صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







من فوائد كتاب (تهذيب مدارج السالكين للإمام ابن القيم)

انتقاء: إبراهيم بن فريهد العنزي


بسم الله الرحمن الرحيم

من فوائد كتاب (تهذيب مدارج السالكين للإمام ابن القيم) هذبه: عبدالمنعم صالح العزي.

1- "صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم" أضاف النعمة إليه، وحذف فاعل الغضب لوجوه:
منها: أن النعمة هي الخير والفضل، والغضب من باب الانتقام والعدل، والرحمة تغلب الغضب، فأضاف إلى نفسه أكمل الأمرين، وأسبقهما وأقواهما، وهذه طريقة القرآن في إسناد الخيرات والنعم إليه، وحذف الفاعل في مقابلتهما..
الوجه الثاني: أن الله سبحانه هو المنفرد بالنعم .. فأضيف إليه ما هو منفرد به.. وأما الغضب على أعدائه فلا يختص به تعالى، بل ملائكته وأنبياؤه ورسله وأولياؤه يغضبون لغضبه..
الوجه الثالث: أن في حذف فاعل الغضب من الإشعار بإهانة المغضوب عليه، وتحقيره وتصغير شأنه ما ليس في ذكر فاعل النعمة من إكرام المنعم عليه والإشادة بذكره، ورفع قدره ما ليس في حذفه..
2- قال الفراء: العرب تسمي ما يوصل إلى الإنسان: كلاما، بأي طريق وصل، ولكن لا تحققه بالمصدر، فإذا حققته بالمصدر لم يكن إلا حقيقة الكلام، كالإرادة، يقال: فلان أراد إرادة يريدون حقيقة الإرادة..
3- "وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون" ما أضل الله سبحانه أحدا قط إلا بعد هذا البيان (البيان العام)..
4- من أراد أن تصدق رؤياه فليتحر الصدق وأكل الحلال، والمحافظة على الأمر والنهي، ولينم على طهارة كاملة مستقبل القبلة، ويذكر الله حتى تغلبه عيناه، فإن رؤياه لا تكاد تكذب البتة..
5- وأصدق الرؤيا: رؤيا الأسحار، فإنه وقت النزول الإلهي، واقتراب الرحمة والمغفرة، وسكون الشياطين، وعكسه رؤيا العتمة، عند انتشار الشياطين والأرواح الشيطانية، وقال عبادة بن الصامت رضي الله عنه: رؤيا المؤمن كلام يكلم به الرب عبده في المنام.
6- اشتملت الفاتحة على الشفاءين: شفاء القلوب، وشفاء الأبدان.
7- كثيرا ما كنت أسمع شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: {إياك نعبد} تدفع الرياء {وإياك نستعين} تدفع الكبرياء.
8- الناس قسمان: مقر بالحق تعالى، وجاحد له، فتضمنت الفاتحة إثبات الخالق تعالى، والرد على من جحده، بإثبات ربوبيته تعالى للعالمين.
9- سمعت شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية قدس الله روحه يقول: كيف يطلب الدليل على من هو دليل على كل شيء؟ وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت:
وليس يصح في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل
ومعلوم أن وجود الرب تعالى أظهر للعقول والفطر من وجود النهار، ومن لم ير ذلك في عقله وفطرته فليتهمهما.
10- سر الخلق والأمر، والكتب والشرائع، والثواب والعقاب انتهى إلى هاتين الكلمتين (إياك نعبد وإياك نستعين)..
11- العبادة تجمع أصلين: غاية الحب بغاية الذل والخضوع.
12- تقديم " العبادة " على " الاستعانة " في الفاتحة من باب تقديم الغايات على الوسائل..
13- العبودية محفوفة بإعانتين: إعانة قبلها على التزامها والقيام بها، وإعانة بعدها على عبودية أخرى، وهكذا أبدا، حتى يقضي العبد نحبه.
14- قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه: تأملت أنفع الدعاء؛ فإذا هو سؤال العون على مرضاته، ثم رأيته في الفاتحة في: {إياك نعبد وإياك نستعين}
15- لا يكون العبد متحققا بــــ {إياك نعبد} إلا بأصلين عظيمين: أحدهما: متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم.
