صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







(إلى كرامة الله وعفوه)..!

حسين بن رشود العفنان

 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

في رثاء الأهلة التي غابت قبل أن تتم، والثمار التي قُطفت قبل أن تنضج، والكواكب التي أفلت قبل أن تشرق، والقلوب التي وقفت قبل أن تنبض!
(أثير) وَ (عبد الله) وَ (موضي).

في رثاء( حَرم أبيهم) الطاهرة العفيفة، الأم التي تحننت وأشفقت،وتأوهت وتألمت، ثم انتقلت إلى جوار ربها، بيضاء الصفحة، نقية السيرة!

في رثاء (أبيهم) الرحيم المشفق ، الذي فجع بقرة عينه و سلوة عمره ،في شرخ شبابه، وميعة حياته، فغابت أرضه، وُجهل ذكره،فلا هو حي فيرجى،ولا هو ميت فينعى!

في رثاء(الأرواح الطاهرة} التي صعدت واحدة واحدة، في قلب سبسب خالية إلا من الموت والمخمصة والبؤس!

في رثاء{الأنفاس الكريمة}التي صمتت فضج الناس!

فإلى العائلة الشريفة
أسرة (العتيق) المؤمنة
التي رضيت بما قضاه الله وأمضاه
وسلّمت حين علمت من عدل الله ما علمت

وإلى أهل حائل قاطبة، الذين كسرت (حادثة النفود) قلوبهم، وسكبت عيونهم!

أهدي حرف الحداد.

(الكاتب...)

***

{إلى كرامة الله وعفوه}


ما أفجع هذه الحقيقة وما أفظع هذه القصة!

ماذا أقول أمام مصاب أحرق الأحشاء،وأغرق الأجفان، تَجمُد من هوله القرائح، وتَثقُل من عظمه الألسن، وتَنحصر من شدته الأقلام،وتطير من شقائه الألباب، وتنهد من بؤسه الأصلاب!

***

لله تلك المرأة العفيفة !

كم غطّت من هم، وهي ترى مخالب الموت الدامية، تنتزع الحياة قطعة قطعة من رؤوس أطفالها!

كم طوت من ألم،وهي ترى العطش ينهش كبدها وأكبادهم، والجوع يفري أمعاءها وأمعاءهم ،والخوف يقطع قلبها و قلوبهم؟

كم زُلزل قلبها، وهي تسمع بكاء أطفال،ونشيج أغرار، لا يعرفون إلا الفرحة والإشراق واللعب!

كم تهاوت دعائم عزمها،وهي ترى وجههم، قد مسها الضر، وأثخنها الضعف!

***

لله ذلك الأب الرحيم!

الذي فقد رياحين حياته، وزهور زمانه، وسكنه وسعادته!

واه عليه !

أ رآهم والموت يقطفهم زهرة زهرة ؟!

أ رأى أفواههم وهي تصيح وتتأوه؟!

أ رأى عيونهم وهي شرقة بالدموع ؟! ، أ رأى أجسامهم وهي تذوي وتذبل وتتشقق؟!

أ رآهم والليل قد استباح قلوبهم،ورجف بأضلاعهم؟!

أراهم والهجير قد كوى جلودهم وألهب أبدانهم؟!

***
واحسرتاه على تلك الأجسام الصغيرة اللدنة حين انثالت عليها تلك الكوائن والفجائع!

واحسرتاه على تلك القلوب البيضاء الغافلة حين ذهلت ودهشت وذابت وتصدعت! فنهضت على غير ما اعتادت من طمأنينة وأمن ومسرّة !

واحسرتاه على تلك الأسرة الشريفة! كم كلمتها الكوائن، و جرحتها المصائب قبل أن تكسف وتتوارى!

غفر الله ذنوبهم و مهد لهم في أعلى جنانه وأكرم مأواهم ورحم مصرعهم وبرد مضجعهم وألبسهم الحسنات وفسح لهم الجنات !

وخلع على ذويهم لباس الصبر والاحتساب!
وربط على قلوبهم وشرح صدورهم وجبر مصابهم وثقل ميزانهم!

فإنا لله وإنا إليه راجعون!

وصلى الله وسلم على نبينا محمد

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
حسين العفنان
  • عَرف قصصي
  • عَرف نثري
  • عَرف نقدي
  • عَرف مختار
  • واحة الأدب
  • الصفحة الرئيسية