صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







فاسـتـقـمْ

 الـمـتـقـارب :

عـثـمـان انـجـوغـو تـيـاو


نـداءَ الرّضـى أم نـداءَ الألـمْ        أنـادي  صـديـقـا  نـداءً  ألـمّْ
أخي يـا أخي يـا بـلالُ أخـي        أحـبّـك  فـي  الله  حـبّا  لـزمْ
فـما ذا شعـرتُ وقـد قـلـتـني        ألا أوصـنـي إنّ ذا قـد عـظُمْ
فـلـولا  الأخـوّة  فـي  ديـنـنـا       ولـو لا حديـث أتى في الشِّيَمْ
أقـول لـكـمْ لـسـتُ أهـلا  لـذا       ولــكنّ  عـذري  أبـاه الـقـلـمْ
فلو كنتَ تدري عرى باطني       ولـو كـنتَ قلبي ترى ما كـتمْ
لأعـرضت عـنّي ولم يـُلقـني       سلاما متى شُـفـْتـَني منك فـمْ
ولـكـنّ حـمـدي لـربـّي الـّذي       بكـشف المعايِـيب لم يـنـتـقـمْ
وحتـّى أُرى مسلـما مخـلصا       وظــنُّ الـّذي ظـنـََّهُ فـي عـدمْ
فـقـصّـدتُ شعرا أخي قائـلا        ألا  فـاتـّـق  الله  ثـم ّ اسـتـقـمْ
فـكن مـستـقـيما وكن قـاصدا       بحبل الإلاه المتـيـن اعْـتصمْ
فـخذ عروة الله مـسـتـمـسـكا       ألا عــروة  الله  لا تـنـفـصـمْ
فـكن مؤمـنا مصلحا مخلصا       وكن محسـنا محصنا تُحتـرمْ
وكن قـانـتا خـاضعا خـاشعا       وكـن صـالـحا صـادقا تـتـَّسـمْ
فـدُمْ هـاديـا دُمْ مـسـتـسـلـمـا       وسِـرْ في رشاد تَصِرْ في نِعَمْ
وبـالله  لا  تـُشـركــنْ  إنـّــه       لـظـلـمٌ عـظـيـمٌ ودعْ مَنْ ظـلمْ
وإيّـاك والـشّـركَ في حُكـْمِهِ      يقودُالورى في لظى مضطـرمْ
فـبـالإِتـّـباع  عـن  الإبــتــدا      ع  فـلـتـشـتـغـلْ يا أخي والتزمْ
فـشـرّ الأمـور الـّتي أُحدثتْ      وخير الهُـدَى هَدْيُ خير النـّسمْ
ومَن أحدث الأمر في ديـنـه       بـلا سـالـف سـعـيُـهُ  يــنـهـدمْ
فـما لـم يـكن أمـس ديـنا لـنا       فـفـي اليـوم حاشا لـه أن يُـقـمْ
أعِـنْ أهـلَ حـقٍّ أزلْ باطـلاً       أدِمْ  فِـعْـلَ  أمْـٍر  نـفـيـسٍ  أدِمْ
أدِمْ فعـلَ خـيـرٍ ولا تـأْجَـلَـنْ     تـمـرُّ اللـّـيـالـي مُـرُورَ الـسَّـهَــمْ
كـذاك  اللـّـيالـي  وأيـّامُــهـا     كذا ينقضي العُمْرُ حتـّى انْصَـرَمْ
فـخـيـر الأمـور خـواتـيمهـا     فـدُمْ فـي هُـدًى كـيْ بـه تـخْـتَـتِـمْ
فلا تُهملنْ حفظـك المصحفا     وبـادرْ إلـى الـعـلـم قـبـل الهــرمْ
بـفِـقـْهٍ حـديـثٍ  وتـفـسـيـرِهِ      وعـلـمِ اللـّغـات الْـمُـدِقِّ الـفَـهَــمْ
وعلم الدُّنـى إنّ علم الدّنــى     لــهُ  مــوضــعٌ  قـــيّــمٌ  لِـلْـمُـلِــمّ ْ
فكم أظهر الطّبُّ ما قد خفى     وكم أثـبـت الـطّـبّ صدقا عُـلــمْ
وقل مثل ذا القول في هندسٍ    وقـل غـيـرَ ذا عـنـد علم وُصِــمْ
فبعـض العلوم حوى منفـعـا     وبعـض العـلـوم حـوى مـا يُـذمّْ
أرى أنّ جهـل الفـتى شَيْـنـُـهُ     وعـلـمَ الـفـتى زيْـنـُهُ فـاغْـتــنِـمْ
فـعُـمْـر الأنـام قصير المدى     وبحر العـلوم عـريـضٌ خِضَــمّ ْ