والثاني: الإخلاص للمعبود.
16- أهل الإخلاص للمعبود والمتابعة، هم أهل "إياك نعبد" حقيقة، فأعمالهم كلها لله، وأقوالهم لله، وعطاؤهم لله، ومنعهم لله، وحبهم لله، وبغضهم لله، فمعاملتهم ظاهرا وباطنا لوجه الله وحده، لا يريدون بذلك من الناس جزاء ولا شكورا .. بل قد عدوا الناس بمنزلة أصحاب القبور، لا يملكون لهم ضرا ولا نفعا، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا..
17- أفضل العبادة العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته، فأفضل العبادات في وقت الجهاد: الجهاد..والأفضل في وقت حضور الضيف مثلا القيام بحقه.. والاشتغال به عن الورد المستحب، وكذلك في أداء حق الزوجة والأهل..
18- المتحقق بــ " {إياك نعبد وإياك نستعين} ..هو لله وبالله ومع الله، قد صحب الله بلا خلق، وصحب الناس بلا نفس..
19- {أيحسب الإنسان أن يترك سدى} أي: مهملا، قال الشافعي: لا يؤمر ولا ينهى، وقال غيره: لا يثاب ولا يعاقب، والصحيح الأمران..
20- فأصل العبادة: محبة الله، بل إفراده بالمحبة، وأن يكون الحب كله لله..
21- بنى {إياك نعبد} على أربع قواعد: التحقق بما يحبه الله ورسوله ويرضاه، من قول اللسان، والقلب، وعمل القلب، والجوارح، فالعبودية: اسم جامع لهذه المراتب الأربع.. فــ {إياك نعبد} التزام لأحكام هذه الأربعة، وإقرار بها، {وإياك نستعين} طلب للإعانة عليها والتوفيق لها، و{اهدنا الصراط المستقيم} متضمن للتعريف بالأمرين على التفصيل، وإلهام القيام بهما، وسلوك طريق السالكين إلى الله بها..
22- أما مرتبة أصحاب اليمين: فأداء الواجبات، وترك المحرمات، مع ارتكاب المباحات، وبعض المكروهات، وترك بعض المستحبات.
23- وأما رتبة المقربين: فالقيام بالواجبات والمندوبات، وترك المحرمات والمكروهات، زاهدين فيما لا ينفعهم في معادهم، متورعين عما يخافون ضرره..
24- الصبر واجب باتفاق الأمة، قال الإمام أحمد: ذكر الله الصبر في تسعين موضعا من القرآن، أو بضعا وتسعين، وله طرفان أيضا: واجب مستحق، وكمال مستحب.
25- شهوة الكبائر معصية، فإن تركها لله مع قدرته عليها أثيب، وإن تركها عجزا بعد بذله مقدوره في تحصيلها استحق عقوبة الفاعل، لتنزيله منزلته في أحكام الثواب والعقاب..
26- التحقيق: أن حركة اللسان بالكلام لا تكون متساوية الطرفين، بل إما راجحة وإما مرجوحة، لأن للسان شأنا ليس لسائر الجوارح.. وكل ما يتلفظ به اللسان فإما أن يكون مما يرضي الله ورسوله أو لا، فإن كان كذلك فهو الراجح، وإن لم يكن كذلك فهو المرجوح..
27- في الحديث: «من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم، ففقئوا عينه فقد هدرت عينه».. وهذا إذا لم يكن للناظر سبب يباح النظر لأجله، كعورة له هناك ينظرها، أو ريبة هو مأمور أو مأذون له في الاطلاع عليها..
28- قال تعالى: {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك} قال مقاتل: استعن عليهم بركبان جندك ومُشاتهم. فكل راكب وماش في معصية الله فهو من جند إبليس.
29- الإيمان نصفين: نصف صبر، ونصف شكر، والصبر داخل في الشكر، فرجع الإيمان كله شكرا..
30- منتهى همة الصادقين أرباب البصائر إلى ثلاثة أشياء:
أحدها: الكشف عن منازل السير.
والثاني: الكشف عن عيوب النفس، وآفات الأعمال ومفسداتها.
