اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/rasael/634.htm?print_it=1

حقوق السائقين والخادمات

أ.د أحمد بن عبد الله الباتلي


بسم الله الرحمن الرحيم


حقوق السائقين والخادمات (1)


أما بعد فإن بعض الناس تضطرهم ظروفهم لاستقدام السائقين أو الخادمات للعمل في المنازل.
وعلى كفلائهم أن يتقوا الله فيهم , ويراعوا حقوقهم.
وليعلموا أنهم جاؤا من بلاد بعيدة , بحثاً عن لقمة العيث ومعالجة لظروف الفقر لأسرهم , فاضطروا لبيع بعض ممتلكاتهم للحصول على تأشيرة العمل في بلادنا.
فلا ينبغي أن نفاجأهم بسوء المعاملة فنعطي صورة سيئة للمسلمين عند هؤلاء الوافدين.
وأول الحقوق التي ينبغي مراعاتها: حسن استقبالهم عند وصولهم إلى المطار , ليشعروا بالطمأنينة والراحة النفسية.
لاسيما أن بعضهم لم يسافر خارج بلده إلى هذه المرة.
وتمكينهم من الاتصال بوالديهم , وأولادهم والأطمئنان عليهم وتوفير السكن المناسب لهم أو ما يحتاجه من مستلزمات ضرورية والمبادرة بالكشف الطبي عليهم لئلا يكونوا مصابين بامراض معدية فينقلوها لأهل المنزل.
ويجب تعليمهم العقيدة وأحكام الطهارة والصلاة والصيام والحجاب وإحضار المصاحف والكتب المترجمة بلغاتهم , أو الذهاب بهم لمكاتب دعوة الجاليات المنتشرة في بلادنا فيحضروا الدروس والمحاضرات هناك مع أبناء بلادهم بلغاتهم المختلفة , فجزى الله القائمين على هذه المكاتب الدعوية كل خير.
ولنحرص على استقدام الخادمة المسلمة لعموم قوله تعالى :( ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم).
فليس بصحيح ما يقال إن الخادمة غير المسلمة أفضل في العمل , بل المسلمة أفضل , وكذا السائق المسلم هو المؤتمن للقيام بمسئوليات الأسرة , وكيف ترضى أخي المسلم أن يسكن معك في بيتك أحد غير مسلم.
وعلى رب الأسرة أن يبلغ من لديه من الخدم والسائقين برقم صندوق البريد ليتمكنوا من مراسلة أهليهم.
وعند البدء في العمل على الأم أو الزوجة أن تعلم الخادمة برفق وهدوء وعدم إنفعال أو غضب فهي إنسانة مسكينة تحتاج لبعض الوقت فقد تجهل بعض الأعمال في بيوتنا , وقد لا تعرف بعض الأجهزة الكهربائية التي نتعامل بها لعدم وجودها في بلادها.
وقد تكون الخادمة جاهلة أمية لا تعرف القراءة والكتابة فتحتاج مزيداً من الوقت لتعليمها أمور المنزل.
والحذر الحذر من مُعاقبتهم عند الخطأ فقد روي في الحديث :( من ضرب مملوكاً ظُلماً قِيد منه يوم القيامة) رواه الطبراني , ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة.
قالت عائشة رضي الله عنها :" ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادماً قط " رواه أحمد.
