بسم الله الرحمن الرحيم

فلسطين ألم وأمل


الحمد لله وأشهد أن لاإله إلاالله وحده لاشريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وبعد:

إن السؤال الذي يتبادر إلى ذهن كل واحد من الغيورين على الأمة ومستقبلها اليوم هو فلسطين إلى متى؟ إلى متى هذه الجراح ؟ إلى متى هذه الأحزان ؟ إلى متى هذا الهوان ؟ وماذا علي أن أفعل ؟ وهنا بيت القصيد ماذا علي أن أفعل ؟ لاشك أن الحديث عن فلسطين حديث مكرّر .

واشعر عندما أتحدث عن فلسطين الحبيبة وأنا الذي أفردتها في ثلاث وعشرين خطبة أشعر كلما تحدثت عنها أنني أعزف لحنا جنائزيا سمعه الحاضرون أكثر من عشرة آلاف مرة ،سمعوه بآلات مختلفة وبطرق متعددة وفي أوقات ليست معينة ومع ذلك فالأمة في مكانها لاتتقدّم خطوة واحدة بل إنها تتراجع خطوات للخلف(على المستوى الرسمي طبعا أما على المستوى الشعبي فقد أحرزت الأمة خلال السنوات القليلة الماضية نصرا عجزت عنه الحكومات خمسين سنة)

صحيح أن قضيتنا ليس لها في التاريخ ولا في الفقه مثيل، ولقد حرص الفقه دائما في سمو لا يبارى على درء الحدود بالشبهات، على ألا يظلم بريئا ولو أفلت بسببه مائة فاجر. لكنه لم يتناول قضايا من تلك التي تواجهنا الآن.إنها الفتنة التي تموج كموج البحر كما قال سيدنا عمر رضى الله عنه وإنها الفتنة التي تدع الحليم حيران كما أخبر بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم ولكن مع ذلك فالطريق واضح لمن أراد السير (أدخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكّلوا إن كنتم مؤمنين) هذا هو الطريق معبّد واضح

هذا الطريق و ما سواه وساوس *** ترضي الجبان وتصنع الاعذارا
عظمت عليهم في الجهاد مطالب *** فاسترخصوها خطبة وشعارا

وهناك نقاط لابد أن يزداد وعي الأمة بها

أولا: لابد من الجهاد في سبيل الله إنّ الله تعالى كتب الجهاد على هذه الأمّة، وجعله فريضةً ماضيةً إلى يوم القيامة لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى قال تعالى (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين ) وقال تعالى (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها ) وقال عزوجل (أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير *الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ) وقال جل من قائل (وأعدوا لهم ماستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) وقال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين) وقال صلى الله عليه وسلم: ((إذا ضن الناس بالدينار والدرهم وتبايعوا بالعينة واتبعوا أذناب البقر وتركوا الجهاد في سبيل الله أنزل الله بهم بلاءً فلم يرفعه عنهم حتى يراجعوا دينهم)) رواه الإمام أحمد و قال صلى الله عليه وسلم: ((إن للشهيد عند ربه سبع خصال، أن يغفر له في أول دفعة في دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلّى حلية الإيمان، ويجار من عذاب القبر، ويأمن الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين من الحور العين، ويشفّع في سبعين من أقاربه)).الترمذي وابوداود وابن ماجه وروى أحمد بإسناد صحيح عَنِ عبد الله ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم: ((جُعِلَ رِزْقِى تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِى، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِى)) ثبت في الصحيحين وسنن النسائي والترمذي ومسند الإمام أحمد أن يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ سأل سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رضي الله عنه: عَلَى أَيِّ شَيءٍ بَايَعْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ؟ ‏ قَالَ: عَلَى الْمَوْتِ.