والثالث: الكشف عن معاني الأسماء والصفات، وحقائق التوحيد والمعرفة.
وهذه الأبواب الثلاثة هي مجامع علوم القوم. وعليها يحومون. وحولها يدندنون. وإليها يشمرون.
31- شهادة العقل بالجزاء كشهادته بالوحدانية، ولهذا كان الصحيح أن المعاد معلوم بالعقل، وإنما اهتدي إلى تفاصيله بالوحي..
32- البصيرة: تحقُّقُ الانتفاع بالشيء والتضرر به، وقال بعضهم: البصيرة ما خلصك من الحيرة، إما بإيمان وإما بعيان..
33- البصيرة تُنبِتُ في أرض القلب الفراسةَ الصادقة..
34- التوبة بين محاسبتين، محاسبة قبلها، تقتضي وجوبها، ومحاسبة بعدها، تقتضي حفظها..
35- وأما سوء الظن بالنفس فإنما احتاج إليه؛ لأن حسن الظن بالنفس يمنع من كمال التفتيش ..ولا يسيء الظن بنفسه إلا من عرفها، ومن أحسن ظنه بنفسه فهو من أجهل الناس بنفسه..
36- لعل تعييرك لأخيك بذنبه أعظم إثما من ذنبه وأشد من معصيته..
37- إنك أن تبيت نائما وتصبح نادما، خير من أن تبيت قائما وتصبح معجبا..
38- منزل التوبة أول المنازل، وأوسطها، وآخرها، فلا يفارقه العبد السالك، ولا يزال فيه إلى الممات..
39- شرائط التوبة ثلاثة: الندم، والإقلاع، والاعتذار..
40- تعظيم الجناية يصدر عن ثلاثة أشياء: تعظيم الأمر، وتعظيم الآمر، والتصديق بالجزاء..
41- المؤمن من نوع الإنسان خير البرية على الإطلاق..
42- قال الله تعالى {وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين - لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين} أخبر سبحانه أن الناس قسمان: حي قابل للانتفاع، يقبل الإنذار وينتفع به، وميت لا يقبل الإنذار ولا ينتفع به، لأن أرضه غير زاكية ولا قابلة لخير البتة، فيحق عليه القول بالعذاب، وتكون عقوبته بعد قيام الحجة عليه، لا بمجرد كونه غير قابل للهدى والإيمان..
43- من عرف حقيقة نفسه وما طبعت عليه علم أنها منبع كل شر، ومأوى كل سوء، وأن كل خير فيها ففضل من الله من به عليها، لم يكن منها.. قال تعالى {ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون} فهذا الحب وهذه الكراهة لم يكونا في النفس ولا بها، ولكن هو الله الذي من بهما، فجعل العبد بسببهما من الراشدين..
44- لا يزال (الشيطان) يهون عليه أمرها (الصغيرة) حتى يصر عليها، فيكون مرتكب الكبيرة الخائف الوجل النادم أحسن حالا منه، فالإصرار على الذنب أقبح منه، ولا كبيرة مع التوبة والاستغفار، ولا صغيرة مع الإصرار..
45- {ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار} فمغايظة الكفار غاية محبوبة للرب مطلوبة له، فموافقته فيها من كمال العبودية..
46- فإن لم يكن (العبد) في تقدم فهو متأخر ولا بد، فالعبد سائر لا واقف، فإما إلى فوق، وإما إلى أسفل، إما إلى أمام وإما إلى وراء، وليس في الطبيعة ولا في الشريعة وقوف البتة..
47- (إعلام المقذوف المغتاب): لا يشترط الإعلام بما نال من عرضه وقذفه واغتيابه، بل يكفي توبته بينه وبين الله، وأن يذكر المغتاب والمقذوف في مواضع غيبته وقذفه بضد ما ذكره به من الغيبة، فيبدل غيبته بمدحه والثناء عليه، وذكر محاسنه، وقذفه بذكر عفته وإحصانه، ويستغفر له بقدر ما اغتابه، وهذا اختيار شيخنا أبي العباس ابن تيمية، قدس الله روحه..
