صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







فوائد الجزء لـ (15) ضمن مشروع #غرد_بفوائد_كتاب #تفسير_السعدي

همـ♡ــي أمتـ♡ــي ‏@R0eS_S


بسم الله الرحمن الرحيم

}فوائد كتاب إبن سعدي للجزء الخامس عشر{

(سورة الإسراء):

{سبحان الذي أسرى بعبده...(1)}

ينزه تعالى نفسه المقدسة ويعظمها لأن له الأفعال العظيمة والمنن الجسيمة التي من جملتها أنه أسرى برسوله محمد ﷺ أسرى به من "المسجد الحرام" الذي هو أجل المساجد على الإطلاق إلى "المسجد الأقصى" الذي هو من المساجد الفاضلة وهو محل الأنبياء، فأسري به في ليلة واحدة إلى مسافة بعيدة جدا ورجع في ليلته، وأراه الله من آياته ما ازداد به هدى وبصيرة وثباتا وفرقانا، وهذا من اعتنائه تعالى به ولطفه حيث يسره لليسرى في جميع أموره وخوله نعما فاق بها الأولين والآخرين، وظاهر الآية أن الإسراء كان في
أول الليل، كان في أول الليل وأنه من نفس المسجد الحرام، لكن ثبت بالصحيح أنه أسري به من بيت أم هانئ، فعلى هذا تكون الفضيلة في المسجد الحرام لسائر الحرم،
فكله تضاعف فيه العبادة كتضاعفها في نفس المسجد، وأن الإسراء بروحه وجسده معا وإلا لم يكن في ذلك آية كبرى ومنقبة عظيمة.
وقد تكاثرت الأحاديث الثابتة عن النبي ﷺ في الإسراء، وذكر تفاصيل ما رأى وأنه أسري به إلى بيت المقدس ثم عرج به من هناك إلى السماوات، حتى وصل إلى ما فوق السماوات العلى ورأى الجنة والنار، والأنبياء على مراتبهم وفرض عليه الصلوات خمسين، ثم مازال يراجع ربه بإشارة موسى الكليم، حتى صارت خمسا بالفعل، وخمسين بالأجر والثواب، وحاز من المفاخر تلك الليلة هو وأمته ما لا يعلم مقداره إلا الله عز وجل.
وذكره هنا وفي مقام الإنزال للقرآن ومقام التحدي بصفة العبودية لأنه نال هذه المقامات الكبار بتكميله لعبودية ربه.

{وأتينا موسى الكتاب...2_8}
كثيرًا ما يقرن الباري بين نبوة محمد ﷺ ونبوة موسى وبين كتابيهما وشريعتيهما لأن كتابيهما أفضل الكتب ،وشريعتيهما أكمل الشرائع ونبوتيهما أعلى النبوات وأتباعهما أكثر المؤمنين،{وقضينا إلى بني إسرائيل}أي: تقدمنا وعهدنا إليهم وأخبرناهم في كتابهم أنهم لابد أن يقع منهم إفساد بالأرض مرتين بعمل المعاصي وبطر نعم الله، والعلو في الأرض والتكبر فيها وأنه إذا وقع واحدة منهما سلط الله عليهم الأعداء وانتقم منهم وهذا تحذير لهم وإنذار لعلهم يرجعون فيتذكرون، {فإذا جاء وعد أولاهما..} أي: أولى المرتين اللتين يفسدون فيهما. إذا وقع منهم ذلك الفساد{بعثنا عليكم}بعثا قدريا وسلطنا عليكم تسليطا كونيا جزائيا،
{عبادا لنا أولي بأس}أي: ذوي شجاعة وعدد وعدة فنصرهم الله عليكم فقتلوكم وسبوا أولادكم ونهبوا أموالكم، وجاسوا خِلَالَ دياركم فهتكوا الدور، ودخلوا المسجد الحرام وأفسدوه {وكان وعداً مفعولاً}
لا بد من وقوعه لوجود سببه منهم.
واختلف المفسرون في تعيين هؤلاء المسلطين،
إلا أنهم اتفقوا على أنهم قوم كفار. إما من أهل العراق أو الجزيرة أو غيرها سلطهم الله على بني إسرائيل لما كثرت فيهم المعاصي ..{ثم رددنا لكم الكرة..}على هؤلاء الذين سلطوا عليكم فأجليتموهم من دياركم.{وأمددناكم بأموال..} أكثرنا أرزاقكم وكثرناكم وقويناكم عليهم،

