صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







فوائد الجزء الثامن ضمن مشروع #غرد_بفوائد_كتاب #تفسير_السعدي

Nora ‏@N_m_1991


بسم الله الرحمن الرحيم

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب أي وأقسم المشركون المكذبون للرسول صلى الله عليه وسلم (بالله جهد أيمانهم)‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (قبلآ) أي: مشاهدة ومباشرة.

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب (يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورآ) أي:يزين بعضهم لبعض الأمر الذي يدعون إليه من الباطل حتى يجعلوه في أحسن صورة‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (الذي أنزل إليكم الكتاب مفصﻵ) أي: موضحآ فيه الحلال والحرام والأحكام الشرعية‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (وهو السميع) لسائر الأصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات.‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (العليم) الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن والماضي والمستقبل‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (وهو أعلم من يضل عن سبيله) وأعلم بمن يهتدي ويهدي فيجب عليكم أيها المؤمنون اتباع نصائحه‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (بغير علم) ولا حجة‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب المراد باﻹثم جميع المعاصي التي تؤثم العبد أي توقعه في اﻹثم والحرج.

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب (فأحييناه) بنور العلم واﻹيمان والطاعة فصار يمشي بين الناس في النور.

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب (فذرهم وما يفترون) أي:دعهم مع كذبهم وافترائهم وﻻتحزن عليهم فإنهم لن يضروا الله شيئآ.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب ومن أنواع سفاهتهم أن اﻷنعام التي أحلها الله لهم عمومآ وجعلها رزقآ ورحمة يتمتعون بها وينتفعون قد اخترعوا فيها بدعآ=1‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب =1 وأقواﻵ من تلقاء أنفسهم.، فعندهم اصطﻻح في بعض اﻷنعام [والحرث] أنهم يقولون فيها:(هذه أنعام وحرث حجر) أي :محرم.'

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب (ﻻيطعمها إلا من نشاء) أي:ﻻيجوز أن يطعمه أحد، إلا من أردنا أن يطعمه ، أو وصفناه بوصف-من عندهم-.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (سيجزيهم بما كانوا يفترون) على الله من إحﻻل الشرك وتحريم الحﻻل من اﻷكل والمنافع.'

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب (مافي بطون هذه اﻷنعام خالصة لذكورنا) أي:حﻻل لهم ﻻيشاركهم فيها النساء.'

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب (ومحرم على أزواجنا) أي:نسائنا ، هذا إذا ولد حيآ ،وإن يكن ما [في] بطنها يولد ميتآ فهم فيه شركاء، أي:فهو حﻻل للذكور واﻹناث.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (سيجزيهم) الله (وصفهم)حيث وصفوا ما أحله الله بأنه حرام ووصفوا الحرام بالحﻻل،فناقضوا شرع الله وخالفوه ونسبوا ذلك إلى الله.'

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب (إنه حكيم) حيث أمهل لهم، ومكنهم مما هم فيه من الضﻻل. (عليم) بهم ﻻتخفى عليه خافية.'

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب (قد خسر الذين قتلوا أوﻻدهم سفهآ بغير علم) أي:خسروا دينهم وأوﻻدهم وعقولهم،وصار وصفهم-بعد العقول الرزينة-السفه المردي والضﻻل

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب (وحرموا مارزقهم الله)أي:ماجعله رحمةلهم وساقه رزقآ لهم،فردوا كرامةربهم ولم يكتفوا بذلك بل وصفوها بأنهاحرام وهي من أحل الحﻻل

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب (افتراءآ على الله)أي:كذبآيكذب به كل معاندكفار(قد ضلوا وما كانوا مهتدين)أي:قد ضلواضﻻﻵ بعيدآولم يكونوامهتدين في شئ من أمورهم .

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب (وهو الذي أنشأ جنت) أي:بساتين فيها أنواع اﻷشجار المتنوعة والنباتات المختلفة.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (معروشات وغير معروشات) أي:بعض تلك الجنات، مجعول له عرش تنتشر عليه اﻷشجار ويعاونها في النهوض عن اﻷرض وبعضها خال من العروش.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (و) أنشأ تعالى (النخل والزرع مختلفآ أكله) أي:كله في محل واحد ويشرب من ماء واحد ويفضل الله بعضه على بعض في اﻷكل.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب وخص تعالى النخل والزرع على اختﻻف أنواعه لكثرة منافعها ولكونها هي القوت ﻷكثر الخلق.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (و) أنشأ تعالى (الزيتون والرمان متشابهآ) في شجره (وغير متشابه) في ثمره وطعمه .'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (كلوا من ثمره) أي:النخل والزرع(إذا أثمر وءاتوا حقه يوم حصاده)أي:أعطوا حق الزرع وهو الزكاة ذات الأنصباء المقدرة في الشرع.'

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب (وﻻتسرفوا)يعم النهي عن اﻹسراف في اﻷكل وهو مجاوزة الحد والعادة وأن يأكل صاحب الزرع أكﻵ يضر بالزكاةبحيث يخرج فوق الواجب عليه

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب (و) خلق وأنشأ (من اﻷنعام حمولة وفرشآ) أي:بعضها تحملون عليه وتركبونه وبعضها ﻻتصلح للحمل والركوب عليها لصغرها كالفصﻻن ونحوها‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (وﻻتتبعوا خطوات الشيطان) أي:طرقه وأعماله التي من جملتها أن تحرموا بعض مارزقكم الله.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (إنه لكم عدو مبين) فﻻ يأمركم إلا بما فيه مضرتكم وشقاؤكم اﻷبدي.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب وهذه اﻷنعام التي امتن الله بها ع عباده، وجعلها كلها حﻻﻵ طيبآ فصلها بأنها:(ثمانية أزواج من الضأن اثنين) ذكر وأنثى .'

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب (ومن المعز اثنين) كذلك ، فهذه أربعة كلها داخلة فيما أحل الله ، ﻻفرق بين شئ منها.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب(ءالذكرين) من الضأن والمعز (حرم) الله ، فلستم تقولون تقولون بذلك وتطردونه (أم اﻷنثيين) حرم الله من الضأن والمعز=1‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب =1فليس هذا قولكم ، ﻻتحريم الذكور الخلص ، ولاتحريم اﻹناث الخلص من الصنفين.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب بقي إذا كان الرحم مشتمﻵ ع ذكر وأنثى ، أو ع مجهول فقال:(أم) تحرمون ما(اشتملت عليه أرحام الأنثيين)أي:أنثى الضأن وأنثى المعز.

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب فإذا كنتم ﻻتقولون بأحد هذه اﻷقوال الثﻻثة التي حصرت اﻷقسام الممكنة في ذلك ، فإلى أي:شئ تذهبون؟.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (نبئوني بعلم إن كنتم صادقين) في قولكم ودعواكم.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا) أي:لم يبق عليكم إﻻ دعوى، ﻻسبيل لكم إلى صدقها وصحتها، وهي أن تقولوا:إن الله وصانا بذلك.'

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب (فمن أظلم ممن افترى على الله كذبآ ليضل بغير علم) أي:مع كذبه وافترائه ع الله قصد بذلك إضﻻل عباد الله عن سبيل الله بغير بينة‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (إن الله ﻻيهدي القوم الظالمين) الذين ﻻ إرادة لهم في غير الظلم والجور واﻹفتراء على الله.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (قل ﻻ أجد في ما أوحي إلي محرمآ على طاعم) اي:محرمآ أكله ، بقطع النظر عن تحريم اﻹنتفاع بغير اﻷكل وعدمه.'