48- تأمل قوله: {يبدل الله سيئاتهم حسنات} ولم يقل: مكان كل واحدة واحدة، فهذا يجوز أن يبدل السيئة الواحدة بعدة حسنات بحسب حال المبدل..
49- توبة العبد إلى الله محفوفة بتوبة من الله عليه قبلها، وتوبة منه بعدها، فتوبته بين توبتين من ربه، سابقة ولاحقة، فإنه تاب عليه أولا إذنا وتوفيقا وإلهاما، فتاب العبد، فتاب الله عليه ثانيا، قبولا وإثابة، قال الله سبحانه وتعالى {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم - وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم}..
50- الصحيح قول الجمهور: أن اللمم: صغائر الذنوب..
51- كل قول رتب الشارع ما رتب عليه من الثواب، فإنما هو القول التام، كقوله صلى الله عليه وسلم «من قال في يوم: سبحان الله وبحمده مائة مرة، حطت عنه خطاياه - أو غفرت ذنوبه - ولو كانت مثل زبد البحر» وليس هذا مرتبا على مجرد قول اللسان. نعم من قالها بلسانه، غافلا عن معناها، معرضا عن تدبرها، ولم يواطئ قلبه لسانه، ولا عرف قدرها وحقيقتها، راجيا مع ذلك ثوابها، حطت من خطاياه بحسب ما في قلبه، فإن الأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها، وإنما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب، فتكون صورة العملين واحدة، وبينهما في التفاضل كما بين السماء والأرض، والرجلان يكون مقامهما في الصف واحدا، وبين صلاتيهما كما بين السماء والأرض..
52- ولا يستحق العبد اسم التائب حتى يتخلص من جميع أجناس المحرمات.
وهي اثنا عشر جنسا مذكورة في كتاب الله عز وجل: الكفر، والشرك، والنفاق، والفسوق، والعصيان، والإثم، والعدوان، والفحشاء، والمنكر، والبغي، والقول على الله بلا علم، واتباع غير سبيل المؤمنين.
53- الصحيح أن الحكم بغير ما أنزل الله يتناول الكفرين، الأصغر والأكبر بحسب حال الحاكم، فإنه إن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله في هذه الواقعة، وعدل عنه عصيانا، مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة، فهذا كفر أصغر، وإن اعتقد أنه غير واجب، وأنه مخير فيه، مع تيقنه أنه حكم الله، فهذا كفر أكبر، وإن جهله وأخطأه فهذا مخطئ، له حكم المخطئين.
54- ثلاثة أصول، تقطع شجرة الشرك من قلب من وعاها وعقلها: لا شفاعة إلا بإذنه، ولا يأذن إلا لمن رضي قوله وعمله، ولا يرضى من القول والعمل إلا توحيده، واتباع رسوله.
55- قد هتك الله سبحانه أستار المنافقين، وكشف أسرارهم في القرآن، وجلى لعباده أمورهم، ليكونوا منها ومن أهلها على حذر، وذكر طوائف العالم الثلاثة في أول سورة البقرة: المؤمنين، والكفار، والمنافقين، فذكر في المؤمنين أربع آيات، وفي الكفار آيتين، وفي المنافقين ثلاث عشرة آية، لكثرتهم وعموم الابتلاء بهم، وشدة فتنتهم على الإسلام وأهله، فإن بلية الإسلام بهم شديدة جدا، لأنهم منسوبون إليه، وإلى نصرته وموالاته، وهم أعداؤه في الحقيقة..
56- زرع النفاق ينبت على ساقيتين: ساقية الكذب، وساقية الرياء، ومخرجهما من عينين: عين ضعف البصيرة، وعين ضعف العزيمة، فإذا تمت هذه الأركان الأربع استحكم نبات النفاق وبنيانه..
57- وأحمدُ طبائع الحيوانات طبائع الخيل التي هي أشرف الحيوانات نفوسا، وأكرمها طبعا وكذلك الغنم، وكل من ألف ضربا من ضروب هذه الحيوانات اكتسب من طبعه وخلقه، فإن تغذى بلحمه كان الشبه أقوى فإن الغاذي شبيه بالمغتذى. ولهذا حرم الله أكل لحوم السباع وجوارح الطير لما تورث آكلها من شبه نفوسها بها، والله أعلم.
