اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/twitter/515.htm?print_it=1

ومضات من كتاب تنبيه الغافلين
للإمام نصر بن محمد السمرقندي (1)

م. محمد سعيد قاسم
@__5556


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
فهذه مقتطفات من كتاب ( تنبيه الغافلين ) للإمام أبي الليث نصر بن محمد الحنفي السمرقندي . وهذا الكتاب قد ذاع صيته واشتهر بين عامة المسلمين وأئمتهم ، وهو كتاب جمع فيه صاحبه حشداً عظيماً وعدداً هائلاً من المواعظ والحكم التي توقض المؤمن من غفلة الحياة الدنيا لتسمو به إلى سماء الإيمان فترتفع به إلى أعلى عليين .
واوردنا هنا شيئياً يسيراً منها أسأل الله أن ينفع بها .

١- باب الإخلاص (ص١١)

١- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ) قالوا : يا رسول الله ، وما الشرك الأصغر ؟ قال : ( الرياء ، يقول الله تعالى لهم يوم يجازى العباد بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون لهم في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم خيراً ) .
قال الفقيه رحمه الله : إنما يقال لهم ذلك لأن عملهم في الدنيا كان على وجه الخداع ، فيعاملون في الآخرة على وجه الخداع ، وهو كما قال الله عز وجل [ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ] (النساء ١٤٢) يعني يجازيهم جزاء الخداع فيبطل ثواب أعمالهم .

٢- قيل لبعض الحكماء : من المخلص ؟ قال : المخلص الذي يكتم حسناته كما يكتم سيئاته .

٣- وروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : للمرائي أربع علامات : يكسل إذا كان وحده ، وينشط إذا كان مع الناس ، ويزيد في العمل إذا أثني عليھ ، وينقص إذا ذم به .

٤- روى عن هرم بن حيان أنه قال : ما أقبل عبد بقلبه إلى الله تعالى إلا أقبل الله تعالى بقلوب أهل الإيمان إليه ، حتى يرزقه مودتهم ورحمتهم .

٥- روى عن عوف بن عبد الله أنه قال : كان أهل الخير يكتب بعضهم إلى بعض بثلاث كلمات : من عمل لآخرته كفاه الله أمر دنيته ، ومن أصلح دنياه فيما بينه وبين الله أصلح الله تعالى فيكا بينه وبين الناس ، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته .

٦- قال الفقيه رحمه الله تعالى : من أراد أن يجد ثواب عمله في الآخرة ينبغي له أن يكون عمله خالصاً لله تعالى ، بغير رياء ، ثم ينسى ذلك العمل لكيلا يبطله العجب لأنه يقال : حفظ الطاعة أشد من فعلها .

٧- روى عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : يؤيد الله المؤمنين بقوة المنافقين ، وينصر المنافقين بدعوة المؤمنين .

٨- وقال رجل عند حذيفة بن اليمان : اللهم أهلك المنافقين ، فقال حذيفة : لو أهلكوا ما انتصفتم من عدوكم ، يعني أنهم يخرجون إلى الغزو ويقاتلون العدو .

٢- باب هول الموت وشدته (ص٢١)

٩- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ) قالوا : يارسول الله كلنا يكره الموت ، قال : ( ليس ذلك بكراهية الموت ، ولكن المؤمن إذا احتضر جاءه البشير من الله تعالى بما يرجع إليه ، فليس شيء أحب إليه من لقاء الله تعالى ، فأحب الله لقاءه ، وإن الفاجر - أو قال الكافر - إذا احتضر جاءه النذير بما هو صائر إليه من الشر ، فكره لقاء الله فكره الله لقاءه ) .

١٠- قال الفقيه رحمه الله : من أيقن بالموت ، وعلم أنه نازل به لا محاله ، فلا بد له من الاستعداد له بالأعمال الصالحة ، والإجتناب عن الأعمال الخبيثة ، فإنه لا يدري متى ينزل به .

١١- كما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( الشتاء ربيع المؤمن طال ليله فقامه ، وقصر نهاره فصامه ) .

١٢- ذكر عن سفيان الثوري : أنه كان إذا ذكر عنده الموت ، كان لا ينتفع به أياماً فإذا سئل عن شيء قال : لا أدري .

١٣- وقال حكيم : ثلاثة ليس للعاقل أن ينساها : فناء الدنيا وتصرف أحوالها ، والموت ، والآفات التي لا أمان منها .

١٤- قال عمر رضي الله عنه لكعب : ياكعب حدثنا عن الموت ، قال : إن الموت كشجرة شوك أدخلت في جوف ابن آدم ، فأخذت كل شوكة بعرق منه ، ثم جذبها رجل شديد القوى ، فقطع منها ماقطع ، وأبقى منها ما أبقى .

١٥- ذكر عن حامد اللفاف أنه قال : من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء : تعجيل التوبة ، وقناعة القوت ، ونشاط العبادة .