وقال أنس بن مالك رضي الله عنه :" خدمتُ رسول صلى الله عليه وسلم عشر سنين ما علمتُه قال لشيء صنعته لم فعلت كذا وكذا , أو لشيء تركته هلا فعلت كذا وكذا " رواه مسلم.
وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال : كنت أضرب غلاماً لي بسوط , فسمعت صوتاً من خلفي :( اعلم أبا مسعود ) فلم أفهم الصوت من الغضب , قال : فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يقول :( اعلم أبا مسعود , اعلم أبا مسعود )
فألقيت السوط من يدي , فقال لي :( اعلم أبا مسعود أن الله أقدرُ عليك منك على هذا الغلام )
قال : فقلت: لا أضرب مملوكاً أبداً , وفي رواية أنه قال:( يارسول الله هو حُر لوجه الله) فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أما لو لم تفعل للفحتك النارُ أو لمستك النار) رواه مسلم
وكان لإبي هريره جاريةٌ رفع عليها السوطُ يوماً فقال :" لولا القصاصُ لاغشيتك به , ولكن سأبقيك , ولكن سأبقيكِ ممن يوفيني ثمنك , اذهبي فأنتِ لوجه الله " رواه أحمد في الزهد ص459.
وينبغي التعاون معهم في عمل المنزل فلا تُلقي ربةٌ المنزل جميع الأعمال على الخادمة , وتعاتبها على تقصيرها.
بل من الشفقة عليها مساعدتها في بعض أعمالها.
كان الربيع بن خُثيم رحمه الله يقول لخادمه :" علي نصف العمل وعليك نصف " رواه أحمد في الزهد ص459.
ويذكر أن رجلاً دخل على سلمان الفارسي رضي الله عنه فوجده يعجِن فقال له : يا أبا عبد الله ما هذا ؟
فقال : بعثنا الخادم في شُغلٍ فكرهنا أن نجمع عليه عملين.
بهذه الأخلاق الطيبة ينبغي أن نتعامل مع الخدم والسائقين ليشعروا بالراحة والمحبة من إخوانهم المسلمين ويعلموا أن ديننا يحث على مكارم الأخلاق فلهذا أثر كبير عليهم في الدعوة وسينقلون مشاهداتهم إلى بلادهم.
ولنحرص على توفير الطعام واللباس والسكن لهم حسب العقد معهم لقوله تعالى :( يا أيها الذي أمنوا أوفوا بالعقود ) , ولوقوله صلى الله عليه وسلم :" هم إخوانكم .... جعلهم الله تحت أيديكم فمن جعل الله أخاه تحت يده فليُطعمه مما يأكل , وليلبسه مما يلبس , ولا يكلفه من العمل ما يغلبُه , فأن كلفه ما يغلبُه فليُعنهُ عليه " رواه البخاري.
وأختم بهذه القصة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه أعطى غلامهُ دراهم ليشتري بها ثوبين , فلما أحضرهما أعطا عليٌ غلامه أرقهما نسيجاً وأغلاهما ثمناً وقال : أنت أحقُ بأجودهما لأنك شاب تميلُ نفسك للتجمل , أما أنا فيكفيني هذا.
وأهمس بهذه القصة في الذين يعطون خدمهم البالي من الثياب وأذكرهم يقوله تعالى :( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ).