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب (إلا أن يكون ميتة) والميتة :ما مات بغير ذكاة شرعية ، فإن ذلك ﻻيحل كما قال تعالى (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير).'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (أو دمآ مسفوحآ) وهو الدم الذي يخرج من الذبيحة عند ذكاتها، فإنه الدم الذي يضر احتباسه في البدن=1‏

‏#غرد_بفوائد_كتاب =1فإذا خرج الدم من البدن زال الضرر بأكل اللحم، ومفهوم هذا اللفظ أن الدم الذي يبقى في اللحم والعروق بعد الذبح أنه حﻻل طاهر.‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (أو لحم خنزير فإنه رجس) أي:فإنه هذه الأشياء الثﻻثة رجس، أي:خبث نجس مضر حرمه الله لطفآ بكم ونزاهة لكم عن مقاربة الخبائث.'

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب (أو) إﻻ أن يكون (فسقآ أهل لغير الله به) أي:إﻻ أن تكون الذبيحة مذبوحة لغير الله، من اﻷوثان واﻵلهة التي يعبدها المشركون.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (فمن اظطر) أي:ومع هذا ، فهذه اﻷشياء المحرمات ، من اظطر إليها،أي:حملته الحاجة والضرورة إلى أكل شئ منها بأن لم يكن عنده شئ=1‏

‏#غرد_بفوائد_كتاب =1وخاف على نفسه التلف (غير باغ) أي:مريد ﻷكلها ، من غير اظطرار وﻻ متعد أي:متجاوز للحد بأن يأكل زيادة عن حاجته.'

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب (فإن ربك غفور رحيم) أي:فالله قد سامح من كان بهذه الحال.'

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب وأما ما حرم ع أهل الكتاب فبعضه طيب لكنه حرم عليهم عقوبةلهم ولهذا قال(وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر)وذلك كاﻹبل وماأشبهها‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب وحرمنا عليهم (من البقر والغنم) بعض أجزائها، وهو (شحومهما) وليس المحرم جميع الشحوم منها ، بل شحم اﻷلية والثرب.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب ولهذا استثنى الشحم الحﻻل من ذلك فقال:(إﻻ ماحملت ظهورهما أو الحوايا) أي:الشحم المخالط للأمعاء (أو ما اختلط بعظم).'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (وإن لصادقون) في كل مانقول ونفعل ونحكم به، ومن أصدق من الله حديثآ، ومن أحسن من الله حكمآ لقوم يوقنون.'

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب (ذلك) التحريم على اليهود (جزيناهم ببغيهم) أي:ظلمهم وتعديهم في حقوق الله وحقوق عباده، فحرم عليهم هذه اﻷشياء عقوبة لهم ونكاﻵ

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب (فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة) أي:فإن كذبوك هؤﻻء المشركون فاستمر على دعوتهم بالترغيب والترهيب.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب وأخبرهم بأن الله (ذو رحمة واسعة) أي:عامة شاملة [الجميع]لجميع المخلوقات كلها، فسارعوا إلى رحمته بأسبابها.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا) فلو كان لهم علم وهم خصوم ألداء ﻷخرجوه، فلما لم يخرجوه علم أنه ﻻ علم عندهم.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (إن تتبعون إﻻ الظن وإن أنتم إﻻ تخرصون)ومن بنى حججه على الخرص والظن فهو مبطل خاسر فكيف إذابناها ع البغي والعنادوالشروالفساد

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب اﻵية رقم (150):أي قل لمن حرم ما أحل الله ونسب ذلك إلى الله :أحضروا شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا =1‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب =1فإذا قيل لهم هذا الكﻻم فهم بين أمرين:إما أن ﻻيحضروا أحدآ يشهد بهذا فتكون دعواهم إذا باطلة ، خالية من الشهود والبرهان=2‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب =2وإما أن يحضروا أحدآ يشهد لهم بذلك، وﻻيمكن أن يشهد بهذا إﻻ كل أفاك أثيم غير مقبول الشهادة .'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (وهم بربهم يعدلون) أي:يسوون به غيره من اﻷنداد واﻷوثان.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب يقول تعالى لنبيهﷺ:(قل) لهؤﻻءالذين حرموا ما أحل الله:(تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم)تحريمآ شامﻵ لكل أحد محتويآ ع سائر المحرمات

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب (أﻻ تشركوا به شيئآ) أي: ﻻقليﻵ وﻻ كثيرآ، وحقيقة الشرك:أن يعبد المخلوق كما يعبد الله أو يعظم كما يعظم الله.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب ثم بدأ بآكد الحقوق بعد حقه؛ فقال:(وبالوالدين إحسانآ) من اﻷقوال الكريمة الحسنة واﻷفعال الجميلة المستحسنة=1‏

‏#غرد_بفوائد_كتاب=1فكل قول وفعل، يحصل به منفعة للوالدين أو سرور لهما فإن ذلك من اﻹحسان وإذا وجد اﻹحسان انتفى العقوق.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (وﻻتقتلوا أوﻻدكم) من ذكور وإناث (من إمﻻق) أي:بسبب الفقر وضيقكم من رزقهم.'

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب (نحن نرزقكم وإياهم) أي:قد تكفلنا برزق الجميع فلستم الذين ترزقون أوﻻدكم بل وﻻ أنفسكم فليس عليكم منهم ضيق.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (وﻻتقربوا الفواحش) وهي الذنوب العظام المستفحشة (ماظهر منها وما بطن) أي:ﻻتقربوا الظاهر منها والخفي.'

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب (وﻻتقتلوا النفس التي حرم الله) وهي:النفس المسلمة من ذكر وأنثى صغير وكبير بر وفاجر والكافرة التي قد عصمت بالعهد والميثاق.'

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب (إلا بالحق) كالزاني المحصن والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (ذلكم) المذكور (وصاكم به لعلكم تعقلون) عن الله وصيته ، ثم تحفظونها ثم تراعونها وتقومون بها.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (وﻻتقربوا مال اليتيم) بأكل أو معاوضة على وجه المحاباة ﻷنفسكم، أو أخذ من غير سبب.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (إﻻ بالتي هي أحسن) أي:إلا بالحال التي تصلح بها أموالهم وينتفعون بها، فدل هذا ع أنه ﻻيجوز قربانها والتصرف بها.'

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب (حتى يبلغ) اليتيم (أشده) أي:حتى يبلغ ويرشد ويعرف التصرف بها، فإذا بلغ أشده أعطي حينئذ ماله وتصرف فيه على نظره.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (وأفوا الكيل والميزان والقسط)أي:بالعدل والوفاءالتام فإذا اجتهدتم في ذلك فـ(ﻻتكلف نفسآ إلا وسعها) أي:بقدر ماتسعه وﻻتضيق عنه‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (وإذا قلتم)قوﻵ تحكمون به بين الناس وتفصلون بينهم الخطاب وتتكلمون به على المقالات (فاعدلوا)في قولكم بمراعاةالصدق واﻹنصاف

‏‏#غرد_بفوائد_كتاب (وبعهد الله أوفوا)وهذا يشمل العهدالذي عاهده عليه العبادمن القيام بحقوقه والوفاءبها ومن العهد الذي يقع التعاهد به بين الخلق‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (ذلكم)اﻷحكام المذكورة(وصاكم به لعلكم تذكرون)مابينه لكم من اﻷحكام وتقومون بوصيةالله لكم حق القيام وتعرفون مافيها من اﻷحكام‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (وبعهد الله أوفوا)وهذا يشمل العهدالذي عاهده عليه العبادمن القيام بحقوقه والوفاءبها ومن العهد الذي يقع التعاهد به بين الخلق‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (وبعهد الله أوفوا)وهذا يشمل العهدالذي عاهده عليه العبادمن القيام بحقوقه والوفاءبها ومن العهد الذي يقع التعاهد به بين الخلق‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (ذلكم)اﻷحكام المذكورة(وصاكم به لعلكم تذكرون)مابينه لكم من اﻷحكام وتقومون بوصيةالله لكم حق القيام وتعرفون مافيها من اﻷحكام