{ويدعُ الإنسان بالشر...(11)}
وهذا من جهل الإنسان وعجلته حيث يبادر يدعو على نفسه وأولاده وماله بالشر عند الغضب كما يبادر بالدعاء في الخير،

{وآت ذي القربى...(26)}
من البر والإكرام الواجب والمسنون وذلك الحق يتفاوت بتفاوت الأحوال والأقارب والحاجة وعدمها والأزمنة.

{أن السمع والبصر...(36)}
فحقيق بالعبد الذي يعرف أنه مسئول عما قاله وفعله وعما إستعمل به جوارحه التي خلقها الله لعبادته أن يعد للسؤال جوابا،

{قل لعبادي...(53)}
وهذا من لطفه بعباده حيث أمرهم بأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال الموجبة للسعادة في الدنيا والآخرة ،

{وإن كادوا ليفتنونك...(73_77)}
وفي هذه الآيات، دليل على شدة افتقار العبد إلى تثبيت الله إياه، وأنه ينبغي له أن لا يزال متملقًا لربه، أن يثبته على الإيمان، ساعيا في كل سبب موصل إلى ذلك لأن النبي ﷺ وهو أكمل الخلق، فكيف بغيره؟ وفيها تذكير الله لرسوله منته عليه، وعصمته من الشر.

{وقرآن الفجر(78)}
صلاة الفجر، وسميت قرآنا، لمشروعية إطالة القرآن أطول من غيرها، وفضل القراءة فيها حيث شهدها الله وملائكة الليل وملائكة والنهار.

{ويسألونك عن الروح...85}
وهذا متضمن لردع من يسأل المسائل، التي لا يقصد بها إلا التعنت والتعجيز، ويدع السؤال عن المهم، فيسألون عن الروح التي هي من الأمور الخفية، التي لا يتقن وصفها وكيفيتها كل أحد، وهم قاصرون في العلم الذي يحتاج إليه العباد.

{كبره تكبيرا..111}
عظمه وأجله بالإخبار بأوصافه العظيمة، وبالثناء عليه، بأسمائه الحسنى، وبتجميده بأفعاله المقدسة، وإخلاص الدين كله له.
 



(سورة الكهف):


{الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب...(1_4)}
الحمد لله هو الثناء عليه بصفاته، التي هي كلها صفات كمال، وبنعمه الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية ،وأجل نعمه على الإطلاق، إنزاله الكتاب العظيم على عبده ورسوله، محمد ﷺ فحمد نفسه، وفي ضمنه إرشاد العباد ليحمدوه على إرسال الرسول إليهم، وإنزال الكتاب عليهم، ثم وصف هذا الكتاب بوصفين مشتملين، على أنه الكامل من جميع الوجوه، وهما نفي العوج عنه، وإثبات أنه قيم مستقيم، فنفي العوج وأثبت الاستقامة، يقتضي أنه لا يخبر ولا يأمر إلا بأجل الإخبارات وهي الأخبار، التي تملأ القلوب معرفة وإيمانا.

{وينذر الذين قالوا إتخذ الله ولدا(4)}
من اليهود والنصارى، والمشركين، الذين قالوا هذه المقالة الشنيعة، فإنهم لم يقولوها عن علم و[لا] يقين.

{أم حسبت أن....(9)}
وهذا الاستفهام بمعنى النفي، والنهي. أي: لا تظن أن قصة أصحاب الكهف، وما جرى لهم، غريبة على آيات الله، وبديعة في حكمته،
وأنه لا نظير لها، ولا مجانس لها، بل لله تعالى من الآيات العجيبة الغريبة ما هو كثير، من جنس آياته في أصحاب الكهف وأعظم منها،

{وترى الشمس..(17)}
حفظهم الله من الشمس فيسر لهم غارا إذا طلعت الشمس تميل عنه يمينا، وعند غروبها تميل عنه شمالا فلا ينالهم حرها فتفسد أبدانهم بها،

