اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/wahat/husseen/34.htm?print_it=1

لقاء مع الأديب الكبير محمود محمد حسن ضوي

حسين بن رشود العفنان


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
لقاء مع الأديب الكبير محمود محمد حسن ضوي

حاوره : حسين العفنان ـ موقع رواء الأدبي

(1)
لا مكان للنقد الانطباعي

هذا صحيح من جهة وخطأ من أخرى، فمن حيث إن النقد لا بد أن يقوم على دعائم علمية منهجية وليس مجرد آراء مزاجية هو صحيح، ولكن قد نرى أنه لا يخلو نقد علمي من شوب انطباعية، وليس انطباع من تمرس في الشعر كانطباع غيره .. لدينا في السودان مثلاً يتذمر الطلاب من مقرر الأدب (عينية سويد بن أبي كاهل) وحق لهم لأنها من نمط صعب لا يسيغه الذوق المعاصر، مع أن طه حسين كان يراها من الغرر النواصع.. هنا لا قيمة لانطباع الطلاب .
نحن أيضاً لن نستطيع تكميم الأفواه أو إلجام الأقلام، ولا بأس أن تختلف الميول في تلقي العمل ولو بدوافع المزاج المحض، ولكن تكمن الآفة في الأحكام العامة الجزافية على أعمال أديب برمتها من خلال أعنال قلائل لا تكفي لإطلاق حكم مدمر .

(2)
أنا لا أكتب للنقاد

أؤيد هذا للمبتديء بالأخص (وهو رأي سبق به الدكتور العلامة حسين علي محمد _ في منتديات الرابطة للشباب) .. ولكن لا يعني هذا إهمال توجيهات النقاد العلمية والفنية بشرط الاقتناع بها .

(3)
الغموض في الإبداع والنقد

أما في الإبداع فالقليل من الغموض حلية له وإلى ذلك ذهب عدد من القدماء على رأسهم الشريف الرضي، ولكن أي غموض؟ .. ثمة فرق بين الغموض الفني والتعتيم، وإلا لم يعجز ناقد متحذلق من اختلاق معاني وهمية لأي هذيان وأية شعبذة .. وحينها سيركن هذا الناقد إلى غموض النقد لأنه مفلس من الحقيقة والموضوعية .. وكيف نقبل أن يكون النقد طلاسم ومهمته الشرح والكشف عن جماليات ومثالب النص، .. وحين يكون الناقد غامضاََ والنص غامضاً فهو كمن يشرح بالروسية كلاماً فرنسياً لمن لا يعرف غير العربية !

(4)
النقد الحداثي وما بعده نسف واستهانة

لا بأس بالاستعانة ببعض المناهج الحداثية كالبنيوية في حدود فليس كلها باطلاً وهي الآن وغيرها من المذاهب الألسنية دائبة في التطور وبدأت تحت عنها قشور الغلواء وليت القراء يلتفتون إلى الناقد الحصيف أمبرتو إيكو الذي أعاد أموراً كثيرة إلى أنصبائها . إن الخوف الخوف من المصدومين حضارياً بالحداثة، والمنطلقين بوعي أو ببلاهة من منطلقات علمانية حادة . وللأسف ما أكثر هؤلاء .

(5)
الاستفادة من منهاج النقد الأدبي الحديث

هذا لا بد منه (فبشر عباد . الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)

(6)
لا دلالة قطعية للنص

هذه من دعاوى غلاة التفكيكيين، وتعميم ذلك ليس من المنطق ولا اللغة : وهؤلاء للعلم خرجوا أصلاً لتحطيم مسلمات المنطق الأرسطي الذي ينفي اجتماع الصفة ونقيضها في موضع واحد، وهو مذهب ينتمي إلى الفكر الغنوصي الوثني .

(7)
القراءة في النقد أولى من القراءة في الإبداع

يظل الإبداع هو الأهم ... الإبداع الحق وليس المحاولات الضعيفة .

(8)
الصور الفنية القديمة محرمة على المبدع

(قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده) .. هناك قديم لا يشيخ، في مقابل جديد ولد ميتاً .. إن الأديب العبقري له يد كيد المسيح تحيي ميت الكلم فإذا هو حي ناطق، أما الدعي الوالغ فله يد نكداء ما إن تمس حياً حتى ينقلب حجراً أصم أخرس .

(9)
المبالغة في الإطراء تقتل المبدع

ليس فقط بل وتروج للأدب الضعيف الذي هو كالزحف الرملي يدفن منابت الإبداع الحقيقي .

(10)
المبالغة في التشنيع تقتل المبدع

وقد تحييه إذا كانت موضوعية ومنهجية وإن أصابته ببعض الأذى . التشنيع القاتل هو الذي يحكم على تجربة برمتها من خلال نص واحد أو اثنين أو القليل .. وأهم شيء عدم مجاوزة النقد الأدبي إلى التجريح .

(11)
الأدب الإسلامي أدب نص لا أدب شخص

صحيح .. وهنا أتذكر موعظة الصديق لخالد : وإن أنزلوك على حكم فانزل إلى حكمك ولا تنزل إلى حكم الله ، فإنك لا تدري أتصيب حكم الله أم تخطئه ".

(12)
رابطة الأدب الإسلامي العالمية

مشروع عظيم وحقق كثيراً من الإنجازات .. ولكن ينبغي فهم أنها تمثل توجهاً ضمن مسيرة الأدب الإسلامي، فهي ليست الناطق الرسمي باسم الأدب الإسلامي إذ لا ينبغي لأحد ذلك، ولكنها أحد أبرز وجوه الأدب الإسلامي، والانتماء إليها بوعي يساعد على التزام الطريق الحق .

(13)
قنوات الشعر الملحون الفضائية

ظاهرة مخيفة .. أرتاب في بواعثها . وهي تعمل على تقوقع الشعوب في محليتها الضيقة، وتوهي من علائقهم بالتراث . إن من حق الأدب الدارجي أن يلقى الاهتمام ولكن ليس بهذا القدر .

(14)
محمود محمد حسن في سطور

من منطقة دنقلة ببلاد النوبة من السودان ..
متخصص في أصول الفقه (درجة الماجستير)
أمارس نظم الشعر ولي ديوانان معدان للطبع ..
صدرت مجموعتي القصصية بعنوان : الدمى والشيطان .
عملت معلماً وإعلامياً، ولي مقالات ثقافية وأدبية وتربوية بعدة مجلات وصحف .
لي اهتمام خاص بتشجيع المواهب الناشئة وقد أسست مجلة مشوار بهذا الاهتمام .
أقيم مؤقتاً في السودان

 

حسين العفنان
  • عَرف قصصي
  • عَرف نثري
  • عَرف نقدي
  • عَرف مختار
  • واحة الأدب
  • الصفحة الرئيسية