اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/wahat/allabban/31.htm?print_it=1

يا بحر
كتبت هذه القصيدة على كورنيش المنارة في بيروت في الثامن من شهر أيلول من سنة 2000

عبد القادر اللبّان

 
جئتـك يا بَحرُ أشكـو مِـنْ زَمـَنْ --- فِيـهِ هَـوانٌ ومـآسٍ ومـِحَـن
ضيّعت دهـراً مـن حياتي باحِثـاً --- عن المآثر فلم أجـد خـُلُقاً حَسَن
ولقد رافقتني في حياتي مصاعبٌ --- يَشيب مـن أهـوالها مـن كان فطِـن
وجدت فيها أناساً, للحـقٍ أضاعوا --- وعاثوا فساداً وأغرقوا الدنيا فتن
فكانوا كحيتان ِبحر تأكلُ سَمكَه --- أو كوحوش ٍجائعة فُكَّت من رَسَن
أو كبهائم تـَنهشُ في أعراضها --- أو ككلاب ٍيصدر منها لعُابٌ بنَتـَن
فلـرُبَّ أخ لا تأمـَن بَوائقـه --- ولا أبُ من ابنه, لا يشعرُ بأمن
وزوجة وأن ًتكن من خِيرةٍ, فَاتق شَرَّها --- فالدهر من طبعه لغدره دوماً يحنّ
فهذه هي الدنيا, فلا تأمن لها --- وكُنْ كثعلبٍ, لا يَغفـوُ إلاَّ بعَيـن
فعمدت إليـكَ يا بَحرُ ألقي بكُرْبَتي --- لعَلي بـِكّ لِدفع ضَيمي أستعـن
*********
أتذكر يا بحر كـم أتيتـك شاكياً --- ودمعي كَمَوج ٍينسابُ فيك بحزن
أرنو إليك بمرارة وأحملُ آهَاتٍ --- ممَّا أعاني مـن صَبابة وشجن
أمضيت ردحاً من شبابي ألوكها --- وأتجرعها كَسُّم . . يَسري في بَدن
*********
ظـَنَنتُ يوماً أنَّ الدنيا لِيَ ابتسمت --- فَبَحَثتُ عن رفيِقة لحياتي و بها أقترن
وما كان ابتسام الدنيا لي إلاَّ خدعة --- ًفيقع في شركها كلّ غافل رعَن
***********
كَـنَنتُ لها وُدّا ًواحتراماً وصَحبةً --- ولكنّهاَ من الوُدِِّ بشيءٍ إليَّ لم تَكُنّ
وأوردتها كأساً سلسبيلاً مُنعِشاً --- فكافأتني, فسقتني من ماءٍ أسِن
ووهبتها عمري وزمامَ قلبي كله --- ومهما قست, فهي عليَّ لم تَهـُن
وأخيراً.. بعد عمر ٍقد قضيته أكتشف --- بأنَّها باعتني ولم تقبض ثمَـن
لقد عشت معها من حياتي بكذبةٍ --- إلى أن أمَرَ ربِّي, بفك قيدي وأذَن
فرجعت إليكَ يا بَحرُ أنعي نهايتي --- وأطمعُ بقربك, علَّني ألقى سَكـَن


 

عبدالقادر اللبّان
  • إسلاميّات
  • حكمة
  • وجدانيّات
  • وطنيّات
  • مقالات
  • واحة الأدب
  • الصفحة الرئيسية