58- أجمع العارفون بالله أن التوفيق هو أن لا يكلك الله إلى نفسك، وأن الخذلان هو أن يخلي بينك وبين نفسك.
59- {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} أي: فمغفرتك عن كمال قدرتك وحكمتك، لست كمن يغفر عجزا، ويسامح جهلا بقدر الحق، بل أنت عليم بحقك، قادر على استيفائه، حكيم في الأخذ به.
60- وهو سبحانه يحب موجب أسمائه وصفاته.
فهو عليم يحب كل عليم، جواد يحب كل جواد، وتر يحب الوتر، جميل يحب الجمال، عفو يحب العفو وأهله، حيي يحب الحياء وأهله، بر يحب الأبرار، شكور يحب الشاكرين، صبور يحب الصابرين، حليم يحب أهل الحلم..
61- شهودُ العبدِ نقصَ حالِه إذا عصى ربه، وتغير القلوب عليه، وجفولها منه، وانسداد الأبواب في وجهه، وتوعر المسالك عليه، وهوانه على أهل بيته وأولاده وزوجته وإخوانه. وتطلبه ذلك حتى يعلم من أين أُتي؟ ووقوعه على السبب الموجب لذلك، مما يقوي إيمانه، فإن أقلع وباشر الأسباب التي تفضي به إلى ضد هذه الحال، رأى العز بعد الذل، والغنى بعد الفقر، والسرور بعد الحزن، والأمن بعد الخوف، والقوة في قلبه بعد ضعفه ووهنه ازداد إيمانا مع إيمانه، فتقوى شواهد الإيمان في قلبه وبراهينه وأدلته في حال معصيته وطاعته، فهذا من الذين قال الله فيهم {ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون}.
62- إن العبد إذا وقع في الذنب، خرج من قلبه تلك الغلظة والقسوة، والكيفية الغضبية التي كانت عنده لمن صدر منه ذنب، حتى لو قدر عليه لأهلكه، وربما دعا الله عليه أن يهلكه ويأخذه..
63- كان شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه يقول: من أراد السعادة الأبدية، فليلزم عتبة العبودية.
64- إنما ينتفع بالعظة بعد حصول ثلاثة أشياء: شدة الافتقار إليها، والعمى عن عيب الواعِظ، وتذكر الوعد والوعيد.
65- من تجريبات السالكين التي جربوها فألفوها صحيحة أن من أدمن يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت أورثه ذلك حياة القلب والعقل. وكان شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه شديد اللهج بها جدا، وقال لي يوما: لهذين الاسمين وهما الحي القيوم تأثير عظيم في حياة القلب..
66- ليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته من تدبر القرآن، وإطالة التأمل فيه، وجمع الفكر على معاني آياته، فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما، وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغاياتهما وثمراتهما، ومآل أهلهما، وتتل في يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة، وتثبت قواعد الإيمان في قلبه، وتشيد بنيانه وتوطد أركانه، وتريه صورة الدنيا والآخرة والجنة والنار في قلبه، وتحضره بين الأمم، وتريه أيام الله فيهم، وتبصره مواقع العبر، وتشهده عدل الله وفضله، وتعرفه ذاته، وأسماءه وصفاته وأفعاله، وما يحبه وما يبغضه..
67- وأما مفسدات القلب فهي: كثرة الخِلطة، والتمني، والتعلق بغير الله، والشبع، والمنام، فهذه الخمسة من أكبر مفسدات القلب.
68- سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة.
69- صاحب الهمة العالية أمانيه حائمة حول العلم والإيمان، والعمل الذي يقربه إلى الله، ويدنيه من جواره.
70- وبالجملة فأعدل النوم وأنفعه نوم نصف الليل الأول، وسدسه الأخير، وهو مقدار ثمان ساعات.
71- سميت القلاع: العواصم، لمنعها وحمايتها.
72- قيل للإمام أحمد: أيكون الرجل زاهدا، ومعه ألف دينار؟ قال: نعم على شريطة ألا يفرح إذا زادت ولا يحزن إذا نقصت..
