صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الباطل يحشد أجناده تحت شعار [حرب الوهابية]


إن من سنن الله الكونية .. سنة التدافع بين الأضداد والفرقاء .
والفرقة والانشقاق مرض بشري يحصل في كل المجتمعات .. ولكن كل هذه الانشقاقات والتكتلات مآلها لفرقتين ريئسيتين لا ثالث لهما :

الـحـق <---------> والبـاطل!

وفي ذلك قال الشاعر :

كل العداوات ترجى مودتها *** إلا مودة من عاداك في الدين

قد ينشغل الباطل في حروب جانبية مصلحية .. وقد ينشغل الحق كذلك بحروب جانبية ... ولكن هناك حربا واحدة يتناسى كل من الطرفين خلافاته الجانبية أمامها .. ويوحد الجهود فيها لمواجهة خصمه .. ويحشد فيها الحلفاء .. وتتميز فيها معادن الناس وحقيقة عقائدهم هي : حرب الوجود .. التي لا تكون إلا بين الحق وبين الباطل

الحق من طرفه لن يرضى بأقل من إجلاء الظلام .. والباطل لا هم له كذلك إلا نشر باطله وظلماته !

وحرب النور والظلام هي حرب وجود !

ومن الظواهر الملفتة للنظر لكل عاقل متأمل بصير .. هي ظاهرة حرب السنة ومنهج سلف هذه الأمة الصالح والذي ينعته خصومه بلقب : "الوهــــابية" ..!

ننظر فنرى كثيرا من الفرقاء .. الذين فرقتهم الأسماء والأهواء .. ولكن على حرب "الوهابية" .. فكلمتهم جميع .. وشملهم موحد !!

من قبل كان الصوفية والرافضة يلهجون بذكر هذه الكلمة .. حتى أصبحت علما على أهل السنة .. !

أتى الأحباش .. فأكدوا ذلك بفجورهم .. ولم يجعلوا لعاقل منصف إلا أن يوقن بأنهم يتكلمون عن جماعة حق وسنة !

العلمانيين والحداثيين من المنتسبين للإسلام ... لا هم لهم إلا .... الوهـــابية ..!

والآن .. ومنذ حوالي عقد من الزمان .. بدأنا نسمع بالروس ... ومن بعدهم الأمريكان .. يركزون في حربهم على...........الوهــابية ....!!

ثم بدأ الجميع .. كل ينبح من طرفه .. وبدأت بعض القطط - من الجماعات التي كانت تتلحف بالسنة - تستأسد عندما رأت أن الموجة مالت إلى غير صالح أهل السنة .. وبدأت تحاول أخذ دورها في "خرمشة" أهل السنة الذين آووها وأسبغوا عليها من فضلهم في مواجهة الأبعد من أهل البدع .. ولكن لا عجب .. فهذا حال القـــطـط ... !!

حرب شعواء .. وفجور رهيب استحلت فيه كل المحارم .. وانتهكت فيه كل الحدود الأخلاقية والإنسانية .. واستبيحت لأجله كل المبادئ ..

لماذا ؟

هل يعقل أن هذا كله .. من أجل خلافات فقهية او حتى عقدية ؟

وما الذي جمع بين هؤلاء في هذا العداء القذر .. الذي لا يعرف شرفا ولا مبدءا ؟

كيف استطاع أعداؤنا أن يسير أناسا من جلدتنا .. وأن يعبئهم ضد دينهم وأمتهم .. وأن يملأ قلوبهم بكل سخيمة .. وأن يعلف عقولهم بكل متردية ونطيحة .. ثم يمتطي ظهورهم لحرب الإسلام وأهله ؟!

ثم .. ما هي دلائل هذه الحرب .. ؟

وإلام ستصير إليه الصفوف من بعد ؟!

وما هي النتيجة .. على مستقبل هذه الأمة ؟!

أسئلة تلح على المرء .. وما تلبث الأحداث أن تزيد الجواب وضوحا ... والسؤال إلحاحا .. !

.......

في هذه المقدمة أود أن أذكر بعض المواقف الشخصية التي عرفتني بهذا المصطلح .. ودفعتني إلى مزيد من البحث فيه .. واستقراء أطياف من يعاديه .. وما يجمعهم من أصول .

* قبل حوالي 15 عاما .. وبعد أن انتهيت من صلاة الظهر إماما لبعض الشباب في أحد مساجد استانبول.. ثم التفت لأسأل أحد الشباب الأتراك الذي قطع الصلاة وصلى منفردا : لماذا فعلت هذا .. هل أنا كافر ؟؟
قال : أنت وهابي !!
كانت هذه أول مرة أسمع بالمصطلح !! فقلت له ما تقصد ..!
قال : أنت ترفع يديك عند الركوع والاعتدال منه .. وهذه يفعلها الوهابية .. !
طبعا .. أنا مازلت لا أدري عم يتكلم .. ولكنني طولت بالي وشرحت له .. أننا شافعية .. وهذه هيئة الصلاة عندنا !
وطبعا .. لم يفهم .. لسبب واحد .. لأنه مبرمج ....!

حيرني أمره .. فالحق أنني – مع معرفتي بالعالم المصلح الشيخ محمد بن عبد الوهاب – إلا أنني لم أكن قد قرأت كتابا كاملا له .. ولم أكن أستبعد أن يكون عنده أخطاء لم أطلع عليها ... إلا أن ما أثار استغرابي وحيرتي .. هو حجم العداء ...!!

* مرت الأيام .. وكنت في نقاش مع إخوة جامعيين .. عن الاستغاثة برسول الله صلى الله عليه وسلم .. فقلت لهم : الرسول صلى الله عليه وسلم .. أغاثك بالشريعة .. وببيان طريق العبودية لله عز وجل .. فاستغث بالله .. لا برسوله ..!!
قال لي : أنت وهابي ؟
قلت : ماذا تقصد .. من هم الوهابية ؟
قال لي : هم .. فرقة ... لا تعترف بمحمد صلى الله عليه وسلم !! ( أشهد الله أنه بهذا أجاب !! )
قلت في نفسي : هذا مثل صاحبه .. مبرمج على عداء فاجر رهيب ... فمهما قد يكون من الرجل لا يصل إلى هذا ..!!

* مرت أسابيع وشهور .. وإذا بي أزور أحد "الإخوة" من لبنان .. وإذا بي في أثناء كلامي ذكرت الله .. وأشرت إلى السماء .. فما راعني إلا وصاحب البيت .. يقول لي بلهجة لا خلق فيها : أنت كفرت .. !!
وبدأ يشرح لي أن هذا قول ..الوهــــابية !!
إذن ؟ أين الله ؟
فبدأ يروي طلاسمه : منزه عن الجهة .. لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال .. ولا أمام ولا خلف .. منزه عن الزمان والمكان .. ...إلخ من ذاك الكلام السمج الذي لا روح فيه .. والذي بنتيجته ينفي وجود الله عز وجل .. بدعوى باردة هي تنزيهه .. !!!!
وختم كلامه بالتنبيه على كفر سيد قطب ... وابن تيمية ..!
ولم ينس وأنا أغادر بيته .. أن يرجع لي ما أحضرته له معي كهدية .. لأنه لا يقبل هدية من كافر !!!
عرفت فيما بعد .. أنه من الأحباش .. !!