#غرد_بفوائد_كتاب (وأن هذا صراطي مستقيمآ) أي:هذه اﻷحكام وما أشبهها مما بينه الله في كتابه ووضحه لعباده صراط الله الموصل إليه وإلى دار كرامته‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (فاتبعوه) لتنالوا الفوز والفﻻح وتدركوا اﻵمال واﻷفراح.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (ولاتتبعوا السبل) أي:الطرق المخالفة لهذا الطريق (فتفرق بكم عن سبيله) أي:تضلكم عنه يمينآ وشماﻵ.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب الآية (154)"ثم" في هذا الموضع ليس المراد منها الترتيب الزماني، وإنما المراد الترتيب اﻹخباري، فأخبر أنه آتى (موسى الكتاب).'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (تماما) لنعمته وكماﻵ ﻹحسانه (على الذي أحسن) من أمة موسى فإن الله أنعم على المحسنين منهم بنعم ﻻتحصى .'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (وتفصيﻵ لكل شئ) يحتاجون إلى تفصيله من الحﻻل والحرام واﻷمر والنهي والعقائد ونحوها.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (وهدى ورحمة) أي:يهديهم إلى الخير ويعرفهم بالشر ؛ في اﻷصول والفروع .'‏‏


#غرد_بفوائد_كتاب (ورحمة) يحصل به لهم السعادة والرحمة والخير الكثير(لعلهم) بسبب إنزالنا الكتاب والبينات عليهم (بلقاء ربهم يؤمنون).'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (وهذا) القرآن العظيم والذكر الحكيم (كتاب أنزلناه مبارك) أي:فيه الخير الكثير والعلم الغزير وهو الذي تستمد منه سائر العلوم.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (فاتبعوه) فيما يأمر به وينهى وابنوا أصول دينكم وفروعه عليه (واتقوا) الله تعالى أن تخالفوا له أمرآ.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (لعلكم) إن اتبعتموه (ترحمون) فأكبر سبب لنيل رحمة الله اتباع هذا الكتاب علمآ وعمﻵ.'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا) أي:أنزلنا إليكم هذا الكتاب المبارك قطعآ لحجتكم .'‏‏

#غرد_بفوائد_كتاب (وإن كنا عن دراستهم لغافلين) أي:تقولون لم تنزل علينا كتابآ والكتب التي أنزلتها ع الطائفتين ليس لنا بها علم وﻻ معرفة '‏

#غرد_بفوائد_كتاب (أو تقولوا لو أنآ أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم) أي:إما أن تعتذروا بعدم وصول أصل الهداية إليكم =1‏

#غرد_بفوائد_كتاب =1وإما أن تعتذروا بعدم كمالها وتمامها ، فحصل لكم بكتابكم أصل الهداية وكمالها .'‏

#غرد_بفوائد_كتاب (فقد جآءكم بينة من ربكم) وهذا اسم جنس ، يدخل فيه كل مايبين الحق.'‏

#غرد_بفوائد_كتاب (وهدى)من الضﻻلة (ورحمة)أي:سعادة لكم في دينكم ودنياكم .'‏

#غرد_بفوائد_كتاب (فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها) أي:أعرض ونأى بجانبه.'‏

#غرد_بفوائد_كتاب (سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب) أي:العذاب الذي يسوء صاحبه ويشق عليه.'

‏#غرد_بفوائد_كتاب (بما كانوا يصدفون) ﻷنفسهم ولغيرهم جزاء لهم على عملهم السيئ (وما ربك بظﻻم للعبيد).'‏

#غرد_بفوائد_كتاب آية (185) يقول تعالى هل ينظر هؤﻻء الذين استمر ظلمهم وعنادهم (إلا أم تأتيهم) مقدمات العذاب ومقدمات اﻵخرة =1‏

#غرد_بفوائد_كتاب =1بأن تأتيهم (المﻻئكة) لقبض أرواحهم فإنهم إذا وصلوا إلى تلك الحال لم ينفعهم اﻹيمان وﻻ صالح اﻷعمال.'‏

#غرد_بفوائد_كتاب (أو يأتي ربك) لفصل القضاء بين العباد ومجازاة المحسنين والمسيئين (أو يأتي بعض آيات ربك) الدالة على قرب الساعة.'‏

#غرد_بفوائد_كتاب (يوم يأتي بعض آيات ربك) الخارقة للعادة التي يعلم بها أن الساعة قد دنت وأن القيامة قد اقتربت.'‏

#غرد_بفوائد_كتاب (ﻻينفع نفسآ إيمانها) أي:إذا وجد بعض آيات الله لم ينفع الكافر إيمانه أن آمن وﻻ المؤمن المقصر أن يزداد خيره بعد ذلك.'‏

#غرد_بفوائد_كتاب والحكمة في هذا ظاهرة؛ فإنه إنما كان اﻹيمان ينفع إذا كان إيمانآ بالغيب وكان اختيارآ من العبد فأما إذا وجدت اﻵيات =1‏

#غرد_بفوائد_كتاب =1صاراﻷمر شهادةولم يبق للإيمان فائدةﻷنه يشبه اﻹيمان الضروري كإيمان الغريق والحريق ونحوهما ممن إذارأى الموت أقلع عما هو فيه'

قال: (قل انتظروا إنا منتظرون) فستعلمون أينا أحق بالأمن.

آية ١٥٩-١٦٠ ،يتوعد تعالى الذين فرقوا دينهم ،أي :شتتوه وتفرقوا فيه ،وكل أخذ لنفسه نصيباً من الأسماء التي لا تفيد الإنسان في دينه شيئاً .

وأمره أن يتبرأ ممن فرقوا دينهم ؛ فقال:(لست منهم في شي) أي : لست منهم وليسوا منك ، لأنهم خالفوك وعاندوك (إنما أمرهم إلى الله) يردون إليه فيجازيهم بأعمالهم (ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون) ثم ذكر صفة الجزاء فقال (من جاء بالحسنة) القولية والفعلية، الظاهرة والباطنة، المتعلقة بحق الله ، أو حق خلقه (فله عشر أمثالها) هذا أقل مايكون من التضعيف.

(ومن جاء بالسيئة فلا يُجزى إلا مثلها) وهذا من تمام عدله تعالى وإحسانه ، وأنه لا يظلم مثقال ذرة ، ولهذا قال:(وهم لا يظلمون)يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ، أن يقول ويعلن بما هو عليه من الهداية إلى الصراط المستقيم ،الدين المعتدل المتضمن للعقائد النافعة، والأعمال الصالحة ، والأمر بكل حسن ،والنهي عن كل قبيح ، الذي عليه الأنبياء المرسلون.
ثم خصص من ذلك أشرف العبادات ؛ فقال : (قل إن صلاتي ونسكي) أي ذبحي ، وذلك لشرف هاتين العبادتين وفضلهما ، ودلالتهما ،على محبة الله تعالى.وقوله : (ومحياي ومماتي) أي : ما آتيه في حياتي ، ومايجريه الله عليّ ،وما يقدر عليّ في مماتي.(لله رب العالمين لا شريك له) في العبادة، كما أنه ليس له شريك في الملك والتدبير.ليس هذا الإخلاص لله ابتداعا مني، وبدعا أتيته من تلقاء نفسي ،(بل بذلك أمرت) أمرا حتما ،لا إخرج من التبعة إلا بامتثاله (وأنا أول المسلمين) من هذه الأمة.(قل أغير الله) من المخلوقين (أبغِى ربا) أي أيحسن ذلك ويليق بي، أن أتخذ غيره مربيا ومدبرا ، والله رب كل شيء؟

ثم رغب ورهب بذكر الجزاء فقال: (ولا تكسب كل نفس) من خير وشر (إلا عليها) ، كما قال تعالى :(من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها (ولا تزروا وازرة وزر أخرى) بل كل عليه وزر نفسه .

