اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/mohamed/154.htm?print_it=1

مسلوب العقل لا قرار له ..يا أستاذ جمال!
(رد على مقال " صانعو الكوابيس : بعدما اختطفوا عقولنا يريدون خطف قرارنا " لجمال خاشقجي)

عبدالله بن صالح العجيري

 
إن الناظر في أحوال بعض الكتاب في التعاطي مع الحدث الأهم والأبرز هذه الأيام -حدث الاستهزاء به صلى الله عليه وسلم- ليتملكه العجب مما سطره مدادهم ، وتحركت به أقلامهم ، وجادت به قرائحهم ، ، ففي الوقت الذي يشهد العالم الإسلامي شرقا وغربا غضبة إسلامية كبرى ، نرى هؤلاء الكتاب المنسلخين عن واقع الأمة ، ونبض الشارع ، وصوت الإسلام الهادر ، قد انبروا في دعوة مشبوهة غريبة للتسامح والتغافر ، والتجاوز عما وقع ، والتغاضي عن الإساءة ، وكأنهم بذلك يريدون لملمة ما بقي من مشروعهم البائر الخاسر التقارب والتقريب بين المسلمين والكفار ، طعنا في أصول إسلامية كبرى ، قاضية بالفرق بين المسلم والكافر ، (لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ الْفَائِزُونَ) ، في محاولة لتجاوز عقيدة الولاء والبراء ، والتي غدت عند القوم عقدة يجب التخلص منها ، والسعي في إعدامها ، شأنهم في ذلك كشأن إخوانهم من أهل النفاق ممن تقدمهم سواء بسواء ، كل هذا يقع منهم والمد العدائي للرسول صلى الله عليه وسلم في تزايد ، ودائرته في توسع ، والأحداث تزداد سخونة وتوترا ، ولا زال القوم يعيشون أحلامهم الوردية عن عالمهم المتخيل المزعوم ، عالم لا عداوة فيه ولا بغضاء ، ولا كراهية فيه ولا شحناء ، عالم يسوده السلام من أقصاه إلى أقصاه ، وتحكمه المحبة في أحلى صورة وأبهاه ، وكأنهم لا يرون ما يجري ولا يعايشون ما يمر بنا من أحداث ، وأن الاعتداء واقع بنا لا منا ، وأن القوم هم من بادؤونا بالظلم والحيف وما بادءناهم ، وأنهم هم من يريد تصعيد الموضوع ، وزيادة التوتر ، بالتمنع عن أداء أدنى ما يجب لنا من حق (الاعتذار) فكيف بما فوقه ، ثم نؤمر نحن بعد هذا كله بالتغاضي والتجاوز والمسامحة وكأننا نحن المخطئين ، وكأننا نحن الملزمين بتقديم الاعتذار لهم ، وأن علينا أن ندير لهم خدنا الأيسر لتنال نصيبها من الصفع واللطم.