وإذ لم أكن قد قرأت كتابا كاملا للشيخ ابن عبد الوهاب .. فقد كنت قد قرأت كتاب "العبودية" لشيخ الإسلام ابن تيمية الذي يكفره ذاك المستهتر المسعور .. فقررت أن أترك التسويف وابدأ بقراءة بعض كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب .. فما وجدت إلا خيرا !! .. وازداد عجبي !!

* روى لي أحد الإخوة أنه حصل نزاع في مسألة فقهية في أحد مساجد مدينة السلط في الأردن حول صلاة الجنازة .. فسأله الإمام الـ"أزهري" : من قال بهذا ؟ .. فعدد له الأخ حتى وصل إلى شيخ الإسلام ابن تيمية .. ! فانتفض ذلك الأزهري وقال له : "يا بني ، ده ابن تيمية "وهابي!!" .. ضال مضل" !!

عندما رواها لي استغربت أيما استغراب .. كيف ينسب السابق إلى اللاحق ..!!!
ولكن زال عجبي عندما رأيت أقواما من هؤلاء .. ينسبون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل عاش بعده بقرون ..بل ويحصرونها فيه !!!! (وهذا غير أن تنسب الرجل للسنة .. فهذا هو الطبيعي )

وهذه القصة دليل آخر على أن الذين يعادون ما يسمونه بالوهابية .. إنما هم مبرمجون .. دون وعي ودون تفكير .. حتى لو كان يدعي العلم .. مثل هذا الـ"أزهري" .. وغيره من ألـمتمزهرين !

* الرافضة لم يكونوا بحاجة لأحد ليتوسط لديهم لحرب الوهابية .. ولكن الغريب أنهم كانوا يبرمجون من يسقط بأيديهم من أهل السنة مباشرة على كره "الوهابية" .. !
عرفت ذلك عندما قال لي أحد الإخوة الفلسطينيين الذين غرتهم دعايات الثورة الإيرانية وحزب اللات اللبناني .. وكان في بداية تورطه معهم ( قبل أن يخونوه ويشوا به عند أسيادهم اليهود وينفض يده من عفنهم وينقذه الله منهم – بحمد الله- ) .. قال لي أن الوهــابية هي فرقة ماسونية !!!

طبعــا .. هذا الكلام عندي ( وعند أي أحد في رأيه مسكة عقل ) كان يصب في مصلحة ما يسمونه بالـ"وهابية" .. فشهادة الروافض ( ذوي التاريخ الأسود الملوث بخيانة الإسلام والمسلمين) ضد أحد هي في حقيقتها شهادة كمال له.. المثير للاستغراب .. هو حجم العداء !!

ثم مؤخرا ..ومنذ حوالي عقد من الزمان .. أسفر الباطل عن قبيح وجهه .. وصارت الفرق تتكتل إما على حق صريح .. أو باطل قبيح ..وأعلن قادة الباطل عن أنفسهم .. وبدأ أعداء الدين المباشرين .. الروس ثم الأمريكان ...يعلنون أن حربهم مع "الوهـــــابية" .. !

لقد بدأوا يحشدون أجنادهم لحرب .................الوهــــــابية ...!!

..........

عندما بدأ الروس يتشدقون بكلمة "وهابية " .. خلت أن الأمر قد بان .. وظهر لكل ذي عينين حقيقة الحرب وأهدافها .. ولكن صدق المولى عز وجل إذ يقول : ( فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) !

السؤال الطبيعي الذي يتبادر إلى ذهن أي عاقل مسلم عندما يسمع روسيا أو أمريكيا يتكلم عن الوهابية ويستعدي الناس عليها .. هو : " وإنت مالك ؟!!....ما شأنك بين المسلمين .. !!!"

وعلى فرض أن دعوى أنهم خوارج صحيحة..( وما هم بخوارج والذي بعث محمدا بالحق !)
فلا يملك مسلم إلا أن يقول فيهم مقالة خليفة المسلمين وأسد الإسلام على بن أبي طالب رضي الله عنه : "هم إخواننا بغوا علينا " ...!
أما أن يخرج ممن يتسمون بأسماء المسلمين وبل ويدعون العلم .. ويدعون الناس إلى التكتل تحت مظلة الباطل المحض لحرب .. الوهـــــابية !!! .. فوالله ما يبقى لأحدهم حظ من الإسلام !! ولا يستحق أمثالهم من الخونة أن يحملوا شرف الانتساب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم !

وهكذا فعلها الخــائن الذليل قديروف.. وسنها سنة لغيره من أمثاله الذين تكاثروا كالسوس بين المسلمين .. وأعلن ثقته التامة في سفاح المسلمين من شعبه : بوتين ... وأعلن الحرب على الوهـــــــابيين !!

وأقولها بصراحة .. رغم معرفتي السابقة بهذا الرجل وبانحراف منهجه .. لقد صدمت عندما فعلها الذليل !!

لقد كانت هناك أطراف شيشانية علمانية وشيوعية محضة كانت ساخطة على المجاهدين ومعارضين لدولة إسلامية في الشيشان .. ولكنهم والله لم يهبطوا لمستوى هذا الخبيث الذليل !!

مالك سعيداللايف ... أصلامبك أصلخانوف ... عمران حسبوللاتوف (رئيس البرلمان الشيوعي السوفييتي السابق ) .. لم يقل منهم أحد أنه يثق ببوتين .. رغم أن أحدهم وهو (أصلامبك ) نائب في البرلمان الروسي – الدوما- .. بل على العكس .. انتقدوه مرارا .. وهاجموا سياسته الهمجية .. ودعوه مرارا إلى الحوار مع الرئيس مسخادوف ومحاولة إيجاد حل سلمي .. !!!

وكانت أكبر شهادة له من سيده .. ما حدث في الـمهزلة التي سموها زورا "انتخابات" .. حيث أجبر الروس سعيداللايف وأصلامبك وحسبلاتوف على سحب ترشيحهم .. ليخلوا الجو لذاك العميل الذليل .. فلم يجدوا أشد منه إخلاصا .. وذلك للبعد الإيدولوجي الحاقد في عدائه .. لقد كان إحساسه بالضعف أمام مد ما يسميه بالوهابية .. يدفعه بجنون إلى أن يكون مجرد حذاء في أقدام الجنرالات الروس ! ! .. وهكذا يفعل أمثاله الآن !

.........

في هذه الأيام .. نشهد هذه الهجمة الشرسة على منهج سلف الأمة الأطهار .. السابقين والأولين من المهاجرين والأنصار.. ومن تبعهم بإحسان .. وصار الرافضة الخانسين يستقوون بالاحتلال الأمريكي على أهل السنة .. وصار لقب الوهابية .. علما على أهل السنة في العراق والشيشان وغيرهما .. ولله الحمد والمنة .

