صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







النصر لأسطول الحرية

الحسين باللعزيز
إمام وخطيب بهولندا


الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد :
لآشك أن ما يحاك للمسليمن في الشرق والغرب ، هو نتيجة تقصيرنا وتفريطنا في جنب الله سبحانه وتعالى و الإقتداء بنهج سيدنا رسول الله،لذلك نجد أن آلام المسلمين قد كثرت - تفاقمت - ووصلت إلى منتهاها ، فدماء سفكت وأعراض انتهكت ، ناهيك عن الخوف والرعب وإخراج الناس من بيوتهم بغير حق ، ولا أريد أن أتعمق في ذكرها ، لأنها معروفة عند العام والخاص ، من لم يشعر بمرارة هذه الآلام فليس بمسلم ، ومن لم يستحضر هذا الهم والكرب والفزع والإذلال والقصعة المستباحة ، ليس من أبناء الأمة المختارة ،فيجب أن نحكم عليه بأنه مفصول العضو والجسد ، أو بصيغة أخرى أنه ميت الروح والشهامة ،فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول \" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى \" فالذي يجب علينا هو ، أن نكون يقضين متعاونين ، لايجوز البقاء في البيت والاطمئنان على أولادنا دون النظر لما يجري في هذا العالم ، وما يكيل له ، بل علينا كأفراد و مجتمعات التملص من انانييتنا و تبني القضية قالبا و مضمونا و الا فالدور آت علينا لا محالة.
أسطول الحرية حقق نصرا عظيما وفضيحة لأسرائيل ولعملاءها ، فهذا الأمر يستدعي منا التفضل بشكر هؤلا الأبطال الذين بذلوا أرواحهم لله وفي سبيله ،لو خيروا بين الشهادة والعودة للوطن لختاروا الشهادة ، فهذا الأمر بلا شك مفخرة لصحوتنا ولمجتمعاتنا الإسلامية. فالذين ركبوا قارب النجاة ليس في مخيلتهم كسب الشهرة ، أو در مادي ، وهم لايريدون جزاء ولا شكورا ، بل حاولوا أن ينتهزوا فرصة الابتعاد عن المصالح الشخصية ، والمنافع الدنيوية ، كما تهرب الفريسة من الذئب ،وهذا بلا شك ملحوظ وواضح للعيان ،وهم يملكون قوة إيمانية تحجزهم عن هذه السفاسف .
إن العدو الداخلي والخارجي لنا بالمرصاد ، حاول أن يطمس قضية الأسطول لمن يأبى الله ، إلا أن يفضحهم أمام العالم ، لكن الذي يحوز في الصدر هو التخاذل الذي تبنته الجامعة العربية ، أنها لم تعقد ولو مجلسا من أجل الاستنكار ، والخروج من مبادرة السلام ، ونجد من ليس من العرب ، من استنكر وساهم بفلذات كبده - و ساهم بطريقة أو بأخرى-،في سبيل رفع الحصار عن غزة ، ذلك هي تركيا المجاهدة البطلة التي قال ممثلها ، لن ندير ظهورنا لأسرائيل ، \" ألا إن نصر الله قريب \" .

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
فلسطين والحل
  • مقالات ورسائل
  • حوارات ولقاءات
  • رثاء الشيخ
  • الصفحة الرئيسية
  • فلسطين والحل