل رأيتم صورتها؟) علامة بناء هيكل سليمان، وهدم المسجد الأقصى...
ولا ندري ما تخفيه الأيام القادمة... ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!...........

الأمة اليوم كلها تحتاج إلى دعاء الله:
دعاءً ملحا، فيه التضرع والاضطرار، أن يحفظ عليها دينها..
فإن ما تتعرض له من أعدائها من خفايا الكيد والمكر وظاهره، لقتل إيمانها شيء لايوصف من عظمه وشدته والإلحاح فيه، كما قال تعالى:
{ وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال}..
فمكرهم كالسيل الهادر يتدفق من كل جهة..
ومهما بلغت قوة المؤمنين فلن يكون في مقدورهم أن يقفوا أمامهم بما معهم من قوة أو حيلة..
فقوة العدو أكبر من قوتهم بكثير..
فليس أمامهم إلا الالتجاء إلى الله تعالى بصدق وإنابة وتضرع وإلحاح أن يرفع بأسهم ويبطل مكرهم وينصر دينه..
فبالدعاء تنقلب الأمور...............

----------------
(((((.... ربِّ... نحن مغلوبون.. فانتصـــــــــر....)))))

{ فدعا ربه أني مغلوب فانتصر }..
- عبادة سهلة يسيرة، لكنها في الميزان ثقيلة..
- عبادة لاتشترط لها الطهارة، ولا استقبال القبلة، وإن كانت من مستحباتها..
- من لم يتعبد الله بها غضب عليه، ومن تعبد بها فالله منه قريب وله مجيب..
- هي أصل التوحيد، وضدها أصل الشرك.
هذه العبادة، على جلالتها ويسرها، وحب الله لها، وتوعده من استكبر عنها بدخول جهنم داخرين، إلا أن كثيرا من الناس لايتعبدون الله بها، ومن تعبد بها تعبد على وجه ناقص، فلا يستعملها إلا في أقل الأمور، وفي بعض الأحيان، وفي الأزمات الخانقة، وفي أمور الدنيا فحسب، وهؤلاء هم أمثل الناس طريقة..
وسبحان الله كيف قدر الشيطان على صرف الناس عن هذه الشعيرة العظيمة التي تعد أعظمَ وأصل الشعائر جميعِها؟!!..
فما من شعيرة إلا ولهذه العبادة النصيب الأوفى منها، بل كل العبادات إنما شرعت لأجل تحقيق هذه العبادة، قال تعالى: { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}..
دعاء الله هو أصل الدين، يقول عليه الصلاة والسلام: (الدعاء هو العبادة) رواه أحمد، صحيح الجامع 3407
فمن لم يدع الله تعالى أهلكه وأدخله جهنم، قال تعالى:
{ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}،
وكل العبادات إنما هي دعاء، الصلاة دعاء والحج دعاء والصيام دعاء والزكاة دعاء، فإن الدعاء على قسمين: دعاء مسألة، ودعاء عبادة..
- فأما دعاء المسألة: دعاء بالمقال، كقوله: اللهم اغفر لي.
- وأما دعاء العبادة: فدعاء بالحال، مثل الصلاة والحج؛ فإن هذه في حقيقتها دعاء، وإن لم تكن دعاء بالمقال لكنها دعاء بالحال، فالمصلي في الحقيقة سائل، ومثله الحاج والمزكي والصائم، فكل هؤلاء في هذه العبادات قلوبهم تلهج بقول: اللهم اغفر لي.
إذا فهمنا هذا علمنا كيف أن الدعاء هو العبادة، فكل العبادات هي في حقيقتها دعاء، فنحن ندعوا الله تعالى في كل طاعة نقوم بها، إما بألسنتنا وجوارحنا، وإما بقلوبنا.
إن الله يريد منا أن نحرك ألسنتنا بدعائه في كل صغيرة وكبيرة، مما فيها تحقيق مصالحنا في الدنيا والآخرة، والحقيقة أن الإنسان مطبوع على الدعاء أو قل السؤال، فإذا لم يسأل ربه سأل غيره، فكلما ازداد من دعاء الله استغنى عن سؤال الناس، وكلما أنقص من دعاء الله افتقر وازداد من سؤال الناس، ومن هنا قيل: " أصل التوحيد سؤال الله، وأصل الشرك سؤال غير الله"..
فإن من اعتاد سؤال الله وحده حصل له التوحيد الخالص، ومن اعتاد سؤال الناس فتح على نفسه باب الشرك، وكل مشرك، ما أشرك، لو أنه أغلق عن نفسه باب سؤال الخلق.
