صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







طوق جمر (نصوص قصيرة جدا)

حسين بن رشود العفنان


بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

طوق جمر (نصوص قصيرة جدا)
بقلم : حسين العفنان

(1)
طوق جمر
***

في هبّة ضعف..مدّ عينه إلى خيالها..
وغرس قلبه على ذرات جمالها..
وأطال في غيه...ولكنه لم يقبض سوى الريح!
فتهارب إيمانه..
وتسرب حفظه..
وانحدر إلى الصديقات والفنانات والإباحيات..
وغدت زوجه (التي كان يرى الجمال أمامها قزما)
غدت (طوق جمر يخنق حياته)!

(2)
جفاف
***

كان يهب فطوره طيلة دراسته الابتدائية لصديقه..
خوفا منه ، وطلبا لحبه وعطفه
اللذين فقدهما عند أمه وأبيه وإخوته..
حتى أصيب بضعف جسمي ونفسي
مازال في غِبه حتى الساعة.

(3)
تسمين
***

دخلت العشر عليها وانقضت وهي تطوف من سوق إلى سوق ومن محل إلى محل
لتنسق لابنتها ألوان ملابسها ، فالوردي مع الرمادي ، والأسود مع الأحمر ،
وهذا الطقم بحاجة إلى حقيبة ، وهذا إلى قلادة ذهبية.

وتتقاطر رحمتك عليها حين تراها تبذل مالها ووقتها وقوتها
بقلب أبيض وصدر رحيب..دون أن تنظر إلى يد محسن أو لسان شاكر.

لا لوم فهي أم لا تريد لابنتها أن تكون أقل من قريباتها وصديقاتها ،
فهي على استعداد أن تبذل العمر كله في سبيل ذلك..

لكنها حتى الآن لم تستعد ولن تستعد للجلوس مع ابنتها ثانية واحدة
لتسمع نحيب مشاعرها وجروحها وهمومها!


(4)
مشاعر رجل كبير
***

مازال يذكر ـ قبل عشرين سنة ـ ألما قطّع أحشاءه ،
حين طرد من الصف الأول الذي بكّر من أجله ، وحرم نفسه اللعب،
لأنه طفل خشية أن يزعج المصلين...

وآخر : مازال يذكر عرقه وهو يتقاطر أمام أصاحيبه
لأن معلمه استخف بثوبه الصيني الرخيص..
:
فالطفل مشاعره كاملة ، مشاعره مشاعر رجل كبير ،
فاحذر حين تخلط نفسك به ، وتخلّف ـ دون أن تعلم ـ جرحا في قلبه غائرا عاريا.

(5)
صمم
***

غرس جبلا بينه وبين ابنه ، فتصامم ولم يسمع صوته الذي ظل يستجديه
سنين طويلة ليزيد مصروفه من ( ريالين ) إلى ( ثلاثة )
فقد ارتفعت الأسعار وارتفعت معها سخرية زملائه.

(6)
حرب خاسرة
***

حاربت ابنها فكريا ، وجعلت عقله في إجازة ، وأقامت نفسها ملكة على أفكاره ،
ليكون لها عبدا لا يتقن من دنياه سوى الركوع ، تزوج ودون عناء ملّك زوجه على أفكاره.

(7)
سجن
***

حرمته أمه من ( لعبته الإلكترونية ) ومن ( كرته )
وحرمته حتى من (نفسها وحنانها وخفضها)
خوفا من عار الرسوب الدراسي الذي لاحقها زمنا...
فعاد جسده صيدا سهلا لأقاربه وجيرانه!

(8)
فصام
***
ذرّ الخرفان على الموائد طلبا للأماديح ولهباءة دنيا فانية..
وقريبه تحت سقف ينضح!


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
حسين العفنان
  • عَرف قصصي
  • عَرف نثري
  • عَرف نقدي
  • عَرف مختار
  • واحة الأدب
  • الصفحة الرئيسية