١٦- قال الفقيه رحمه الله : طوبى لمن رزقه الله الفهم ، وأيقضه من سنة الغفلة ، ووفقه للتفكير في أمر خاتمته .

٣- باب عذاب القبر وشدته (ص٣٠)

١٧- روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :( إن الله كره لكم أربعاً : العبث في الصلاة ، واللغو عند القراءة ، والرفث في الصيام ، والضحك عند المقابر ) .

١٨- قال سفيان الثوري رحمه الله : من أكثر ذكر القبر وجده روضة من رياض الجنة ، ومن غفل عنه وجده حفرة من حفر النيران .

١٩- روى عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه وقف على قبر فبكى ، فقيل له : إنك تذكر الجنة والنار ولا تبكي ، وتبكي من هذا ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( القبر أول منزل من منازل الآخرة ، فإن نجا العبد منه فما بعده أيسر منه ، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه ) .

٢٠- روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ من عذاب القبر .

٢١- وذكر عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : كنت لم أعلم بعذاب القبر حتى دخلت على يهودية ، فسألت شيئاً ، فأعطيتها ، فقالت : أعاذك الله من عذاب القبر ، فضننت أن قولها من أباطيل اليهود ، حتى دخل النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكرت له ذلك ، فأخبرني أن عذاب القبر حق .

٢٢- روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :( تنزهوا عن البول ، فإن عامة عذاب القبر منه ) .

٢٣- روى عن محمد بن السماك أنه نظر إلى مقبرة ، فقال : لا يغرنكم سكوت هذه القبور ، فينبغي للعاقل أن يكثر ذكر القبر قبل أن يدخله ، فما أكثر المغمومين فيها ، ولا يغرنكم استواء القبور فما أشد تفاوتهم فيها .

٤- باب أهوال القيامة وأفزاعها (ص٣٩)

٢٤- قال عز وجل [ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ ۚ قَوْلُهُ الْحَقُّ ۚ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ]

٢٥- روى عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :( لاتزول قدما عبد حتى يسأل عن أربعة : عن عمره فيم أفناه ؟ وعن جسده فيم أبلاه ؟ وعن علمه فيم عمل به ؟ وعن ماله من أين أكتسبه وفيم أنفقه ؟) .

٢٦- قال مقاتل بن سليمان : يقف الخلق يوم القيامة مائة سنة في العرق ملجمون ، ومائة سنة في الظلمة متحيرون ، ومائة سنة يموج بعضهم في بعض ، عند ربهخ يختصمون .

٢٧- يقال : إن يوم القيامة مقداره خمسون الف سنة ، وإنه ليمضي على المؤمن المخلص كما تمضي عليھ ساعة واحدة .

٢٨- قال أبو بكر الواسطي : الدول ثلاث : دولة الحياة ، ودولة الموت ، ودولة القيامة ، فأما دولة الحياة : بأن يعيش في طاعة الله تعالى ، ودولته عند الموت : أن تخرج روحه مع شهادة أن لا إله إلا الله ، وأما دولة النشر : فحين يخرج من قبره ، يأتيه البشير بالجنة .

٢٩- ذكر عن علقمة بن قيس ، أنه كان في جنازة ، فقام على قبر ، فلما دفن قال : أما هذا فقد قامت قيامته .

٥- باب مايرجى من رحمة الله تعالى (ص٦٣)

٣٠- عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( جعل الله الرحمة مائة جزء ، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً ، وأنزل إلى الأرض جزءاً واحداً ، به يتراحم الخلق حتى إن الفرس لترفع حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه ) .

٣١- روى عن يحيى بن معاذ الرازي رحمه الله أنه كان يقول : إلهي أنزلت علينا رحمة واحدة ، وأكرمتنا بتلك الرحمة ، وهي الإسلام ، فإذا أنزلت علينا مائة رحمة فكيف لا نرجو مغفرتك .

٣٢- روى عن الحسن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :( ما اجتمع الرجاء والخوف في قلب امرئ مسلم عند الموت ، إلا أعطاه الله مايرجو ، وصرف عنه مايخاف ) .

٣٣- قال ابن مسعود : لن تزال الرحمة بالناس يوم القيامة ، حتى أن إبليس يرفع رأسه مما يرى من سعة رحمة الله ، وشفاعة الشافعين .

٣٤- روى عن فضيل بن عياض رحمه الله أنه قال : الخوف مادام الرجل صحيحاً أفضل فإذا مرض وعجز عن العمل ، فالرجاء أفضل .

٣٥- روى عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( لن ينجو أحدكم بعمله ) قالوا : ولا أنت يارسول الله ؟ قال :( ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمته ، فقاربوا وسددوا ، واغدوا وروحوا شيئاً من الدلجة والقصد القصد تبلغوا ) .

 

تغريدات