وإن كان أحد قد تسبب في ضلال غيره ووزره ، فإن عليه وزر التسبب ، من غير أن ينقص من وزر المباشر شيء.

(ثم إلى ربكم مرجعكم ) يوم القيامة (فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون) من خير وشر ويجازيكم على ذلك أوفى الجزاء .

(وهو الذي جعلكم خلائف الأرض) أي : يخلف بعضكم بعضا ،واستخلقكم الله في الأرض ، وسخر لكم جميع ما فيها وابتلاكم ؛لينظر كيف تعملون.

(ورفع بعضكم فوق بعض درجات) القوة والعافية ، والزرق ، والخلق والخُلق (ليبلوكم في ما ءاتاكم ) فتفاوتت أعمالكم.

(إن ربك سريع العقاب ) لمن عصاه وكذب بآياته (وإنه لغفور رحيم) لمن آمن به ، وعمل صالحا وتاب من الموبقات.

آخر تفسير سورة الأنعام فلله الحمد والثناء وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.



سورة الأعراف من الآية رقم (١) إلى (٨٧)

يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم مبيناً له عظمة القرآن :(كتاب أُنزل إليك)أي:كتاب جليل حوى كل مايحتاج إليه العباد وجميع المطالب الإلهية والمقاصد الشرعية محكماً مفصلاً.

(فلا يكن في صدرك حرج منه)أي: ضيق وشك واشتباه بل لتعلم أنه تنزيل من حكيم حميد.

(لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) وأنه أصدق الكلام فلينشرح له صدرك ولتطمئن به نفسك ولتصدع بأوامره ونواهيه ولاتخش لائماً ومعارضاً.

(ولتنذر به)الخلق فتعظهم وتذكرهم فتقوم الحجة والمعاندين.(و) ليكون (ذكرى للمؤمنين) ؛كما قال تعالى :(وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) يتذكرون به الصراط المستقيم.

ثم خاطب الله العباد وأَلْفَتَهُمْ إلى الكتاب ،فقال :(اتبعوا ما أُنزِلَ إليكم من ربكم ) أي: الكتاب الذي أُريد إنزاله لأجلكم وهو (من ربكم) الذي يريد أن يتم تربيته لكم.

(ولا تتبعوا من دونه أولياء) أي: تتولونهم وتتبعون أهواءهم وتتركون لأجلها الحق.(قليلاً ماتذكّرون)فلو تذكرتم وعرفتم المصلحة لما آثرتم الضار على النافع والعدو على الولي.

ثم حذرهم عقوباتهم للأمم الذين كذبوا ماجاءتهم به رسلهم ،لئلا يشابهوهم فقال:(وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا)أي :عذابنا الشديد.

(بياتاً أو هم قائلون) أي :في حين غفلتهم وعلى غرتهم غافلون لم يخطر الهلاك على قلوبهم.

وقوله :(فلنسئلن الذين أُرسل إليهم) أي : لنسألن الأمم الذين أرسل الله إليهم المرسلين عما أجابوا به رسلهم (ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين).

(ولنسئلن المرسلين) عن تبليغهم لرسالات ربهم وعما أجابتهم به أممهم.

(فلنقصنَّ عليهم)أي :على الخلق كلهم ماعملوا (بعلم)منه تعالى لأعمالهم (وما كنا غائبين) في وقت من الأوقات كما قال تعالى :(أحصاه الله ونسوه).

ثم ذكر الجزاء على الأعمال فقال :(والوزن يومئذٍ الحق) أي:والوزن يوم القيامة يكون بالعدل والقسط الذي لا جور فيه ولا ظلم بوجه.

يقول تعالى ممتناً على عباده بذكر المسكن والمعيشة :(ولقد مكناكم في الأرض) أي:هيأناها لكم ،بحيث تتمكنون من البناء عليها وحرثها ووجوه الإنتفاع بها.

(وجعلنا لكم فيها معايش) مما يخرج من الأشجار والنباتات ومعادن الأرض وأنواع الصنائع والتجارات فإنه هو الذي هيأها وسخر أسبابها.

(قليلاً ما تشكرون) الله الذي أنعم عليكم بأصناف النعم وصرف عنكم النقم.

يقول تعالى مخاطباً لبني آدم :(ولقد خلقناكم) بخلق أصلكم ومادتكم التي منها خرجتم :أبيكم آدم عليه السلام (ثم صورناكم) في أحسن صورة وأحسن تقويم.

ثم أمر الملائكة الكرام أن يسجدوا لآدم إكراماً واحتراماً وإظهاراً لفضله فامتثلوا أمر ربهم (فسجدوا) كلهم أجمعون (إلا إبليس) أبى أن يسجد له ،تكبراً عليه وإعجاباً بنفسه.

فوبخه الله على ذلك وقال:(مامنعك ألا تسجد)لما خلقت بيديَّ أي: شرفته وفضلته بهذه الفضيلة التي لم تكن لغيره فعصيت أمري وتهاونت بي؟

(قال)إبليس معارضاً لربه :(أنا خيرٌ منه) ثم برهن على هذه الدعوى الباطلة بقوله :(خلقتني من نار وخلقته من طين) وموجب هذا أن المخلوق من نار أفضل من المخلوق من طين لعلو النار على الطين وصعودها. وهذا القياس من أفسد الأقيسة.

ولهذا لما جرى من إبليس ما جرى انحط من مرتبته العالية إلى أسفل السافلين فقال الله له:(فاهبط منها ) أي من الجنة (فما يكون لك أن تتكبر فيها) لأنها دار الطيبين الطاهرين فلا تليق بأخبث خلق الله وأشرِّهم.

ولما كانت حكمة الله مقتضية لابتلاء العباد واختبارهم ليتبين الصادق من الكاذب ومن يطيع عدوه أجابه لما سأل فقال:(إنك من المنظرين).

الآية ١٦ ،١٧ أي :قال إبليس لما أبلس وأيس من رحمة الله:(فبما أغويتني لأقعُدن لهم) أي: للخلق (صراطك المستقيم) أي:لألزمن الصراط ولأسعى غاية جهدي على صد الناس عنه وعدم سلوكهم إياه.

(ثم لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم ومن أيمانهم وعن شمائلهم) أي :من جميع الجهات والجوانب ومن كل طريق يتمكن فيه من إدراك بعض مقصوده فيهم .

ولما علم الخبيث أنهم ضعفاء قد تغلب الغفلة على كثير منهم وكان جازماً ببذل مجهوده على إغوائهم ظن وصدق ظنه وقال:(ولا تجد أكثرهم شاكرين).

فإن القيام بالشكر من سلوك الصراط المستقيم وهو يريد صدهم عنه وعدم قيامهم به قال تعالى:(إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير).(اخرج منها)خروج صغار واحتقار لا خروج إكرام بل (مذءوماً ) أي:مذموماً (مدحوراً) مبعداً عن الله وعن رحمته وعن كل خير .

