اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/mktarat/ramadan/790.htm?print_it=1

وانقضت الأيام المعدودات

أحمد على ماضى


بسم الله الرحمن الرحيم


ها قد انقضى رمضان فخاب وخسر من لم يغفر له وفاز الفوز العظيم من تنزلت عليه الرحمة ونال رضا الله سبحانه وتعالى .
انقضى الشهر وكأن الأيام كانت لحظات , تذكَّر ترقُّب الناس له , وتلهف المؤمنين إليه , وشوق الأبرار , واغتمام الفجار , واستعداد الصالحين والأخيار , وتراءى الهلال .
وكأن هذا كله كان لحظة وانقضت
وهكذا العمر يمر , فيربح فيه الكيِّس الفطن , ويخسر فيه من كان من نفسه قد غُبن .
أتذكر أيام الخيرات , وتنزُّل النفحات والرحمات والبركات , أتذكرشيوع الخيرات وانحسار الموبقات وقلة المنكرات .
أما تذكر ما عشت فى هذا الشهر من معالجة النفس من الآفات , وحثها على الطاعات والقربات , لنيل رضا رب الأرض والسماوات .
أما سمعت فى هذا الشهرالقرآن وذقت بسببه لذة الإحسان ووقوفك بين يدى الرحمن ترجو الرضوان ودخول الجنان وتحريم النفس على الحميم الآن .
أما وقفت الساعات الطوال بين يدى الكبير المتعال , وفى الصيف القصير الليال تاركا المنام ولذيذ الطعام زاهدا فى الشهوات معرضا عن المحاب راجيا محبة الملك العظيم ورحمة الرحمن الرحيم وفضل الرب الكريم .
كل هذا قد فات ولم يبق إلا الصحف , فيها الحسنات وفيها السيئات , فيها اليقظة والغفلات .
كل هذا قد فات , فات التعب والنصب والغفلة والكسل وبقى ما قد كُتب فى صحيفة العمل .
ذهب الجوع والعطش وبقى أجر مدخر لك عند ربك يوفيك إياه يوم تلقاه .
فضلا عما استشعره المسلمون من عون ربهم فى الصيام رغم طول النهار وشدة الحر .

فهلا انتبهت أخى
لم يبق إلا الحسرات , والسعى الحثيث لتدارك ما فات , والاجتهاد فى الطاعات و العمل للجنات .
فهلا انتبهنا قبل أن يأتى ملك الموت بقبض هذه الروح التى غفلت فى دنياها عما خُلقت له , أم أعددنا العدة ليأتيها وهى على طاعة ربها .
حكى بعض السلف عن إخوان لهم أنهم من شدة اجتهادهم فى طاعة الله لو قيل لأحدهم إنك ستموت غدا لما استطاع أن يزيد على طاعته شيئا .
وأحدنا لو قيل له ذلك ربما ما استطاع التعبد أصلاً .
نسأل الله العافية .

أخى ... انتبه ,
فالعمر قصير والزاد قليل والسفر طويل , فى الجنة أحسن المقيل , وفى النار الماء الحميم والعذاب الأليم والعياذ بالله تعالى .
قد انقضى رمضان وولى , وقد قيل فيه لشياطين الجن والإنس كلا وألف كلا , ونودى أن حى على الدرجات العلى .

أخى ..
رب رمضان هو ربك فى سائر العام , مطلع عليك أينما كنت , تقطع عبادتك ولا يقطع رزقك , يعافيك فتعصيه , يعطيك ما تسأل وما لا تسأل وتغفل عن شكره ,
إن عصيته ثم تبت غفر لك , وإن عملت قليلا قبل منك , وإن داومت شكرلك ,
ما أكرمك يا رب .
إن أديت الفريضة وتركت المعصية دخلت الجنة , وإن أتيت ما أتيت من النافلة حصلت درجاتها ونلت المحبة والحفظ من الرحمن .

أخى ؛
باب الطاعة والتوبة مفتوح , وخزائن الرب لا تنفد , فبعد الفرائض هاك النوافل , بعد صيام رمضان تجد الست من شوال وثلاثة أيام من كل شهر والاثنين والخميس وصيام يوم وإفطار يوم والمحرم وعاشوراء مع الذى قبله وشعبان وعشر ذى الحجة , والقيام ولو بعشر آيات والتنفل باثنتى عشرة ركعة غير الصلوات المفروضة تحصل بيتاً فى الجنة كل يوم , وبر الوالدين , والزكاة والصدقات والإنفاق فى سبيل الله , والمتابعة بين الحج والعمرة , والإحسان إلى عباد الله ومن قبل فى عبادة الله , وصلة الأرحام إلى غير ذلك من شعب الإيمان وخصاله وأبواب الخير والبر والجنة .
فضلاً عن الاستمساك بأوثق عرى الإيمان ,
والسعى لتحصيل ذروة سنام الإسلام .
استعن بالله ولا تعجز
لا تكن من الغافلين

وأخيراً
ليكن رمضان زادك إلى رمضان
كلما استحضرت ما كان فيه من الخير كلما ازددت فى الطاعة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر " رواه مسلم .
.......................................................
احتسب الأجر وقم بطباعتها ونسخها ونشرها . تقبل الله منا ومنكم
 

شهر رمضان

  • استقبال رمضان
  • يوم في رمضان
  • رمضان شهر التغيير
  • أفكار دعوية
  • أحكام فقهية
  • رسائل رمضانية
  • المرأة في رمضان
  • سلوكيات خاطئة
  • فتاوى رمضانية
  • دروس علمية
  • رمضان والصحة
  • الهتافات المنبرية
  • العشر الأواخر
  • بطاقات رمضانية
  • المكتبة الرمضانية
  • وداعاً رمضان
  • الصفحة الرئيسية