اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/mktarat/flasteen/117.htm?print_it=1

أبا خالد .. لا نعزيك

زياد آل سليمان


كشفت القناة الثانية في التلفزيون الصهيوني صباح الاثنين 14/1/2008م أن جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" قرر إقامة وحدة خاصة للحرب النفسية ضد حركة (حماس)، وذلك في برنامج "هذا الصباح" حيث أكد المراسل العسكري للقناة "أن الشاباك قرر إقامة وحدة خاصة للحرب النفسية ضد حماس، والتي هي قائمة بالفعل ومنذ فترة طويلة".وأضاف مراسل القناة أن هذه الوحدة تقوم بتتبع المكالمات الهاتفية والخلوية من قيادات حركة حماس، ومن زوجاتهم، ودراسة محتواها، ومن ثم الاستفادة منها في الحرب ضد الحركة. لافتاً إلى أن الشاباك سيقوم بنقل تلك الأخبار إلى الجهات الإعلامية في السلطة، لتقوم بدورها بنشرها على المحطات الإخبارية والتلفزيون الفلسطيني لإيصالها للجمهور بهدف زعزعة الثقة بين الجمهور الفلسطيني والعربي وقيادات الحركة.

وكانت قيادة رام الله قد أنشئت مكتباً إعلامياً بهدف التحريض على حركة حماس، بالإضافة إلى تهديد المراسلين والصحفيين، وبحسب ما ذكرت المصادر المقربة من قيادات في حركة فتح، فإن المكتب الجديد يهدف إلى التشهير بحكومة هنية وبقيادات حركة حماس السياسية والعسكرية، وافتعال الأكاذيب الإعلامية، وتأليب الرأي العام الفلسطيني على حركة حماس، ونشر الشائعات التي تبين أن حركة "حماس" تعاني أزماتٍ داخليةً عميقة.

حقيقة إن هؤلاء القوم قد ضلوا ضلالاً مبيناً، فالأراجيف والأكاذيب لا يمكنها أن تمحو الحقائق على الأرض، فعندما كان الدكتور المجاهد محمود الزهار وزيراً للخارجية أشاع المرجفون نبأ تعيينه ابنه مديراً عاماً في الوزارة، وتدور الأيام لينال نجل الدكتور الزهار حسام 21 عاماً الشهادة في سبيل الله، ليلحق بشقيقه خالد الابن البكر للدكتور الزهار الذي اغتاله الصهاينة قبل زواجه بيوم.
ليس أبلغ من دماء الشهداء بلونها الأحمر الناقع إذ تسيل على ثرى تلك الأرض المباركة فلسطين، ليس أبلغ من الرسائل التي تحملها، ليس أبلغ منها كاشفة لسوءات الجالسين على طاولات المفاوضات، ليس أبلغ منها مدمرة كل المؤتمرات التآمرية على المقاومة، ليس أبلغ منها تمحو آثار كل قدم حاقدة وطئت الأرض المقدسة، ليس أبلغ منها تكذيباً لوسائل الإعلام المرجفة، ليس أبلغ منها وقوداً للمعركة، ليس أبلغ منها تحريضاً للمجاهدين على المضي في طريق ذات الشوكة، قال تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (سورة آل عمران:169-170) .

أبا خالد .. نحن لا نعزيك بل نهنئك فكما قلت يوم استشهاد خالد: "لقد زف إلى عروس خير من عروسه ودار خير من داره"، فإنا نسأل الله أن يكون حسام كذلك، فقد قال الصادق المصدوق صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَيَأْمَنُ مِنْ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنْ الْحُورِ الْعِينِ وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ".

أبا خالد .. أنتم اليوم تكتبون التاريخ الناصع للأمة وترسمون المستقبل المشرق لها وتحيون الأمل في نفوسنا، وتقدمون الأمثلة العملية للقادة الذين يتقدمون الجند في الميدان، وأما المجاهدون فلم ينسوا شيخهم الياسين ولا الرنتيسي ولا أبو شنب ولا غيرهم من الشهداء والأرامل والأيتام، وأفعالهم هي التي ستشفي نفوسنا جميعاً وتذهب غيظ قلوبنا وتخزي القوم الفاسقين، قال تعالى: {
قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ* وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
 

فلسطين والحل
  • مقالات ورسائل
  • حوارات ولقاءات
  • رثاء الشيخ
  • الصفحة الرئيسية
  • فلسطين والحل