بسم الله الرحمن الرحيم

مناقشة عن القعقاع ليس صحابي


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-

القعقاع بن عمرو ففي صحبته نظر ، و هي شخصية مختلف فيها .. و قد أثار هذه القضية رجل ذو أفكار خبيثة و هو حسن بن فرحان المالكي .. و طعن في صحة وجوده و كونه شخصية وهمية من مخلفات سيف بن عمر التميمي .. و كان الهدف من هذا التشكيك هو الوصول إلى التشكيك في شخصية ابن سبأ لأنه بزعمه لم يرد إلا من طريق سيف بن عمر أيضاً .. والمالكي كان في هذا العمل مقلداً للرافضي مرتضى العسكري في كتابه عبد الله بن سبأ ( ص 107 ) .

و هذا قول خاطيء ترده الحقائق التاريخية و الوقائع - والكلام هنا ينصب على شخصية القعقاع - ، فقد ذكره سيف في الصحابة ، و روى عنه أنه قال : شهدت وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .

قال ابن عساكر : يقال له صحبه ، قال ابن عبدالبر : لكن هذا الخبر من رواية سيف بن عمر ، و هو متروك الحديث كما قال ابن أبي حاتم ، فبطل ما جاء في ذلك . أي ما جاء في كونه صحابي ، لأن شروط إثبات الصحبة التي حددها العلماء لا تتفق مع أي جزء من جزئيات حياته ..

و لعل الله ييسر كتابة مقال أبين فيه تلك الشروط مع الشرح والتمثيل ( أي بضرب الأمثلة ) .

و هو أحد الشجعان الفرسان ، حتى روي عن أبي بكر أنه قال : صوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل . و له بلاء في القادسية ، شهد الجمل مع علي وكان رسوله إلى طلحة والزبير وأم المؤمنين مصلحاً . انظر ترجمته في كل من أسد الغابة ( 4/409 ) و الاستيعاب (3/1283 - 1284 ) و الإصابة (3/239 ) .

و كان سبب ترجيح قول سيف بن عمر هنا لأنه قد شهد له أهل العلم من أمثال ابن حجر كما في التقريب (1/344) بأنه عمدة في التاريخ . و الذهبي كما في الميزان ( 2/255) بأنه إخباري عارف .

و هذه الأقوال تجعلنا نميل إلى قبول روايات سيف التاريخية وليس الحديثية ، ما لم تخالف ما هو أصح منها .. و لم يرد ما يخالف رواية سيف في إنكار شخصية القعقاع بن عمرو .. وإنما الإنكار الذي وجد هو في كون القعقاع من الصحابة أم لا ..

و الله الموفق ..

أخوكم : أبو عبد الله الذهبي ..