{وتحسبهم أيقاظاً...(18)}
قال المفسرون: وذلك لأن أعينهم منفتحة، لئلا تفسد، فالناظر إليهم يرتعب منهم يحسبهم أيقاظا، وهم رقود، حفظاً لهم،

{سيقولون ثلاثة...(22)}
يخبر تعالى عن اختلاف أهل الكتاب في عدة أصحاب الكهف، اختلافا صادرا عن رجمهم بالغيب، وتقولهم بما لا يعلمون،

{ولا تقولن لشيء...(24)}
هذا النهي كغيره، وإن كان لسبب خاص وموجها للرسول ﷺ، فإن الخطاب عام للمكلفين، فنهى الله أن يقول العبد في الأمور المستقبلة، ( إني فاعل ذلك) من دون أن يقرنه بمشيئة الله،

( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) الإذن في كلا الأمرين، وإنما ذلك تهديد ووعيد لمن اختار الكفر بعد البيان التام، كما ليس فيها ترك قتال الكافرين.

فوائد قصة موسى ﷺ مع الخضر:
منها : أن العلم الذي يعلمه الله لعباده نوعان : علم مكتسب يدركه العبد بجهده واجتهاده . ونوع علم لدني ، يهبه الله لمن يمن عليه من عباده لقوله : (وعلمناه من لدنا علمًا) .
ومنها : التأدب مع المعلم ، وخطاب المتعلم إياه ألطف خطاب ، لقول موسى - عليه السلام - : (هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدًا) ، فأخرج الكلام بصورة الملاطفة والمشاورة ، وأنك هل تأذن لي في ذلك أم لا ، وإقراره بأنه يتعلم منه . بخلاف ما عليه أهل الجفاء أو الكبر ، الذين لا يظهرون للمعلم افتقارهم إلى علمه ، بل يدعون أنه يتعاونون عم وإياه ، بل ربما ظن أحدهم أن يعلم معلمه ، وهو جاهل جدًا ، فالذل للمعلم ، وإظهار الحاجة إلى تعليمه ، من أنفع شيء للمتعلم .
• ومنها : تواضع الفاضل للتعلم ممن دونه ، فإن موسى - بلاشك - أفضل من الخضر .

• ومنها : إضافة العلم وغيره من الفضائل لله تعالى والإقرار بذلك ، وشكر الله عليها لقوله : (تعلمن مما علمت) أي : مما علمك الله تعالى .

• ومنها : أن العزم على فعل الشيء ، ليس بمنزلة فعله ، فإن موسى قال : (ستجدني إن شاء الله صابرًا) فوطن نفسه على الصبر ولم يفعل .

ومنها: أن المسافر لطلب علم أو جهاد أو نحوه، إذا اقتضت المصلحة الإخبار بمطلبه، وأين يريده، فإنه أكمل من كتمه، فإن في إظهاره فوائد من الاستعداد له عدته، وإتيان الأمر على بصيرة، وإظهارا لشرف هذه العبادة الجليلة، كما قال موسى: {لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا}
وكما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه حين غزا تبوك بوجهه، مع أن عادته التورية، وذلك تبع للمصلحة.
ومنها : إضافة الشر وأسبابه إلى الشيطان، على وجه التسويل والتزيين، وإن كان الكل بقضاء الله وقدره، لقول فتى موسى: {وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره}
ومنها : جواز إخبار الإنسان عما هو من مقتضى طبيعة النفس، من نصب أو جوع، أو عطش، إذا لم يكن على وجه التسخط وكان صدقا، لقول موسى: {لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا}
ومنها: أن ذلك العبد الذي لقياه، ليس نبيا، بل عبدا صالحا، لأنه وصفه بالعبودية، وذكر منة الله عليه بالرحمة والعلم، ولم يذكر رسالته ولا نبوته، ولو كان نبيا، لذكر ذلك كما ذكره غيره.

أسأل الله الإخلاص والقبول, ولتعذروني لتقصيري, والفوائد كثيرة حاولت إيجازها.


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

تغريدات

  • تغريدات
  • إشراقات قرآنية
  • غرد بصورة
  • غرد بفوائد كتاب
  • فنيات
  • نصائح للمغردين
  • الصفحة الرئيسية