اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/twitter/336.htm?print_it=1

تغريدات الدكتور محمد البشر حول (استعادة القيم)

محمد البشـر
‏@m_s_albishr


بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء الأول :

1- في الوقت الذي كانت فيه النظم العربية الحاكمة والنخب تحاول محو هوية مجتمعاتها وتمييع حضارتها وقيمها كانت أمريكا تسعى جاهدة لاستعادة قيمها =

2- أمريكا كانت ( مقارنة بأوربا ) محافظة نوعا ما ، ومتمسكة بالوصايا العشر للنصرانية حتى قرابة الستسنيات الميلادية من القرن الميلادي المنصرم=

3- بعد عقد الستينيات الميلادي بدأ التراجع في القيم مصحوبا بثورة الاتصالات وتصدير النموذج الأمريكي للدول والمجتمعات، ومنها المجتمعات العربية=

4- كان نموذجا علمانيا ليبراليا يروج للحريات المطلقة على حساب القيم والأخلاق ، فتلقفته المجتمعات العربية طوعا وكرها =

5- طوعا من خلال الفضاء وما يُبث فيه وغيره من وسائل العولمة ، وكرها من خلال الضغط الأمريكي على الأنظمة والنخب والمؤسسات الثقافية =

6- في هذا الوقت الذي يتم فيه تمييع القيم في المجتمعات العربية كانت الولايات المتحدة وبعض دول أوربا تعيش صحوة ضمير على كل المستويات =

7- على المستويات السياسية والإعلامية والمجتمعية ، وظهرت دعوات تنادي بعودة المجتمعات الغربية الى ما كانت عليه من قيم الفضيلة قبل الخمسينيات =

8- ودعت بشكل صريح الى استعادة الوصايا العشر للنصرانية التي تدعو الى إحياء قيم الفضيلة ، في المجتمع الأمريكي على وجه الخصوص =

9- تأسست في أمريكا معاهد للأخلاق ، وجمعيات للفضيلة ، وظهرت دعوات تطالب بكبح جماح الإعلام ومحاكمة المستهترين بالأخلاق لا يسمح المقام بسردها=

10-كان الغيورون على أخلاق المجتمع يحاربون على جبهتين: التصدي للإعلام الذي أفسدالأخلاق، والتضييق على أصحاب الفكر الليبرالي المغالي في الحرية=

11- المجتمعات العربية للأسف أعادت التجربة الأمريكية - ولا تزال - ولكن بنسخة أكثر جرأة وأشد فجورا ، وبعضها الآن يمارس هدم كل ما بنته من قيم=

12- على نمط التجربة الأمريكية - وبطريقة أشد جرأة وخبثا - فإن من يمارس تغييب القيم وتمييع الهوية هم : الإعلاميون والنخب الليبرالية المستغربة=

13- بدأوا بمفاصل التدين:المؤسسات الشرعية، والتعليم ، وإسقاط العلماء ، والعمل الخيري والتطوعي ، وبث الشبهات الدينية ، وغيره مما يخدم أهدافهم=

14- ثم انتقلوا الى تنفيذ برامجهم بعد تهيئة الأرضية المناسبة لفكرهم ، تحت ذرائع التجديد والتنوير والتقدم والوطنية وغيرها من مصطلحات الترويج =

15- ما يجري الآن فيي المجتمعات العربية من تمييع للهوية وإفساد للقيم هو تنفيذ لـ ( الحرب الناعمة ) التي بدأت بعد 11 سبتمبر، ( حرب الأفكار )=

16 - حرب أفكار تتخذ من الإعلام والتعليم والنخب المستغربة أدوات لتنفيذها بهدف خلخلة المجتمعات وتقويض البنيان ، ليسهل بعد ذلك استعبادها =

17- هذه هي الصورة البانورامية لمشهد هدم القيم ، تمثل مؤشر خطورة على الأمن الفكري والوطني في مجتمعاتنا ، وربما يأتي يوم نقول فيه : =

18- إن ما أُنفق من جهود وأموال لتمييع الهوية وتغييب القيم ربما نحتاج الى إنفاق أضعافه لاستعادة ذلك كله. وهي دعوة مُلحة وناجزة لنفعل الآن =

19- المسؤولية الآن على العلماء ، والنافذين في المؤسسات الشرعية والتعليمية ، والنخب القادرة، إذ لا وقت للتأجيل ولا لقاء في منتصف الطريق =

20 - فالوحدة الوطنية وقوة تماسك جبهتها الداخلية هي بالهوية التي تتنفسها وتعيش من أجلها ، وهو ما ينعكس على أمنها الفكري والوطني .
 


