اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/rasael/377.htm?print_it=1

عندما حُرمت لذة السجود قلت .. آآهٍ لو تلامس جبهتي الأرض ..

فهد بن عبد الله العامر


آهٍ ثم آه
أقولها وبكل مرارة
أقولها وبكل ألم
أقولها ودموعي
تسيل على وجنتيَّ
لتُحرق مالم يحترق
....
قدر الله أن أجري عملية
في أسفل الظهر
بعد معاناتٍ مع الألم
بفضل ربي أولاً واخيراً
تكللت بالنجاح

لــــــــكن ؟
قال لي الطبيب :
يجب أن تمتنع عن السجود
لمدة شهر أو أكثر
أخذت بكلام الطبيب
وبالفعل التزمت به

ولـــــكن ؟
يا الله .. يارحمن ..
احقاً لن انحني إلى الأرض
لن تستطيع جبهتي أن تلامس سجادتي
كنت أظنها هيّنة
وصبرت ثم صبرت
حتى عرفت أن للسجود
طعم آخر
ياااااله من طعم
محرومٌ من لم يتذوقه
كم أنا مشتاق ياربي إلى سجدةٍ واحدة
سجدة أذرف فيها ماتبقى من دموع
أناجيك .. أناديك
أدعوك فيها بخشوع
وتذللٍ وخضوع
ياااااااااه
الهذه الدرجة
يصل بي هذا الشوق
وأي شوق

ومسروق رحمه الله يقول عن السجود:
(( ما من الدنيا شئ آسى عليه إلا السجود لله تعالى ))
عندما حرمت لذة السجود عرفت
إن لحظاتِ السجودِ لحظاتٌ فريدةٌ في عمرِ الإنسانِ
لأنهُ وقتها يكونُ في مقامِ القرب من الرب جل جلاله ..
وحين يستشعرُ القلبُ هذه المعاني كلها وأمثالها ..
تنفتحُ له في لحظات السجودِ عوالمُ وآفاق
وتتوالد في روحه معانٍ راقية يعجزُ القلم عن تقييدها ..

كيف لا أشتاق إلى السجود
مثلما اشتاق ذاك الشاعر إلى ما اشتقت إليه

فنثر إبداعاً عجيباً قائلاً :
في السجـــــودِ ..
تتمازجُ للــروحِ الأفــراحْ..
تتــــلاشى كل الأتــراحْ ..
تتجـــلى للقلـــبِ ...
بعـضُ مقـاماتِ القـربِ ..
فيصـيرُ عبيــرُ الاشـــواقْ..
شـــلالَ عنــــاقْ ..
كــــنزاً من زادٍ ووقــودِ
ينفــضُ عني ثـــوبَ رقـــودِ
يوقــظُ كل ربيـــعٍ في روحــي
يرفعــني لذرا الأنــوارِ..
ضمــنَ زيـناتِ السجــودِ..!
.....
ياااه لماذا لا نشتاق إلى السجود
ويوم القيامة تكون أمنية البشر كلهم
أن يرجع الواحد منهم إلى الدنيا
ليسجد لله سجدةً واحده
يا عزيزي .. يا قريبي .. يا حبيبي ..
هـل تــلذذت بآهــات السجـودِ ..؟!
هـل غـدت روحُـكَ طـــيرا ..
هـل ســمتْ نفــسكَ
طــورا ثم طـورا ؟!
وتذوقت طعماً للسجود
أتمنى ذلك ..
فاللهم لا تحرمنا لذة مناجاتك
في سجدةٍٍ واحدة
بل في سجداات وسجدات
نغسل فيها ماعلق فينا من آثام
ونطهر بها قلوباً غشاها الغمام
فأطل السجود ..
لتغمس قلبك في بحر النور ..
وأكثر من السجود ليعظم
رصيدك عند الله جل في علاه
فربما تُحرم إياه
كما حرمت أنا إياه

......

قاله وكتبه الفقير إلى عفو ربه
أبو جهاد فهد العامر ـ الثلاثاء ـ 20 صفر 1427هـ

 

رسائل دعوية

  • رسائل دعوية
  • معا على طريق الجنة
  • الصفحة الرئيسية