ولمزيد من الاطلاع على أبعاد الحرب الرافضية المسعورة على أهل السنة في العراق :
http://www.muslm.net/showthread.php?s=&threadid=81241

و بعد كل هذا الذي يلقاه أهل السنة من أذى في العراق .. وبعد كل هذه الفضائح والجرائم .. يخرج علينا علماء مذاهب الضلالة بدعوى التقريب مع الرافضة ... ويجتهدون في ترويجها اجتهادا عجيبا !
في نفس الوقت الذي يشددون فيه على منابذة أهل السنة .. وأتباع السلف الصالح .. ويرمونهم بشتى النعوت والتهم والتي يعلم كبراؤهم أنها كذب وبهتان ...!!

لقد بدأ أشباه قديروف بخلع بقايا من مزع حياء كانت في وجوههم .. وأسفروا عن قلب حاقد على السنة وأهلها .. وأعلنوا حربهم بعد استخفاء بها ..
وبدأ طواغيطهم .. من أمثال حسن فرحان المالكي .. وسعيد فودة .. والجفري .. والبوطي ... وأضرابهم ... يعلنون الحرب على أهل السنة ... باسم السنة .. !!
في نفس الوقت الذي أعلن فيه أعداء السنة ( من علمانيين ورافضة وروس وأمريكان ) الحرب عليها من الخارج......!!!

وكل هذا ما هو إلا دلالة واضحة على أن الصفوف إلى تمايز... وأن أهل الباطل ينادون على أنفسهم بالخسران .. ويشهدون عليها بالضلال .... وأن معركة الفصل معهم تقترب ... والحمد لله أنها محسومة لصالح الحق الأبلج .. بوعد من الصادق المصدوق عليه صلاة ربي وسلامه .. خلافة سلفية راشدة على منهاج النبوة .

...

أريد أن أنوه إلى أن السلفية التي أعنيها في مقالي هي :

" وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "

علما .. وعملا ..
عقيدة .. وخلقا ..
أخذا .. وتركا ..
فهما .. ومنهجا ..
ولاء .. وبراء ..

وليست سلفية الدعاوي العريضة أوسلفية الوراثة أو التجارة .. كدعاوى المنتسبين للسنة والسنة منهم براء !

أكتب هذه الكلمات إقامة للحجة ..وإبراء للذمة .. وتنبيها للغافلين ..

{ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ  }

أما السلفية .. فلا قبل لأهل الأرض كلهم بها .. فإنه لا يضرها من خالفها ولا خذلها .. وإن وعد الله بخلافة راشدة على منهاج النبوة آت .. ولو كره الكافرون .. ولو كره المخالفون .. ولو كره الخاذلون .. ولو كره الخائنون !

..........

معلوم أن كثيرا من الأسماء تحمل معان لغوية معينة ومعان اصطلاحية ..

فالمعنى اللغوي للصلاة مثلا : الدعاء ..
والمعنى اللغوي للزكاة : التطهير ...
والمعنى اللغوي للجهاد : بذل الجهد ....
والمعنى اللغوي للهاتف : المنادي ..
وهكذا ..

وأما المعنى الاصطلاحي لما سبق ذكره ..
فالصلاة : هي شعيرة يؤديها المسلم في أوقات محددة وبهيئة محددة ولا يجزئ عنها القيام بالدعاء (المعنى اللغوي ) ..
كذلك الزكاة : فريضة مالية يدفعها المسلم في أوقات محددة وبمقادير محددة ..
كذلك الجهاد : قتال الكفار بالسيف ( كما عرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم )
وكذلك الهاتف : فهو جهاز آلي للاتصال له تقنية معينة ..

وقس على ذلك ..

نأتي لاسم " الوهابية" !

في اللغة : هي نسبة للوهاب .. وهو الله .. ولا يطلق هذا الاسم على غير الله .

فالنسبة للــوهاب هي = وهابي

في الاصطلاح .. هنا بدأ تلاعب أهل الأهواء ..وأعداء السنة !!

فلا يوجد أي جماعة معروفة تتبنى هذا الاسم ( وهابية) وتتسمى به .

فماذا يريد مستخدمو هذا المصطلح منه ؟!
هل يريدون منه التزكية والنسبة للوهاب كما هو المعنى اللغوي ؟!

نظرة سريعة على تاريخ هذا اللقب نعرف من خلالها أنه أطلق على حركة إصلاحية قادها الشيخ المصلح محمد بن عبد الوهاب ونسبت إليه ( مع أن النسبة لمحمد بن عبد الوهاب لغةً ليست وهابي !! ) .. وهي حركة سلفية المعتقد قمع الله بها البدع والشركيات التي انتشرت في جزيرة العرب .. وحاربت الدولة العثمانية التي كانت تتبنى هذه البدع والخرافات وتحميها وتوفر لها مناخا رطبا لتنشر عفنها في المجتمعات الإسلامية التي تسيطر عليها..

ولكن كأي حركة بشرية .. شابها بعض الأخطاء التي لا تخلو منها حركة البشر .

تعالوا نحلل بعض العوامل العامة التي كونت هذا المصطلح :

* فنظرا للعقيدة السنية السلفية التي اعتنقتها هذه الحركة ... بدأ استخدام هذا المصطلح من قبل خصوم السلفية عقيدة ومنهاجا من أمثال الرافضة وغلاة الأشاعرة والمعتزلة والإباضية ومن لف لفيفهم ..
فتكونت المعادلة التالية : الوهابية = السلفية ............ مع أنها ليست أول حركة إصلاحية سلفية !!

* وبما أنها حركة سنية تعظم السنة وتعظم شعائر الإسلام ولو كانت شعائر مندوبة .. وتشدد على الالتزام الكامل بالدين وبشعائره … اصبحت الوهابية علما عند الحداثيين والعلمانيين ودعاة الانحلال على التشدد في الدين … فتكونت المعادلة الثانية :
الوهابية = التشديد في الالتزام بشعائر الدين …………. مع أن هذه ليست أول حركة تفعل ذلك !

* وبما أن بركة عقيدة السلف سرت فيها وجذبت إليها الأفئدة .. ومكن الله لها في قلوب الناس .. استغل خصومها الإصلاح المسلح الذي قامت به الحركة ليقرنوا الحركة بالعنف
فصارت عندنا معادلة ثالثة : الوهابية = عنف ............ مع أنها ليست أول حركة مسلحة في تاريخ الإسلام !!

* وبما أن الشيخ القائد محمد بن عبد الوهاب حنبلي المذهب .. والبيئة النجدية التي نشأت فيها هذه الحركة بيئة حنبلية .. صار عندنا معادلة رابعة : الوهابية = حنبلية ………… ومعلوم أنهم ليسوا أول الحنابلة !

* وبما أن الشيخ عقد اتفاقا سياسيا مع آل سعود ... وآل سعود كان فيهم وفيهم .. وموقعهم السياسي انحرف بهم كثيرا عن مبادئ الإسلام .. وارتكبوا ولا يزالون يرتكبون أخطاء شرعية جسيمة .. نتج عن هذا المعادلة الخامسة :
الوهابية = آل سعود .............. مع أن آل سعود نسبة عرقية .. والوهابية نسبة عقيدية إيدلوجية !!

