اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/monawein/h/5.htm?print_it=1

رسالة الشيخ إلى فاضل آل مزيد رئيس بادية الشام

الإمام محمد بن عبدالوهاب

 
بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد بن عبد الوهاب إلى الشيخ فاضل آل مزيد زاده الله من الإيمان وأعاذه من نزغات الشيطان. أما بعد :

فالسبب في المكاتبة أن راشد بن عربان ذكر لنا عنك كلاماً حسناً سر الخاطر، وذكر عنك أنك طالب مني المكاتبة بسبب ما يجيك عنا من كلام العدوان من الكذب والبهتان وهذا هو الواجب من مثلك أنه لا يقبل كلاماً إلا إذا تحققه، وأنا أذكر لك أمرين قبل أن أذكر لك صفة الدين.

الأمر الأول : أني أذكر لمن خالفني أن الواجب على الناس اتباع ما وصى به النبي صلى اله عليه وسلم أمته، وأقول لهم الكتب عندكم انظروا فيها ولا تأخذوا من كلامي شيئاً لكن إذا عرفتم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي في كتبكم فاتبعوه ولو خالفه أكثر الناس.

والأمر الثاني : أن هذا الذي أنكروا علي وأبغضوني من أجله إذا سألوا عنه كل عالم في الشام واليمن أو غيرهم يقول هذا هو الحق وهو دين الله ورسوله ولكن ما أقدر أن أظهره في مكاني لأجل أن الدولة ما يرضون وابن عبد الوهاب أظهره لأن الحاكم في بلده ما أنكره، بل لما عرف الحق اتبعه هذا كلام العلماء وأظن أنه وصلك كلامهم فأنت تفكر في الأمر الأول وهو قولي لا تطيعوني ولا تطيعوا إلا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي في كتبكم وتفكر في الأمر الثاني أن كل عاقل به لكن ما يقدر أن يظهره.

فقدم لنفسك ما ينجيك عند الله. واعلم أنه لا ينجيك إلا اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، والدنيا زائلة والجنة والنار ما ينبغي للعاقل أن ينساهما. وصورة الأمر الصحيح أني أقول ما يدعى إلا الله وحده لا شريك له كما قال تعالى في كتابه : ( فلا تدعوا مع الله أحداً ) وقال في حق النبي صلى الله عليه وسلم : ( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً ) فهذا كلام الله والذي ذكره لنا رسول الله ووصانا به، ونهى الناس أن لا يدعوه فلما ذكرت لهم أن هذه المقامات التي في الشام والحرمين وغيرهم أنها على خلاف أمر الله ورسوله، وأن دعوة الصالحين والتعلق بهم هو الشرك بالله الذي قال الله فيه : (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار ) فلما أظهرت هذا أنكروه وكبر عليهم، وقالوا أجعلتنا مشركين وهذا ليس إشراكاً. هذا كلامهم وهذا كلامي أسنده عن الله ورسوله، وهذا هو الذي بيني وبينكم فإن ذكر عني شيء غير هذا فهو كذب وبهتان، والذي يصدق كلامي هذا أن العالم ما يقدر أن يظهره حتى من علماء الشام من يقول هذا هو الحق ولكن لا يظهره إلا من يحارب الدولة، وأنت ولله الحمد ما تخاف إلا الله نسأل الله أن يهدينا وإياكم إلى دين الله ورسوله والله أعلم ).
 

المصدر الرسائل الشخصية للإمام محمد بن عبدالوهاب
 

دعاوى المناوئين

  • ترجمة الشيخ
  • حقيقة دعوته
  • ما قيل في الشيخ
  • أثر دعوته
  • كتب ورسائل
  • مؤلفات في دعوته
  • مقالات ورسائل
  • شبهات حول دعوته
  • صوتيات
  • english
  • الرئيسية