الجزء الثاني :

1- تعرض المجتمع مؤخرا لحرب أفكار انطلقت سهامهما من محورين:خارجي ، وآخر من الداخل. الداخلي أشد خطورة على هوية المجتمع وقيمه.

2- الهدف المشترك لهذه السهام هو خلخلة المجتمع وتمييعه. هدم للمعتقد وتشكيك في الثوابت تنفيذا لاستراتيجية الاختراق من الداخل.

3- معاول الهدم الداخلي للقيم نوعان: الأول جاهل وأحمق، همه الارتزاق والركض المحموم في طابور الوجاهة الاجتماعية في البلاط .

4- والثاني من يتعمد نسف القيم بلسان الحال والمقال . يينادون بالانصهار في ثقافة الأجنبي, هم عنوان الانحطاط للأمم .

5-هذا الأخير يود أن يكثر (جيل العمى) في المجتمع عندما يتخلى عن هويته وقيمه يظهرون بوجوه (كأنما أُغشيت قطعا من الليل مظلما) .

6- هؤلاء وأولئك لا ينشطون إلا في حالات الضعف التي تمر بها الأمة ، ولا يزرعون بذور التغريب إلا إذا هبت رياح الأجنبي.

7- يجتمعون إذا استوقد العدو لهم نارا ، كلما أضاء لهم الأجنبي طريقاً مشوا فيه ، وإذا أظلم عليهم سقطوا.

8- من سماتهم أنهم متنفذون في دوائر صنع القرار ومسيطرون على منافذ الرأي، لهم في كل قناة وصحيفة سوق ومنتدى .

9- يرصون صفوفهم ، ويشحذون طاقاتهم في كل قضية أو مناسبة ، ماكرون في توظيف الامكانات ، وبارعون في التقلب والمخادعة .

10- يركبون مطية الدين بدعوى تجديده تارة ، ويهجمون عليه تارات أُخر. يزايدون على الوطنية وهم أعق أبنائها .

11- لهم في (الدين) و( الوطنية ) مشارب لا يستعذبها إلا العدو أو من في قلبه مرض.وهم اليوم أشد على الهوية والقيم من خطر الخارج.

12- ذلك بأنهم قد أسفروا عن وجوه لئيمة ، وشخصية مستلبة، وأماطوا الأقنعة الخادعة وجهروا بخبث المعتقد.

13- ومن الملاحظ دوما على هؤلاء المستلبين المخذلين أن الوطن إذا مر بفاجعة نكصوا على أعقابهم وتواروا كأنهم أعجاز نخل منقعر.

14- هؤلاء ومن على شاكلتهم كمثل الطفيليات التي تكثر على حواف النهر، لكنها لا يمكن أن تحيل الماء الطهور نجساً.

15- لسنا مجتمعا ملائكيا منزها عن الأخطاء، أو ساكنا لا يقبل التغيير، أو جامدا لا يرغب التطوير.

16- بل نجزم أن معطيات الواقع تفرض انتفاضة شاملة في الاصلاح لمجاراة الحاضر ومبشرات المستقبل.

17- لكننا في الوقت نفسه ندرك أن التغيير والتطوير لابد أن يتما وفق منظومة القيم التي نؤمن بها.

18- آخذين بشروط النهوض الحضاري التي تحددها ثوابت ديننا ومعايير مجتمعنا وملامح ثقافتنا.

19- ولذلك فإن المجتمع يرفض أن يقود المستلبون الركب ، حتى لا يصلوا به الى التهلكة تحت مظلة المدنية المزعومة.

20- إن وعي المجتمع بصفاتهم كفيل بتعجيل لحظات فنائهم ، وما ظلمهم الناس ولكن أنفسهم يظلمون.

 

تغريدات