صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







يا نتنياهو .. "الأيام المظلمة" لم تأت بعد

زياد آل سليمان


لا تزال نتائج وتداعيات جريمة الجيش الصهيوني على سفينة "مرمرة" وأسطول الحرية تتتابع وتتوالى، وبنظرة أشمل للحدث نُدرك أن تلك التداعيات والنتائج كانت لها مقدمات وعوامل ساهمت في هذا التفاعل الكبير، منها: الحرب على قطاع غزة، وحصاره الظالم.

ولا شك أن نتائج العدوان على "مرمرة" كثيرة ومتعددة، إلا أن هنالك جانباً مهماً ينبغي التنبه له، ألا وهو جانب الملاحقة الدولية، وإن شئت فقل: الحصار الدولي. صحيح أن الكيان الصهيوني لا يزال يُحاصر غزة، إلا أنه وبصورة أو بأخرى يتعرض لحصار عالمي تتسع دائرته مع كل جريمة يرتكبها.

هذا الحصار العالمي جعل الرئيس الصهيوني "شمعون بيرس", يشعر بالقلق على مستقبل الكيان لتدهور الوضع السياسي وتدني منزلته في المجتمع الدولي، وبات يخشى من تحول المقاطعة التلقائية للكيان إلى مقاطعة اقتصادية منتظمة.

أما رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" فلم يكن رأيه بعيداً عن "بيرس"، حيث قال في اجتماع لكتلة حزب "الليكود" الذي يتزعمه في الكنيست: "إن أياماً مظلمة قادمة على المنطقة"، وطالب الصهاينة بـ"الاستعداد لمواجهة مفاجآت قد تأتي من حلفاء إسرائيل", على حد تعبيره. ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن نتنياهو القول: "إن تشكيل لجنة التحقيق في حادث سفينة مرمرة سيكون في مصلحة (إسرائيل) وليس ضدها، وعمل هذه اللجنة سيدعم قدرتنا على القتال في الساحة السياسية الدولية"، محذّراً من أنه "إذا لم نفعل شيئاً فإنني أفترض أننا سنواجه مشاكل أسوأ في العالم".

في تقديري أن من أهم تداعيات ونتائج تلك الملاحقة الدولية، هي ملاحقة القادة، وبشكل خاص القادة العسكريين، تلك الملاحقة جعلت من وزير الحرب الصهيوني "أيهود باراك" يلغى زيارته إلى فرنسا يوم الأحد 13-6-2010م خشية تعرضه لملاحقة قانونية من قبل نشطاء فرنسيين شاركوا في "أسطول الحرية"، حيث هددوا باللجوء إلى محكمة العدل الدولية في "لاهاي" لمقاضاة الكيان على ارتكابه جريمة حرب.

إن قادة الاحتلال ليس بمقدورهم حماية أنفسهم، إنهم يلغون الكثير من برامجهم وزياراتهم خشية الاعتقال والملاحقة القضائية، وما يظهره الإعلام هو جزء من هروب القادة واختفائهم، ولنا أن نتخيل حال جنود الاحتلال في المعارك والمهام القادمة، سوف يتساءل الجندي الصهيوني: من يحميني أو يدافع عني؟
كل الدول والشعوب تفتخر بجنودها وتظهرهم بمظهر الأبطال، عدا هذا الكيان فهو يُخفي أسماء جنوده وقادتهم المشاركين في عمليات الاغتيال وغيرها، إنه يظهر بعض مشاهد اقتحامهم لـ"مرمرة" ويُخفي وجوههم.

إن التمرد على الأوامر سيصبح ظاهرة متفشية في الجيش الصهيوني، وإن كانت تلك الظاهرة قديمة، وأسست لها جمعيات ومنظمات أهلية، بالرغم من محاولة الجيش إعلان الحرب عليها، إلا أن تلك الأحداث والمواقف تعيدها من جديد وبصورة أكبر، وها هي إذاعة الجيش تذكر أن قائد لواء النخبة في الجيش الصهيوني "غولاني" قد أقال قائد صف يخدم على حدود غزة؛ لأنه لم يستجبْ لأوامر الانقضاض على ثلاثة فلسطينيين كان يعتقد أنهم مسلحون اجتازوا الجدار الفاصل بالقرب من معبر كيسوفيم، ومن التوضيحات الأولية تبين أن عددًا من مقاتلي غولاني وعلى رأسهم القائد المقال لم يساعدوا زملاءهم في سلاح المدرعات الذين طلبوا مساعدتهم كي ينقَضُّوا على الفلسطينيين.

إن الأيام المظلمة التي ستحل على الكيان لم تأت بعد، وإن هذه الأحداث هي مقدمات لتلك الأيام -بإذن الله، وإنني أوجه رسالة لكل الإعلاميين بضرورة إبراز ظاهرة هروب القادة وإلغاء سفرهم ورحلاتهم، وإيصال تلك الرسالة بالصورة والترجمة لجنود الاحتلال والصهاينة، فهم من أشد الناس حرصاً على حياة! ولتكون جزءًا من الليل المظلم الذي سيداهم الكيان، والصباح المنير الذي سيشرق على القدس وما حولها.


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
فلسطين والحل
  • مقالات ورسائل
  • حوارات ولقاءات
  • رثاء الشيخ
  • الصفحة الرئيسية
  • فلسطين والحل