73- من قرئ عليه القرآن فليقدر نفسه كأنما يسمعه من الله يخاطبه به، وعندئذ تزدحم معاني المسموع ولطائفه وعجائبه على قلبه..
74- الخوف المحمود الصادق: ما حال بين صاحبه وبين محارم الله عز وجل، فإذا تجاوز ذلك خيف منه اليأس والقنوط.. وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: الخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله.
75- القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر، فالمحبة رأسه، والخوف والرجاء جناحاه، فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيد الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر..
76- وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: العارف لا يرى له على أحد حقا، ولا يشهد على غيره فضلا، ولذلك لا يعاتب، ولا يطالب، ولا يضارب.
77- ما زوي عن (العبد) من الدنيا، أو ما لحقه منها من ضرر وأذى فهو مِنَّة أيضا من الله عليه من وجوه كثيرة، يستخرجها الفكر الصحيح..
78- قيل: لا تستوحش في طريقك من قلة السالكين، ولا تغتر بكثرة الهالكين.
79- بين العبد وبين السعادة والفلاح: قوة عزيمة، وصبر ساعة، وشجاعة نفس، وثبات قلب. والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
80- سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - يقول: الزهد: ترك ما لا ينفع في الآخرة، والورع: ترك ما تخاف ضرره في الآخرة. وهذه العبارة من أحسن ما قيل في الزهد والورع وأجمعها.
81- "وثيابك فطر"..بين الثياب والقلوب مناسبة ظاهرة وباطنة؛ ولذلك تدل ثياب المرء في المنام على قلبه وحاله. ويؤثر كل منهما في الآخر؛ ولهذا نهى عن لباس الحرير والذهب، وجلود السباع، لما تؤثر في القلب من الهيئة المنافية للعبودية والخشوع. وتأثير القلب والنفس في الثياب أمر خفي يعرفه أهل البصائر من نظافتها ودنسها ورائحتها، وبهجتها وكسفتها، حتى إن ثوب البر ليعرف من ثوب الفاجر، وليسا عليهما.
82- قال لي يوما شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - في شيء من المباح: هذا ينافي المراتب العالية، وإن لم يكن تركه شرطا في النجاة. أو نحو هذا من الكلام.
83- قيل: من راقب الله في خواطره، عصمه في حركات جوارحه.
84- سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - يقول: إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحا، فاتهمه، فإن الرب تعالى شكور. يعني: أنه لا بد أن يثيب العامل على عمله في الدنيا من حلاوة يجدها في قلبه، وقوة انشراح وقرة عين، فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول.
85- سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله تعالى روحه - يقول: أعظم الكرامة لزوم الاستقامة.
86- السلف يذكرون هذين الأصلين كثيرا - وهما الاقتصاد في الأعمال، والاعتصام بالسنة - فإن الشيطان يشم قلب العبد ويختبره، فإن رأى فيه داعية للبدعة، وإعراضا عن كمال الانقياد للسنة: أخرجه عن الاعتصام بها، وإن رأى فيه حرصا على السنة، وشدة طلب لها: لم يظفر به من باب اقتطاعه عنها، فأمره بالاجتهاد، والجور على النفس، ومجاوزة حد الاقتصاد فيها، قائلا له: إن هذا خير وطاعة، والزيادة والاجتهاد فيها أكمل، فلا تفتر مع أهل الفتور، ولا تنم مع أهل النوم، فلا يزال يحثه ويحرضه، حتى يخرجه عن الاقتصاد فيها، فيخرج عن حدها، كما أن الأول خارج هذا الحد، فكذا هذا الآخر خارج عن الحد الآخر.
87- قال رسل الله وأنبياؤه: {وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا} فالعبد آفته إما من عدم الهداية، وإما من عدم التوكل، فإذا جمع التوكل إلى الهداية فقد جمع الإيمان كله.
88- التوكل نصف الدين، والنصف الثاني الإنابة، فإن الدين استعانة وعبادة، فالتوكل هو الاستعانة، والإنابة هي العبادة.
