اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/twitter/12.htm?print_it=1

تغريدات حول (الاستهتار بـالحقوق الشرعية للطرق)

إبراهيم السكران
@AboOmar_Sakran

 
1/سأتحدث الليلة عن ظاهرة مزعجة لا تليق بتاتاً بالمجتمع المسلم الراقي، وهي (الاستهتار بـالحقوق الشرعية للطرق)، دعونا نناقش الأصل ثم التطبيقات

2/من أكثر الأمور إبهاراً في شريعة الله أنها (منظومة حقوق) تأمل (حق الله على العباد، وحق العباد على الله)(حق المسلم على المسلم) والنصوص كثيرة

3/ومن الحقوق الشرعية التي كثرت فيها النصوص (حقوق الطرق) حيث جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أعطوا الطريق حقه)

4/وذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصحيح من حقوق الطريق (كف الأذى) وفي رواية في صحيح مسلم أن النبي جعل من حقوق الطريق (حسن الكلام)

5/بل من انتهك حق الطرق قد يصل إلى اللعنة كما عند مسلم(اتقوا اللعانين.قالوا:وما اللعانان يارسول الله؟قال:الذي يتخلى في طريق الناس،أو في ظلهم)

6/ونهى الشارع عن اتخاذ الطرق أماكن للراحة فقال في صحيح مسلم (إذا عرّستم –أي أردتم الراحة آخر الليل- فاجتنبوا الطريق)

7/من يتصور أنك إذا أزلت أذى من الطريق فستُغفر ذنوبك! في البخاري: (بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره، فشكر الله له، فغفر له)

8/بل بلغت منزلة(احترام حقوق الطريق)هذا الفضل في صحيح مسلم قال النبي(لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة،في شجرة قطعها من ظهر الطريق،كانت تؤذي الناس)

9/وقد أبدى النبي إعجابه بمن يحترمون الطرق فقال في صحيح مسلم (عرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق)

10/ ومن المقاصد العجيبة للشريعة (توسيع الطرق) وهو ما يسمى (Road Expansion) ففي البخاري (قضى النبي إذا تشاجروا في الطريق بسبعة أذرع)

11/ يقول ابن حجر في فتح الباري (والحكمة في جعلها سبعة أذرع: لتسلكها الأحمال والأثقال، دخولا وخروجا، ويسع ما لا بد لهم من طرحه عند الأبواب)

12/ بل إن دلالة المستفسرين عن الطريق شوّق النبي لها وقال في البخاري (دلّ الطريق صدقة)، فلا تدع مستفسراً إلا ساعدته: أجر ومروءة، واحتسب الأجر

13/ومساعدة المسافر (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: رجل كان له فضل ماء بالطريق، فمنعه من ابن السبيل)البخاري

14/ ولما استسقى النبي فكثرت الأمطار فاحتاجوا أن يستصحوا كان الدافع (مصلحة الطرق)ففي البخاري أن الرجل قال(يا رسول الله بشق المسافر ومنع الطريق)

15/بل حتى(المسجد)على شرفه وجلالة منزلته في النفوس،يشترط أن لا يضر موقعه بطريق الناس، قال البخاري(باب المسجد يكون في الطريق من غير ضرر بالناس)

16/ما مضى هو بعض النصوص التي وردت في البخاري ومسلم عن (الحقوق الشرعية للطريق) وثمة أحاديث أخرى، وأحكام فقهية، تركتها لعدم الإطالة

17/السؤال الأهم الآن:يا ترى ما مغزى هذه النصوص؟لماذا وردت هذه الفضائل العظيمة لمن يحترم حق الطريق؟ولماذا ورد هذا الوعيد لمن يستخف بحق الطريق؟

18/هل القضية هي مجرد فضائل ووعيد مخصوصة بعمل إيماني بحت غير مرتبط بمغزى وخلفيات؟ أم أن هناك فعلاً "أفق" أبعد بكثير من هذا التصور؟

19/يخطئ من يظن أن(حق الطريق) هو قضية شكلية مرتبطة بهوامش الأخلاق والدين، كلا، حق الطريق جزء من (السمو والرقي) الذي تربيه النصوص في شخصية المسلم

20/أحاسيس (السمو والرقي) الأخلاقي الذي يشعر بها المسلم وهو يوقر حق الطريق عبادةً لله؛ شيء في غاية الجمال النفسي الداخلي

21/حسناً .. دعونا نتناقش حول بعض الظواهر السلبية في احترام حق الطريق

22/من أبشع المشاهد حين ترى مراهقاً يفتح نافذة سيارته ثم يقذف بعلبة المرطبات لتصبغ وجه الأرض وهي تتدحرج لا تلوي على شيء

23/ومن المشاهد المحزنة في الاستخفاف بحقوق الطرق أن يرمي المتنزهون على الأرصفة بقايا عشائهم على الرصيف، يسهرون ساعات ويستخسرون دقائق التنظيف

24/ومن المشاهد المزعجة أن تؤذي الطريق بسيول الغسيل تتدفق من منزلك، أين حق الطريق؟ أين احترام جيرانك؟ أين حق المارة؟

25/ومن الصور الكريهة أن ترى أعقاب السجائر تملأ حواف الطريق والممرات،التدخين معصية،وإيذاء الناس ببقايا سجائرك معصية أخرى،ومعصية أخف من معصيتين

26/ومن بلادة الذوق أن ترفع صوت مسجلك بأغنية لاتميز كلماتها من دوي المعازف، حتى يكاد الطريق يضطرب من الصوت! المعازف معصية والإيذاء معصية أخرى

27/ومن البجاحة وبرودة الوجه أن ترمي ببصرك تحدق في العباءة الغادية والرائحة ورسول الله يقول أن من حق الطريق (غض البصر) .. أين الرقي الإسلامي؟

28/ومن مظاهر الرقي الإسلامي المرتبطة ب(حق الطريق) احترام (نظام المرور)، في السرعة والتجاوز والانعطاف وخط المشاة والإضاءة العالية الخ

29/هناك مشاهد كثيرة إيجابية في احترام (حق الطريق) ومشاهد سلبية مؤسفة، كلها تتصادم مع الرقي الإسلامي الذي تهذبه النصوص في الشخصية المسلمة

30/والهدف من هذه التغريدات هو محاولة فهم المغزى العميق لنصوص (حق الطريق)، والرقي الذي تبنيه في النفوس، وربط ذلك بالتطبيقات الخاطئة في حياتنا

31/كيف لأمةٍ يخاطبها نبيها بقوله (أعطوا الطريق حقه) ومع ذلك تفلس شركات التنظيف في كنس طرقاتها .. اللهم اغفر لنا تقصيرنا في وصية نبينا

 

تـغـريـدات