 



حقوق السائقين والخادمات (2)
أ.د أحمد بن عبد الله الباتلي


أما بعد : فينبغي لكل رب أسرة أن يحسن التعامل مع من لديه من السائقين والعمال.
كما ينبغي لربة المنزل حسن التعامل مع الخادمة.
وتعويد الأولاد على احترامها , والتعاون معها , والرفق بها.
وعدم تكليفها من العمل ما لا تطيق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم :" ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق " رواه مسلم. وقال عليه الصلاة والسلام :" ولا تكلفوهم ما يغلبهم , فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم " رواه البخاري.
وبعض الناس يظن أن الخادمة لابد أن تعمل طوال اليوم , وليس لها وقت للراحة فتجدهم يطلبون منها الاستيقاظ صباحاً للقيام بعمل الإفطار للأولاد قبل الذهاب للمدرسة .
ثم تنظيف المنزل ثم صنع طعام الغداء , ثم الإعداد لاستقبال الضيوف في المساء وهكذا لا ترتاح إلا قليلاً فتستيقظ قبلهم وتنامُ بعدهم .
بل إن البعض حينما تنتهي من عملها في المنزل يرسل خادمته لبيت ولده أو بنته للعمل هناك بقية اليوم , وهذا فيه مخالفةٌ لعقد عملها فقد جاءت للعمل في بيتك دون بيوت الآخرين إلا إن رضيت بإختيارها . مع شكرها والثناء على عملها .
فإن ذلك يشجعها للعمل بنفس راضية .
ولا يجوز الغضب عليهم عند وقوع خطأ غير متعمد , بل كن من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس .
وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم :" إن أحسنوا فأقبلوا , وإن أساؤا فاعفوا " رواه البزار .
قال أنس بن مالك رضي الله عنه : " وَاللَّهِ لَقَدْ خَدَمْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم تِسْعَ سِنِينَ مَا عَلِمْتُهُ قَالَ لِشَىْءٍ صَنَعْتُهُ لِمَ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا أَوْ لِشَىْءٍ تَرَكْتُهُ هَلاَّ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا. " رواه مسلم .
وكما أننا ندعوا رب المنزل وأهلهُ لحسن الخلق مع السائقين والخدم ومعرفةُ حقوقهم لأن سوء الخلق معهم يدفعهم للهرب أو وقوع مشاكل مع الكفلاء .
وهناك حقوقاً على هؤلاء الأُجراء يجب عليهم القيام بها .
أهمها عدم التساهل معهم في شأن الحجاب , فيجبُ تعليم الخادمة كيفية الحجاب , وستر وجهها عن الرجال الأجانب في البيت وخارجه.
والحذر والحذر من السماح لها بالتكشف أمام الأبناء لا سيما إذا كانوا مراهقين فيخشى من وقوع الفتنة بها .
فالنساء حبائل الشيطان , قال سعيد بن المسيب رحمه الله : " ما يئس الشيطانُ من شئ إلا أتاه من قِبل النساء ".
وهناك صور كثيرة من تساهل بعض الأسر نحو الخادمة وقعت بسببها حوادث اغتصاب يعرفها من يتابع وسائل الإعلام.