(لأملأن جهنم)منك وممن تبعك منهم (أجمعين) وهذا قسم منه تعالى ،أن النار دار العصاة لا بد أن يملأها من إبليس وأتباعه من الجن والإنس.

(إلا أن تكونا ملكين) أي : من جنس الملائكة (أو تكونا من الخالدين) (إني لكما لمن الناصحين) أي: من جملة الناصحين حيث قلت لكما ماقلت.فاغتر بذلك وغلبت الشهوة في تلك الحال على العقل.

(فدلاهما ) أي : نزلهما عن رتبتهما العاليه التي هي البعد عن الذنوب والمعاصي إلى التلوث بأوضارها فأقدم على أكلها.

للعري الباطن من التقوى في هذه الحال أثر في اللباس الظاهر.

(وناداهما ربهما) وهما بتلك الحال موبخا ومعاتبا : ( ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين) فلمَ اقترفتما المنهي وأطعتما عدوكما .

ومن أشبه إبليس إذا صدر منه الذنب لا يزال يزداد من المعاصي فإنه لا يزداد من الله إلا بعدا.

(ولباس التقوى ذلك خير) من اللباس الحسي فإن لباس التقوى يستمر مع العبد ولايبلى ولايبيد وهو جمال القلب والروح.

وأما اللباس الظاهري فغايته أن يستر العورة الظاهرة في وقت من الأوقات أو يكون جمالاً للإنسان وليس وراء ذلك منه نفع وأيضا فبتقدير عدم هذا اللباس تنكشف عورته الظاهرة التي لا يضره كشفها مع الضرورة وأما بتقدير عدم لباس التقوى فإنها تنكشف عورته الباطنة وينال الخزي والفضيحة.
يقول تعالى محذرا لبني آدم أن يفعل بهم الشيطان كما فعل بأبيهم (يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان) بأن يزين لكم العصيان ويدعوكم إليه ويرغبكم فيه فتنقادون له (كما أخرج أبويكم من الجنة).

لا تغفلوا عن المواضع التي يدخل منها إليكم ف(إنه) يراقبكم على الدوام و (يراكم هو وقبيله) من شياطين الجن( من حيث لاترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون) فعدم الإيمان هو الموجب لعقد الولاية بين الإنسان والشيطان.

يقول تعالى مبيناً لقبح حال المشركين الذين يفعلون الذنوب وينسبون أن الله أمرهم بها :(وإذا فعلوا فاحشة)وهي كل ما يستفحش ويستقبح ومن ذلك طوافهم بالبيت عراة.

(قل إن الله لا يأمر بالفحشاء) أي: لا يليق بكماله وحكمته أن يأمر عباده بتعاطي الفواحش لا هذا الذي يفعله المشركون ولا غيره(أتقولون على الله ما لاتعلمون)وأي افتراء أعظم من هذا؟!

ثم ذكر ما يأمر به فقال:(قل أمر ربي بالقسط) أي : بالعدل في العبادات والمعاملات لا بالظلم والجور.

(وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد) أي: توجهوا لله واجتهدوا في تكميل العبادات خصوصاً "الصلاة" أقيموها ظاهراً وباطناً ونقُّوها من كل نقص ومفسد.

والدعاء يشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة ،أي لا تراءوا ولا تقصدوا من الأغراض في دعائكم سوى عبودية الله ورضاه.

(كما بدأكم )أول مرة (تعودون)للبعث فالقادر على بدء خلقكم قادر على إعادته بل الإعادة أهون من البداءة.إن من حسب أنه مهتد وهو ضال أنه لا عذر له لأنه متمكن من الهدى وإنما أتاه حسبانه من ظلمه بترك الطريق الموصل إلى الهدى.

(يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد)أي: استروا عوراتكم عند الصلاة كلها فرضها ونفلها فإن سترها زينة للبدن كما أن كشفها يدع البدن قبيحاً مشوهاً.

والإسراف إما أن يكون بالزيادة على القدر الكافي والشره في المأكولات الذي يضر بالجسم وإما أن يكون بزيادة الترفه والتنوق في المآكل والمشارب واللباس وإما بتجاوز الحلال إلى الحرام.

(إنه لايحب المسرفين)فإن السرف يبغضه الله ويضر بدن الانسان ومعيشته حتى إنه ربما أدت به الحال إلى أن يعجز عما يجب عليه من النفقات.

يقول تعالى :منكراً على من تعنَّت وحرم ما أحل الله من الطيبات _:(قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده) من أنواع اللباس على اختلاف أصنافه والطيبات من الرزق.

وهذا التوسيع من الله لعباده بالطيبات جعله لهم ليستعينوا به على عبادته فلم يبحه إلا لعباده المؤمنين ولهذا قال:(قل هي للذين ءامنوا في الحياة الدنيا خالصةً يوم القيامة) أي: لا تبعة عليهم فيها.

(وكذلك نفصل الآيات) أي: نوضحها ونبينها (لقوم يعلمون) لأنهم الذين ينتفعون بما فصله الله من الآيات ويعلمون أنها من عند الله فيعقلونها ويفهمونها.

ثم ذكر المحرمات التي حرمها الله في كل شريعة من الشرائع فقال : ( قل إنما حرم ربي الفواحش) أي: الذنوب الكبار التي تستفحش وتستقبح لشناعتها ولقبحها وذلك كالزنا واللواط ونحوهما.

وقوله: ( ما ظهر منها وما بطن)أي: الفواحش التي تتعلق بحركات البدن والتي تتعلق بحركات القلوب كالكبر والعجب والرياء والنفاق.

(والإثم والبغي بغير الحق) أي: الذنوب التي تؤثم وتوجب العقوبة في حقوق الله والبغي على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم فدخل في هذا الذنوب المتعلقة بحق الله والمتعلقة بحق العباد.

(وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا) أي: حجة بل أنزل الحجة والبرهان على التوحيد.والشرك: هو أن يشرك مع الله في عبادته أحد من الخلق وربما دخل في هذا الشرك الأصغر كالرياء والحلف بغير الله ونحو ذلك.

(وأن تقولوا على الله مالا تعلمون) في أسمائه وصفاته وأفعاله وشرعه فكل هذه قد حرمها الله ونهى العباد عن تعاطيها لما فيها من المفاسد الخاصة والعامة.

لما أخرج الله بني آدم من الجنة إبتلاهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب عليهم يقصون عليم آيات الله ويبينون لهم أحكامه ثم ذكر فضل من استجاب لهم وخسار من لم يستحب لهم فقال : ( فمن اتقى) ماحرم الله من الشرك والكبائر (وأصلح ) أعماله الظاهرة والباطنة (فلا خوف عليهم) من الشر الذي قد يخافه غيرهم (ولا هم يحزنون) على ما مضى .

لا أحد أظلم (ممن افترى على كذبا) بنسبة الشريك له أو النقص له أو التقول عليه مالم يقل (أو كذب بآياته) الواضحة المبينة للحق المبين.

(حتى إذا جآئتهم رسلنا يتوفونهم) أي الملائكة الموكلون بقبض أرواحهم واستيفاء آجآلهم.

(قالوا) لهم في تلك الحالة توبيخا وعتابا: (أينما كنتم تدعون من دون الله) من الأصنام والأوثان فقد جاء وقت الحاجة إن كان فيها منفعة لكم أو دفع مضرة.

(قالوا ضلوا عنا) أي: اضمحلوا وبطلوا وليس مغنين عنا من عذاب الله من شيء (وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين) مستحقين للعذاب المهين الدائم.