ومع كون الدعاء عبادة وفضيلة، إلا أن هذا الباب من أبواب الطاعة زهد فيه كثير من الناس، مع شدة فقرهم إليه، والعاملون به قليل، وهؤلاء القلةُ أيضا ليسوا على فهم لحقيقة الدعاء وقدره، فهم يجهلون أن الله تعالى يحب من عباده أن يسألوه كل شيء، مهما كان في نظرهم حقيرا، قال تعالى:
{واسألوا الله من فضله}..
وقال رسول الله: ( إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله) حديث صحيح عن ابن عباس..
أي في كل الأمور..
وكان بعض السلف يقول: " إني لأسأل الله كل شيء حتى الملح للطعام"..
ثم من هؤلاء القلةِ من يدعوه في الشدة، ولايدعوه في الرخاء، وكثير منهم من لايدعوه إلا في حوائج الدنيا، أما حوائج الآخرة فلا تثير فيه كوامن التضرع..
وقليل جدا ممن يعتني بهذه الشعيرة من يجعل همه دعاء الله أن يهدي عباده، ويصلح أحوالهم، وأن يحفظ دينهم، ويرد كيد أعدائهم!!!!!!!!…
نعم قليل هم أولئك الذين يتحرون أوقات الإجابة، ليتطهروا ويقفوا بين يدي الله تعالى، ليسألوه أن يعز دينه، ويعلي كلمته، ويقمع أهل الكفر والنفاق والفساد، ولا يفعل ذلك إلا الأنبياء وأتباع الأنبياء، ممن يحب للناس الهدى ويحب لدين الله أن يعز ويعلو، انظر إلى قول النبي حين دعا فقال:
( رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) مسلم، انظر: السيرة الصحيحة 2/388
يقول هذا وقد شج رأسه، وكسرت رعايته، وقوله لما عاد من الطائف حزينا من إعراض أهله، وإعراض قومه من قبل، وقف عليه ملك الجبال فقال:
" إن شأت أطبقت عليهم الأخشبين"، فقال:
(بل أرجو من الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله، ولايشرك به شيئا) البخاري، انظر: السيرة الصحيحة 1/186
وهذا منه دعاء، وهكذا المصلحون دائما، يجعلون جل دعائهم لأقوامهم، ويتضرعون إلى الله تعالى في الأسحار: أن يغفر لهم، وأن يدرأ عنهم الشر والفساد، قال رجل لسفيان الثوري:
كيف أصبحت يا أبا عبدالله؟..
فقال: "تسألني كيف أصبحت؟، وقد والله تحيرت (يعني من كثرة الفتن)، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشيدا، تعز فيه وليك، وتذل فيه عدوك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر؛ ثم تنفس سفيان وقال: كم من مؤمن رأيناه مات غيظا"الحلية 6/14
جاء عن الإمام أحمد أنه قال: " لو كانت لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان".
إن الله عظيم، وقدرته عظيمة، وهو يحب من دعاه، ويحب من دعا إلى سبيله، وحري أن يستجيب له..
وحري بالإنسان أن يجعل همه الآخرة..
وأن يقدم دعاء الآخرة على دعاء الدنيا..
وأن يجعل همه دعاء الله:
- أن يعز دينه، وأن يعلي كلمته..
- وأن يصرف الشر عن المؤمنين..
- وأن يبطل كيد الكائدين..
لأنه إن دعى بذلك فقد دعى بالخير كله، فإن الله إذا استجاب له، فأصلح دين الناس، وكفاهم شر الأشرار، فقد حصل كل الخير، فالخير كله في انتشار الدين وصلاح الناس به، فإذا حصل ذلك فهم في خير وإلى خير، والشر كله في انحسار الدين، فإن الدين إذا قل في الناس، كثرت فيهم الفتن والشرور..
وينبغي أن يعلم أن الله تعالى كريم لاحد لكرمه: { قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق}، وإذا كان الله تعالى يحب من عباده أن يسألوه، وهو يغضب إن تركوا سؤاله، فإذا سألوه شيئا من متاع الدنيا أعطاهم وأرضاهم، فهو لمن سأله شيئا من أجر الآخرة أكثر إجابة وأعظم محبة له، ومن سأله حفظ دين الناس وأخلاقهم وأعراضهم، وإبطال كيد المنافقين والكافرين والفاجرين فهو من المقربين السابقين وله من المحبة شيئا غير محدود.