* وبما أنهم قاتلوا الأتراك ... وكان معظمهم من العرب الأقحاح .. صارت في ذهن الأعاجم مقرونة بالعرب .. فنتجت المعادلة السادسة خصوصا عند الأعاجم :
الوهابية = العرب ……..… مع أن هناك كثيراً من العرب لم يشاركوا فيها .. فهي حركة عقدية وليست عرقية !

* و بما أنها أتت على غربة للدين بين أهله .. ودعت إلى أمور وعقائد وعبادات نسيها كثير من الناس .. ونهتهم عن عقائد وعبادات ألفها الكثير لانتشارها وتحولها تقاليد قبلية أوطنية … تكونت المعادلة السابعة .. خصوصا عند العوام :
الوهابية = كل أمر جديد ضد العادات و التقاليد بغض النظر عن شرعيته …….. مع أنها ليست الحركة الوحيدة التي فعلت ذلك !!

نعم لم تكن الأولى ولا الوحيدة ... ولكنها كانت الحركة الوحيدة التي جمعت كل هذا .. فكتب عليها أن تتحمل خصومة كل هؤلاء .. وخصوما آخرين خبأهم لها القدر !

............

من هذه المعادلات الرئيسية .. بدأت يتشكل مصطلح الوهابية في أذهان الخصوم .. وصارت تطبخ هذه المعادلات على نار تتأجج من الأحقاد لدى كل طرف ..

1- فأهل البدع الذين أصاب الانحراف والكدر إما مصدر تلقي الدين .. أو منهج تلقيه .. من قبورية .. أورافضة .. وغلاة الأشاعرة الجهمية … والمعتزلة التي تقدس العقل … لم يكن ليحتاجوا لاستيراد أحقاد على السنة وأهلها .. فالإنتاج المحلي من الأحقاد عندهم يفيض عن الحاجة .. ويخزن للتصدير !
وعلى رغم ما بين هذه الفرق من خلافات ظاهرة كبيرة .. إلا أن وضعية مناهجهم ومصادر تلقيهم وخسة أصلها وحدتهم ضد الخطر الداهم الذي يتهدد وجودهم : السنة ذات المنهج الرباني .

2- ودعاة الانحلال والإباحية .. ثم من بعدهم الحداثيين والعلمانيين وأصحاب المناهج الوضعية في الحياة .. لم يختلفوا عن أصحابهم أصحاب المناهج الوضعية في الدين .. فلم تكن تنقصهم الأحقاد على الفضيلة وشعائر الدين التي لا تخدم وضاعة حياتهم ومناهجهم !! ولم يكونوا بحاجة لمن يتوسط لهم لحرب الحق وأهله !

3- طبعا .. كل من خسر مكتسباته في هذه الحرب التي ربحها الحق .. صار يولول ويتهم الحركة بأنها من حركات الخوارج !! جاهلا أو متجاهلا حقيقة الخوارج وصفاتهم ... والتي لا تشترك معها الحركة الشيخ بن عبد الوهاب إلا بمسألتين
أولها : قتال من يدعون الإسلام .. وهذه إن كفت أن تجعل الإنسان من الخوارج لكان أبو بكر الصديق أول الخوارج والعياذ بالله . ..
ثم من قاتلتهم حركة الشيخ لم يكونوا ممن شهد لهم بالإيمان كالصحابة الذين قاتلهم الخوارج ؟
ثانيها : الخروج على الحاكم .. وشتان .. بين من خرج عليه الخوارج .. والدولة المهترئة التي خرجت عليها حركة الشيخ والتي كان الشرك يعشش فيها .. وتحكم بالقوانين الوضعية التي استجلبها من سويسرا وفرنسا لأن مشايخ الدولة العثمانية كانوا قد حجروا الاجتهاد وأحكموا إغلاق الباب عليه !!
ولكنهم استخدموا هذا العنف فزاعة ليخيفوا الناس .. وصارت تنسج الحكايات .. وتضخم الحوادث .. وتعمم الأحكام لضرب لب هذه الحركة وهو التوحيد .

4- المذهبيون كان لهم موقف عجيب ..
فمنهم من استغل الموقف لتصفية حساباته مع المذهب الحنبلي الذي طالما أفرى أكباد المبتدعة من لدن شيخه الإمام أحمد بن حنبل الذي استحق بجدارة لقب إمام أهل السنة لمواقفه البطولية الكريمة في وجه أحفاد لبيد بن الأعصم اليهودي من الجهمية والمعتزلة ... والذين عادوا مرة أخرى على الساحة متسترين بالأشاعرة والأشعرية بعد أخزى الله أجدادهم ودحرهم بفضل مواقف الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله .. وهؤلاء لم تكن تنقصهم الأحقاد أساسا على المذهب الحنبلي ..
ومنهم من التزم بقواعد اللعبة المذهبية .. خصوصا المنتسبون للحنابلة الذين شعروا أنهم في ورطة .. فوجدوا المخرج في أن يتهموا الشيخ بأنه يخطط لــ "إنشاء !!!" مذهب " خامس" !! ..وبدؤوا بحربه بين أتباعهم من هذه الجهة .. وهذا يكذبه تصريح الشيخ بن عبد الوهاب بأنه حنبلي .. وله شعر معروف في مدح الحنبلية ودعوة الناس أن "يتحنبلوا" !.. ولذلك كان هؤلاء أضعف الناس عداء للشيخ وحركته .

5- أما أعداء آل سعود فقد يجتمع فيهم بعض الأسباب السابقة في العداء لحركة الشيخ .. وقد تكون دوافعهم سياسية سلطوية محضة .. وهي من أخس الدوافع .. وأقذرها .. لا تعرف دينا ولا مبدأ .. وهي من جنس عداوة رأس النفاق بن أبي سلول لرسول الله صلى الله عليه وسلم على الرغم من إيمانه قلبيا بدعوته ( وأرجو ملاحظة أنني اتكلم عن الدافع السلطوي المحض .. وليس عن العداء لآل سعود .. فهم مثل غيرهم فيهم الصالح والطالح .. وقد تكون دوافع بعضهم سلطوية محضة )

6- تشارك الدوافع العرقية العنصرية الدوافع السياسية في خستها وقذارتها وحقدها الأعمى .. وتفوقها في كونها عداوة عمياء لا ترى حقا ولا تحسب إلا حساب المصالح الشخصية الضيقة .. وهي من جنس عداوة اليهود لنبي الهدى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم مع يقينهم بنبوته وصحة رسالته .. لأنه لم يكن من بني داوود .. !
وكذلك العنصرية ضد العرب .. التي كانت تلهب أوارها الشعوبية البغيضة.. التي كانت تحسد العرب على ريادتهم لأمة الإسلام بلغة القرآن .. وتتهم العرب بأنهم أمة أمية .. وتتكبر عليها بما عندها من حضارات زائفة .. ويطيش عقلها وهي ترى أهل البداوة .. يهزمونهم .. ويزلزلون عروشهم .. ويقلبون حضارتهم المادية على رؤوس أصحابها .