وإن المرء ليعجب من أقلام كان المظنون بها -(وإن بعض الظن إثم)- أن تقصر نفسها في هذا الظرف على الذب عن مقامه صلى الله عليه وسلم ، ونصرته صلى الله عليه وسلم بما تستطيعه من بيان ، فإذا بها تفجؤنا بالتبرع الطوعي بالدعوة إلى إسقاط حق المطالبة بحقه الشريف صلى الله عليه وسلم ، ولو بالوسائل السلمية كالمقاطعة ، وتتبرع بتقديم الطعنة في كيان الأمة من الخلف ، وتحويل القضية إلى لون من ألون الاحتراب الداخلي ، تصفية للحسابات ، وتحقيقا للمكاسب ، ورميا للخصوم بتهم الغلو والتشدد وصناعة الكوابيس! وممن جرى على هذا النسق في صرف الحدث عن وجهه ، ومحاولة استغلال ما يجري لتصفية الحسابات ، ولملمة ما بقي من ماء الوجه ، الأستاذ جمال خاشقجي ، وذلك في مقاله الأخير في جريدة الوطن (8/1/1427هـ) والمعنون بـ(صانعوا الكوابيس: بعدما اختطفوا عقولنا يريدون خطف قرارنا) ، ومقال الأستاذ هذا لا يخرج عما يمثله الخط العام لمقالاته الداعية إلى إلغاء مفهوم معاداة الكفار ، والبراءة منهم ، تحت شعارات التسامح والمحبة والإخاء ، والذي وجد في الأحداث الأخيرة وما تستلزمه من لوازم الكراهية والبغض مناقضة للدعوة التي كرس نفسه لها ، وألزم قلمه بها ، فانبرى مدافعا عن فكره ، ولملمة ما بقي من مشروعه ، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه بهذا المقال الذي يفتعل فيه الكاتب الخصومة بين أبناء الأمة الواحدة بتقسيمهم إلى فسطاطين ، فسطاط من صانعي الكوابيس الغلاة من مستلِبي العقول -بكسر اللام- ، وفسطاط الأمة المستلَبة -بفتح اللام- ، مصورا ما يُرى من الغضبة التي حصلت ، والهبة التي وقعت ، والروح التي سرت في كيان الأمة كلها ، بأنه إنما كان بتحريك أفراد من الغلاة ليس لهم هم إلا بث ثقافة التباغض والعداوة والشحناء ، وأن الأمة بمختلف أطيافها لم تكن إلا متشربة لهذه الثقافة ولذلك الفكر من غير شعور منها أو إحساس ، وما علم الأستاذ أن هذه الحمية التي وقعت ، وهذه الكراهية التي انتشرت ، إنما هي بسبب الغضبة الإيمانية التي تجري في شرايين هذه الأمة ، غضبا لله ورسوله ، وهو الغضب المشروع الذي سنه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والذي لا يكون المؤمن مؤمنا إلا به ، فليس ثمة استلاب مزعوم ، ولا تحريك مدعى إلا تحريك عقيدة الأمة للأمة ، وإلا بالله عليكم من حرك جمهور المسلمين للمقاطعة مثلا ، أفتوى أطلقها فلان أو فلان ، أو توجيه من علان ، أم الواقع شاهد بأنها حركة شعبية عامة ابتدأت منها وانتهت إليها ، ووجد المسلمون أنفسهم منقادين لها قياما بواجب نصرته صلى الله عليه وسلم وذبا عن حياضه ، إن الموقف من الرسول صلى الله عليه وسلم قضية جوهرية مشتركة بين كل منتسب للإسلام ، سنيا كان أو بدعيا ، عدلا كان أو فاسقا ، فلا يلام مسلم على غضب يغضبه أوكراهية وبغض تقع في قلبه متى مس مقام النبي صلى الله عليه وسلم بتعد واستهزاء ، بل الملام من لم يغضبها ولم يمتلئ قلبه من الكراهية والبغضاء لكل متسبب فيها ، ولا أدري لمصلحة من يكتب الأستاذ ، ولمن يكتب ، وعن أي واقع يكتب ، وحتى لا يقال متقول على الأستاذ ما لم يقل ، أنقل بعضا مما جاء في مقال الأستاذ ، مما يجلي ما تقدم من إجمال ، ويوضح ما تقدم من مقال ، يقول الأستاذ جمال: (إن قضية الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام نموذج واضح لمعركتنا الداخلية مع صناع كوابيسنا، ونموذج أيضا لفشل العقلاء في صفوفنا واندحارهم أمام زحف الكراهية التي يقودها هؤلاء والذين من الحكمة أن نعترف بهزيمتنا أمامهم، لقد انتصروا، واختطفوا عقل الشارع، ومن ثم فرضوا شروطهم على الحكومات والعقلاء، وجروهم إلى أجندتهم الخاصة. الحكومات التي كانت مشغولة بفتح الأسواق، وتوقيع اتفاقيات التجارة الحرة، وجلب الاستثمارات الأجنبية وجدت أنفسها في حرب دبلوماسية من أجل نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهل هناك شعار أعظم من هذا، من ذا الذي لا يحب رسول الله ؟ والذي حبه جزء لا يتجزأ من شروط الإيمان. الفقهاء والمفكرون العقلاء إما سكتوا أو انجروا إلى معركة لم يريدوها وهم المحبون للدعوة بالحكمة والموعظة الحسنى والتفاعل مع الآخر، بعدما مارس عليهم صناع الكوابيس أسلوب محاكم التفتيش فنشروا قوائم المحبين لرسول الله الذين غضبوا وخطبوا وبكوا على شاشات التلفزيون ومنابر الجمعة، وأولئك الصامتون الغائبون عن نصرة الحبيب).