فقالت لهم الملائكة: (ادخلوا في أمم) أي : في جملة أمم (قد خلت من قبلكم من الجن والإنس) أي :مضوا على ما مضيتم عليه من الكفر والاستكبار فاستحق الجميع الخزي والبوار.

ولكنه من المعلوم أن عذاب الرؤساء وأئمة الضلال أبلغ وأشنع من عذاب الأتباع كما أن نعيم أئمة الهدى ورؤسائه أعظم من ثواب الأتباع .

فهذه الآيات ونحوها دلت على أن سائر أنواع المكذبين بآيات الله مخلدون في العذاب مشتركون فيه وفي أصله وإن كانوا متفاوتين في مقداره بحسب أعمالهم وعنادهم.

آية٤٠-٤١ :يخبر الله تعالى عن عقاب من كذب بآياته فلا تفتح أبواب السماء لأرواحهم إذا ماتوا وصعدت تريد العروج إلى الله فتستأذن فلا يؤذن لها.

ومفهوم الآية أن أرواح المؤمنين المنقادين لأمر الله المصدقين بآياته تفتح لها أبواب السماء حتى تعرج إلى الله وتصل إلى حيث أراد الله من العالم العلوي وتبتهج بالقرب من ربها والحظوة برضوانه.

وقوله عن أهل النار : (ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل) وهو البعير المعروف (في سم الخياط) أي: حتى يدخل البعير الذي هو من أكبر الحيوانات جسما في خرق الإبرة الذي هو من أضيق الأشياء وهذا من باب تعليق الشي بالمحال.

أي فكما أنه محال دخول الجمل في سم الخياط فكذلك المكذبون بآيات الله محال دخولهم الجنة.

لما ذكر الله تعالى عقاب العاصين الظالمين ذكر ثواب المطيعين فقال: (والذين ءامنوا) بقلوبهم (وعملوا الصالحات) بجوارحهم فجمعوا بين الإيمان والعمل بين الأعمال الظاهرة والأعمال الباطنة .

( لاتكلف نفسا إلا وسعها) أي بمقدار ماتسعه طاقتها ولا يعسر على قدرتها فعليها في هذا الحال أن تتقي الله بحسب استطاعتها وإذا عجزت عن بعض الواجبات التي يقدر عليها غيرها سقطت عنها.

(فاتقوا الله ماستطعتم) فلا واجب مع العجز ولا محرم مع الضرورة. (أصحاب الجنة هم فيها خالدون) أي : لايحولون عنها ولا يبغون بها بدلا لأنهم يرون فيها من أنواع اللذات وأصناف المشتهيات ماتقف عنده الغايات ولايطلب أعى منه.

(ونزعنا مافي صدورهم من غل) وهذا من كرمه وإحسانه على أهل الجنة أن الغل الذي كان موجودا في قلوبهم والتنافس الذي بينهم أن الله يقلعه ويزيله حتى يكونوا إخوانا متحابين.

ويخلق الله لهم من الكرامة مابه يحصل لكل واحد منهم الغبطة والسرور ويرى أنه لافوق ما هو فيه من النعيم نعيم فبهذا يأمنون من التحاسد والتباغض لأنه قد فقدت أسبابه.

وقوله: ( تجري من تحتهم الأنهار) أي يفجرونها تفجيرا حيث شاؤوا وأين أرادوا وإن شاؤوا في خلال القصور أو في تلك الغرف العاليات وخيرات ليس لها حد محدود.

(و) لهذا ما رأوا ما أنعم الله عليهم وأكرمهم به (قالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا) بأن منّ علينا وأوحي إلى قلوبنا فآمنت به وانقادت للأعمال الموصلة إلى هذه الدار وحفظ الله علينا إيماننا وأعمالنا حتى أوصلنا بها إلى هذه الدار.

(وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) أي : لي في نفوسنا قابلية للهدى لولا أنه تعالى منّ بهدايته واتباع رسله.

(لقد جاءت رسل ربنا بالحق) أي: حين كانوا يتمتعون بالنعيم الذي أخبرت به الرسل وصار حق يقين لهم بعد أن كان علم يقين [لهم] قالوا: لقد تحققنا ورأينا ماوعدتنا به الرسل.

(ونودوا) تهنئة لهم وإكراما وتحية واحتراما (أن تلكم الجنة أورثتموها) أي: كنتم الوارثين لها وصارت إقطاعا لكم إذ كان إقطاع الكفار النار أورثتموها (بما كنتم تعملون)(قال بعض السلف : أهل الجنة نجوا من النار بعفوا الله وأدخلوا الجنة برحمة الله واقتسموا المنازل وورثوها بالأعمال الصالحة وهي من رحمته بل من أعلى أنواع رحمته.

يقول تعالى لما ذكر استقرار كل من الفريقين في الدارين أن أهل الجنة نادوا أصحاب النار بأن قالوا (أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً) حين وعدنا على الإيمان والعمل الصالح الجنة فأدخلناها وأرانا ما وصفه لنا.

(فهل وجدتم ما وعد ربكم ) على الكفر والمعاصي (حقاً قالوا نعم) قد وجدناه حقاً فتبين للخلق كلهم بياناً لاشك فيه صدق وعد الله ومن أصدق من الله قيلاً.

(أن لعنة الله ) أي: بعده وإقصاؤه عن كل خير (على الظالمين).

وهذا الذي أوجب لهم الانحراف عن الصراط والإقبال على شهوات النفوس المحرمة وعدم إيمانهم بالبعث وعدم خوفهم من العقاب ورجائهم للثواب.

ومفهوم هذا النداء أن رحمة الله على المؤمنين وبره شامل لهم وإحسانه متواتر عليهم .

٤٦ ،٤٩: أي :وبين أصحاب الجنة وأصحاب النار حجاب يقال له :(الأعراف)، لا من الجنة ولا من النار يشرف على الدارين وينظر من عليه حال الفريقين.

(بسيماهم) أي: علاماتهم التي بها يعرفون ويميزون.

(أن سلام عليكم) أي: يحيونهم ويسلمون عليهم وهم إلى الآن لم يدخلوا الجنة ولكنهم يطمعون في دخولها ولم يجعل الله الطمع في قلوبهم إلا لما يريد بهممن كرامته.

(وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار) ورأوا منظراً شنيعاً وهولاً فظيعاً (قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين).

(ما أغنى عنكم جمعكم) في الدنيا الذي تستدفعون به المكاره وتتوسلون به إلى مطالبكم في الدنيا فاليوم اضمحل ولا أغنى عنكم شيئاً وكذلك أي شئ نفعكم استكباركم على الحق وعلى من جاء به وعلى من اتبعه.

ثم اشاروا لهم إلى أناس من أهل الجنة كانوا في الدنيا فقراء ضعفاء يستهزىء بهم أهل النار فقالوا لأهل النار: (أهاؤلاء) الذين أدخلهم الله الجنة (الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة) احتقارا لهم وازدراء وإعجابا بأنفسكم قد حنثتم في أيمانكم وبدا لكم من الله مالم يكن لكم في حساب.

(ادخلوا الجنة) بماكنتم تعملون أي: قيل لهؤلاء الضعفاء إكراما واحتراما: ادخلوا الجنة بأعمالكم الصالحة(لاخوف عليكم) فيما يستقبل من المكاره (ولا أنتم تحزنون) على ما مضى بل آمنون مطمئنون فرحون بكل خير.

