اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/rasael/436.htm?print_it=1

عشر على المؤمن لأخيه

حسين بن سعيد الحسنية


إن الحب في الله تعالى والبغض فيه علامة من علامات إيمان الشخص فهو لا يحب إلاّ ما أحب الله ، ولا يبغض إلاّ ما أبغض الله ودليل ذلك قوله ( صلى الله عليه وسلم ) : - " من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان " رواه أو داود .
والمتحابين في الله تعالى لهم الأجر من عند الله والمثوبة وخير المآل قال ( صلى الله عليه وسلم ) :- " إن حول العرش منابر من نور عليها قوم لباسهم نور ووجوههم نور ، ليسوا بأنبياء ولا شهداء ، يغبطهم النبيّون والشهداء ، فقالوا صفهم لنا يا رسول الله : فقال المتحابون في الله ، والمتجالسون في الله والمتزاورون في الله " أخرجه النسائي .
والمتحابون في الله ينعمون أيضاً بظل الله جل وعلا يوم لا ظل إلا ظله فقد قال ( صلى الله عليه وسلم ) " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ذكر منهم ورجلان تحابا في الله فاجتمعا على ذلك وتفرقا عليه ... رواه البخاري
إلاّ أن لهذه المحبة حقوق على المحب لابد من مراعاتها والوقوف عندها لنتأملها جيداً .

ومن هذه الحقوق :ــ

1- أن تكون هذه المحبة لله وفي الله جل وعلا فلا يسعى عن طريقها للحصول على مصلحة ، أو الفوز بثمرة دنيوية زائلة ، فمتى ما أحب المؤمن أخاه صارحه بمحبته بأن يقول : إني أحبك في الله , وأن تلك المحبة لله تعالى وأن تكون مقرونة بإخلاصها له سبحانه .

أن يقف المؤمن مع من يحب في المصائب والشدائد ومحاولة تذكيره ووعظه ، والتألم من ألمه ، وتعزيز صبره ، وتلبيته متى ما احتاج إلى شيء من أمور هذه الدنيا والتي لا تخالف العقيدة ، ولا ينكرها العرف .

الاتصال معه بشكل دائم وعلى فترات متقاربة ، والسؤال عن حاله وعن أولاده وعمله ، وسؤاله عن ما يريده أو ما يحتاجه ، وزيارته في بيته والسلام عليه وعلى أولاده .

التغاضي عن هفواته ، والسماح له عن زلاته ، وإحسان الظن به ، وعدم طاعة الشيطان عندما يثير الشكوك تجاهه ، وستر عيوبه ومحاولة حل مشاكله بطريقة لا تسيء له أو تسبب له البعد والكراهية .

أن لا يسعى لإحراجه ، أو حمله على ما يكره أو على ما لا يستطيع إنجازه أو عمله ، بل الواجب تقدير وضعه ، ومراعاة قدراته لأن في ذلك توثيق لصلة المحبة ، وتعزيز من علاقة الأخوة وقد قيل قديماً "من سقطت كلفته دامت ألفته ، ومن خفت مئونته دامت مودته" .

كتمان سره وعدم إفشاءه ، والحفاظ على موضع الثقة التي جعلك فيه ، وتقبل شكواه ومعاناته ، والمسح على دمعته ، وتبصير عقله عن ما يجهله ، وتنويره متى أحسّ بظلمة الألم ووحشة الدرب .

الإكثار من إهدائه الهدايا المعبّرة ، والكلمات الجميلة المؤثرة وتذكيره بحبك له ، واستعدادك الوقوف معه متى ما أحتاج إليك وإخباره بأن كل هذا إنما هو من سنة المصطفي ( صلى الله عليه وسلم ).

مصاحبته إلى أماكن الطاعات ودروس العلماء ومنابر العلم وحثّه على ذلك ، وإبعاده عن مواطن الشبه ، وأصدقاء المعصية وعملاء الشيطان .

الدعاء له في ظهر الغيب قال عليه الصلاة والسلام : " إذا دعا الرجل لأخيه في ظهر الغيب قال الملك ولك مثل ذلك " رواه مسلم .

10ـ الذب عنه بقدر الإمكان أمام الآخرين حينما ينالون منه , والدفاع عنه أمام من يبادله الكره , ونصرته في الحق أثناء غيابه , ومحاولة تقريب وجهات النظر بينه وبين أخصامه .

وأخيراً لعلي أذكر أن العلماء قالوا " إن المتّخذ أخاً ينبغي أن يكون عاقلاً فلا يكون أحمق يضر من حيث يريد أن ينفع ، ومتحلي بالأخلاق الإسلامية الحميدة ، وتقياً لأنها لا تجوز مؤاخاة الفاسق , وملازماً للكتاب والسنة ومحارباً للبدع والخرافة " .

 

رسائل دعوية

  • رسائل دعوية
  • معا على طريق الجنة
  • الصفحة الرئيسية