إن الإنسان إذا صار في أزمة خانقة، وكان في قلبه شيء من الإيمان، توجه إلى ربه بالدعاء..
والأمة اليوم كلها تحتاج إلى دعاء الله، دعاءً ملحا، فيه التضرع والاضطرار، أن يحفظ عليها دينها، فإن ما تتعرض له من أعدائها من خفايا الكيد والمكر وظاهره، لقتل إيمانها شيء لايوصف من عظمه وشدته والإلحاح فيه، كما قال تعالى:
{ وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال}..
فمكرهم كالسيل الهادر يتدفق من كل جهة، ومهما بلغت قوة المؤمنين فلن يكون في مقدورهم أن يقفوا أمامهم بما معهم من قوة أو حيلة، فقوة العدو أكبر من قوتهم بكثير، فليس أمامهم إلا الالتجاء إلى الله تعالى بصدق وإنابة وتضرع وإلحاح أن يرفع بأسهم ويبطل مكرهم وينصر دينه، فبالدعاء تنقلب الأمور:
دعا النبي صلى الله عليه وسلم يوم الغار فنصره الله:
{إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروهها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم}.
ودعاه يوم بدر وكانوا قلة فنصره الله:
{إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم}.
ودعا نوح فنصره الله:
{فدعا ربه أني مغلوب فانتصر * ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر * وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر * وحملناه على ذات ألواح ودسر * تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر}.
ودعا إبراهيم فقال:(حسبنا الله ونعم الوكيل)، فقال تعالى: {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم}.
ودعا الصحابة فنصرهم الله:
{الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم}.
ودعا كل من تبرأ من حوله وقوته فنصره الله:
{ وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين * وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين * فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين}...
إن للدعاء آدابا وشروطا، من عمل بها استجاب الله له.
أما آدابه:
- فأن يكون على طهارة.
- وأن يستقبل القبلة.
- وأن يرفع يديه.
- وأن يثني على ربه.
- وأن يصلي على نبيه عليه السلام.
- وأن يتحرى الدعاء بما دعا به النبي، فدعاؤه أجمع الدعاء وأحسنه.
- وأن يتحرى أوقات الأجابة: كالسحر، والصوم، والسفر، والمرض، والمطر، والجهاد، وبين الأذان والإقامة، ويوم الجمعة حين الخطبة، وآخر ساعة فيه، وكذلك حين الشعور برقة القلب وقشعريرة الجلد، أو حين الشعور بالألم والهم والغم لأمور المسلمين.
أما شروط إجابة الدعاء:
- فهو التضرع، والخفاء، والطمع، والخوف: {ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين * ولاتفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين}.
- وعدم الإصرار على المعاصي.
- واليقين بإجابة الدعاء.
- وعدم الاستعجال بالإجابة.
- وترك الظلم وأكل الحرام.
- والدعاء بقلب حاضر وخاشع.
- وعدم الدعاء بإثم، أو الاعتداء في الدعاء.
وكل من يدعوا الله تعالى فإنه يعطى إحدى ثلاث:
- إما أن يستجاب له.
- وإما أن يدخر له.
- وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها.
ويجتنب في الدعاء التعليق بالمشيئة، كأن يقول: "اغفرلي إن شئت"؛ فهذا خطأ، والواجب أن يعزم: ( إذا دعا أحدكم فليعزم في المسألة، ولايقولن: اللهم إن شئت فأعطني، فإن الله لامستكره له) رواه البخاري. انظر: الجامع لأحكام القرآن سورة البقرة:{ وإذا سألك عبادي..} تصحيح الدعاء لأبي زيد

9 / 2 / 1423

أبو سارة
abu_sarah@maktoob.com

الصفحة الرئيسة