واختلف أهل العلم والمفسرون من هم أصحاب الأعراف وما أعمالهم؟والصحيح في ذلك أنهم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم فلا رجحت سيئاتهم فدخلوا النار ولا رجحت حسناتهم فدخلوا الجنة فصاروا في الأعراف ما شاء الله ثم إن الله تعالى يدخلهم برحمته الجنة فإن رحمته تسبق وتغلب غضبه ورحمته وسعت كل شيء.
آية ٥٠_٥٣ / أي : ينادي أصحاب النار أصحاب الجنة حين يبلغ منهم العذاب كل مبلغ وحين يمسهم الجوع المفرط والظمأ الموجع يستغيثون بهم فيقولون: ( أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله) من الطعام

فأجابهم أهل الجنة بقولهم : ( إن الله حرّمها على الكافرين) وذلك جزاء لهم على كفرهم بآيات الله.وغرتهم الحياة الدنيا بزينتها وزخرفها وكثرة دعاتها فاطمئنوا إليها ورضوا بها وفرحوا وأعرضوا عن الآخرة ونسوها.

(فاليوم ننساهم) أي : نتركهم في العذاب (كما نسوا لقاء يومهم هذا) فكأنهم لم يخلقوا إلا للدنيا وليس أمامهم عرض ولا جزاء .

(وما كانوا بئاياتنا يجحدون ) والحال أن جحودهم هذا لا عن قصور في آيات الله وبيناته بل قد (جئناهم بكتب فصلناه) أي بيّنا فيه جميع المطالب التي يحتاج إليها الخلق (على علم) من الله بأحوال العباد في كل زمان ومكان وما يصلح لهم ومالا يصلح ليس تفصيله تفصيل غير عالم بالأمور فتجهله بعض الأحوال فيحكم حكما غير مناسب بل تفصيل من أحاط علمه بكل شيء ووسعت رحمته كل شيء.
(هدى ورحمة لقوم يؤمنون) أي: تحصل للمؤمنين بهذا الكتاب الهداية من الضلال وبيان الحق والباطل والغي والرشد ويحصل أيضاً لهم به الرحمة وهي الخير والسعادة في الدنيا والآخرة فينتفي عنهم بذلك الضلال والشقاء.

ولهذا قال (هل ينظرون إلا تأويله) أي:وقوع ما أخبر به كما قال يوسف عليه السلام حين وقعت رؤياه :(هذا تأويل رؤياي من قبل).

وسؤالهم الرجوع إلى الدنيا ليعملوا غير عملهم كذب منهم مقصودهم به دفع ما حل بهم ،قال تعالى:(ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون).

(قد خسروا أنفسهم) حين فوتوها الأرباح وسلكوا بها سبيل الهلاك وليس ذلك كخسران الأموال والأثاث أو الأولاد إنما هذا خسران لاجبران لمصابه(وضل عنهم ماكانوا يفترون).

(في ستة أيام) أولها يوم الأحد وآخرها يوم الجمعة .

(يُغشي الليل ) المظلم (النهار) المضيء فيظلم ما على وجه الأرض ويسكن الآدميون وتأوي المخلوقات إلى مساكنها ويستريحون من التعب والذهاب والإياب الذي حصل لهم في النهار.

(يطلبه حثيثاً) كلما جاء الليل ذهب النهار وكلما جاء النهار ذهب الليل وهكذا أبداً على الدوام حتى يطوي الله هذا العالم وينتقل العباد إلى دار غير هذه الدار.

(ألاله الخلق والأمر) أي: له الخلق الذي صدرت عنه جميع المخلوقات علويها وسفليها أعيانها وأوصافها وأفعالها والأمر المتضمن للشرائع والنبوات.

فالخلق يتضمن أحكامه الكونية القدرية والأمر يتضمن أحكامه الدينية الشرعية وثم أحكام الجزاء وذلك يكون في دار البقاء.

(تبارك الله) أي: عظم وتعالى وكثر خيره وإحسانه فتبارك في نفسه لعظمة أوصافه وكمالها وبارك في غيره بإحلال الخير الجزيل والبر الكثير فكل بركة في الكون فمن آثار رحمته ولهذا قال:(فتبارك الله رب العالمين).

(٥٥)،(٥٦) الدعاء يدخل فيه دعاء المسألة ودعاء العبادة فأمر بدعائه (تضرعاً) أي: إلحاحاً في المسألة ودؤوباً في العبادة

(وخفية) أي: لاجهراً وعلانية يخاف منها الرياء بل خفية وإخلاصاً لله تعالى.

(إنه لا يحب المعتدين) أي: المتجاوزين للحد في كل الأمور ومن الاعتداء كون العبد يسأل الله مسائل لا تصلح له أو يتنطع في السؤال أو يبالغ في رفع صوته بالدعاء فكل هذا داخل في الاعتداء المنهي عنه.

(ولا تفسدوا في الأرض) بعمل المعاصي (بعد إصلاحها) بالطاعات فإن المعاصي تفسد الأخلاق والأعمال والأرزاق.

(وادعوه خوفاً وطمعاً) أي:خوفاً من عقابه وطمعاً في ثوابه ،طمعاً في قبولها وخوفاً من ردها لادعاء عبد مدل على ربه قد أعجبته نفسه ونزل نفسه فوق منزلته أو دعاء من هو غافل لاه.

من آداب الدعاء: الإخلاص فيه لله وحده لأن ذلك يتضمنه الخفية وإخفاؤه وإسراره وأن يكون القلب خائفاً طامعاً لا غافلاً ولا آمناً ولا غير مبال بالإجابة وهذا من إحسان الدعاء فإن الإحسان في كل عبادة بذل الجهد فيها وأداؤها كاملة لانقص فيها بوجه من الوجوه ولهذا قال:(إن رحمت الله قريبٌ من المحسنين)في عبادة الله ،المحسنين إلى عباد الله.

٥٧ :يبين تعالى أثراً من آثار قدرته ونفحة من نفحات رحمته فقال:(وهو الذي يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته) أي :الرياح المبشرات بالغيث التي تثيره بإذن الله من الأرض فيستبشر الخلق برحمة الله وترتاح لها قلوبهم قبل نزوله.

(سقناه لبلد ميت)قد كادت تهلك حيواناته وكاد أهله أن ييأسوا من رحمة الله.

(فأخرجنا به من كل الثمرات) فأصبحوا مستبشرين برحمته راتعين بخير الله.

وقوله :(كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون) أي: كما أحيينا الأرض بعد موتها بالنبات ،كذلك نخرج الموتى من قبورهم بعدما كانوا رفاتاً ممزقين.

الحث على التذكر والتفكر في آلاء الله والنظر إليها بعين الاعتبار والاستدلال ،لا بعين الغفلة والإهمال.

٥٤ :ثم ذكر تفاوت الأراضي التي ينزل عليها المطر فقال:(والبلد الطيب) أي:طيب التربة والمادة إذا نزل عليه مطر (يخرج نباته) الذي هو مستعد له (بإذن ربه) أي: بإرادة الله ومشيئته.

(والذي خبث) من الأراضي (لايخرج إلا نكدا) أي : إلا نباتاً خاسّاً لا نفع فيه ولا بركة.

وهذا مثال للقلوب حين ينزل عليها الوحي الذي هو مادة الحياة كما أن الغيث مادة الحيا فإن القلوب الطيبة حين يجيئها الوحي تقبله وتعلمه وتنبت بحسب طيب أصلها وحسن عنصرها.

وأما القلوب الخبيثة التي لاخير فيها فإذا جاءها الوحي لم يجد محلاً قابلاً بل يجدها غافلة معرضة أو معارضة فيكون كالمطر الذي يمر على السباخ والرمال والصخور فلا يؤثر فيها شيئاً.

(ومالكم من إله غيره) لأنه الخالق الرازق المدبٍّر لجميع الأمور وما سواه مخلوق مدبر ليس له من الأمر شئ ثم خوفهم إن لم يطيعوه عذاب الله فقال:(إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم).