أرأيتم كيف يصور الأستاذ الحال ، حرب داخلية في كيان الأمة ، ومعركة تدور رحاها في الداخل بين أهل الغلو والجهل وبين أهل العقل والدراية ، وأن النصر كان حليف أهل الغلو ، والخسارة قد لحقت أهل العقل والفكر ، وأن غنيمة هذا الانتصار المزعوم عقل الشارع ، الذي صار ألعوبة بيد المنتصرين من صناع الكوابيس يتصرفون فيه ويصرفونه كيف شاؤوا ، وأن كل ما يرى من تحرك أهل الإسلام وتحرقهم لنبيهم ، إنما هو بتحريك المنتصرين ، أهل الغلو والشطط ، الذين لم يقتصر تأثيرهم على رجل الشارع البسيط ، كلا ، وإنما تعداه إلى أهل الرياسة والسيادة والحكم ، وأن ما يُرى من مواقف الحكام والشعوب لا يخرج كله عن إطار مخطط مرسوم لجماعة تخطط ، وترتب وتنظم لتخرج من الأزمة بأكبر قدر من الأرباح الشخصية ، وكأن الشعوب المسلمة وحكامها جماعة من البله والحمقى والمغفلين ، الذين لا إرادة لهم ولا عزيمة ، ولا عقل ولا تفكير ، وإنما دورهم أن يداروا لا أن يديروا ، وأن تفرض عليهم الشروط والواجبات فلا يجدون بدا من الإذعان والقبول ، ويكفيك من مقال الكاتب عنوانه (صانعوا الكوابيس: بعدما اختطفوا عقولنا يريدون خطف قرارنا)! فالأمة قطيع بلا عقل إذن ، ومسلوب العقل -يا أستاذ- لا قرار له ، إذ لا قرار إلا لذي عقل وفكر! فإن كانت الأمة مسلوبة العقل فهي مسلوبة القرار ولا حاجة إلى استلاب وخطف جديد ، بل هو تحصيل حاصل ، فلما تكتب؟ وعن ماذا تدافع؟ ولما لا تكون كصحبك (العقلاء)! ممن آثروا السكوت خشية من غضبة (الغوغاء)! كما تسميهم ، وليت شعري من هم أولئك (الغوغاء) إن لم يكونوا جمهور الأمة العريض الغاضب حيال ما يرى من انتهاكات صارخة لمقام النبي صلى الله عليه وسلم ، أشرف مخلوق ، وخير إنسان ، إن مثل هذا الاتهام العريض للأمة ، وهذا التصوير المغلوط للواقع ليضحك الثكلى ، وينم عن مدى استحكام عقدة المؤامرة على الأستاذ والتي تصور له أن (صناع الكوابيس)! يقفون وراء كل حدث ، وينم كذلك عن حجم الأزمة النفسية التي يمر بها الأستاذ جراء ما يقع ويجري ، وأن ما يُرى في الواقع على خلاف ما يتمنى ويهوى ، انظر إليه وهو يقول:
(الحقيقة أن غالبنا يريد العيش مع العالم كله في سلام مع احترام وعدل، وغالبهم أيضا كذلك، يحترمون ديننا ونبينا، أو في الحد الأدنى لا يهمهم ديننا ونبينا وربما لا يعرفون الكثير عنا وعن ديننا ونبينا وحري بنا لو جعلنا مما يحصل من تدافع بين حضارتينا فرصة للدعوة ونشر المعرفة بالإسلام الحقيقي من خلال الكلمة الطيبة وليس بدعوات الحرب والكراهية والمقاطعة وحرق الأعلام والسفارات) اهـ ، وأقول: الواقع شاهد بحقيقة الحال ، وبحقيقة ما تكنه ضمائر القوم من احترام لديننا ونبيننا ومقدساتنا ، وأن هذا التسارع المحموم في توجيه الصفعات من اليمين والشمال كله يدل على حجم الاحترام الواقع والحاصل ، ومن المعلوم أن الإسلام اليوم عند جمهورهم علامة الإرهاب والتطرف ، وأن أهل الإسلام هم أهل الجهل والتخلف ، وإلا فقلب نظرك حيث شئت من صحفهم وكتبهم ومسلسلاتهم وأفلامهم ، لتعلم جلية الأمر ، وحقيقة الحال ، ونحن لا ننكر أن يكون في القوم عقلاء يسعون في إطفاء نار فتنة أن تضطرم ويزيد اشتعالها -لا احتراما لنا أو لمعتقداتنا ضرورة بل مراعاة لمصالحهم ولا يضير- لكن الذي ننكره أن يدلس علينا بأن أهل الحقد والحسد أقلية مدسوسة محدودة بين القوم ، وأنهم لا يمثلون إلا الشريحة الأضيق ، وأنه لا مشكلة مع الجسد الأكبر منهم ، وفي القرآن عظة وعبرة لمن تدبر وتفكر: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) ، (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ) ، أما دعوات التسامح والتغافر والعفو في مثل هذا الظرف فدعوة فارغة ، ومشروع فاشل ، مخالف للطبيعة والبشرية ، والفطرة الإنسانية ، دع عنك الشرع الحنيف الآمر بتوقير النبي صلى الله عليه وسلم وتعزيره ، والغضب له حين تنتهك حرمته صلى الله عليه وسلم ، وياليت الأستاذ يقدم مشروعا واقعيا لإدرة الأزمة الراهنة ، أما الكلام الشاعري والأحلام الوردية فلا تجدي ولا تنفع ، والحال كما نرى ونسمع ، والأحداث في تسارع وتتابع ، والأمور في تطور وتوتر ، بل إن مثل هذا الكلام غير الواقعي ليزيد أهل الإسلام تغيظا ، ويزيد إلى غضبهم غضبا ، أن يؤمروا وهم يرون ما يرونه من تنقص لرسولهم ودينهم بلزوم الهدوء ، والعفو عن المخطئ ، ودعوة المخالف بالكلمة اللينة ، والعبارة الطيبة ، وإن هذه لمحرمة لأهل الظلم والاعتداء من الكفار ، وفي ذلك يقول الرب في محكم التنزيل: (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) ، والقوم ظالمون ما في ذلك من شك ، فمن العجب أن يطالب الأستاذ المسلمين بهكذا مطالبات ، بل الأعجب أن يمارسه هو فانظر إليه وهو يردد صدى الاعتذارات الباهتة السخيفة التي تقدم بها القوم إلينا زاعمين أن حرية التعبير من قيمهم المقدسة ، وممارسته وفق ما يرونه حق مشروع لهم ، مع تأسفهم إن كانوا قد جرحوا المشاعر وأثروا في النفوس ، (لكننا لم نخالف القانون)!! ،
 يقول الأستاذ جمال:
(إن حديث رئيس الوزراء الدنماركي - والذي يتحمل بعضا من المسؤولية لرد فعله المتأخر والبارد - عن حرية التعبير وأنه لا يستطيع التدخل ضد صحيفة حقيقي وصحيح) ، هكذا الأمر إذن (حقيقي)! و(صحيح)! وقد علم العالم أجمع حقيقة حرية التعبير المزعومة هذه وأنها مخصوصة بأهل الإسلام ، وأن لغيرهم من القوانين ما يحميهم ويدفع عنهم الأذى ، أما محاولة الأستاذ للتدليس بذكر ما يمارس عندهم من إهانات لمقام عيسى عليه السلام مثلا ، فليس مما نحن فيه ، وفرق بين الأمرين كبير ، إن أزمتنا الآن ليست مع الصحيفة وحدها ، ليقال خطأ فرد أو أفراد لا يتحمل ولا يُحمل غيرها تبعة ذلك الخطأ ، وإنما الأزمة والإشكال مع الحكومة والشعب الواقف خلف الصحيفة كذلك، المشكلة في القانون الذي لا يرى فيما وقع من إهانة جريمة يعاقب عليها ، المشكلة في هذا التمنع من الدولة عن الاعتذار ، نعم إن ضبط كل تصرف ومنع كل إساءة غير مستطاع لكن المستطاع محاسبة المخطئ ، ومنع تكرر الإساءة ، ولو أن الحكومة الدنمركية اعتذرت في بادئ الأمر وقالتها صريحة إن ما وقع خطأ نعتذر عنه ، ونعد بألا يتكرر مرة أخرى ، لأُقفل الملف في حينه ونسي ولما عُلم به ، لكن المسألة أخذت بعدا آخر وصُعد الموضوع بعد أن ارتضوا هم أن يُصعدوه ، وإلا فليقل الأستاذ جمال هل ما وقع من مستشنع الإهانة لمقام عيسى والمذكور في مقاله كان محميا بقوة القانون ، ومبررا عند السلطة والدولة ، وأن الجمهور كانوا يرعونه ويحوطونه ويقفون من ورائه ، عندها سيستبين الفرق بين أزمتنا ، وما يريد أن يدلس به علينا.

