اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/wahat/husseen/12.htm?print_it=1

أميرُ الرَّصيفِ !

حسين بن رشود العفنان

 
بسم اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
والصّلاة والسّلام على رَسوله الأمِين


فَرشٌ

إلى محطوطِ القدرِ ،الذي تعرّضَ لليثِ العَرينةِ، المجاهدِ القديرِ إسماعيل هَنيّة ـ نصرَه الله ورفعَ رايتَه ـ
فكانَ كالذُّبابةِ ـ أجلَّ اللهُ الكرامَ ـ (التي دَنتْ منِ التَّبَارِ، فحَامتْ حولَ النارِ! ولا يَحْزنكَ دمٌ أراقَه أهلُّه)!

وليعلمْ ـ هذا المأفونُ ـ أنّ الرَّصيفَ أشرَفُ مِنه وأرفعُ، لأنّه حَمى مُجاهِدَنا (هَنية)من مَقذرةِ الطريقِ!
فسدَّ ـ هذا الجمادُ ـ ثغرةً لم يستطعْ ـ هذا الغِرُ ـ لحِطةِ نفسهِ وفسالتِها أنْ يسدّها!

جددْ قاعدةَ فهمِكَ! واعلمْ أنّ منْ جلسَ على التُّرابِ، سيجلسُ فوقَ السحابِ!

هذا النّبيُّ سيدُ العالمِ ـ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ـ كانَ يجلسُ على الحصيرِ وينامُ عليهِ، حتى أثّر في جنبه المُكرَّم!

وكانَ القادمُ إلى مجلسِهِ ـ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ـ يقولُ أيكمْ محمدٌ؟! لأنّه (كانَ بشرًا من البشرِ)، لمْ يتفضلّ على أصحابهِ بثوبٍ أو لا ملبسٍ!

ولمْ ينزلْ قدرُ(عمرَ) يومَ نامَ تحتَ الشجرةِ، وقرقرَ بطنهُ ،وحَجَبتِ الرُّقعُ ثوبَه!

والعظمةُ ـ يا صاحبَ العقلِ (البلاستيكيِّ )ـ تُشحنُ من الخلائقِ الأبيّةِ، لا من الكراسيّ (البلاستيكية)!

و(هَنية) جلسَ على الرّصيفِ، لأنّه مرْصوصٌ من أحجارِ أبنائِه، التي خلعتْ قلوبَ أسيادِكَ النّعامِ، وأطارتْ هواءَ الكِبرياء الذي مَلأ جُثثهم!

(إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)

عذرًا (هَنية)! فهؤلاءِ شرّ الجِبلةِ، وضعوا أقدامَ اليهودِ والنصارى، على هاماتِهم،فحجبتْ عنهم شمسَ الحقِ!

أميرَ الرَّصيفِ

للهِ أنتَ ! رُعْتَهم بجلوسكَ وأغْمدّتَهم ! وبذرتَ الذِلةَ بين جَوانحِهم! وهزمتَ أفئِدتهم وخُطتَ الجُبنَ فيها! فكانَتْ هذه الجلسةُ أزينَ في أُحدوثتك، وأجملَ في ذكرك!

يحِسبونَك جهالةً أنّكَ في طَفَافةٍ و هوانٍ، وأنتَ ـ واللهِ ـ في عِزةٍ وكثرةٍ! فعزّتُكَ إيمانكَ باللهِ وبحُسنييه، وتجَلُّلكَ عن سلوةِ الدّنيا ورَغَدِها! وكثرتُكَ أنصاركَ، فريقُ الهُدى وأشياعُ الحقِّ، الذين يُقاتلونَ ويُقتلون مخامصَ محتسبينَ، ومُحبوكَ في أرجاءِ البسيطةِ، الذينَ يرفعونَ أكفّهم، ويُذلونَ أدْمُعهم دَاعينَ مُستنصرينَ!

أميرَ الرَّصيفِ

يقولُ الشاعرُ الأستاذُ أحمد الطارش ـ زادَه اللهُ إبداعًا إلى إبداعِه ـ :

اجلسْ على هَذا الرّصيـفْ *** فلستَ بالرجـلِ الضّعيـفْ
اجلـسْ وخذْهـا بُـرهـةً *** ترتاحُ مـن كيـدِ السّخيـفْ
اجلـسْ فأنـتَ شُموخُـنـا *** المزهوُّ في الزمنِ الكَفيـفْ
اربـضْ كفعـلِ غضنفـرٍ *** قبلَ التلاحمِ في الصّفـوفْ
شهـدَ الرصيـفُ وشعبُـه *** بمآثـرِ الشهـم ِالنظـيـفْ
مــا زدتَ إلا رفـعــةً *** بتواضـع ٍ جـمّ ٍ لطـيـفْ
ذكرتَـنـا الـفــاروقَ إذْ *** آوى إلى الظّـل الوريـفْ
ونــامَ دونَ حِـراســةٍ *** يَحميـهِ حُكـمٌ لا يحـيـفْ
قدْ خابَ من ظـنّ الزّعيـمَ *** مكانُـه القصـرُ المنـيـفْ
ولا يـشــاركُ شـعـبَـه *** في شدةِ العيـشِ الشّظيـفْ
للهِ دركَ لـــمْ تـــزلْ *** كاللّيـثِ تَقتحـمُ الحتـوفْ
تغشـى المهامـهَ ضاربًـا *** بالسيفِ والرأي الحصيـفْ
ستـظـلُّ فيـنـا قـائِــدا *** في القصرِ أو فوقَ الرصيفْ

اجلسْ على الرَّصيفِ فسبيلُ العُظماء،خُلقتْ وعرةً شديدةً، لتُذلّها هِمةٌ كهِمتِك،وقلبٌ كقلبِك، ورُوحٌ كروحكَ!

وستَتَصرّمُ ـ بإذن الله ـ هذهِ الحَزّةُ، وستُسفرُ هذه الكُربةُ!

فلا أعلّ اللهُ لكَ جسمًا ولا روحًا!
ونصركَ وصانكَ عن الذّل، ونزّهك عن الضِّعةِ!
وحفظكَ عن الإسلامِ منافحًا، وللمسلمينَ حارسًا!


حسين بن رشود العفنان
الرياض
 

حسين العفنان
  • عَرف قصصي
  • عَرف نثري
  • عَرف نقدي
  • عَرف مختار
  • واحة الأدب
  • الصفحة الرئيسية