(قال الملأ من قومه) أي: الرؤساء الأغنياء المتبوعون الذين قد جرت العادة باستكبارهم على الحق وعدم انقيادهم للرسل.

(إنا لنراك في ضلال مبين) فلم يكفهم قبحهم الله أنهم لم ينقادوا له بل استكبروا عن الإنقياد له وقدحوا فيه أعظم قدح ونسبوه إلى الضلال.

(ولكني رسول من رب العالمين) أي: ربي وربكم ورب جميع الخلق الذي ربى جميع الخلق بأنواع التربية الذي من أعظم تربيته أن أرسل إلى عباده رسلاً تأمرهم بالأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة والعقائد الحسنة وتنهاهم عن أضدادها.

ولهذا قال :(أبلغكم رسالاتِ ربي وأنصح لكم) أي: وظيفتي تبليغكم ببيان توحيده وأوامره ونواهيه على وجه النصيحة لكم والشفقة عليكم.

(لينذركم ولتتقوا ولعلكم تُرحمون) أي: لينذركم العذاب الأليم وتفعلوا الأسباب المنجية من استعمال تقوى الله ظاهراً وباطناً وبذلك تحصل عليهم وتتنزل رحمة الله الواسعة.

(٦٥)-(٧٢) (أخاهم) في النسب (هودا) عليه السلام يدعوهم إلى التوحيد ، وينهاهم عن الشرك والطغيان في الارض .

ف(قال الملأ الذين كفروا من قومه ) رادين لدعوته ، قادحين في رأيه : (إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين) اي مانراك الا سفيها غير رشيد ، ويغلب على ظننا أنك من جملة الكاذبين .

(واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح ) اي : واحمدوا ربكم واشكروه ، اذ مكن لكم في الارض ،وجعلكم تخلفون الامم الهالكة الذين كذبوا الرسل .

(و) اذكروا نعمة الله عليكم التي خصكم بها ،وهي أن (زادكم في الخلق بسطة ) في القوة ، وكبر الاجسام ، وشدة البطش

(فاذكروا ءالاء الله ) أي : نعمه الواسعة ،وأياديه المتكررة (لعلكم ) اذا ذكرتموها بشكرها ، وأداء حقها (تفلحون ) اي تفوزون بالمطلوب ،وتنجون من المرهوب

(أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وءآباؤكم) اي : كيف تجادلون على امور لاحقائق لها ، وعلى اصنام سميتموها آلهة ،وهي لاشيء من الالهية فيها ،ولامثقال ذرة و(مانزل الله بها من سلطان) فإنها لوكانت صحيحةلأنزل الله بها سلطانا،فعدم إنزاله له، دليل على بطلانها .

وفرق بين الانتظارين انتظار من يخشى وقوع العقاب ومن يرجو من الله النصر والثواب.

اية٧٣ - ٧٩ (إلى ثمود) القبيلة المعروفة الذين كانوا يسكنون الحجر وما حوله من أرض الحجاز وجزيرة العرب.

(قد جاءتكم بينة من ربكم ) أي:خارق من خوارق العادات التي لا تكون إلا آية سماوية لايقدر الناس عليها.

(هذه ناقة الله لكم ءاية) أي :هذه ناقة شريفة فاضلة لإضافتها إلى الله تعالى إضافة تشريف لكم فيها آية عظيمة.

وقد ذكر وجه الآية في قوله: ( لها شرب ولكم شرب يوم معلوم) وكان عندهم بئر كبيرة وهي المعروفة ببئر الناقة يتناوبونها هم والناقة للناقة يوم تشربها ويشربون اللبن من ضرعها ولهم يوم يردونها وتصدر الناقة عنهم.

وقال لهم نبيهم صالح عليه السلام : (فذروها تأكل في أرض الله) فلا عليكم من مؤونتها شيء (ولا تمسوها بسوء) أي: بعقر أو غيره (فيأخذكم عذاب أليم) .

(تتخذون من سهولها قصورا) أي الأراضي السهلهة التي ليست بجبال تتخذون فيها القصور العالية والأبنية الحصينة.

(وتنحتون الجبال بيوتا) كما هو مشاهد إلى الآن من أعمالهم الت في الجبال من المساكن والحجر ونحوها وهي باقية مابقت الجبال.

(فاذكروا ءالاء الله) أي: نعمه وما خولكم من الفضل والرزق والقوة (ولا تعثوا في الأرض مفسدين) أي لاتخربوا الأرض بالفساد والمعاصي.

فإن المعاصي تدع الديار العامرة بلاقع وقد أخلت ديارهم منهم وأبقت مساكنهم موحشة بعدهم.

(قال الذين استكبروا إنا بالذي ءامنتم به كافرون) حملهم ألا ينقادوا للحق الذي انقاد له الضعفاء .

(فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين) على ركبهم قد أبادهم الله وقطع دابرهم.

(ياقومِ لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم) أي: جميع ما أرسلني الله به إليكم قد أبلغتكم به وحرصت على هدايتكم واجتهدت في سلوككم الصراط المستقيم والدين القويم

(ولكن لا تحبون الناصحين)(ماسبقكم بها من أحد من العالمين) فكونها فاحشة من أشنع الأشياء وكونهم ابتدعوها وابتكروها وسنوها لمن بعدهم من أشنع مايكون أيضا.

ثم بينها بقوله : (إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء) أي: كيف تذرون النساء اللاتي خلقهن الله لكم وفيهن المستمتع الموافق للشهوة والفطرة وتقبلون على أدبار الرجال التي هي غاية مايكون في الشناعة والخبث.

(بل أنتم قوم مسرفون) أي: متجاوزون لما حده الله متجرئون على محارمه.

(إنهم أناس يتطهرون) أي: يتنزهون عن فعل الفاحشة.

(فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين) أي: الباقين المعذبين.

أمره الله أن يسري بأهله ليلا فإن العذاب مصبح قومه فسرى بهم إلا امرأته أصابها ما أصابهم.

(وأمطرنا عليهم مطرا) أي:حجارة حارة شديدة من سجيل وجعل الله عاليها سافلها.

اية٨٥_٩٣ (شعيبا) يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ويأمرهم بإيفاء المكيال والميزان وأن لا يبخسوا الناس أشياءهم وأن لا يعثوا في الأرض مفسدين بالإكثار من عمل المعاصي.

فإن ترك المعاصي امتثالا لأمر الله وتقربا إليه خير وأنفع للعبد من ارتكابها الموجب لسخط الجبار وعذاب النار.

(ولا تقعدوا) للناس (بكل صراط) أي: طريق من الطرق التي يكثر سلوكها تحذرون الناس منها و(توعدون) من سلكها (وتصدون عن سبيل الله) من أراد الاهتداء به.

(واذكروا ) نعمة الله عليكم (إذ كنتم قليلاً فكثَّركم) أي: نماكم بما أنعم عليكم من الزوجات والنسل والصحة وأنه ما ابتلاكم بوباء أو أمراض من الأمراض المقللة لكم.

(وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين) فإنكم لاتجدون في جموعهم إلا الشتات ولا في ربوعهم إلا الوحشة والانبتات ولم يورثوا ذكراً حسناً بل أُتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة أشد خزياً وفضيحة.

(فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين) فينصر المحق ،ويوقع العقوبة على المبطل'



 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

تغريدات

  • تغريدات
  • إشراقات قرآنية
  • غرد بصورة
  • غرد بفوائد كتاب
  • فنيات
  • نصائح للمغردين
  • الصفحة الرئيسية