صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







شخصيات ( نصوص قصيرة )

حسين بن رشود العفنان
@huseenafnan

 

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

(1)
***
ما فائدتي ؟ ما مكسبي ؟
هذه الاستفهامات دائما تَطْرق ذهنه ، لذا يُقدم رغباته على الناس أجمعين ، فينسى أقرب الأقرباء وحاجاتِهم.
يَكْسِبُ الأصدقاء في طرفة عين ويفقدُهم ، علاقته الزوجية تنتهي بطلاق عاطفي أو انفصال أليم ، يُكثر الشكاية من أيامه وأحيائه وأمواته ليُوقِع المتعاطفين في شباكه ويمتصُّهم ، مزاجه متقلِّبٌ لا يستقرُّ ، فحين تلقاه يكون ماء مُنعشا ـ وفي لحظات ودون مقدمات ـ يصبح حميما قاتلا!

(2)
***
تَمِيل إليه النُّفوس دون اختيار منها ، راكضةً خلف سِحره وسحر روحه ، من رؤيته تدخل معه في أحاديث عميقة وكأنك تعاشره منذ أزمان ، وتشعر بزيادةٍ حين تجالسه وفخر ، لكنه حَدِيد اللسان يُطلقه عليك فجأة ، فيتغيّر وجهك وقلبك ، لكنك تعود متعكرا خاضعا.

(3)
***

يُحبّ العلاقات الواسعة ، فمن اللحظات النادرة أن تجده وحده ، غاديا أو رائحا ، حتى إنه يُشْرِك أصحابه بعيدهم و قريبهم في أخص خصوصياته.
لكن من النادر أيضا أن يستمر في صحبتهم ، إنه سريع النِّقمة ، سريع الندم ، فهو يخاف أن يهجره الناس ، ويغضب من هجرهم ، فيسيء إليهم أكثر ويتجاوز حدودا مُحرّمة لعلَّهم أن يفهموا رسالته ويعودوا.

(4)
***
نِعَم الله تكاد تخرج من عينه ، لكنّه كثير التوجُّع والشكاية من الجو والأنظمة والجيران والمدير وزوجته وأولاده وسيارته وكثرة المواد الحافظة والديون والبناء والعمالة والخير والشر.

(5)
***
ينفر الناس من ظاهره وبعضهم يهابه ، وبعضهم يشعر بشراسته أو تكبره ، وبعضهم يعزم على إيذائه.
وهو في بواطنه مهزوز حسّاس فيه طفولة ، يجهل كثيرا من عادات قومه ، يقدم الناس على رغباته ليكسب وُدّهم ، الثناء ـ ولو كان كاذبا ـ يعلقه بين النجوم ، والانتقاد ـ ولو كان صدقا ومحبّةً ـ يعرقل حياته ويدفنه ويعزم على الانتقام من صاحبه.

(6)
***
يُحسن الاستماع للناس ، ويسعى في علاجهم قَدْرَ وُسْعه ، وربما نسي نفسه والضروريِّ من حياته ، لذا صار لَجَأً للمهمومين المكروبين.
تُستكثر عليه النعمة ، وتظهر برّاقة على ملامحه وأملاكه ، وهو صيد بارز للحَسَدَة ينالونه دُون عناء.

(7)
***
ترى بلاهة ظاهرة في وجهه ، وحين تُسْمع ضحكاته العالية وتعليقاته الساخرة ، تقتحمه العيون وتحتقره النفوس ، ويتقرّب له أهل المطامع ، لكنهم يصدمون بقوته في قول : (لا) ، وبدهائه وتكتُّمه ! فلا يَبثُّ في مجالسه إلا أسراره الصغيرة ، فينتزع من الكثيرين أسرارهم الكبيرة.

(8)
***
صاحب ضَحْكة حاضرة ، ينشر الابتسامات على وجوه الكثيرين ، يخرج من المجالس بخبرة ضعيفة أو مشوهة فهو لا يفقه لِمَ اجتمع الناس ؟ حريص على إخفاء جزء كبير من نفسه ، وفي مواقع التواصل يحذف حسابه ويبدِّل شخصَّه حين يشعر أن الناس كَثُرَتْ عليه.

(9)
***
يحرصُ عليه أصاحيبُهُ حرصا شديدا لأنه نُزْهتهم ، فكم شَرَحَ غُربتهم بضحكات لا تقدر بثمن ، فكم سحبوه إلى العتبة وهو نائم ، وكم سافروا على سيارته وتركوه وحيدا ، وكم خدعوه ليسدّد عشاءهم الفاخر ، ومع ذلك كلّه كان يغفر زللهم ويخشى فراقهم!

(10)
***
يُقضِّي الكثير من الساعات خارج بيته ، لكن قلبه مغروس بين أبنائه ، فحاجاتهم الصغيرة كبيرةٌ في رأيه وعقيدته ، يدير أعماله بنفسه ولو كانت ألف عمل ، يَشْمتُ بك إذا أحبّك ويُكثر انتقادك ، ويَكْتم أنفاسك بكثير سؤاله ليتعلّم من خبرتك.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
حسين العفنان
  • عَرف قصصي
  • عَرف نثري
  • عَرف نقدي
  • عَرف مختار
  • واحة الأدب
  • الصفحة الرئيسية