فـكـن عـامـلا بالـّذي تـعـلـمُ     وكـن تـاركـا إن عَـراك الـوهَــمْ
أجب سائـلا إِن يَـسَلْ قائـلا      بـذكـر الـبـراهـيـن  لا أوْ نَـعَــمْ
وإن كنتَ عن مسأل جاهلا      قـلِ  الـعـلـم  لله  جـلّ  الـحَـكـَـمْ
إنِ العـقلُ لِلـنـّـقلِ قـد خالـفا      فـَقـُلْ عـقلُ فيك الونى والـسَّـقَـمْ
ولا تـحقرن عالـما مُخطـئا      فـمـهْـما سـما عـالـمٌ مـا عُـصِـمْ
ولا تـُبغـضن مسـلما مذنـبا      فـمَـنْ سـعـيُـهُ مِنْ ذ ُنُـوبٍ سَـلِـمْ
فـمـسـتـغـفـرٌ قـبـله مـذنـبٌ       ومـسـتـرشـدٌ  قـبـلـه فـي ظُـلَـمْ
فـَقـُل  آثمٌ  ثـمّ  قـل  تـائــبٌ      فـلـو لا الـتـّـضادّ فـأيـن الـقِـيَــمْ
فـضـدٌّ لـشـيء يُـري قـدرَه      وضـدٌّ  لـشـيْء  يُـريـكَ الـهِـمـمْ
فـخذ كلّ حـذر لـدى مُـلحـدٍ     ومـن  كـان  فـي  ديـنـه  يُـتـَّهَـمْ
فكن صاحبا ذاهُدى ذاحِجى     ولا تـصْحـبـنْ مَـن لِرشـد حُـرمْ
وكن هاجرا ذاهَوى ذاغَوى     ولا تـهـجُـرن  مـن لرشـد غَـنِـمْ
وذو غِـيـبةٍ مثـلُ واشٍ فـلا       تـُجالـسْـهُـما جالـسـنْ مَنْ حَـلـُمْ
مـتى ما أصرّا لدى جلـْسـةٍ      ولم يسْكـُتا كنْ حصًى ذا صَمَـمْ
وعـن جـاركمْ فاعـفُ عـنهُ الأذى    وأحـسِـنْ  إلـيـه إذا ما شَـتـَـمْ
ورضوانَ مـولاك فاسْـتـحْـصـِلَنْ    ولا تـلـتـفـتْ للـّذي يـخـتصـمْ
و إن ذات يــوم  نـوى ضيفـكـُـمْ    فأكـْـرمْـهُ فـي يـومِـهِ إنْ قَــدِمْ
ولا تـُسـرعـنْ  فـي الـيـميـن ولا    تـكـن مُـكـثـرا للـيـمـيـن تـُـلَـمْ
وعند الضّرورات كن ذاكرَ اسْـ    ــمِ ربِّ السَّمَا بعْـد وَاوِ القـسَـمْ
ولا تـُسْـرعـن فـي الـطـّلاق ولا    تـَكـُنْ لاعـبا بالطّـلاق احْتَـزمْ
فـإنّ الـنِّـسَـا  مـثـلُ ضِـلْـعٍ لـَوَى    وتـقويـمُ ضلعٍ يُساوي الحَطَـمْ
وكـُـن خـيـر زوج لـطـيـفـا بـها    وكـن عـندها ضاحكا وابـتسـمْ
لـهـا كـُـنْ قـريـنـا صـديـقـا  ولا    تـكـُنْ عابـسًا كنْ لها منْ رَحِمْ
فـإكـرامـهـنّ  يُــنــيـلُ  الـنـّـدى    وإذلالـُـهــنّ  يُــثــيــر اللـُّـــؤَمْ
فـخـيـرُ الـرّجـالات إنْ سـابـقـُوا   لـخـيـرُ الرّجالات في أهـلـهـمْ
فكـُنْ خيـرَهُم  في ارْتضا أهلِكمْ    تَـكـنْ خـيـرَهُـمْ هَاهُـنا ثـُمَّ ثـَمّ ْ
فـقـُمْ حـيـثـُمـا لـم يُـعـاكِـسْ هَوَا   هُـمُ الشَّـرْعَ واخْدُمْهُمُ في عَزَمْ
فـكـن راعـيـا قـاضيا حاجَـهـمْ     إذا مـا أردْتَ العُـلى والـْكـَـَرمْ
وإيّــاك   والـفـحـشَ   لا تـأتـهِ    وإيّـَاك والسّـوءَ واخْـشَ اللـَّمَـمْ
ومِـنْ رَوْح مـولاك لا تـيْأسَـنْ    وإن فـاق ذنـبُـك أسْـنـى العَـلـَمْ
فـمـن رَوْحِـهِ  كـلُّ حـيٍّ بَـقــى    ولــولاه  لـم تَــبْـقَ  مـنـّا قـَـدَمْ
عـلـيـك الـتـُّقى إنّ ثوب التـُّقى    بـه يَفـْضلُ العُرْبُ فَوْقَ الْعَجَمْ
وإلاّ  فـلا فـضـلَ فـوق الـفـتى    لـِعِـرْقٍ  أتـى  مِـن  أبـيـه  وأُُمّ ْ