وقد تضيق حلقة العنصرية في أحيان كثيرة لتنصب على أهل نجد .. و استعمل هؤلاء فهما مغلوطا مشوها لبعض الآثار النبوية التي أتت على ذكر نجد ... لتغطية سوءتهم العصبية المنتنة وتسعير الأحقاد العنصرية ..

7- عند العوام .. العداء لا يكتسب مقدارا كبيرا من الأحقاد بقدر ما يكتسب ضبابية وغموضا وغوغائية .. وهؤلاء دائما وقود .. مسيرين بكبرائهم الذين سوف يتبرؤون منهم في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ... مسيرون بتقديس العادات والموروثات .. وأئمتهم في ذلك من كان يقول : " ... إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ "

هذه هي الخصومات والأحقاد التي اجتمعت على هذه الدعوة الإصلاحية التي قادها الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله .. وهولت من الأخطاء البشرية التي حصلت من أفراد هذه الحركة

تبقى الخصومات التي ظهرت فيما بعد .. والتي كان لها دور ملحوظ في تأجيج الصراع من جهة .. وتوجيهه - من جهة أخرى - في ضرب الإسلام والمسلمين

.........

في هذا القرن ..دخل عاملان مهمان على الصراع :

1- الثروة التي ابتلى الله بها أهل الجزيرة .. وما تبع ذلك من حسد الناس لهم عليها .. فأضيف إلى المعادلات السابقة الوهابية = البترول والثروة !!
والحسد من الأمراض الشعبية القذرة التي تنتشر بسهولة بين العوام ولا تحتاج لا إلى أدلة عقلية ولا إلى أسس أيدلوجية لبثها وتأجيج أوارها .. ولذلك تراها سهلة التوجيه والاستخدام في توجيه الناس من قبل الأعداء العقائديين ..
والحسد في قذارته مثل الكبر والبطر الذي أصاب كثيرا من أهل الجزيرة بسبب ثرائهم .. وما تبع ذلك من تصرفات عمياء لا خلاق لها ولا أخلاق .. شحنت مشاعر الحسد عند الناس .. وقدمت مجالا رطبا لتفاقم عفونتها في نفوسهم .

2- الكفار الذين وجدوا في السلفية دعوة ومنهجا وتربية خطرا داهما عليهم وعلى دينهم الباطل
فهي لا تتوقف على شخص معين .. لا على الشيخ محمد بن عبد الوهاب ولا على غيره .. وتحمل دائما أسباب بقائها وديمومتها لأن منهجها منهج رباني محدد .. يمثل مرجعية ثابتة متجددة ..
هو منهج واحد .. أخطر ما فيه أنه واحد .. ينبثق من الفطرة .. وينمو بماء القرآن والسنة التي تكفل الله بحفظهما... فإذا اجتمع على الأخذ به مليار ونصف المليار من البشر .. لأبتلع نوره الظلام الذي يعشش فيه كفرهم .. ولأفسد عليهم خططهم في السيطرة على العالم ..
وهذا ما فهموه من دراستهم لأحوال المسلمين ( وهم أهل دراسة وتدبر ولو في الباطل ) .. فوجدوا أن الحركات التجديدية التي حركت المسلمين .. قد تبنت المنهج السلفي .. بطريقة أو بأخرى .. مما يعكس التفاف الناس حوله .. وثقتهم به .. فأصبح حرب هذا المنهاج على رأس أولوياتها
واصبحت الوهابية = الإسلام

.........

بعد هذا الاستعراض للعوامل التي كونت هذا المصطلح الفضفاض الشديد التناقض " الوهابية" .. نلخص التحديات التي قامت في وجه الإسلام مستخدمة هذا المصطلح :

التحدي الأول : العداء الأيدلوجي العقدي الشامل
وهو تحدي الفئات .. التي اعتبرت معركتها مع التيار السلفي السني معركة مصير ووجود .. معركة عقائدية لا يجب أن تنتهي إلا بإفناء هذا المنهج الرباني والذي لا يدري أهل الباطل أنهم لن يقدروا عليه بوعد من الرحمن وأن بركاته سوف تبقى على الرغم من كيد المخالفين وخيانة الخاذلين .. هذا المنهج الذي تبقى بركة الرضى الإلهي تنبض فيه وتبقيه حيا نضرا على مر السنين والعصور : "وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " التوبة / 100

أصحاب هذا التحدي يمكن تمييزهم إلى ثلاث فرق رئيسية .. تفرق بينهم أمور كثيرة .. وتجمعهم عداوتهم للحق والحرب على وأهله :

** الكفار الأصليين من روس وأمريكان ويهود.. ولقد أسفروا مؤخرا عن وجههم الكالح .. وجاهروا بعدائهم للدين ... ولكنهم مازالوا يشيعون أن عدائهم مركز على السلفية .. أو ما يسمونه بالـ"وهابية" !

** غلاة المبتدعة .. من صوفية ورافضة وجهمية وأشاعرة .. وهؤلاء أصحاب مصلحة مباشرة في القضاء على أهل السنة .. وكانوا – ومازالوا- على استعداد للحلف مع الشيطان للقضاء على السنة والسلفية .. أو ما يسمونه بالـ"وهابية" !
ومن هذا الصنف قديروف .. والأحباش .. والروافض .. وفلول غلاة الأشاعرة ... والذين وضعوا أنفسهم تحت تصرف أعداء الإسلام مدفوعين بأكوام رهيبة من الحقد على السنة وأهلها .. ليس فقط خيانة .. بل عن عقيدة ومنهج وضعي منحرف منحط .

** أهل الانحلال والإباحية ... العلمانييون والحداثيون .. وأمر هؤلاء لا يختلف عن أمر أسيادهم الكفار الأصليين ... إلا من ناحية تضاعف خطرهم على الإسلام والمسلمين .. لتسترهم بجلدتنا وأسمائنا .. وترى أمثال هؤلاء يتظاهرون بحب الإسلام .. وبل وبالدفاع عنه .. ولكن يلخصون مشكلتهم مع "هذا التيار المتنطع المتعصب!!" .. والذي يسمونه كإخوانهم السابقين بــالـ "وهابية " !
.........

التحدي الثاني: العداء العقدي أو الأيدلوجي الجزئي :
وهو العداء الذي لا يمثل حربا عامة بقدر ما يمثل خلافات جزئية .. في بعض جوانب المنهج .. قد تتسع وتضيق تبعا للظروف .