‏إذن لابد من الجهاد في سبيل الله عزوجل كي تبقى هذه الأمة موجودة على مسرح الحياة, ومن أعظم ما ابتليت به الأمّة في عصرنا الحاضر، غياب فريضة الجهاد في سبيل الله تعالى لفتح البلاد وقلُوب العباد والإثخان في أهل الكفر والإلحاد والعناد.وهانحن نحصد النتائج اليوم إذلالا لايشبهه إذلال وإنّ جراحات المسلمين لا تزال نازفة في شرق العالم الإسلاميّ وغَربه، ولا يكاد يلتئم جُرحٌ حتى يُثلَم جرح آخر هنا أو هناك وهاهي الأمم قد تداعت علينا من كل حدب وصوب يريدون أن ينهشوا لحم هذه الأمة كالذئاب تجتمع على الفريسة فصدق فينا قول رسولنا صلى الله عليه وسلم(( يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا أمن قلة نحن يومئذ يارسول الله؟ قال لابل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله الرهبة منكم من صدور أعدائكم وليقذفن في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يارسول الله ؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت)) هذا هو السبب ،هذا هو المرض الذي نعاني منه وهو الذي أوصلنا إلى هذه الأعراض التي نعاني منها، تسلط الأعداء علينا ليس هو المرض إنما هو أعراض المرض أما المرض الحقيقي فهو الذي شخّصه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله حب الدنيا وكراهية الموت وحتى نتخلص من هذا المرض ومن هذا الذل لابد لنا من العودة إلى كتاب ربنا وإلى سنة نبينا ولابد لنا من الإصلاح مابيننا وبين الله عزوجل، لابد لوشائج الألفة أن تعود مرة أخرى إلى حياتنا، لابد لنا من إيقاظ مشاعر الجهاد وحب الشهادة في نفوسنا لابد لنا من محاولة الجهاد في ميدان من الميادين المتاحة وماأكثرها فالجهاد يكون بالنفس ويكون بالمال ويكون بالكلمة ويكون بالمقاطعة ويكون بالدعاء ويكون بالإعداد المعنوي ليوم اللقاء وهاهم شباب الصحوة والجهاد يملؤون الميادين والثغور في فلسطين وأفغانستان وأندونيسيا والشيشان ترى الواحد منهم يمني نفسه ويؤمّل صاحبه في النصر والتمكين، ويشدّ على يديه مبايعاً على الصبر والثبات، فلا يهولهم جَلل المُصاب، ولا يسوؤهم الوصف بالعنف والإرهاب، ولا يزعزع عزائمهم سفك الدماء وتطاير الأشلاء، ما دام ذلك في سبيل الله، ابتغاءَ مَرضاته، ورَجاء جنته

ولستُ أُبالي حيـنَ أُقْتَـل مُسلمــاً على أيّ جنبٍ كان في الله مَصرَعي
وذلـك في ذات الإلـه وإن يشــأ يبارك على أجـزاء شِلـوٍ مُمَـزّعِ

وإذا كان الحقّ تعالى قد: (اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ) فلا فرق عند من باع نفسه لربّه، بين رصاصة يستقبلها في صدرِه مقبلاٍ غير مدبر، أو حزام ينسف به الأعداء وإن قطع النياط ومزّق الأشلاء، ما دام طعم الشهادة واحداً .روى النسائي وابن ماجه وأحمد والدارمي والترمذي بإسنادٍ صحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ الْقَتْلِ إِلاَّ كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَسِّ الْقَرْصَةِ)).‏