89- منزلة الثقة بالله تعالى، وهي التي لقنها الله تعالى لأم موسى بقوله لها: {فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني} فإن فعلها هذا هو عين ثقتها بالله تعالى، إذ لولا كمال ثقتها بربها لما ألقت بولدها وفلذة كبدها في تيار الماء، تتلاعب به أمواجه، وجريانه إلى حيث ينتهي أو يقف.
90- سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - يقول: بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين، ثم تلا قوله تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}
91- الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد..
92- قيل: تجرع الصبْر، فإن قتلك قتلك شهيدا. وإن أحياك أحياك عزيزا.
93- أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه بالصبر الجميل، والصفح الجميل، والهجر الجميل، فسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - يقول: الصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه ولا معه، والصفح الجميل هو الذي لا عتاب معه، والهجر الجميل هو الذي لا أذى معه.
94- الشكوى إلى الله عز وجل لا تنافي الصبر؛ فإن يعقوب - عليه السلام - وعد بالصبر الجميل، والنبي إذا وعد لا يخلف. ثم قال: {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله} وكذلك أيوب أخبر الله عنه أنه وجده صابرا مع قوله: {مسني الضر وأنت أرحم الراحمين} وإنما ينافي الصبر: شكوى الله، لا الشكوى إلى الله.
95- أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم، وأن من رافق الراحة فارق الراحة..
96- ثمرة الرضا: الفرح والسرور بالرب تبارك وتعالى.
97- رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - في المنام، وكأني ذكرت له شيئا من أعمال القلب، وأخذت في تعظيمه ومنفعته - لا أذكره الآن - فقال: أما أنا فطريقتي: الفرح بالله، والسرور به، أو نحو هذا من العبارة.
98- أصل مخاصمة إبليس لربه: من عدم رضاه بأقضيته وأحكامه الدينية والكونية.
99- الرضا يفرغ القلب لله، والسخط يفرغ القلب من الله.
100- قلة أهل (الشكر) في العالمين تدل على أنهم هم خواصه كقوله: {وقليل من عبادي الشكور}
101- أعلى مراتب الصدق: مرتبة الصدِّيقية، وهي كمال الانقياد للرسول صلى الله عليه وسلم، مع كمال الإخلاص للمرسِل.
102- ومن الجود بالعلم: أن السائل إذا سألك عن مسألة: استقصيت له جوابها جوابا شافيا، لا يكون جوابك له بقدر ما تدفع به الضرورة، كما كان بعضهم يكتب في جواب الفتيا: نعم، أو: لا، مقتصرا عليها. ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - في ذلك أمرا عجيبا: كان إذا سئل عن مسألة حكمية، ذكر في جوابها مذاهب الأئمة الأربعة، إذا قدر، ومأخذ الخلاف، وترجيح القول الراجح، وذكر متعلقات المسألة التي ربما تكون أنفع للسائل من مسألته، فيكون فرحه بتلك المتعلقات، واللوازم: أعظم من فرحه بمسألته.
103- كل خُلق محمود مكتنف بخلقين ذميمين، وهو وسط بينهما، وطرفاه خلقان ذميمان.
104- "الهَون" بالفتح في اللغة: الرفق واللين، و"الهُون" بالضم: الهوان. فالمفتوح منه: صفة أهل الإيمان، والمضموم: صفة أهل الكفران.
105- أربعة يعشقهم الذل أشد العشق: الكذاب، والنمام، والبخيل، والجبار.
106- إذا كان الله قد رضي أخاك المسلم لنفسه عبدا، أفلا ترضى أنت به أخا؟ فعدم رضاك به أخا: عين الكبر، وأي قبيح أقبح من تكبر العبد على عبد مثله، لا يرضى بأخوته، والله راضٍ بعبوديته؟.
107- اعلم أنه لا يستوجبُ العبد على الله بسعيه نجاةً ولا فلاحا، ولا يدخل أحدا عمله الجنة أبدا، ولا ينجيه من النار، والله تعالى - بفضله وكرمه، ومحض جوده وإحسانه - أكد إحسانه وجوده وبره بأن أوجب لعبده عليه سبحانه حقا بمقتضى الوعد؛ فإن وعد الكريم إيجاب، ولو "بعسى، ولعل".