ومع أن هذا لم يكن - بحمد الله - عاما في أصحاب هذا العداء .. ووجد منهم بعض المنصفين الذين نادوا بتضييق هوة الخلاف مع أهل السنة السلفيين بدلا من حربهم .. ولم يتورطوا في تكفير أهل السنة كما فعلت شياطين الجهمية والرافضة . . وكانوا ينحازون إلى أهل السنة في الأوقات العصيبة التي تهددت المسلمين .. خصوصا عند معاينتهم للحلف القذر بين أؤلئك الجهمية والرافضة من جهة وأعداء الأمة من الكفار من جهة أخرى ... أقول .. ومع هذا فإن لهم دورا غير مباشر ولكنه فعال في حرب الإسلام والسنة .
وللأسف صار لهؤلاء منظرون ممن ينتسبون إلى العلم .. وغرهم تمسيح أهل الباطل على أعناقهم .. وطبطبتهم على ظهورهم في رضى كانوا يستحقونه بالفعل .. فقد كانوا – وما زالوا - نعم المطايا لهم !!

ويمكن تمييز هؤلاء إلى خمسة فرق رئيسية :
1- الأشاعرة : والأشاعرة أطياف مختلفة .. ومنهجهم العقدي يمتد نظريا قربا من أهل السنة إلى أقصى مداه في أحضان الجهمية والمعتزلة بل ويفوقونهم بشديد تناقضهم وتذبذبهم ... وهذا الطرف تكلمنا عليه في التحدي الأول .. كونه يمثل عداء عقائديا شاملا فاجرا.
وما أعنيه هنا هم الأشاعرة المعتدلين - إن صح التعبير - .. هؤلاء الذين يعترفون أن إمام مذهبهم قد تـــــــــاب من الاعتزال .. واستطاعوا الترويج لمذهبهم وكسب قلوب الناس له في فترة معينة من التاريخ الإسلامي عن طريق عدائهم للمعتزلة والجهمية والرافضة ... دارت الأيام .. وباع فريق منهم أنفسهم وعقيدتهم لهؤلاء الذين بني مذهبهم على عدائهم .. المعتزلة والجهمية .. ورضوا لأنفسهم أن يتخذهم هؤلاء مطايا لحرب أهل السنة .. وفعلوا فعل إخوانهم الزيدية الذين باعوا أنفسهم للرافضة ( الذين ساموهم سوء العذاب من قبل) في مواجهة أهل السنة

2- المذهبيين : وهؤلاء كما أسلفنا .. كان عداؤهم إما للمذهب الحنبلي من منطقات مذهبية ضيقة .. أو لما أسموه بالوهابية كمذهب يحاول أن ينازعهم احتكارهم للفقه الإسلامي ... ولم يمثل ذلك حربا شاملة .. ولو أنه كان له دور كبير في تلك الحرب التي شنها أعداء الإسلام عليه وعلى السنة

3- الحزبيين : وهؤلاء كأسلافهم ... أصحاب نظرة حزبية ضيقة .. مع أنهم أوجعوا رأس الأمة بكلامهم عن الشمولية !
الحزب عندهم مرجعية الحق .. وجماعتهم هي جماعة المسلمين التي من تخلف عنها هلك ..!!!
ومرض هؤلاء العضال أنهم يتخيلون أنهم يعملون للأمة .. وهم يعملون مبضع حزبيتهم تمزيقا في الأمة !!
يتخيلون أنهم يعملون للأمة .. وكل الآخرين عملاء ومتخلفين وغير ذلك !
التحريري عند الإخواني عميل ... صنعتهم المخابرات لتوهن من الجماعة الـ"أم" !!
والإخواني عند التحريري عميل .. !
والسلفية عند كليهما ... مرض خطير .. وشبح مخيف !!!
والتبليغ .. مع تواضعهم الجم مع الناس .. وعدم أخذهم بمبدأ النهي عن المنكر .. أصبح عندهم من ضروريات العمل للإسلام أن تطعن في غيرهم من الجماعات .. وهكذا دواليك !

4- أصحاب المنهج الدعوي المعكوس :
الدعوة تقوم على دعوة الناس للإسلام .. ولكن في هذا القرن بالذات قام فكر "دعوي!!" استنتج أن إحضار الناس للدين "صعب" .. وعليه .. فلم يبق لنا إلا إحضار الإسلام للناس !!!!!
هؤلاء .. صاروا يعيبون على السلفية "جمودها" ... وحولوا هذه النقطة إلى منطلق لحرب السلفية .. وبرروا بها تساهلهم مع أعداء الأمة من الداخل والخارج .. وتسامحهم البارد مع الرافضة .. !!

5- أعداء آل سعود السياسيين .. وهؤلاء عداؤهم للسلفية التي يسمونها وهابية محدود بعدائهم لآل سعود .. وبعضهم ممن قد يكون على عقيدة سليمة .. ولكن أقذار السياسة ومصالحها المتقلبة الآنية .. تعمي هؤلاء عن الحق .. حتى يجد نفسه وقد أصبح لعبة في يد غيره .. وتعسا له إذا كانت هذه الأيدي الآثمة تقاتل دين الله .
.........

التحدي الثالث : العداء الغوغائي

يبقى العوام ... أصحاب العداء الغوغائي المسير بغير عقيدة .. وهم في شبه من إخوانهم أصحاب العداء الجزئي .. مسيرون بغيرهم .. كمثل الحمار الذي يلوح له راكبه بالبرسيم ليستمر في المشي إلى حيث يريد له أن يسير .. ولكن الفرق بينهما أن راكبهما يستبدل البرسيم للأول .. بالتبن للثاني .

ومع أن عامة الناس لا يعلمون عن عقائد مسيريهم شيئا .. ولو علموها لاستمجوها وبصقوها .. ولأنفتها عقولهم وقلوبهم ..
ومع أن عداء العامة عداء سطحي .. يقوم على دغدغة شهوات منحطة في النفس البشرية ... وتهييج رغبات سافلة منتنة فيها ..
إلا أنه خطورته في أنه أعمى .. وأنه يتخذ له مراكز في القواعد الشعبية التي تتميز بالزخم العددي دون النوعي

وبما أنهم صنف واحد .. غوغاء العامة .. فسوف نتعرض إلى الوسائل التي استخدمها أعداء الأمة العقائديين لتسييرهم .. ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة ..

1- العصبيات العنصرية :
سواء العصبيات ضد العرب عند غيرهم من المسلمين .. أو العصبيات ضد أهل نجد عند غيرهم من العرب ..
والعصبية من الأمراض القديمة من لدن إبليس ... ولذلك فلا يحتاج مستعملوها في توجيه الشعوب جهدا كبيرا ..
ولكن أقذر أسلوب استخدم في تأجيج العصبية .. ومن ثم العداء ضد السنة.. هو أسلوب ضرب الدين بمبادئ الدين ..
فقد استغل هؤلاء فهما مغلوطا لبعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في نجد .. في تأجيج الأحقاد العنصرية المنتنة ضد دعوة التوحيد والسنة ..
وأنا هنا لن أتعرض لهذه الأحاديث بشرح أو تعليق .. ولن أسهب الكلام عن تبيان المقصود من "نجد" التي وردت في الأحاديث .. وسأفرض جدلا أن " نجد" المقصودة هي نجد الحالية .. ولكن يكفي ردا على هؤلاء دين محمد صلى الله عليه وسلم نفسه .. الذي جاء لهدم أوثان العصبية .. ونسف الشريعة الشيطانية ( أنا خلقتني من نار وخلقته من طين ) .. والتي يستحيل معها اتخاذ الإسلام هذه العصبية التي جاء لهدمها مقياسا للحق والصواب !

