بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة إلى الأستاذ المراقب


أيها الأستاذ المراقب ..
يا من تراقب الآخرين والله رقيب عليك ..
يا من عُرِفْتَ باليقظة والحرص والانتباه ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :

فإن الاختبارات حصيلة العمل التربوي خلال فصل أو عام دراسي كامل يجني فيه المجتهد ثمرة اجتهاده ، ويحصد فيه المهمل نتيجة إهماله وتقصيره . وهنا يأتي دوار المراقب ( الملاحظ ) ليمكِّن كلاً منهما من الحصول على ثمرة عمله ونتيجة جهده . وهنا أوجه هذه الرسالة إلى الأستاذ المراقب فأقول له :
يا من ائتُمِنْتَ على مراقبة الطلاب في اختباراتهم عليك بتقوى الله جل وعلا ومراقبته سبحانه ، عملاً بقوله تعالى : { إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء } [آل عمران :5] . والحرص على أداء هذه الأمانة العظيمة والرسالة الجليلة مستعيناً بالله وحده في أدائها بكل صدقٍ وإخلاص لأنك مسؤول عنها في دنياك وآخرتك .
تذكَّر أن عملك في مراقبة الطلاب وملاحظتهم جزءٌ لا يتجزأ من العملية التربوية التي تحمل أنت رسالتها ، والتي تقتضي منك أن تكون لهم أباً رحيماً ، وأخاً عطوفاً ؛ وأن توفر الاستقرار النفسي اللازم ، والجو الخالي من الانفعال حتى ترتاح نفوسهم وتنشرح خواطرهم فيقبلون على أداء الاختبار بكل ارتياح وهدوء .
ليكن وجهك بشوشاً ، ومحياك باسماً داخل قاعة الاختبار وخارجها حتى تزرع الثقة في نفوس الطلاب وتبعث عندهم البشر والتفاؤل والأمل . وإياك من إظهار التبرم والامتعاض لأي سبب كان ، وبخاصة مع نهاية وقت الاختبار فإن من حق الطالب المُمتحَن أن يستغل كامل الوقت المخصص له في الإجابة والمراجعة ونحوها .
تذكَّر – بارك الله فيك – أن الطالب في قاعة الاختبار يحتاج إلى توافر الهدوء والطمأنينة ، ومن هنا فإن من الخطأ أن تُكثر من الحديث ، أو ترفع صوتك بالكلام أو الإزعاج والضوضاء بأي شكل من الأشكال لأن ذلك قد يُربك الطالب ويشتت ذهنه ويصرفه عن أداء الاختبار على الصورة المطلوبة .
إياك أن تُمكِّنَ أحداً من الطلاب من الغش بأية وسيلة كانت لأن ذلك أمرٌ مُحرَّم لا يجوز ، وقد بيّضن فضيلة الشيخ / محمد بن صالح العثيمين بقوله :
(( إن تمكين الطالب من الغش غش وخيانة ، وتمكين الطالب من الغش ظلم لزملائه الحريصين على العلم ، المجدين في طلبه ، الذين يرون من العيب أن ينالوا درجة النجاح بالطرق الملتوية )) .
فالحذر الحذر من ذلك التصرف الخاطئ والسلوك المعوج الذي تكون نتائجه مؤسفة وعواقبه وخيمة .
عليك بحسن التصرف واستعمال الحكمة اللازمة عند حدوث ما يُخِلُ بسير الاختبار ، أو ما يخالف أنظمته دونما إزعاج أو إرباك أو تسرع وفقاً لما لديك من أنظمة وتعليمات ، واحرص على عدم إثارة البلبلة في القاعة حتى لا تُشْغِلَ أذهان الطلاب وتشوش عليهم .
•• وختاماً :
عليك بتقوى الله في كل حين ، واعلم أن الله سائلك إن أغفلت أو أهملت أو قصرت ، ومُكافئك إن أحسنت وأجملت وأتقنت . وتذكَّر أن الله سبحانه يحب إذا عمل الإنسان عملاً أن يتقنه فكيف بك وأنت المعلم الذي شرَّفك الله بحمل هذه الأمانة ؟! .
وفقني الله وإياك إلى ما فيه الخير والصلاح ، وصلى الله على محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ...

كتبها  أخوكم
صالح بن علي أبو عرَّاد الشهري

الصفحة الرئيسة