علامـات أهـل الـتـُّقى والـنـَّقـا    لـعِـلـْـمٌ  وحِـلْـمٌ  ولـينٌ  وُسِـــمْ
وعُـرْفٌ ولـُطْفٌ وعَـطْفٌ بَـدا   ورِفـْقٌ وجُـودٌ وصِدْقُ الـكَـلِـــمْ
وعَـفـْـوٌ لِـمـنْ جاءهـمْ ظـالـمًا    وإطـفـاءُ غـيْـظٍ بـمـاءِ الـكـَظَـمْ
وسـيـماهـمُ  عُـدَّ  فـيـها الـوَفـا    لـوعْـدٍ وعـهْـدٍ غـلـيـظِ الـذ ِّمَـمْ
وإصـلاحُهُـمْ  ذاتَ بـيْـنٍ كـمـا    جـلا البِـرُّ فـيها ووصلُ الرَّحِمْ
وذكـرٌ  كـثــيــرٌ  بـلا  بـدْعــةٍ    وسـعـيٌ جـزيـلٌ جـلـيُّ الرَّسَـمْ
وعَـقـْـدٌ بِـلاَ  شُـبْـهـةٍ واضــحٌ    نـقــيٌّ  زكــيٌّ  فـلا  يـُـقـْـتَـحَـمْ
وتـقـْوى بـلا  ريـبَـةٍ راسـخٌ     قــويٌّ  ســويٌّ  فـلا  يَــنـْـهــزمْ
وأمْــرٌ  ونـهـيٌ  بـلا  فِـتـْنَـةٍ     بـأمـرٍ ونـهـيٍ غـلـبْـنَـا  الأُمَـــمْ
فـلـولاهـما لم نـكـن خيرَهُـمْ     ولـولاهـمـا  لـمْ نـزلْ  فـي نِـقـَمْ
ولولاهُـمـا جـاءَنـا مـثـلُ مـا     أتـــى قـبـلـنـا  قــومَ هُــودٍ  إِرَمْ
وصبرٌ إذا حلّ خطْبُ الزّمَـا     نِ واشـتـدّ فـيــه الـبَـلا وادلـهـمّ ْْ
وتـركُ المعاصي أداءُ الفـرا     ئِـض الواجـباتِ الّـتي تـنـْـقـسِمْ
أداءُ الصّــلاة  لـدى وقـتـهـا     صـيـامٌ  زكـاة ٌ وحـجُّ  الـحَــرَمْ
وهجْـرُ المَلاهي وبذل النـّوا     فـل الصّـالحات الـّـتي تـنـتَـظِـمْ
فـسَهْـر اللـّيالي صيامُ الـنـّها     رِ إنـْفـاقُ  مـالٍ  بـدون  الـنـَّـدَمْ
فإن شئتَ كـُنْ مثلهم في العُلى   وإن شِئتَ كن فـوْقهُمْ في القِمَـمْ
فـكـمْ  آخــرٍ قـدْ  عــلا  أوّلاً     وكـم قـد عـلا سـابـقـًا كـَمْ وكـَمْ
ألا  فـاسْــألِ  الله  لـي  هَـذِهِ     كــمـا أســألُ الله  هَــذِي  لَـكـُـمْ
ولا تـنـْسَنا يا أخي في الدُّعَا     فـإنّ  الـدُّعَا  لِلـرَّجَـا  مُـلـْـتـَـئِـمْ
فهذا الـّذي قـُمْتُ أوصي لكمْ     عـسـى الله يُـرْضيه هذا النَّظَـمْ
فـسـبحان ربي وسـبحان مُلـْ     ـهِمِ المرْء شِعْـرًا مليءَ الـْحِكـَمْ
فنِعْـَم امرُؤٌ أنتَ إن صُنـْـتـَها     وأيُّ امـرِئٍ أنـتَ إنْ لـمْ تـَـسِـمْ
أرى مُنْتَهَى نُصْحتي أنـّهُ اتـْـ    ـتـَق ِالله أيْ حيثُ كـنـْتَ اسْتَقِـمْ
                                                                                 
 
أبـــو الـخــنــسـاء
عــثــمـان انــجــوغــو تــيـاو
الـسّــنــغــالي
ليون: ذو القعدة 1424هـ / يناير 2004م

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

واحة الأدب

  • هذه أمتي
  • قصائد وعظية
  • منوعـات
  • أدبيات
  • قصائد نسائية
  • مسرى النبي
  • حسين العفنان
  • عبدالرحمن الأهدل
  • صالح العمري
  • عبدالرحمن العشماوي
  • عبدالناصر رسلان
  • عبدالمعطي الدالاتي
  • موسى الزهراني
  • د.عبدالله الأهدل
  • د.أسامة الأحمد
  • الصفحة الرئيسية