ومن ذلك : السماح للخادمة بالركوب مع السائق وهي ليست زوجة له لإحضار الأولاد من المدارس أو شراء حاجات المنزل .
أو السماح للخادمة بالخروج لرمي النفايات أو توصيل طلبات للجيران , أو الدخول على الرجال في المجلس وتقديم القهوة والشاي لهم , وعلى الاب أن يكون حازماً في ذلك ويمنع زوجته من السماح للخادمة بذلك .
وعلى الزوجة متابعة الخادمة والتأكد من عدم دخولها لغرف أولادها إلا بعد خروجهم . وحذاري من تركها في المنزل لوحدها أو السماح لها بالخروج للسوق لوحدها , فإنه أمانة عندكم فلا توافقوا على ركوبها مع سائق الأجرة لوحدها . فما خلا رجلٌ بامرأةٍ إلا كان الشيطان ثالثهُما .
وأنتشرت عادة عند بعض الخادمات وهي طلبها إجازة يومي الخميس والجمعه , وتسمح لهم بعض الأسر بالذهاب مع من تدعي الخادمة أنه أخوها أو قريبها وذلك غير صحيح فيجب منعها وعدم السماح لها بالخروج معه فإن خروجها فساداً على المجتمع بتأثيرها على غيرها من الخادمات وصلاح المجتمع مسئولية الجميع .
ومن الأمور المنتشرة بين الخادمات استعمالهُن للسحر والشعوذة فأصبحت هناك قصص وأخبار كثيرة من قيام بعض الخادمات بعمل سحرٍ لأهل المنزل بسبب مشاكل بينهم .
فينبغي الحذر من ذلك , وإحضار كتب لها في تحريم السحر , وحسن التعامل معها لئلا تعمد للسحر دفاعاً عن نفسها وانتقاماً ممن ظلمها فأكثروا الخادمات قدمن من بلاد جاهلة ينتشر فيها السحر ويرون أنه نوع من الطب الشعبي لبعدهم عن الدين الصحيح.
ولا يجوز سوء الضن بالخادمة عند وقوع أي أمر في المنزل فكلما مرض أحد أو فقد شيء يتسارعون باتهام الخادمة وقد تكون بريئة من ذلك.
والحذر الحذر من فتح رسائل الخادمات والتجسس عليها لأن ذلك سيوغر صودرهن عليكم , ويدفعهن للانتقام.
وللخادمات خطر على تربية الأطفال فيؤثروا عليهم في سلوكهم وعاداتهم بما كنا عليه من أخلاق في بلادهن.
فمن الخطأ ترك الأولاد يتربون في محاضن الخادمات . فالخادمة لا تشعر بعاطفة الأمومة مع الأطفال بل بشعور الخدمة فقط.
ولهن تأثير على لغة الأطفال العربية , فصار بعض الأولاد يتكلمون العربية بركاكة بسبب كثرة الجلوس والتحدث مع الخادمات.
وهذا قد يؤدي إلى فجوة بين الأم وولدها نتيجة انشغالها عنهم وتسليمه للخادمة منذ ولادته فيتعلق بالخادمة كثيراً , ويبكي عند سفرها. فالخادمة للسماعدة في النظافة لا للتربية التي تؤدي إلى سلوكيات خاطئة بل إلى الوقوع في مخالفات عقدية بسبب قيام بعض الخادمات غير المسلمات بتعليم الأولاد عقيدة التثليث أو تعلق على رقابهم الصليب.
حفظ الله أبناء المسلمين وبناتهم من كل سوء ووفق الجميع لكل خير.