وخلاصة الكلام أن افتعال الخصومات ، وتصفية الحسابات في مثل هذا الظرف الذي نعيشه غير جائز ولا لائق ، وكان الأولى بالكاتب أن يترفع عن هذه الهوة ، لا أن يؤدي دور الكاتب المستعلي على غيره والذي يرتضي لنفسه أن يكون في خندق ، والأمة كلها في خندق آخر ، ويرضى لها أن تكون في شق وليكن الجميع في الشق الآخر ، وإذا كان الكاتب مصرا على الكتابة بهذا النفس وذلك الأسلوب فليتوجه بكتابته إلى الأمة المعتدية على مقام النبي صلى الله عليه وسلم ، فهم أحوج لتوجيهه وقلمه ، وليعلم أن بضاعته هذه كاسدة عندنا ، وأنها محل المقاطعة ، وليتذكر أن السباحة ضد التيار يجب أن يكون نصرة لحق غاب عن الجمهور ، شفقة على الجمهور ، أما مصادمة الجمهور بالباطل فمؤذنة بسقطة ما لها من رافع ، وبتراجع ما له من دافع ، (ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت).

 

أعظم إنسان

  • اعرف نبيك
  • إلا رسول الله
  • الدفاع عن السنة
  • اقتدي تهتدي
  • حقوق النبي
  • أقوال المنصفين
  • الكتب السماوية
  • نجاوى محمدية
  • دروس من السيرة
  • مقالات منوعة
  • شبهات وردود
  • أصحابه رضي الله عنهم
  • أعظم إنسان