ثانيا: لابديل عن قتل اليهود ولو بعد ألف عام : اليهود هم القوم المغضوب عليهم الملعونون على لسان الرسل والأنبياء، قوم تفنن آباؤهم وأجدادهم في قتل الأنبياء والمرسلين وعرفوا على مر التاريخ بالإفساد والتخريب ونقض العهود، وصفهم ربهم تعالى وذكر بعض افتراءاتهم قائلاً في محكم كتابه: (وَقَالَتْ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ )واليهود وراء كل مصيبة في هذا العالم لقد تقاتل زعماء الشيوعية والنازية وغدر بعضهم ببعض وزجّوا بشعوبهم في حروب دموية كلفتهم ويلات لا تحصى، ثم اكتشفوا بعد فوات الأوان أنهم ليسوا سوى دمى تحركها وتسيطر عليها أصابع اليهود.واليهود هم الذين جرّوا الولايات المتحدة لحرب ألمانيا في عهد رئيسها ويلسون الذي وقع فريسة لأطماع المرابين اليهود. واليهود كانوا هم وراء الحرب العالمية الأولى والثانية قال هرتزل أبو الصهيونية: "نحن اليهود حينما نَغرق نتحول إلى عناصر ثورية مخرّبة، وحينما ننهض تنهض معنا قوتنا الرهيبة لجمع مال العالم في بنك اليهود". (قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) يبدؤون الحروب بالدعاية التي يوجهونها من بلد لآخر، وقبل الحرب يتاجرون بالسلاح والذخيرة ويثرون من وراء تلك التجارة، وأثناء الحرب نفسها يثرون من القروض التي يقدمونها للطرفين المتحاربين، وبعد الحرب يضعون أيديهم على جميع مصادر الثروة في البلاد". واليهود كانوا هم وراء الحروب الصليبية واليهود هم الذين أشعلوا الثورة الإنجليزية وهم الذين أشعلوا الثورة الفرنسية وذلك بعد أن قُدّمت دراسة يهودية عن الفوائد المادية الكثيرة التي حصلوا عليها نتيجة لإقامتهم الثورة الإنجليزية ومشت الثورة في الطريق المرسوم لها وتتابعت لصالح اليهودية العالمية وزُوِّرت الحقائق التاريخية، وسميت هذه الثورة اليهودية في حقيقتها بالثورة الفرنسية الكبرى. ووقعت فرنسا تحت تأثير اليهود بعد الثورة الفرنسية وصار اليهود يسيطرون على جوانب الحياة كلها في فرنسا ووصلوا إلى أعلى مراتب السلطة, هؤلاء هم اليهود داء مرير وشر مستطير لذلك نحن لايمكن أن نتصور أن يقوم بيننا وبينهم سلام أبدا ولايمكن أن تتهادن حضارتنا مع حضارتهم فحضارتنا ربانية إسلامية إيمانية نورانية وحضارتهم هي حضارة العجل والخنزير حضارة القتل والمسخ والتدمير ليس لهم عندنا أرض وليس لهم عندنا وطن وليس لهم عندناإلا السيف ومن قال إن اليهود أبناء عمومتنا ولن نتخلى عن السلام فنسأل الله عزوجل أن يحشره معهم .

ثالثا: النصر للإسلام والتمكين لهذا الدين: يجب أن يعلم المسلم أنه مهما ساء واقع الأمة وامتد كيد الأعداء فإن المستقبل لدين الله، والعزة لأوليائه، تشهد بذلك نصوص القرآن الكريم القطعية والأحاديث النبوية المتواترة، مما يبعث الأمل في نفس كل مسلم ويجعله واثقاً بوعد ربه مطمئناً بأنه على الحق مهما بلغت الأحوال والظروف قال تعالى( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) وقال تعالى( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمْ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُم الْغَالِبُونَ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ليبلغنَّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًّا يعز الله به الإسلام وذُلاً يذل الله به الكفر))، وأخبر صلى الله عليه وسلم قائلاً: ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحقّ، لا يضرّهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك)) أخرجه مسلم.

