اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/mktarat/flasteen/019.htm?print_it=1

((من أصابته مصيبة فليتذكر مصيبته فيّ))

عطاء

 
 الحمدلله وكفى وسلامٌ على عباده الذين اصطفى...

وبعد..
فإنه قد شقّ على نفوسنا خبر استشهاد وموت المجاهد في سبيل الله نحسبه كذلك والله حسيبه/ الشيخ أحمد ياسين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وجعل له من النزل عنده خير من هذه الدنيا ومافيها..

لكنني رأيتُ من الأحبة ضعفاً وخوراً وأعمته المشاعر والعواطف عن قبول أقدار الله وتلقيها بنفسٍ راضية مستسلمة مؤمنة عالمة أنّ من وراء أقداره حكمة وعلم..
أحبتي...
لحظات الحزنِ لحظات ضعف..قد يستجرينا الشيطان أن نقول بقول لايرضاه الله ...وقد يكون من أسباب سخط الله ...
لكنني أذكركم أن من كان يعبد أحمداً فإنّ أحمداً قد مات ومن كان يعبد رب أحمدٍ فإنه حيٌ لايموت..
إياكم والغلو..فإنه عبدٌ لله عطر الطريق بدمائه في سبيل الله..
ومن شقت عليه المصيبة وطاش عقله..
فليتذكر من هو أعزّ منه بأبي هو وأمي محمد بن عبدالله صلواتُ ربي وسلامه عليه..كل من مرت به مصيبة فليتذكر كيف تغير الزمان ووجه الزمان لمّا مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعده أقل مصاباً على نفوسنا...لأن طريقنا لن يتوقف بموت أحدِ ولابحياته..
أحبتي في الله..
قد هال كثير المصاب فظنّ أن الخير قد اندرس وأنّ الشر قد عمّ وفشا فأخذ يطلق ألفاظاً ليس فيها نصح لله ولا لدينه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الدين النصيحة . قلنا لمن يارسول الله؟؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)) رواه مسلم..
فلننصح لدين الله ولعباد الله ..ولتذل ألسنتنا بما يرضي الله ولنكن ثابتين راسخين لايستجريننا الشيطان فنقول قولاً قد نهلك  به..ولنعلم أن ّ الله هو الذي يقدّر المقادير ويجريها فلنستسلم لأقداره ولايعني استسلامنا خنوع أو خضوع..بل هو طاعة وانقياد .
عودوا أحبتي بالذاكرة..كم من العلماء عذّب وسلخ جلده عن عظمه وطاف به أعداؤه في الطرقات..هل ضرّ الإسلام شيء..؟؟
هل توقف دين الله؟؟
مازاد الأمة في زمانه إلا ثباتاً ورسوخاً على منهج الله..
دعوا عنكم العواطف غير المنضبطة...
ولنوقد من أحزاننا أمل الغد..
لنصنع من ضعفنا قوة..
هذه الأشلاء التي تناثرت على طريق الجهاد في سبيل الله رسمت بدمائها سبيلاً لكل من أراد السير في الطريق نفسه
جاهدوا هذه النفوس...جاهدوا أهوائها..ماذا يصنع نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم وكل من سار على سبيله من العلماء
والشهداء والصالحين والصديقين بعواطفكم المتقدة وتباكيكم أتراكم تصنعون نصراً من تلك الدموع..
يامن حزنتم..وبكيتم
أرجوكم أبكوا على أنفسكم..وقد هالها طريق الله فلم تستطع أن تتخلى عن شهوات أقامت في النفوس فأبت مغادرة..
يامن حملتم الحس الإيماني..
لانريد دموعاً نصنع بها النصر...ولكن نريد إرادة جبارة تجعلنا نصلح مابيننا وبين الله كي يعدنا للنصر...فنكون بإذن الله جيل النصر لنتواصى على الخير..ولننبذ شهواتنا وراء ظهورنا..ولنبتسم للغد فالنصر آتِ ولابد....
 

أحمد ياسين
  • مقالات ورسائل
  • حوارات ولقاءات
  • رثاء الشيخ
  • الصفحة الرئيسية
  • فلسطين والحل