2- العصبيات المذهبية :
وانتماء العامة إلى المذهب ليس فيه تفكير وعقائدية .. وإنما أشبه ما يكون بالانتماء العرقي الذي لا دخل للمرء فيه !!
فأخذ بذلك معظم خصائص العصبيات العنصرية الجاهلية .. حتى أن أقواما يستنكرون على أحدهم إذا اختار مذهبا آخر غير مذهب غيرهم .. مع أن قوانين اللعبة المذهبية المتداولة تتيح للمرء بأن يقلد ما شاء من المذاهب شرط أن يلتزم به !

3- تقديس الموروثات من عادات وتقاليد ولو كانت مخالفة للإسلام :
وهذه متأصلة في العامة ... وكان هذا من أهم أسباب الكفار في العناد ومقاومة دعوة الأنبياء .. ويكفينا في ذلك استعراض شهادة القرآن في هذه الصفة الذميمة التي طالما وقفت ومازالت تقف عقبة كؤودا في وجه الحق ..
يقول الله تبارك وتعالى في هذا : "وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ " البقرة /170
"وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ" المائدة / 104
" وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ" لقمان /21
" وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ" الزخرف/23

4- الميل إلى التفلت من الأحكام والواجبات الشرعية :
فالناس تميل إلى من يقدم لها دينا يطمئن فيها غريزة التدين ولكن دون أن "يثقلهم!" بالتزامات كثيرة في حياتهم ... فاستغل أعداء الإسلام هذه النقطة لينفروا الناس عن السنة وعن أهلها.. ويوهموهم ان السلف لهم عصرهم ولنا عصرنا ... وأن السلفية مجرد "مرحلة زمنية ..... مباركة!!" .. انتهت بانتهاء زمانها ..الــ"مبارك!!" .. وهي بهذا ليست منهجا إسلاميا دائما ... وأن الحياة حلوة ... والذي يريد أن يتقرب إلى الله .. فما عليه إلا أن يصبح "ملا " .. أو "شيخ" .. ويتدروش ... أما باقي الناس ... فافعلوا ما شئتم .. مادمتم تؤدون شعائر الطاعة للــ"مشايخ " !! و"تحترمون" الأولياء .. الأموات منهم والأحياء !!

5- الحـسـد
استغل أعداء الإسلام والسنة ومطاياهم من الفريق الثاني .. ارتباط دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في أذهان الناس بآل سعود ودولتهم .. فبدؤوا يثيرون في أنفسهم مشاعر الحسد على مــا أنعم الله عليهم من ثروة بترولية في عصرنا الحالي .. وصاروا يسلطون الضوء على سياسات الدولة السعودية المخالفة للإسلام .. ويربطونها بالدعوة السلفية ..
ولم يكتفوا بذلك .. وإنما صاروا "يستدلون!" بممارسات أفراد الشعب السعودي المنافية للإسلام .. !! !!!

وهذا كله من كيد الشياطين الذين لا عقل لهم ولا دين ..

فكل الدول التي تتبنى مذاهب هؤلاء رسميا .. ويتصدر الفتوى فيها علماؤهم ( رافضة كانوا أم اشعرية أم إباضية ..إلخ) .. فيها من الظلم والعمالة واحتكار الثروات العامة والبطش بالمسلمين ما لا يوجد في السعودية ولا غيرها !
بل إن بعض هذه الدول محكومة بمذاهب يكفرها حتى الرافضة .. ولكن هؤلاء يوالونها ويدافعون عنها بلا حياء !

ولإن كانت المسألة مسألة ممارسات شعبية .. فالشعب السعودي ككل الشعوب فيه الصالح وفيه الطالح .. وفيه السني كما فيه الرافضي والأشعري والصوفي بل والاسماعيلي .. ومن أهل السنة فساق لا ينكر ذلك أحد .. ولكن مع هذا كله .. ماذا يوجد في غيرها من البلاد ؟!!!
وعلى أي أخلاق عامة أهلها ؟!

فلماذا تكون سياسات الدولة السعودية و ممارسات الشعب السعودي حجة ملزمة لمنهج رباني من لدن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!!! .. ولا تكون سياسات حكوماتهم وشعوبهم حجة ملزمة لمناهجهم الوضعية المنحطة !!

6- الـعـنـف و التـشدد :
والعنف والتشدد كلمتان فضفاضتان .. قد يراد بهما حق وقد يراد بهما باطل .. والعلماء الربانيون يفصلون الكلام فيهما ولا يذكرونهما مجملتين دون قرينة لبيان المراد منهما .. أما غيرهم فيستعملهما استعمالا مجملاً مبهماً .. يلبس على المسلمين دينهم .. ويدغدغ فيهم العواطف ليصرفهم عن الحق

وسنحاول في هذه السطور تبين الملامح الرئيسية التي تحملهما هاتان الكلمتان .. لنعرف من أين يكاد للمسلمين .. وكيف يلبس عليهم بالباطل ليعادوا الحق .

ولتلازمهما .. واقارب الفروق بينهما .. وتشابههما في أكثر الصفات الرئيسية .. فسوف نتعرض بالتفصيل للعنف .. وننوه على ما يخص التشدد عندما يلزم ذلك بإذن الله :

1- العنف الشرعي :

* مع الكفار وهو : الجهاد .. وهذا الذي يرمي أهل الباطل إلى إجهاضه من خلال التهويش بكلمة العنف

* مع المسلمين :
وقد يكون هذا في شدة الأخذ على يد المخطئ .. و هذه لا تعيب صاحب حق .. فقد كان عمر الفاروق شديدا في الحق .. ويقسو أحيانا كثيرة على من يرى منه الخطأ خصوصا قبل خلافته .. وما كان هذا ليعيبه رضي الله عنه .
وقد يكون في قتال من أمر الشرع بقتالهم من ألمنتسبين لأهل القبلة ( مثل الخوارج ، وقتال الفئة الباغية ، وقتال الفئة الممتنعة عن شعيرة من شعائر الدين )

كما أن التشدد الشرعي .. هو التزام مبادئ الدين .. ومحاب الله ومراضيه .. ولو استهجنه الناس و خالف ما اعتادوا عليه ..
وهذا هو أخذ الدين بقوة الذي أمر به الأنبياء والمصلحون :

قال الله تعالى : " يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ " مريم /12

وقال تعالى مخاطبا موسى عليه السلام : " وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ " الأعراف /145

وقال تعالى : " وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ " الأعراف/ 170

وهو أيضا مصداق خبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم عن زمان غربة دين الله وبشراه لأهلها .. ففي الحديث الذي رواه أحمد في مسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ‏طوبى ‏ ‏للغرباء ‏ ، ‏طوبى ‏ ‏للغرباء ‏، ‏طوبى ‏ ‏للغرباء ، فقيل : من الغرباء يا رسول الله ؟ قال :" ناس صالحون في ناس سوء كثير من ‏ ‏يعصيهم أكثر ممن يطيعهم "

فالغربة هي الحرص على تطبيق الدين بغض النظر عن درجة تطبيق المحيط له .. وهذا بعينه ما يطلق عليه أهل الباطل الآن "التشدد" ! وينعق من خلفهم بهذا المصطلح الغوغاء الذين يبحثون عن طريقة لتبرئة ذواتهم مما يتلبسهم من بعد عن شرع الله .. بدلا من التواضع لله والاعتراف بقصورهم في تطبيق شريعة الرحمن .