إن المسلم حين يطرق سمعه هذا الوصف ليتمنى من أعماق قلبه أن يكون من هذه الطائفة، وأن يضرب معها بسهم في نصرة دين الله وإعلاء كلمته، فتتحول هذه الأمنية وقوداً يشعل في نفسه الحماسة والسعي الدؤوب للدعوة لدين الله على منهج الطائفة الناجية أهل السنة والجماعة. ويقول صلى الله عليه وسلم: ((بشّر هذه الأمة بالسناء والنصر والتمكين)) أخرجه أحمد وابن حبان والحاكم وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي أما اليهود الأنذال، هؤلاء الذين أذاقوا المسلمين الأذى فإن لهم موعداً مع هذه الأمة المحمدية، يقول صلى الله عليه وسلم: ((لا تقوم الساعة حتى يُقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود)) أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية أخرجها البزار في مسنده بإسناد حسن: ((أنتم شرقي النهر، وهم غربيه)) فكأن المصطفى عليه الصلاة والسلام حدد تماماً موضع المعركة ،وهذا من علامات نبوته عليه الصلاة والسلام أما من تخلى عن العمل معتمداً على هذا الوعد الكريم منتظراً انتصار الإسلام وعزة المسلمين دون أن يبذل ويشارك هو في السعي إلى نصرة الدين فقدأخطأوجانبه الصواب وإن وعيد الله تعالى قريب، استمعوا إلى هذه الآيات وتأملوا فيها(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ )

رابعا : ثلاث رسائل نوجهها لجهات مختلفة:

الرسالة الأولى للأمة : لماذا نطيل الكلام.. القضية واضحة (قاتلوا الذين كفروا كافة كما يقاتلونكم كافة).. انتهت القضية!!.قاومي ياأمة، ياأمة الصديق وخالد والقعقاع وصلاح الدين ياأمة الرشيد والمعتصم ونور الدين ياأمة الخنساء وأم نضال فرحات وآيات الأخرس ياأمة القسام وخطاب وباسييف ياخير أمة أخرجت للناس قاومي لاتستسلمي فالنصر للمؤمنين (ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)

الرسالة الثانية إلى كل من وسّدت إليهم أزمّة الأمور في هذه الأمة : يقول الله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أتيت بالبراق وهو دابة أبيض قال: فركبته حتى أتيت بيت المقدس، قال: فربطته بالحلقة التي تربط الأنبياء.ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت)) رواه مسلم.وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا والمسجد الأقصى))إن حكام إسرائيل يقولون : إن كان من الجائز أن تتنازل إسرائيل عن تل أبيب فليس من الجائز أن تتنازل عن أورشليم القدس، ياهل ترىماذا أنتم قائلون؟ ونذكركم بقول رسول الله عليه الصلاة والسلام ((ما من امرئ يخذل مسلماً في موطن ينتقص من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته)) ونقول لهم أيضا يقول عليه الصلاة والسلام ((المؤمن مرآة المؤمن، المؤمن أخو المؤمن يكف عنه ضيعته ويحوطه من ورائه)). ونقول لهم كونوا مع أمتكم في السرّ والعلن أو أو.... نرجوكم إرحلوا عنا!!!!!!!!!!!!!!!

الرسالة الثالثة إلى شهداء فلسطين: سامحونا نحن الذين سكتنا دهرا نحن الذين عبرنا الكلمات كلّها كي لا نقول شيئا .. كي لا نقف في الصفوف الأمامية خوفا من موتٍ يرافق خطانا .. سامحونا أيها الطالعون من الصمت .. الصارخون بالشهادة أيها الغاضبون / الثائرون / كيف استطعتم زلزلة تاريخنا المكتظ بالغموض و بالصواعق? ..

كيف ملأتم فراغاتنا باليقين ؟ كيف استطعتم استدراجنا إلى هذا المدى المفتوح على دمكم لنعرف حدود خياناتنا الطويلة، و ما اقترفناه في حقكم من الذنوب و من الآثام ، كيف؟

سامحونا أيها الأطفال الأبطال الشهداء/الأبرار سامحونا لن يكفي الدهر كي يغسل خطايانا لن تكفنا اللغة كي نعتذر لكم واحدا واحداً يا أحبابنا الموتى / الأحياء سامحونا هـانحن .. عجزنا عن العودة إلى نقطة الصفر لأننا لم نكن إلا الصفر المكرر في معادلة انتم أبطالها يا أهل الثورة و النخوة في زمن الدعارة و الخيانة سامحونا .. سامحونا .. سامحونا ..

محمود الدالاتي

الصفحة الرئيسية      |      فلسطين والحل الإسلامي