108- وكان بعض أصحاب (شيخ الإسلام) الأكابر يقول: وددت أني لأصحابي مثله لأعدائه وخصومه، وما رأيته يدعو على أحد منهم قط، وكان يدعو لهم. وجئت يوما مبشرا له بموت أكبر أعدائه، وأشدهم عداوة وأذى له، فنهرني وتنكر لي واسترجع، ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزاهم، وقال: إني لكم مكانه، ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه، ونحو هذا من الكلام، فسروا به ودعوا له، وعظموا هذه الحال منه، فرحمه الله ورضي عنه.
109- الأدب هو الدين كله.
110- إذا تجردت الروح وكانت مستعدة، وباشر القلب روح المعنى، وأقبل بكليته على المسموع، فألقى السمع وهو شهيد، وساعده طيب صوت القارئ: كاد القلب يفارق هذا العالم، ويلج عالما آخر، ويجد له لذة وحالة لا يعهدها في شيء غيره ألبتة، وذلك رقيقة من حالة أهل الجنة في الجنة.
111- من أحب شيئا أكثر من ذكره.
112- (العلم): مذكراته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وطلبه قربة، وبذله صدقة، ومدارسته تعدل بالصيام والقيام، والحاجة إليه أعظم منها إلى الشراب والطعام.
113- الحكمة: فعل ما ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي.
114- كان شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - إذا اشتدت عليه الأمور: قرأ آيات السكينة. وقد جربتُ أنا أيضا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب بما يرد عليه، فرأيت لها تأثيرا عظيما في سكونه وطمأنينته. (منها: {ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين})..
115- قوله تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين} الصحيح: أن ذكره الذي أنزله على رسوله - وهو كتابه - من أعرض عنه: قيض له شيطانا يضله ويصده عن السبيل، وهو يحسب أنه على هدى.
116- (من أنواع الغيرة): الغيرة على وقت فات، فإن الوقت أبيُّ الجانب، بطيء الرجوع.
117- والفرق بين (الأمنية) وبين الأمل: أن الأمل: يتعلق بما يُرجى وجوده. والأمنية: قد تتعلق بما لا يرجى حصوله، كما يتمنى العاجز المراتب العالية.
118- في القلب شعث، لا يلمه إلا الإقبال على الله. وفيه وحشة، لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته. وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته. وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه، والفرار منه إليه. وفيه نيران حسرات: لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه، ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه. وفيه طلب شديد: لا يقف دون أن يكون هو وحده مطلوبه. وفيه فاقة: لا يسدها إلا محبته، والإنابة إليه، ودوام ذكره، وصدق الإخلاص له. ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة منه أبدا.
119- من أعظم الضر: حجاب القلب عن الرب، وهو أعظم عذابا من الجحيم.
120- "بدأ الإسلام غريبا.." وهذه الغربة قد تكون في مكان دون مكان، ووقت دون وقت، وبين قوم دون قوم، ولكن أهل هذه الغربة هم أهل الله حقا..
121- {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} الصواب: أنها حياة القلب ونعيمه، وبهجته وسروره بالإيمان ومعرفة الله، ومحبته، والإنابة إليه، والتوكل عليه، فإنه لا حياة أطيب من حياة صاحبها، ولا نعيم فوق نعيمه إلا نعيم الجنة..
122- أكمل الناس حياة: أكملهم حياءً..
123- من لا يفرح بنعمة المنعم لا يُعدُّ شَكورا.
124- قال لي شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - مرة: العوارض والمحن هي كالحر والبرد، فإذا علم العبد أنه لابد منهما لم يغضب لورودهما، ولم يغتم لذلك ولم يحزن..
125- وبالجملة: فما كل من علم شيئا أمكنه أن يستدل عليه، ولا كل من أمكنه الاستدلال عليه يحسن ترتيب الدليل وتقريره، والجواب عن المعارض..

والحمد لله أولا وآخرا..

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

تغريدات

  • تغريدات
  • إشراقات قرآنية
  • غرد بصورة
  • غرد بفوائد كتاب
  • فنيات
  • نصائح للمغردين
  • الصفحة الرئيسية