صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







ياسين لم يعد مقعداً بعد اليوم!!

أحمد حمدان

 
الألم الذي أصابني لسماع ذلك الخبر، الحزن الذي اعتصر به فؤادي، الدموع التي جادت بها عني، الآهات التي غصت بها نفسي، هذه كلها و أضعافها و أضعاف أضعافها لا تعبر عن جزء يسير مما أكنه لذلك البطل النوراني من المحبة و التقدير.

والله ما ضر أبا محمد ما أصابه، أحب لقاء الله و طلبه، فأحب الله لقاءه ورزقه.جاءته عطية المولى عند داره و بعد أداء فرضه فأي ميتة أفضل من هذه بالله عليكم. نحسبكم يا شيخنا تنعم الآن في الجنان- و الله على كل شئ حسيب-.

عذراً يا شيخنا إلم نتأثر لفقدك، أو نحزن لمصابنا بك، فنحن مشغولون!! وصلنا الخبر و لكننا للأسف لم نجد الوقت الكافي للوقوف معه و التأمل فيه.لدينا أولويات كثيرة؛ فنحن الآن بصدد حشد أكبر عدد من الأصوات لترشيح نخبة من الأبطال الذين تعتمد عليهم الأمة في مثل هذه الأوقات العصيبة!!كما أننا نتأهب هذه الأيام للمعركة الفاصلة مع أعدائنا ضمن مجالات مصيرية و جوهرية كالغناء و التمثيل و الرقص و مختلف فنون التعري عن الأخلاق و المبادئ!!

لعل من المضحك المبكي أن تتحرك الدول الأوروبية و اليابان و غيرها لاستنكار الجريمة إحساساَ منهم بمكانة الشيخ و فداحة الخطب على الأمة الإسلامية و يبقى عدد من المسلمين منهمكين في أولوياتهم المزعومة و مشاغلهم الكبيرة بعيداً عن الموضوع حتى أن أحدهم لم يكلف نفسه مجرد الإنصات إلى حديث عابر عن الشيخ في إحدى وجبات الأكل حرصاً على استغلال الوقت بالمفيد فيما يبدو!!و لعل نظرة سريعة حولك تقارن فيها عدد المتعاطفين مع حلقات الجمعة المخزية و عدد المتأثرين بالحداثة يعطيك تصور واضح عن مدى ارتفاع القمة التي و صلنا إليها- والحمد لله على كل حال-!!!

لقد اقعد الشيخ عن الحركة منذ أن كان ابن ستة عشر عاماً، و عاش آخر سنوات حياته و هو لا يستطيع أن يحرك أي جزء من جسمه، ولا يرى إلا قليلاً، ويعاني من ضعف حاد في السمع، والتهاب مزمن في الرئة، وأمراض أخرى.كان الجسد باختصار قد أشرف على الهلاك، لكن روح الشيخ لم تكن مقعدة أبداً!! لقد حلق ياسين المقعد عالياً جداً حتى بدا واضحاً في السماء للعالم أجمع. الألوف التي خرجتها حماس تجاهد، والأبطال الذين حفظوا للمسلمين بقية ماء الوجه في فلسطين كلهم ثمرات قليلة من غرس شيخنا الفاضل؛ نعم لقد قتل ياسين مئات اليهود الأنجاس وهو لم يغادر كرسيه المتحرك، وحصد الملايين من الحسنات وهو في بيته، ثم توج بطولته و مسلسله النضالي بشهادة غالية تضمن له حياة أخرى لا شلل فيها و لا مرض ولا كدر:(و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون). ياسين لم يعد ! مقعداً بعد اليوم.

ترى هل يعي المسلمين مخططات اليهود؟ هل يستيقظوا من غفلتهم؟ أم أنهم سينتظرون إلى أن يهدم اليهود الأقصى أو يجتاحوا البقية الباقية من أراضي المسلمين!!

أنا لم اكتب هذا المقال بقلمي لكن كتبه قلبي بمداد دمعي على صحيفة من كبدي، كنت أتمنى أن ألقى الشيخ قبل وفاته و اجلس إليه لأرى بعيني كيف تكون الهمم؟ وكنت أظن ذلك قريب المنال و لكن قضاء الله حال فالله المستعان.

ولكني أقول: ابشر ياشيخنا فقد أحييت بموتك الكثير من المشاعر،وأدرت بخاطري الهواجس – فسبحان من نفع بك الأمة حال حياتك و حال موتك- و إنا إن شاء الله على طريقك سائرون و بك لاحقون و إلى المولى ملتجئون دعاؤنا في كل حين.

اللهم اسفك دمائنا في سبيلك

الظهران
Abuhamzah_1@hotmail.com
2/2/1425 هـ
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أحمد ياسين
  • مقالات ورسائل
  • حوارات ولقاءات
  • رثاء الشيخ
  • الصفحة الرئيسية
  • فلسطين والحل