 



حقوق السائقين واللخادمات (3)
أ.د أحمد بن عبد الله الباتلي


أما بعد : فيجب على كل كفيل للخادمة أو السائق أو العامل أن يبادر بصرف رواتبهم شهرياً , والحذر من المماطلة والتأخير , أخي الكفيل :
فرواتبهم مبالغ يسيرة بالنسبة لما تتقاضاه من رواتب شهرية , أو من دخل استثماري من تجارتك.
فلا تتساهل في إعطاء هؤلاء حقوقهم , فإن وراءهم أُسراً ينتظرون بفارغ الصبر وصول تلك الحوالات إليهم.
وقد يصرفوها على علاج أو شراء طعام أو سداد دين فإياك أن تكون سبباً في ظُلمهم فغن الظلم ظلماتٌ يوم القيامة . رواه مسلم.
وهل ترضى أخي المسلم أن يتأخر راتبُك الشهري ولو بضعة أيام فكيف ترضى بتأخير رواتب هؤلاء الأُجراء عدة أشهر وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم :" أعطوا الأجير أجرهُ قبل أن يجف عرقه" رواه ابن ماجة 2443 وحسنه الألباني في صحيح الجامع 1055
والموفق حقاً من بادر بإعطاء أهل الحقوق حقوقهم. وتخلص منها قبل يوم القيامة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل :" ثلاثة أنا خصمُهم يوم القيامة , رجل أعطى بي ثم غدر , ورجل باع حراً فأكل ثمنه , ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يُعطه أجره " رواه البخاري.
ولا يجوز الكذب عليهم بزعمه أنه حول لأهلهم رواتبهم , أو يقوم بتصوير شيك حوالةٍ سابقة ويقول هذا راتبك قد حولته.
ولنعلم جميعاً أن الله تعالى يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور , أو لا تخافون من سوءِ عاقبةِ فِعلك بأن يمحق اللهُ مالك وتخسر تجارتُك , أو يبتليك الله بأمراض في بدنك أو زوجِكَ أو أبنائكَ.
واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب.
بل ينبغي أن تحرص على دفع المكافأت التشجيعية إليهم بمناسبة العيد أو زيارة العمل , فذلك يدخل السرور عليهم.
ولا بأس بالصدقة عليهم إذا كانت أسرهم محتاجة إلى الطعام والكساء والدواء.
وللهدية أثرها في سل سخائم النفوس , كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم " تهادوا تحابوا ".
فالهدية تعويضٌ لهم عن زيادة العمل , أو سوء المعاملة أحياناً.
وبعض الناس هداهم الله عند سفر الخادمة يقوم بتأخير راتب شهر أو أكثر لضمان عودتها , وفي هذا ظلمٌ لها , وحرمانها من حقها في وقته , وهذا لا يجوز , بل ينبغي تصفية جميع حقوقها قبل سفرها لتسافر وهي مطمئنة , فإن عادت فقد أخذت جميع حقوقها في الدنيا قبل أن تأخذها حسنات يوم القيامة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم :" من كانت عنده مظلمةٌ لأخيه من عِرضه أو من شيئ , فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينارٌ ولا درهمٌ إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمتِه , وإن لم يكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه " رواه البخاري.
ومن صور الظلم في حقوق الخادمات أن بعضهن ينص عقد عملها على دفع راتب لها في الإجازة فلا يدفعه لها.
بل إن البعض يعتبر العقد صورياً عند التوقيع فلا يلتزم بشروطه فمثلاً يأتي السائق بمرتب قدرُه ألف ريال شهرياً والخادمة بثمانمائة ريال ويتم التوقيع بين الكفيل ومكتب الاستقدام على ذلك , فإذا وصلوا لدى صاحب العمل ساومهم على رواتبهم وقال إما أن ترضوا بخمسمائة ريال أو تعودوا لبلادكم فيضطروا للموافقة تحت وطأةِ الحاجة والفقر , فقد تحملوا مبالغ طائلةً للحصول على التأشيرة فلا يريدوا أن يعودوا إلا بعد سدادها , وهذا فيه عدم وفاء بالعقد , وقد قال الله تعالى :( يا أيها الذين أمنوا أوفوا بالعقود ).
كما أن بعض أصحاب العمل لا سيما من مدراء الشركات ومؤسسات المقاولات يتأخر في صرف رواتب العمال عدة أشهر ثم يقول لهم من أراد أن يتسلم مرتبه فليتنازل عن نصفه ونصرف له عاجلاً.
ومن أراده كاملاً فسيتأخر شهوراً كثيرة.
وهذا لا يجوز لأنه بخسٌ لهم من حقوقهم المالية وقد قال تعالى :( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ) أي لا تنقصوا أموالهم.
وليتقوا الله هؤلاء التجار فإنه يخشى عليهم من سوء العاقبة في الدنيا بخسارة شركاتهم أو إصابتهم بالأمراض , أو تعرض ممتلكاتهم للحرائق ونحوها.
ويتساهل بعض الكفلاء في عدم أخذ توقيعات من عمالة على تسليم رواتبهم وكذلك الخدم في البيوت فتضيع بعض حقوقهم بسبب ذلك التفريط.
كما أن بعض أرباب العمل لا يوفر التأمين الصحي لعماله فإذا مرضوا عالجهم لعى حسابهم , بل ويخصم من رواتبهم عند غيابهم مع أنه بعذر طبي.
وأخيراً من صور عدم الوفاء بالعقود مع العمال هو ما يسمى بالتستر التجاري حيث يستقدم الكفيل عدداً من العمال فيسرحهم في الشوارع ليبحثوا عن عمل ويدفعوا له كل شهر مبلغاً معيناً.
وهذا مما يدفع بعضهم للوقوع في الجريمة من أجل الحصول على مال يدفعه لكفيله فيعمد للسرقة أو الغش أو التزوير.
ويجب التعاون مع الجهات المختصة في محاربة هذه الظاهرة وتوفير العمل لكل عامل أو عدم استقدامه حفاظاً على الأمن الاجتماعي وتوفيراً لفرص العمل لشباب هذه البلاد المباركة.

 

رسائل دعوية

  • رسائل دعوية
  • معا على طريق الجنة
  • الصفحة الرئيسية