اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/twitter/651.htm?print_it=1

سلسلة تغريدات حول :
#مفهوم_الرشد_ومضاداته_في_الإسلام

ابن فهاد
@mohhd1390


بسم الله الرحمن الرحيم

#مفهوم_الرشد_ومضاداته_في_الإسلام

فتلك تطالب بعمل وسط الرجال لأنها #راشدة!
وأخرى ستسافر بلا محرم لأنها #راشدة!
وثالثة تطالب بإسقاط ولي النكاح لأنها #راشدة!

ونحن في هذا الثرِد سنوضح مفهوم #الرشد الذي شوهه التغريب ودعاته، ونعري مضاداته في الإسلام، مع الاختصار باذن الله..

#مفهوم_الرشد_ومضاداته_في_الإسلام

[أولا] تعريف الرشد:

- لغة ضد الغيّ والضلال.
- اصطلاحا: ضد السفه وسوء التدبير. و(حَتَىْ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ) أي كمال عقله وحسن تصريفه للأمور. [القاموس القويم للقرآن الكريم، ابراهيم أحمد].

#مفهوم_الرشد_ومضاداته_في_الإسلام
- وعند الفقهاء: بلوغ الصبي سن التكليف، ليكون صالحًا في دينه، مصلحًا لماله.
- وعند القانونيين: السن إذا بلغها استقل بتصرفاته. [المعجم الوسيط، حرف الراء].
- وعند النفسانيين: ذروة إنتاج الإنسان، وتمتد من 21 إلى 40، وتتسم بالنضج، والاستقرار والاستقلالية واتخاذ القرارات المهمة.

والقدرات الرئيسة لمرحلة الرشد المبكر هي:

1. القدرة على تفسيرات عديدة لظاهرة واحدة، أو حلولا عديدة لمشكلة واحدة.
2. القدرة على التعامل مع احتمالات تناقض الواقع والمواقف المتصوّرة.
3. القدرة على التعامل بالرموز المجردة كما في الرياضيات.
4. القدرة على استخدام الاستعارة.
[علم نفس النمو من الجنين إلى الشيخوخة (ص614)].

#مفهوم_الرشد_ومضاداته_في_الإسلام

[ثانيا] الرشد في القران:

ورد مصطلح #الرشد بصيغه (الرُُّشْد، رَشَدا، الرَّشاد، يرشُدون، رشيد، مُرشدا، الراشدون) في القرآن الكريم 19 مرة.
فالراء والشين والدال (رشد) في اللغة أصلٌ واحدٌ يدلُّ على استقامةِ الطريق. [مقاييس اللغة لابن فارس].

#مفهوم_الرشد_ومضاداته_في_الإسلام

وقد جاء الرشد في القرآن على معان:


1. الهدى والحق والإيمان:
(وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186] و (تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) [البقرة 256]

2. الحق والصواب:
كقوله (يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فأَمنا بِهِ) [الجن 2]

3. البلوغ،
وأهلية المال، وسداد الرأي -أهم معاني الرشد- وذكرت في موضع واحد: (فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَٱدۡفَعُوۤا۟ إِلَیۡهِمۡ أَمۡوَ ٰ⁠لَهُمۡۖ) [النساء 6].

4. الصلاح وطريقه: (وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ). [الأعراف: 146].

5. العلم:
(مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) [الكهف 51].

6. النفع: (لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا) [الجن 21].

7. ضد الشر: (أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الاَرض أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا) [الجن: 10].

#مفهوم_الرشد_ومضاداته_في_الإسلام
وحدود مفهوم الرشد في القران في (الهدى والحق والصواب والصلاح والنفع والعلم والبلوغ وسلامة الوجدان..) وهي عناصر تعكس المكوّنٌ الأساسي لشخصية المُستَخلف، وحالة حريته، وفطرته التي ولد عليها، وتتيح له الاختيار بين متناقضين: كالضر، والنفع مثلا..

#مفهوم_الرشد_ومضاداته_في_الإسلام

ويمكن حصر القيم الأساسية التي تحكم بِنَاء مفهوم #الرشد في القرآن بـ: الهدى، والبلوغ، والصلاح، والنفع، وبيانها:


1. الهدى: وهو محور الكون وحركته، ويتعلق بمبدئية التوحيد، والذي يعني ملكية الكون كله لله.

2. البلوغ:
ويرتبط بأهلية المُستَخلف لاستقبال فعل الاستخلاف، وإحدى مظاهره: (المال) وصحة إدارته، لقوله: {وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} [الحديد: 7]، [نظرية المعرفة بين القرآن والسنة (ص161)].

#مفهوم_الرشد_ومضاداته_في_الإسلام
3. الصلاح: وهو تحمّل المستخلف مسؤولياته تجاه الكون، وانتقاله من هداية الذات لهداية العالم، وهو ما يستوجب من المُستَخلف عملين متكاملين:
1) نقض الفساد وهدمه.
2) الإصلاح والبناء، سواء كان هذا الفساد في الإيمان، أو في طرق التفكير.

4. العلم:
أداة العمران الأولى، وميزة تفضيل البَشَر على الملائكة، كما في حوار خلافة الإنسان في الأرض في القران، والعلم أداة الاكتشاف (فَأَتْبَعَ سَبَبًا)، (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ)..
فـ (الخلافة) تعتمد أساساً على العلم، والله لا يُخلّف جاهلا على أرضه، بل عالما يبلغ رسالاته وأوامره ونواهيه.

5. النفع: وهو سببٌ رئيسٌ لتحقيق الاستخلاف في الأرض، وملازم لتحقيق “العبودية” التي هي غاية الخلق (إِلَّا لِيَعْبُدُونِ).
والنفع بصفته الملازمة له (المكوث في الأرض)، يمتد أثره في البناء، ويفيد الإنسان في الوراثة والعمارة، وعكسه الفساد، قال تعالى: (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) [الرعد/17].

#مفهوم_الرشد_ومضاداته_في_الإسلام

[ثالثا] مضادات #الرشد:

والتي يطرحها القرآن وما يقابلها لجاذبية البيان وتوضيح المعنى المراد، ومنها:

1. فالغيِّ:
الانهماك في الجهل، (تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)..
والغيُّ كذلك: واد في جهنم (يَلْقَوْنَ غَيًّا).[القاموس القويم].

2. السفه:
بمعنى الحمق، والإساءة (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ)، والسفه كذلك: ضد العلم، (سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ).

3. الضرر:
الذي يقع عليه: إما في نفسه لقلة العلم والفضل والعفة، أو ببدنه بجارحة، أو في حالة ظاهرة من قلة مالٍ وجاه، كقوله (لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ) [الحج 13].

4. الفساد:
وهو الخروج عن الاعتدال، ويستعمل في النفس والبدن، وما خرج عن الاستقامة.[مفردات ألفاظ القرآن]، ويقابله الصلاح، لقوله (واللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ).

#مفهوم_الرشد_ومضاداته_في_الإسلام
أخيرا..
وبعد تجلية #الرشد، وبيان معانيه، وكشف ضده، يتضح أن أدعياء #الرشد من عباد التغريب انما يسترحلون #الرشد لتنفيذ أجندتهم..
ولو عرضنا شخصياتهم لوجدت أن أحدهم لا يخلوا إما من جهل، أو حمق، أو قلة خبرة، أو سفه... و #الرشد بريء منهم..

والله اعلم

تغريدات