........

- العنف الغير شرعي المرتبط بالغلو المنفر عن الحق :

ونستطيع أن نميز أصحاب هذا العنف إلى فريقين رئيسين :

*** فريق يمارسه على غير قصد سيء في التنفير من الدين .. ويكون بفعل إحدى العوامل التالية :
1- جلافة الطبع .. بدون أن يقصد منها شرا .
2- حداثة العهد بالتدين .. والجهل بأساليب الدعوة .. وأدب الخلاف .
3- الحرص الشديد على هداية الناس .. وحملهم على الحق حملا دون سلطان ( مثل سلطان الأبوة .. أو سلطان ولاية أمر المسلمين )
4- اجتهاد خاطئ قد يحدث في ممارسة العنف المشروع .. وأخطاء بشرية تصيب حركة الإنسان .. بدون سوء نية
5- قصور في فهم السنة ومنهج السلف فهما شاملا .. والتسرع في حرفية تطبيق بعض جوانبها .. مع إهمال جوانب لا تقل أهمية عن الجوانب المطبقة .
6- التقليد لمن يظن فيهم الخير والغيرة على الدين .. وهم على غير ذلك من أصحاب الفريق الثاني الذي سوف نتعرض لذكره .

أخطاء هؤلاء .. استغلته الماكينة الإعلامية لأهل الباطل عموما - والتي يتزعمها أعدى أعداء السنة ..اليهود - لتسويغ حربهم على السلفية عند العامة .. وتبرير ضربهم مع ضمان سكوت الناس عن ذلك ..
فضخمت حوادث فردية .. وركزت على فئات معينة – أرادت لها هي – أن تمثل السلفية والسنة ...
وابتلع الطعم بلؤم وغباء المنتسبون للإسلام من أعداء السلفية .. فبدؤوا يلوكون هذه الأخبار كلما بصق لهم سادتهم شيئا منها .. وينشرونها .. ويبصقوها بدورهم للغوغاء لكي يصدوا الناس عن دين الله .

*** فريق يمارس العنف بقصد التنفير عن الدين والسنة :
وهذا هو الفريق الأخطر .. وهؤلاء أصحاب نوايا خبيثة مبرمجة على حرب الإسلام والسنة .. يمتهنون التلبس في زي المسلمين لضرب الإسلام والسنة من الداخل .. وتسهيل انتشار صورة قاتمة عنه لدى العامة .. وإحداث تصدعات في الصف السني واصطناع حروب في داخله.. وهذا الطابور الخانس (بإذن الله) فئة موجودة لا خيالية .

وهؤلاء على ضربين من اللؤم والخيانة :

الضرب الأول : هم الخونة العقائديون :
وهؤلاء أظهرت كثير من التحقيقات .. ونوعية جرائمهم .. ارتباطهم المباشر بدوائر المخابرات المعادية للإسلام .
مهمة هؤلاء الرئيسية هي القيام بأعمال منافية للدين .. باسم الدين والسنة .. لتوفير مادة للإعلام المضاد للسنة وأهلها .. الذي يقوم بإبرازها تحت مسميات سنية لتشويه السنة وإفقاد الناس الثقة في أهلها.

من الأمثلة الواقعية لهؤلاء .. الجماعات التي تقوم بمذابح المدنيين في الجزائر ..
وكذلك – وإن كان على نحو أضيق - جماعات قامت بأعمال لا تقل وحشية وعنفا على أرض القوقاز .. وأثبتت تحقيقات المجاهدين مع بعض من قدروا عليهم .. أنهم من أصول غير إسلامية .. وكثير ممن ينتسب منهم للإسلام لا يصلي !!

الضرب الثاني : هم الخونة من أصحاب المطامع المادية :
تعطش الناس - الذين أتعبتهم فلسفة الكلاميين .. ورهبنة الصوفية وخرافاتهم – إلى منهج سلف هذه الأمة الصافي الذي لا كدر فيه ولا دخن .. ولامست دعوة السنة أرواحا ظامئة إلى هدى ربها .. بعد عهود طويلة من الظلام والتخبط في صحاري الفلسفة المقفرة و سراديب البدعة والخرافة المظلمة ..
فبارك الله في هذه الدعوة .. وكتب لها من الانتشار ما قرت به عيون الموحدين .. وأغاظت به قلوب الحاقدين ..
ولكن .... في نفس الوقت .. أسالت له لعاب أصحاب المطامع الدنيوية الدنيئة من المتنفعين ..!!

هؤلاء عمدوا إلى التدثر بعباءتها .. ورفعوا شعاراتها .. ولبسوا جلود التقوى والسنة على قلوب خربة أكلتها الدنيا ..
ولم يكن لهم من هم إلا اهتبال هذه الفرصة ... وحصد الأموال والمراكز .. وامتصاص دمــاء أهل الخير الذين كانوا يبذلون أموالهم في سبيل الدعوة إلى السنة ... واستغلال حب الناس وإقبالهم عليها .. غير مبالين بما توقعه تصرفاتهم الدنيئة وأخلاقهم الهابطة وعقائدهم الحقيقية الخربة من ضرر على الدين والسنة ..

ولم يكتفوا بذلك ..!!
ولكن عقلياتهم التجارية الدنيوية الدنيئة .. أفضت بهم إلى احتكار المنهج السلفي .. وصارت المسألة مسألة : وكالة حصرية للسلف .. !!!!!!

وفعلوا كما فعل أصحابهم من أصحاب المناهج الوضعية الذين لم يكتفوا بالاستيلاء على اسم السنة .. ولكنهم احتكروه ..!!
واحتكروا أي عالم سني قال بشيء يشبه - ولو من بعيد - شيئا من كلامهم !!

وقد ابتليت كثير من بلاد المسلمين بأمثال هؤلاء .. مثل الأردن وتركيا وبعض دول الخليج .. وكان لهم دور بشع في الصد عن سبيل الله وإعاقة انتشار الدعوة .. وتشويه نقاء المنهج السلفي السني في عيون الناس .

ولكن الله غالب على أمره ،،،

كتبها:Grozny من منتدى الأنبار
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

دعاوى المناوئين

  • ترجمة الشيخ
  • حقيقة دعوته
  • ما قيل في الشيخ
  • أثر دعوته
  • كتب ورسائل
  • مؤلفات في دعوته
  • مقالات ورسائل
  • شبهات حول دعوته
  • صوتيات
  • english
  • الرئيسية